تنمية احترام الذات لدى الأطفال من عُمر سنة حتى 8 سنوات

يعني احترام الذات أن تشعروا حسنًا تجاه أنفسكم. يُتيح احترام الذات الجيّد للأولاد أن يختبروا أمورًا جديدة، يخاطروا قليلًا، ويحلّوا مشاكل، كما يزوّدهم بأساس راسخ لإجراءات التعلّم والنموّ. الطريقة التي ينظر بها الأولاد إلى أنفسهم تتغيّر على مرّ السنين، لكنهم يحتاجون في كلّ سنّ إلى أنواع مختلفة من الدعم لتنمية احترام سليم للذات.

احترام الذات: المبادئ الأساسية

يعني احترام الذات أن تُحبّوا نفسكم وما أنتم عليه. ليس الأمر ثقة مفرطة، بل أنكم تثقون بنفسكم وتعرفون قيمتكم ونقاط قوّتكم. ينبع احترام الذات لدى الأولاد من عِلمهم أنهم محبوبون وينتمون إلى عائلة تقدّرهم. كما ينتج عن تلقّي المدح والتعزيزات على الأمور المهمّة لهم، وعن الشعور بالأمان حيال المستقبل.

تنمية احترام الذات لدى ابنكم

قولوا لابنكم إنكم تحبونه. قولوا ذلك في مناسبات كثيرة ودون أيّ سبب، عدا أن تُروه كم تقدّرونه. إليكم بعض النصائح الإضافية التي تساعدكم على تنمية احترام الذات لدى ابنكم.

العلاقات 

  • اجعلوا ابنكم يشعر بأنه جزء من العائلة، الحضارة، والمجتمع المحلي. ساعِدوه على التعرّف بالأقرباء، العائلة المقرّبة، التاريخ العائلي، وكذلك التقاليد الشائعة في الحضارة.
  •  شجّعوا ابنكم على تقدير كونه جزءًا من عائلتكم. إحدى الطرق لفعل ذلك هي دمج الأولاد في المهامّ المنزلية. حين يساهم كلّ فرد في الواجبات المنزلية، يشعر الجميع بأنهم مهّمون ومُقدَّرون.
  •  رحّبوا بأصدقاء ابنكم وتعلّموا التعرّف إليهم. شجِّعوا ابنكم على دعوة أصدقائه إلى المنزل، واسمحوا له بزيارتهم في بيوتهم.

الوقت والنشاطات

  •  ضعوا طقوسًا عائلية، مثل قراءة قصة قبل النوم، قبلة خصوصية حين تودّعون واحدكم الآخر، أو أمور أخرى تميّز أسرتكم.
  •  ساعِدوا ابنكم على تجربة هوايات تُثير اهتمامه، ولكن لا تدفعوه ليفعل أمرًا ليس متحمّسًا له أو لا يحبّه.
  •  أتيحوا له أن يساعدكم في أمرٍ ما، كي يشعر بأنه مفيد. مثلا، يمكن أن يساعد ولد في سنّ المدرسة على ترتيب المائدة قبل العشاء.

الإنجازات والتحديّات

  •  شجِّعوا ابنكم على التفكير في حل المشاكل. هكذا تُعطونه الأدوات التي يحتاج إليها ليواجه تحدّيات الحياة.
  •  اذكروا إنجازاته ونجاحاته، سواء كانت كبيرة أم صغيرة. شجِّعوا أولادكم على تمييز نجاحات إخوتهم، وأخبروا أشخاصًا آخرين عنها (دون أن تُثيروا مللهم كثيرًا…).
  •  وثّقوا نجاحات ابنكم وتقدّمه. يمكنكم مراجعة التوثيق معًا، والحديث عن الذكريات الخصوصية من المناسبة والأمور التي نجح في تحقيقها.

اقضوا وقتًا نوعيًّا مع ابنكم. أصغوا له وساعِدوه على تعلُّم أمور جديدة وتحقيق أهدافه. حين يكون ابنكم لا يزال صغيرًا، يعني ذلك أن تمدحوه وتقوّوه حين يتعلّم أمرًا جديدًا، مثل ركوب الدراجة أو كتابة اسمه. عندما يكبر ابنكم أكثر، يمكن أن تأخذوه إلى حدث رياضي في نهاية الأسبوع، تساعدوه على التدرّب خلال الأسبوع، وتهتمّوا بالأمور التي يقدّرها.

الرُّضَّع

لا ينظر الرُّضَّع الرقيقون والصّغار إلى أنفسهم كإنسان مستقلّ. أي إنّ ليس لديهم شعورًا حقيقيًّا باحترام الذات. مع ذلك، يمكنكم أن تضعوا أساسات احترام الذات السليم عبر الاهتمام الرقيق برضيعكم، التفاعُل مع بكائه، والكثير من المعانقات والابتسامات. يوحي كلّ ذلك لرضيعكم أنه محبوب.

الأطفال

يبدأ الأطفال بتنمية فهم أفضل لأنفسهم، الأمور التي يمكنهم فعلها، والصفات التي تميّزهم. يريد طفلكم أن يتخذ قرارات أكثر، لذلك من العمليّ منحه فرصة القيام بخيارات آمنة ومناسبة لسنّه (مثلا: بأية لعبة يلعب، أو أية قبعة يعتمر). حين يتعلّم الأطفال، يفهمون أنّ لديهم قوّة للتسبّب بحدوث أشياء، ما يُضيف إلى نموّ احترامهم للذات.

يتعلّم الأطفال عن أنفسهم حين يكتشفون كيف يبدون (يمكن للمرايا أن تمنح ساعات من المتعة)، ما يمكنهم فعله (“أنا وحدي!” هو أحد أحبّ التعابير إلى قلوبهم)، وإلى أين ينتمون (يبحثون عن أعزائهم).

مع ذلك، يرى الأطفال في هذه السنّ أنفسهم عبر أعينكم، ما يعني أنّ لديكم دورًا هامًّا في تنمية احترام الذات لدى الطفل الصغير:

  •  اجعلوا ابنكم يعرف أنكم ترَونه إنسانًا ذكيًّا، مميّزًا، ومُقدَّرًا، وأخبروه أنه يقوم بالأمور بطريقة حسنة.
  •  اسمحوا لولدكم باتخاذ قرارات منطقية – مثلا: أن يختار بين الطحينة والجبنة لدهنها على الخبز المُسخَّن. يُعطي القرارُ للطفلَ إحساسًا بالسيطرة، يساعده على تنمية الأمان والشعور بشخصيته.
  •  اسمحوا لابنكم بأن يقول “لا”. فيجب أن يتعلّم أن يطالب بحقّه. على سبيل المثال، إذا رفض ابنكم ارتداء المعطف، اسمحوا له بذلك. قد يُصاب برشح خفيف، لكنّ هذا لن يؤذيه. يتعلّم ابنكم أن يتخذ قرارات، وفي كثيرِ من الأحيان يتدرّب عليها بقول “لا”، حتى لو كان في الواقع معنيًّا بما تعرضونه عليه.
  •  أرشِدوا ابنكم في ظروف اجتماعية مُربِكة. فقد يستصعب الأطفال المشارَكة واللعب بالدور، لأنهم يتعلمون مَن هم وما يمتلكونه. يمكنكم أن تقولوا: “الآن دوري لألعب بالمكعّب الأحمر”، أو “أحسنتَ لأنك قمتَ بالمشاركة – رائع!”

الأولاد في سنّ  الروضة

نحو سنّ الثالثة، يفهم ابنكم أنّ جِسمه ورأيه هما له. لا يمكن لمعظم الأولاد أن يواجهوا فترة زمنية ما بعيدًا عنكم، لأنهم يشعرون بالأمان والمحبة بقربكم. في هذه السنّ، يحبّون بشكلٍ عامّ أن يقارِنوا أنفسهم بالآخرين، ويسألونكم إذا كانوا هم الأكبر، الأسرع، أو الأفضل في ما يفعلونه. يجدر منحهم ردّ فعل متّزنًا. يمكن القول مثلًا:

  •  “أظنّ أنّك أفضل رسّام أعرفه في الرابعة من عُمره!”
  •  “يركض حُسام أسرع منك، لكنك تلتقط الكرة أفضل منه”.

تُتيح هذه الإجابات لأبنائكم أن يفخروا بأنفسهم، لكنها توصل لهم رسالة بأنّ هناك أشخاصًا آخرين مهمّين ويمكنهم القيام بالأمور حسنًا.

الأولاد في سنّ المدرسة الابتدائية

يمكن أن يقارِن الأولاد في المدرسة أنفسهم بأصدقائهم الجيّدين وبزملائهم في الصفّ. يمكن أن تترك هذه المقارنة أثرًا في تقديرهم للذات. لأول مرّة في حياتهم، يمكن أن يشعروا بأنهم أقلّ أهلية من الآخَرين. لدى الأولاد في المدرسة الابتدائية، يميل تقدير الذات إلى الارتباط بأمور عدّة – مثلًا، إذا كانوا يدرسون جيّدًا، كيف يبدو مظهرهم، كيف يتدبّرون أمرهم في الرياضة، وبأية سهولة يتعرّفون إلى أصدقاء جُدد. يمكن أن يكون تعلّم القواعد الجديدة والبيئة المختلفة تحديًّا بالنسبة لبعض الأولاد. إليكم بضع طرق يمكنكم أن تساعدوا عبرها:

  •  أعطوا ابنكم المزيد من المعانقات والمحبة في نهاية اليوم الدراسي.
  •  ادعموا دراسته وحياته المدرسية. اهتموّا بما يفعله، واسألوه عمّا فعله خلال النهار، أية فروض بيتية لديه، وهل يحتاج إلى مُساعَدة.
  •  كونوا شركاء في حياته المدرسية: التقوا بالمعلّم، ساعِدوا في الصفّ أو تطوّعوا في الرحلات، إذا أمكن.
  •  ركّزوا على نقاط قوّة ابنكم والجهود التي يبذلها. امدحوه على الأمور التي يتقنها، وأخبروه كم تفخرون به لكونه يحاول إنجاز الأمور الصعبة أيضًا.
  •  تحدّثوا إلى المعلّم/ة لتعرفوا كيف يتدبّر ابنكم أمره في الصف. تؤدي العلاقات الحسنة بين البيت والمدرسة إلى أفضل النتائج بالنسبة لابنكم.
  •  علّموا ابنكم ما هو اللعب وفق القواعد. فعليه أن يتقبّل الربح والخسارة.
  •  أرشِدوا ابنكم في ظروف اجتماعية مُربِكة – مثلا: “حين تريد أن تنضمّ إلى لعبة، حاول أن تتكلم بلُطف وتبتسم حين تطلب الانضمام”.
  •  أتيحوا لابنكم أن يجرّب نشاطات جديدة ويتعلّم أمورًا جديدة.
  •  انتبهوا لإشارات الاستقواء، مشاكل الدراسة، أو الصعوبات الاجتماعية الأخرى التي يمكن أن تؤثّر في تقدير ابنكم لذاته.

ما يمكن أن يمسّ باحترام الذات لدى الأولاد

عبارات مثل “أنت بطيء، سيء، مستقوٍ، جبان…” تقول شيئًا سيّئًا عن الأولاد كبشَر. إذا قام الولد بأمرٍ لا تحبّونه، يُفضَّل أن تخبروه ما يمكنه أن يفعل بدلًا من ذلك. مثلا: “لم تُنجز الفروض المنزلية. عليكَ أن تجلس وتنهي الأسئلة في الرياضيات”.

لا تهدّدوا أبدًا بهجر أولادكم إن لم يفعلوا ما تريدون، ولا تنقلوا لهم رسائل توحي بأنه أفضل لكم دونهم، لأنّ هذا قد يمسّ باحترامهم للذات. مثلا، لا تقولوا: “لو لم يكن لدينا أولاد، لكان بإمكاننا شراء سيارة جديدة”.

إذا تجاهلتم الأولاد، تعاملتم معهم كأمر مزعج، أو لم تهتمّوا بهم، أو أوصلتم لهم رسالة تفيد بأنكم لا تحبّونهم، يمكن أن تمسّوا باحترامهم لأنفسهم. أحد الأمثلة على كلام هذا هو “مللتُ منكَ كاملًا”. إذا كنتم تغضبون أو تتنهّدون كلّ مرة يريد فيها ابنكم أن يتكلم معكم أو يطلب منكم شيئًا، تنقلون له الرسالة نفسَها. يقوم كلّ الوالدين بذلك في بعض الأحيان، لكن إن فعلتم ذلك دائمًا، تنقلون إلى الأولاد رسالة بأنهم مُزعِجون.

لا تساعد المقارَنات السلبية مع أولاد آخرين، خصوصًا الإخوة والأخوات. فكلّ ولد في العائلة مختلف عن غيره، ولديه نقاط قوّة وضعف مختلفة. يُفضَّل تحديد نجاحات كلّ ولد وإنجازاته.

الانتقال إلى بيت آخر، طلاق الوالدين، أو الهجرة إلى بلد آخَر هي تغييرات قد تؤثّر في احترام الذات لدى ابنكم. يمكنكم المحافظة على علاقة ابنكم بجُذوره عبر يوميّات تحتوي على صُوَر للأماكن التي كان فيها.

معالجة تقديركم للذات

حين يتعلق الأمر برفاهكم الشخصي، تذكّروا أنّ الأولاد يتعلّمون الكثير عن تقدير الذات من مراقبة والديهم. إليكم بعض النصائح التي تساعد على تحسين احترام الذات لديكم، وفي الوقت نفسه تظهر لابنكم ما هو احترام الذات الملائم:

  •  افتخروا بإنجازاتكم، وتكلّموا عن الأمور التي تتقنونها. مثلا: “طبختُ أرزًّا ممتازًا هذه الأمسية”.
  •  استخدموا كلامًا داخليًّا إيجابيًّا. تجنّبوا انتقاد أنفسكم أمام أولادكم. فيمكنكم أن تقولوا مثلا: “أنا لا أحبّ الرياضة كثيرًا، ولكنّها جيّدة لجسمي، فإذًا – لأنطلق إلى المشي!”.
  •  اهتمّوا بأنفسكم. قوموا بأمور ممتعة. مثلا: تعلّموا شيئًا جديدًا، خذوا حمّامًا مُهدِّئًا، مارسوا الرياضة، اقرأوا كتابًا، اذهبوا إلى رحلة، أو استمعوا إلى الموسيقى.
  •  اقضوا وقتًا مع أصدقاء إيجابيين يدعمونكم.
  •  خصّصوا وقتًا ثابتًا لقضاء الوقت مع القريبين منكم.
  •  إذا نشأت مشكلة صحية تؤثّر في تقديركم للذات، يجدر بكم مراجعة طبيب العائلة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.