الأبوة والأمومة بعد الانفصال: إيجاد التوازن الصحيح

صحيح أن علاقتكم مع رفيق زواجكم السابق انتهت، لكنكما لا تزالان والدَين لابنكما.من أجل مصلحة الولد، حضِّروا ترتيبات رعاية مشتركة، ما يساعد الوالدَين على أن يبقيا مشاركَين في حياته.

تربية الأولاد بشكل مشترك: المبادئ الأساسية

ليس من السهل الترتيب للاعتناء بالأولاد بشكل مشترك بعد انفصال الوالدين، لا سيما إذا بقيت أمور لم تُحَلّ بعد ومشاعر قوية. قد يرغب كل من الوالدين أن يقضي وقتا أكثر مع الولد، أو ربما لا يرغب أحد الوالدين أن يلتقي مع الولد. قد ترغبون في تقسيم الأوقات التي تقضونها مع أولادكم بشكل متساوٍ – ولكن هذه الإمكانية ليست متوفرة دائما، وليست دائما الأمر الأفضل لهم.

هناك أيضا مواضيع عملية إضافية يجب أخذها بالحسبان، مثل مكان سكن كلا الوالدين. يواجه الأولاد الحالة بشكل أفضل عندما يسكن الوالدون بالقرب من بعضهم، ولكن هذه الإمكانية ليست متاحة أمام كل العائلات.

أيا كان الحل، عليكم أنتم كوالدين منفصلين أن تتخذوا قرارات واضحة حول كونكم والدين لأطفالكم الآن وفي المستقبل. تكون ترتيبات اعتنائكم بأولادكم أفضل إذا عملتم بمسؤولية وحاولتم وضع أنفسكم مكان الولد. تذكروا أنه عندما تحاولون تلبية احتياجات أولادكم واحتياجاتكم أنتم، قد تحتاجون إلى التنازل أحيانا.

وضع خطة عمل مشتركة للوالدين

برنامج العمل المشترك من قبل الوالدين هو طريقة ناجعة لتحديد تفاصيل العلاقات الجديدة. بهدف وضع خطة كهذه، عليكم التحدث عن الحقوق والواجبات المتعلقة بأولادكم، واتخاذ قرار بشأن العثور على حلول للمشاكل. حاولوا أن تتوصلوا إلى حل معا. إذا لم تنجحوا، اطلبوا مساعدة من اختصاصي في حل النزاعات العائلية،وسيط، أو مستشار أسري.

يجب أن يتضمن برنامج الاعتناء بالأولاد من قبل الوالدين بشكل مشترك المواضيع التالية:

  • ترتيبات مقبولة لرؤية الأولاد
  • التعليم
  • الشؤون المالية
  • الاستجابة لاحتياجات الأطفال الطبية
  • المناسبات والاحتفالات الخاصة
  • خطوط موجهة لاتخاذ القرارات

يجب أن يتضمن البرنامج أيضا ترتيبات احتياطية، مثلا إذا كان على أولادكم أن يظلوا في المنزل وألا يذهبوا إلى الروضة أو المدرسة.  في مثل هذه الحال، عليكم التحدث معا ومعرفة كيف يمكن أن يساعد كل منكما كوالدَين. يمكن التحدّث بشكل مباشر، هاتفيا، أو عبر البريد الإلكتروني.

بعد أن تتفقوا على برنامج الاعتناء بالأولاد بشكل مشترك وتبدأوا بتطبيقه، عليكم أن تقرروا ماذا يحدث إذا كان على أحدكم أن يغير البرنامج، أو إذا طرأت تغييرات في المستقبل.

نصائح للنجاح في تربية الأولاد بشكل مشترك

إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم في تربية أولادكم بشكل مشترك وبنجاح.

حاولوا الحفاظ على مُرونة

بعض المرونة جيد للجميع. مثلا، إذا تأخر أحد الوالدين في أخذ الأولاد من المدرسة، حضروا برنامجا بديلا لمثل هذه الحالات. حاولوا أن تتذكروا أنه إذا غضبتم بسبب تغييرات في طلبات الوالد الآخر، قد تواجهون صعوبة في المرة القادمة التي تحتاجون فيها إلى إجراء تغييرات.

عندما يكبر أولادكم تتغير البرامج وهناك حاجة إلى ملاءمتها، كما تتغير احتياجات أولادكم وظروفهم – مثلا، عندما يدخل أولادكم إلى المدرسة أو عندما ينضمون إلى دورة جديدة.

حاولوا أن تقبلوا طريقة تربية الأطفال المختلفة بينكم كوالدين

قد تختلف الطريقة التي يربي فيها الوالد الآخر الأولاد أثناء غيابكم. قد تحتاجون إلى وقت للاعتياد على ذلك، لا سيما إذا كانت هناك قيم أو عقائد مختلفة لدى الوالد الآخر.

حاولوا أن تفهموا إذا كنتم لا تحبون أسلوب التربية الخاص بالوالد الآخر لأن لديكم تفضيلات شخصية، أو بسبب متطلبات ضرورية أخرى. مثلا:

  • تفضيل: “لا أحب أن تتناول ابنتي الكثير من الحلويات في منزل والدها”.
  • حاجة ضرورية: “لا تحصل ابنتنا على العلاج الطبي الذي تحتاجه”.

إذا كنتم لا تحبون أمرا ما بسبب تفضيلاتكم الشخصية، ربما يمكن أن تتنازلوا وتركزوا على الأمور التي تؤثر في صحة أولادكم وأمانهم. طالما أن أولادكم بأمان، من شأن طرق التربية المختلفة من جهة الوالدين أن تساعد أولادكم على تعلّم أنّ لكل وضع قواعِد مختلفة.

ساعدوا ابنكم على التواصل مع الوالد الآخر

يمكن أن تحتفظوا بصورة للعائلة تتضمن الوالد الآخر إذا كان الأمر لا يزعجكم أو يغضبكم.

حاولوا أن تفكروا وتتحدثوا بشكل إيجابي عما يقوم به أولادكم في منزل الوالد الآخر – مثلا: “ما أجمل هذه الرسمة، تبدو مثل خيمة مصنوعة من البطانيات. يبدو أن نهاية أسبوعك كانت ممتعة!”

شجعوا أولادكم على أن يرسلوا رسالة إلى الوالد الآخر عندما يكونون معكم، لا سيما إذا كان يسكن بعيدا عنكم. يمكن إرسال رسائل إلكترونية، رسائل نصية عبر الهاتف، أو رسائل عادية، والاتصال هاتفيا بشكل منتظم.

أبقوا الوالد الآخر على اطّلاع

يستفيد أولادكم عندما يعرف الوالد الآخر أخبارهم. يمكن أن يحدّث الوالدون المنفصلون واحدهم الآخر عبر مفكّرة مشتركة عبر الإنترنت يُسجلون فيها المناسبات الأسبوعية الخاصة بالأولاد، إضافة إلى المناسبات الخاصة.

اتصلوا بطاقم المدرسة وتأكدوا أن الوالد الآخر يحصل على معلومات من المدرسة.

خططوا مسبقًا للمهامّ، النشاطات، والمناسبات

ربما ترغبون في أن يكون الوالد الآخر مشاركا أو أن يتحمل مسؤولية المهام المختلفة، مثل زيارات طبيب الأطفال أو اللقاءات المتعلقة بالمدرسة. إذا كانت العلاقة بينكم كوالدين منفصلين جيدة، يمكن أن تشاركوا معًا في الأيام المعدة للوالدين في المدرسة أو في المناسبات المدرسية. إذا لم تستطيعوا المشاركة معا، عليكم أن تخططوا مَن سوف يشارك في كل مناسبة، أو كيف تتصرفون عندما يكون الوالد الآخر مشاركا أيضا.

خصصوا وقتا ليتعلم فيه الوالد الآخر دوره الجديد

إذا كنتم أنتم المسؤولين عن معظم الرعاية بالأولاد قبل أن تنفصلوا، قد يحتاج الوالد الآخر إلى وقت حتى يتعلم كيف يعتني بالأولاد. حاولوا ألا تنتقدوا، بل أشيروا إلى النقاط الإيجابية. فالتشجيع أفضل للجميع.

توقعوا ظهور مشاعر سلبية

عندما يكون أولادكم لدى الوالد الآخر، قد تشعرون بالخسارة، الوحدة، وخيبة الأمل. حاولوا أن تنظروا إلى الجوانب الإيجابية – مثلا، الوقت الذي تقضونه دون الأولاد يتيح لكم أن تشعروا بالراحة والهدوء، وأن تستغلوه لعلاقاتكم الجديدة، هواياتكم، أو مجالات اهتمامكم الأخرى.

يساعد التخطيط المسبق على مواجهة الوضع عندما لا يكون أولادكم في المنزل. يمكن أن تمارسوا النشاط الجسماني، تتناولوا مع الأصدقاء وجبة عشاء، تزوروا العائلة، أو تشاهدوا فيلما.

إذا كان ممكنا، اتفقوا مسبقا ما هي طبيعة العلاقات مع أولادكم عندما يكونون لدى الوالد الآخر: التحدث بإيجاز عبر الهاتف، إرسال رسالة إلكترونية أو رسالة نصية قصيرة. ابتسموا عندما ينتقل أولادكم إلى منزل الوالد الآخر حتى لو واجهتم صعوبة. فهذه الخطوة تسهّل الأمر عليهم.

كيف تواجهون المناسبات الخاصة

تكون المناسبات الأهم خلال السنة – مثل الأعياد أو أعياد الميلاد – الفترة الأصعب لتخطيط ترتيبات الاعتناء المشترك بالأولاد بشكل يلائم الجميع. من الصعب على الكثير من الوالدين المنفصلين أن يظلوا بعيدين عن أولادهم في المناسبات الهامة.

هناك والدون يوزعون الأيام التي يكون الأولاد لديهم في المناسبات بالتساوي. بينما يفضل والدون آخرون أن يُجروا تناوبًا على الأعياد المختلفة كلّ سنة. كذلك، يمكن الاحتفال قبل العيد وبعده. حاولوا أن تواصلوا العادات التي كنتم تتبعونها في الماضي، مثل تقديم الهدايا في صباح أعياد الميلاد، أو تناول كعكة مميزة معا.

يُستحسن أن تتحدثوا مع أولادكم مسبقا حول الترتيبات المتعلقة بأعياد الميلاد أو المناسبات الخاصة الأخرى. إذا كنتم تخططون لشراء هدية كبيرة لمناسبة خاصة، شاركوا الوالد الآخر تجنبا لشراء الهدية ذاتها.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.