مساعدة أولادكم على التأقلم بعد الانفصال أو الطلاق

من الطبيعي ألا يشعر الأولاد بارتياح عندما يبتعد أو يتطلق أبواهم.ساعدوا ابنكم على أن يتأقلم مع الحالة الجديدة: تحدثوا معه بصراحة، اهتموا بتهدئته، التصقوا قدر المستطاع بالروتين العائلي، وخصصوا وقتا لقضائه معا.

كيف يمكن التحدث مع ابنكم عن الانفصال والطلاق

يؤدي الانفصال والطلاق غالبا إلى تغييرات كبيرة جدًّا في الحياة العائلية. وقد يكون ابنكم قلقا بسبب هذه التغييرات. كما قد يتصرف بشكل لا تحبونه. يجوز له أن يشعر بقلق وحزن، ويستحسن أن تعرفوا أن هذه الفترة صعبة على الجميع. إليكم بعض الأفكار التي تساعدكم على التحدّث مع ابنكم عن التغييرات التي تحدث بسبب الفراق أو الطلاق.

اتبعوا طريقة بسيطة

لا يتعين على ابنكم أن يعرف كل التفاصيل، ولكن يحق له أن يعرف ما يحدث، وأن الحالة سوف تتحسن لاحقا. أوضحوا له ما يحدث بلغة واضحة، بسيطة، وصريحة قدر المستطاع، ووفق مستوى فهمه. مثلا: “البابا والماما يحبانك، وسوف نواصل الاهتمام بك، ولكننا قررنا أنه من الأفضل لكل العائلة أن يعيش البابا والماما بعيدين عن بعضهما”.

خصِّصوا وقتا للتفكير في الأسئلة الصعبة

إذا سأل ابنكم أسئلة صعبة، مثلا: “هل سوف أسكن هنا وفي منزل والدي أيضا؟”، أسألوه: “ماذا سمعت؟”. هكذا يمكن أن تفحصوا ما الذي يعرفه وما لا يعرفه.

قد لا تعرفون أحيانا كيف تجيبون عن أسئلة صعبة، لذا يجدر بكم التفكير مليًّا. إذا كنتم غير قادرين على الإجابة فورا، قولوا لابنكم إنكم سوف تجيبون عن سؤاله لاحقا. يمكن أن تقولوا: “لا أعرف، ولكن ما زلتُ أنا وأبوك نفكر في الموضوع. ولكني أعرف أنك سوف تقضي وقتا كافيا مع كل واحد منا”.

إذا سأل ابنكم أسئلة معقدة حول رفيق زواجكم السابق، شجعوه على طرح السؤال عليه/ا. إذا كانت علاقتكم بطليقكم جيّدة، أخبروه أن الولد طرح بعض الأسئلة.

اقرأوا ما بين السطور

قد تكون أسئلة ابنكم نابعة عن مخاوف محددة. مثلا، إذا سأل متى سوف تعود الماما وتسكن في المنزل، يمكن أن يكون قلقا أنه لن يراها بعد. اسألوا ابنكم ما الذي يقلقه، وطمئِنوه بكلمات بسيطة تعبر عن تفهمكم لمخاوفه. مثلا: “لا تخَف، سوف تلتقي مع الماما كل أسبوع”.

عيّنوا محادثة تكملة

يُرجَّح أن ابنكم سوف يواصل التفكير في الموضوع بعد أن تُنهوا حديثكم، لذا خططوا مسبقا للإجابة عن أسئلة أخرى. حددوا محادثة خاصة، تسمح له بالتحدث عن مخاوفه. يمكن أن تتحدثوا فور تناولكم وجبة العشاء، قبل أن تقرأوا قصة، أو أثناء اللعب معًا. استغلوا الفرص لإبلاغ ابنكم بالأخبار الجديدة في حال وجودها.

تحدّثوا عن المشاعر

في مرحلة معينة، سوف يلاحظ ابنكم أنكم حزينون، غاضبون، أو منزعجون. هذا طبيعي وسليم. ومن المهم أن يعرف ابنكم أنكم تحبونه، أنّ مشاعركم ليست ذَنْبَه، وأنّ الوضع سيتحسن.

عبّروا عن مشاعركم بشكل هادئ وسليم، بحيث تبيّنون لابنكم أنه يجوز له أيضا أن يعبّر عن مشاعره. عندما يعبّر عن مشاعره، أوضحوا له ما الذي يشعر به حسب رأيكم، لمنحه فرصة لفهم مشاعره بشكل أفضل. قولوا له مثلا: “أشعر بأنك قَلِق” أو “أفهم أنّ هذا يحزنك”.

قد تواجهون صعوبات في الإصغاء إلى مشاعر الغضب أو الضرر التي يشعر بها ابنكم، ولكن تذكروا: ابنكم يحتاج إلى التحدث أيضا.

اقترحوا على ابنكم أن يتحدث مع شخص آخر

من الأسهل أحيانا أن يتحدث ابنكم عن مشاعره وأفكاره مع شخص سواكم. من المهم جدا التحدث، لذا شجعوا ابنكم على التحدث مع بالغ آخر تعتمدون عليه -صديق، معلم، جد، جدة، أو أحد أفراد العائلة.

طرق إضافية تساعد الأولاد على مواجهة الفراق أو الطلاق

تابعوا روتين حياتكم والاحتفالات العائلية

يساهم الروتين في الشعور بالأمان لدى الأطفال، لذا يستحسن أن تستمروا به قدر المستطاع، حتى بعد الفراق أو الطلاق. حاولوا أن تكتشفوا أجزاء الروتين التي تهم ابنكم، مثل اللعب يوميا مع صديق، أو قراءة قصة خاصة قبل النوم. هدِّئوا ابنكم وقولوا له إن هذه النشاطات لن تتغير. إذا كان ممكنا، حاولوا ألا تغيّروا أمورا مهمة مثل المدرسة. يساعد البقاء في البيئة المعروفة، مع الأصدقاء، المعلمين، والروتين المعروف ابنكم على مواجهة الحالة الجديدة.

كذلك، يُستحسن أن تتابعوا الطقوس العائلية. الطريقة التي توقظون فيها ابنكم في الصباح، أو ما تقولونه قبل النوم – كل هذه طقوس مُطمئِنة ويمكن الاستمرار فيها.

يمكن دائما إنشاء روتين جديد، وكذلك ملاءمة الطقوس القائمة. تكون هذه التغييرات ضرورية أحيانا، لا سيما إذا تغير الإطار التربوي أو إذا انخفض مستوى الدخل. إذا كان ابنكم كبيرا بما يكفي، حاولوا التفكير معا في روتين جديد.

دعوا أولادكم يتخذون بعض القرارات

أشرِكوا ابنكم في اتخاذ القرارات الصغيرة التي تتعلق بالأمور اليومية، مثل كيفية ترتيب غرفته أو ما الذي يتناوله أثناء وجبة العشاء، لكي يشعر بالسيطرة على الأمور. إذا كان لديكم ولد أكبر، اسألوه كم من الوقت يرغب في قضائه معكم أو مع الوالد الآخر.

تمتعوا بقضاء الوقت معا

خصصوا وقتا كافيا للأمور التي تحبونها، حتى إذا كانت أمورا صغيرة، مثل الرقص معا على أنغام موسيقى تحبونها. اتخذوا بعض الخطوات غير المخطط لها أحيانا – مثل تحضير وجبات العشاء وتناولها خارج المنزل.

أخبرواطاقم الروضة، المدرسة، أو الإطار التربوي

بعد الفراق أو الطلاق، قد تطرأ تغييرات على سلوكيات ابنكم، تشير إلى أنه يحتاج إلى دعم إضافي. يمكن أن يساعد الطاقم التربوي في إيجاد هذه العلامات، وقد يساعد في مجالات أخرى أيضا.

انتبهوا: قد يؤثر العنف داخل العائلة في ابنكم حتى بعد انتهاء علاقة الزواج. كما أن العنف داخل العائلة قد يبدأ أو يتفاقم بشكلٍ ملحوظ بعد انفصال الوالدين. لا يجوز أن يتعرض أحد للعنف داخل العائلة أبدا. إذا تعرضتم أنتم أو شخص تعرفونه للعنف داخل العائلة، توجهوا لتلقي المساعدة من اختصاصي مثل طبيب العائلة أو مستشارة، أو توجهوا إلى الشرطة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.