تؤثر التجارب اليومية في حياة الطفل في نموّ دماغه. يُوفر التواصل بينكم وبين طفلكم، المحبة، الاهتمام، والتجارب الهامة التي يخوضها، أفضلَ الظروف لنمو وتطوّر دماغه، للتعلّم والتطوّر.
تُركّز فترة الطفولة على الوجوه، التحدث الطفولي، والابتسامات. يقضي الأطفال أوقاتهم بالنظر إلى الوجوه، مشاهدة والديهم وإخوتهم الكبار، وتنمية مهاراتهم الشعورية. هكذا يحصلون على المحبة، الاهتمام، والتحفيز التي يحتاجون إليها من أجل التطوّر والشعور بالحماية والأمان في العالم. يؤمن الباحثون أنه عندما يرى الطفل كيف تتغيّر تعابير وجهكم عندما تستجيبون إلى أعماله أو ندائه، يبدأ بفهم العالم من حوله وإقامة علاقات.
فهم الطفل: في سن 2 إلى 6 أشهر
في هذه الفترة، يبدأ طفلكم بالتعرّف على المشاعر وهدفها. يعبّر عن أحاسيس ويتأمل ردة فعلكم والطريقة التي تعبّرون فيها عن مشاعركم، ويبدأ بفهم متى يشعر شعورا مختلفا كالسعادة، الحزن، الفرح، أو الخوف.
بعد نحو ثلاثة أشهر، يبدأ الأطفال بمعرفة أن خطوات معيّنة مثل الابتسام، إطلاق الأصوات، البكاء، والصراخ بصوت عال قد يؤدي جميعها إلى ردود فعل شعورية لدى البالغين.
كيف يمكن التواصل مع الطفل
- عندما يبدأ ابنكم بالنظر إليكم عمدا، انظروا إليه أيضا.
- عندما يُسمع ضجيجا، أظهروا له أنكم تُصغون إليه. حاولوا أن تبتسموا، تهزوا رأسكم، تفتحوا أعينكم تعبيرا عن الراحة، ترفعوا حواجبكم، وتلمسوا ابنكم. يمكن أن تقولوا مثلا: “ماذا قلت يا حياتي؟” أو “واو، ماذا تقول؟”. كل هذه التصرفات تشجع ابنكم على متابعة التواصل.
- ساعدوا ابنكم على أن يهدأ بعد أن اجتاز تجربة شعورية أيًّا كانت. اسعوا إلى الاهتمام به، قول كلمات طيبة، وإسماعه موسيقى هادئة. يساعد كل ذلك ابنكم على أن يُطوّر السيطرة الشعورية.
- اتبعوا روتينا ثابتا، لمساعدة ابنكم على أن يشعر بالارتياح ويفهم كل المشاهد، النغمات، الروائح، والأطعمة الجديدة حوله.
فهم الطفل: في سن 6 إلى 9 أشهر
في هذه الفترة، يحدث تطور هائل ويكبر الدماغ بسرعة. حتى عمر تسعة أشهر، ينجح دماغ ابنكم في النموّ بشكل ملحوظ، مما يساعده على إقامة علاقات بين ما يراه، يسمعه، يتذوقه، ويشعر به. الآن، يبدأ ابنكم في أن يكون مستقلا أكثر، وتتحسن مهارات الحركات لديه. يستطيع الجلوس وحدة لفترات قصيرة، وربّما قد بدأ يزحف. تتحسن الذاكرة لديه أيضا، ويبدأ بفهم نفسه. قد تكتشفون أنه يبدأ بالتواصل مع أشخاص وارتباط بأغراض.
أحيانا، يرافق هذه العلاقات قلق الانفصال. بهدف مواجهة هذه الحالات، على الطفل أن يتعلم أنه عندما تختفي أمور معيَنة فهي تحدث مجددا. هكذا يمكن أن تساعدوا طفلكم:
امنحوه محبة جسمانية كبيرة وألعابا يمكن أن يعانقها، وذكّروه بمكانكم عندما تتنقلون في الغرفة.
- العبوا معه ألعابا مُسلية مثل “كوكو ريكو”، حيث يُجرب ابنكم اللعب وفق الأدوار.
- خصصوا وقتا لقضائه مع الأشخاص الآخرين الذين يهتمون برعاية ابنكم، حيث يتيح لكم ذلك أن تخرجوا أحيانا وتتركوا ابنكم برعاية شخص آخر.
- ضعوا حدودا لابنكم والتزموا بها. إذا حاول ابنكم الضرب، شد الشعر، أو العض أثناء الرضاعة، يمكن أن تقولوا “لا” وتعبّروا عن تعابير وجه ملائمة وتبعدوه قليلا. هكذا يتعلم ما هو مسموح وما هو ممنوع.
عندما يبلغ الطفل عمر سنة تقريبا، يُسمع أصواتا أكثر. عندما يبدأ بإطلاق نغمات مثل “با با با”، “ما ما ما” كرروها. عندما تكررون كلمات معيّنة أثناء الكلام ، مثل: “أنت جائع؟”، “أنت جائع بالتأكيد!”، “يا إلهي، كم أنا جائعة”، تعلّمون ابنكم معنى الكلمات وتساعدونه على تطوير اللغة والكلام.
ليس باكرا أبدا أن تبدأوا التحدّث مع طفلكم. يُساعد إصغاء ابنكم، قدر الإمكان، في نموّه العاطفي لاحقا.
فهم الطفل: في سن 9 أشهر حتى سنة
في هذا العمر، تكون قدرة ابنكم على تجربة مشاعر وحالات مزاجية مختلفة متطوّرة جدا. كذلك، يتعلم ابنكم التعرّف على وفهم متى يمر الأشخاص الآخرون بتجارب شعورية. إذا كنتم تستجيبون عندما يعبّر ابنكم عن مشاعره، تساعدونه على التعرّف على المشاعر وفهم العملية التي يشعر فيها أفضل أو أسوأ. مثلا، يمكن أن تقولوا: “أعرف أنك عصبي، سأعود حالا”.
يتطوّر الجزء الأمامي من دماغ الأطفال في هذا العمر، وينجحون في إلهاء أو تهدئة أنفسهم بشكل أفضل بواسطة الأغراض والأشخاص المعروفين. تتحسن القدرة على التحرك لديهم، ويستطيعون الابتعاد عن الأشياء التي تقلقهم أو تثير غضبهم. ربّما يرغب ابنكم في أن يكون مستقلا أكثرّ! تشير الأبحاث إلى أن الوالدين الذين يتحدثون عن مشاعرهم مع أولادهم يساعدونهم على فهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها. اهتموا بأن يكون ابنكم مشغولا وكونوا متيقظين بواسطة:
- ممارسة الأمور التي تثير السعادة لديه.
- تغيير النشاطات عندما يبدأ يشعر بالملل أو الضغط.
- التفكير بألعاب مختلفة مثل: قراءة الكتب، اللعب بالألعاب، والتنزه في الحديقة من خلال الإشارة إلى الأشياء المختلفة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network