كونوا قدوة يُحتذى بها لابنكم

بصفتكم والدين، لديكم دور هامّ جدّا في حياة ابنكم - حتى إن لم تنتبهوا إلى ذلك دائما. تُوجه أقوالكم وأعمالكم سلوك ابنكم، وكذلك توجهاته ووجهات نظره في الحياة على الأمد الطويل.

كونوا قدوة يُحتذى بها لابنكم

عندما كان ابنكم أصغر سنا، كان عليكم أن تحددوا أسسا للسلوك المستقبلي، مثل التعاون مع الآخرين، وأن تعلّموه كيف عليه اللعب عامة واللعب وفق الدور خاصة. أما الآن بعد أن أصبح أكبر سنا، يستطيع أن يبدأ بتحمّل المسؤولية حول سلوكياته، ولكن ما زلتم تُشكّلون قدوة هامة يجدر به أن يحتذي بها.

يُوضّح توجهكم لابنكم كيف عليه أن يتصرف. مثلا، الطريقة التي تواجهون فيها المشاعر مثل الإحباط والتوتر تؤثر في الطريقة التي يضبط ابنكم وفقها مشاعره. الأطعمة التي تتناولونها، حجم النشاط الجسدي الذي تمارسونه، وطريقة اهتمامكم بأنفسكم – تؤثر كل هذه الأمور في ابنكم.

أقوالكم هامّة جدا أيضا. بهدف مساعدة ابنكم على مواجهة سلوكه والتحكّم فيه، أخبروه كيف يؤثر في الأشخاص الآخرين. كذلك، يمكن أن تستخدموا الادعاءات والأمثلة الأكثر تعقيدا، وتتحدثوا عن الفوارق بين ما هو صحيح وغير صحيح. والآن بعد أن أصبح ابنكم قادرا على تطوير القدرة على فهم تجارب ومشاعر الآخرين من حوله، آن الأوان الأفضل للتحدّث عن ذلك.

نصائح لمثال شخصيّ

  •  دعوا ابنكم يكون مشاركا في النقاشات العائلية، اتخاذ القرارات، وتحديد  القواعد والتوقعات. هكذا تساعدونه على فهم كيف يستطيع الأشخاص تدبّر أمورهم والعمل معا.
  •  لا تنهَ عن فعل وتأتيَ مثله! ينتبه الشبان جيدا عندما لا تفعلون ما تقولونه!
  •  اتبعوا نمط حياة صحيّا: تناولوا طعاما جيدا ومارسوا الرياضة بشكل ثابت. حاوِلوا ألا تُبدوا ملاحظات سلبية تجاه جسمكم -وجسم الآخرين. لا تهتموا بأن تتمتعوا بصحة جيّدة فحسب، بل انقلوا أيضا رسالة هامة لابنكم حول النظرة الذاتية وقبولها.
  •  دعوه يُلاحظ أنكم تتمتعون بالتربية والتعلّم. عندما تتعاملون مع التعلّم على أنه مهمة هامة وممتعة، وليس مثيرا للغضب، من المُرجح أن يُنمي ابنكم توجها إيجابيا نحو المدرسة.
  •  اتبعوا توجها إيجابيا – فكّروا، تصرّفوا، وتحدّثوا بتفاؤل.
  •  تحمّلوا مسؤولية أنفسكم، اعترفوا بالخطأ الذي ترتكبونه، وتحدّثوا عن طريقة تصحيحه. عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، فلا تتهموا الآخرين أو الظروف.
  •  استخدموا مهارات حلّ المشاكل لمواجهة تحديات أو مشاجرات بهدوء ونجاعة. يُشجع الغضب والسخط ابنكم على الرد بالطريقة ذاتها.
  •  تعاملوا بتهذيب واحترام مع الآخرين.

كيف يمكن أن تؤثروا في ابنكم البالغ

رغم أن ابنكم أصبح في سنّ المراهقة، ما زلتم تُشكّلون نموذجا هاما للتقليد. تشير الأبحاث التي أجريت مؤخرا إلى أن الشبان يبقون قريبين من ذويهم، وأنهم يُقدّرون رأيهم، ويعملون بموجب نصيحتهم ودعمهم الجيد. صحيح أن أصدقاء ابنكم يؤثرون فيه جدا في سنّ المراهقة، ولكن تأثير الوالدين والأصدقاء يظهر في مجالات مختلفة.

بصفتكم والدين،  أنتم تؤثرون في القيم الأساسية لدى ابنكم، مثلا، المُعتقدات الدينية أو ما يتعلق بمستقبله، كاختيار مجال تعليمي لاحقا. كلما كانت علاقتكم بابنكم أقوى تؤثر فيه أكثر. يؤثر أصدقاء ابنكم في تصرفاته اليومية، مثلا في الموسيقى التي يستمع إليها، الملابس التي يرتديها، أو إذا ازعج شخصا ما أو تعامل بهجومية.

يحتاج ابنكم المراهق أن تحافظوا على علاقتكم به وأن تعرفوا ما يقوم به. يمكن أن تهتموا به وأن تسألوه كيف يقضي أوقاته مع أصدقائه، وكذلك أن تشجعوه على ممارسة النشاطات الجماعية. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال الخصوصيّة، المراقبة، والثقة.

أسلوب الأبوة والأمومة

تشير الأبحاث إلى أن الشبان الذين يُبدي والدوهم  سُلطة –  يُظهرون ثباتا فيما يتعلق بالحدود، ولكن يبدون دفئا ومحبة في الوقت ذاته، ويفهمون حاجة ابنهم إلى أن يكون مستقلا – يتأثرون أقل بالضغط الجماعي السلبي، ويتأثرون أكثر إيجابيًّا –  مثلا، بالنجاح في المدرسة.

هناك احتمال عالٍ أن يكون الأولاد الذين والدوهم متسامحون (يتعاملون بمحبة مع أولادهم، ولكن يضعون القليل من الحدود أو لا يضعونها أبدا) أو سلطويون كثيرا (يميلون إلى السيطرة على أولادهم بشكل مُبالغ فيه، ولديهم توقعات عالية من أولادهم أن يعملوا وفق القواعد والتعليمات التي يحددونها)، شبّانا يميلون أكثر إلى التصرف بشكل سلبي.

تأثيركم في صداقات ابنكم

عندما كان ابنكم في جيل أصغر، من المُرجح أنه كان لكم تأثير ما في الأصدقاء الذين تعرّف إليهم، لأنكم أنتم وجهتموه للتقرّب إلى أولاد مُعيّنين والابتعاد عن الآخرين، وهكذا حدّدتم النشاطات الاجتماعية التي يُشارك فيها.

في جيل المراهقة، ما زلتم تؤثرون في الصداقات التي يُنميها ابنكم، حتى إن كان ذلك بشكل غير مباشر. أنتم الذين تُحدّدون توجه ابنكم وقيمه، ويؤثر ذلك بدوره في اختيار أصدقائه. نفكّر أحيانا أن الشبّان يتشابهون فيما بينهم، ويؤثرون الواحد في الآخر. ولكن السبب الرئيسي لذلك هو أن الشبّان يختارون الارتباط بأصدقاء يشبهونهم.

حتى إذا كنتم راضين عن اختيار ابنكم لأصدقائه، ستكتشفون أحيانا أن تأثيرهم لا ينسجم مع ما تفكّرون به. قد يؤثر الأصدقاء واحدهم في الآخر، وهذا ما يحدث، ولكن قد تؤدي ممارسة الضغط الاجتماعي على ابنكم إلى أن يختبر مجالات سلبية كالتدخين، استهلاك الكحول، المُخدّرات، وغيرها.

تأثيركم في ابنكم على استهلاك الكحول وتعاطي المُخدّرات

قد تكونون قلقين حول كيفية مواجهة ابنكم الضغط الاجتماعي لتجربة أمور مثل استهلاك الكحول وتعاطي المُخدّرات. ولكن لا يؤثر في ابنكم أصدقاؤه فحسب في هذا المجال – بل ما زلتم تؤثرون فيه كثيرا أيضا. من المُرجح ألا تنجحوا في منع ابنكم من تجربة استهلاك الكحول، ولكن يُمكن أن تُشكّلوا قدوة شخصية له وأن تساعدوه على معرفة كيف يمكن تطوير عادات آمنة. تؤثر طريقة استهلاككم للكحول وتوجهكم حول استخدام المُخدّرات في توجه ابنكم وسلوكه. فكّروا في الرسائل التي تنقلونها له عندما:

  •  تستهلكون الكحول أحيانا.
  •  تتناولون المشروبات يوميا.
  •  تدخنون سيجارة بعد كل وجبة أو مع شُرب كل كأس قهوة.
  •  تُعبرون عن أقوال مثلا، “أنا مُجبر على شرب البيرة/ تدخين جوينت/ تدخين سيجارة – كان يومي مثيرا للغضب”، أو “أعاني من صداع، لذلك سأتناول قرص أكامول”.

تحدّثوا مع ابنكم عن الكحول والمُخدّرات الأخرى، تأثيرها، والمخاطر المنوطة بها.

انتبهوا: ليس هناك مستوى كحول “آمن” للأولاد دون سن 15 عاما. يُفضَّل أن يمتنع الأولاد والشبيبة دون جيل 18 عاما عن استهلاك الكحول. يُفضّل أن يؤجل الشبيبة استهلاك الكحول قدر الإمكان. ما زال دماغ الشبيبة غير مُتطوّر، وقد يؤدي شرب الكحول إلى عدم نموّ دماغهم كما ينبغي.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.