الوالِدون بعد الانفصال: الأيام الأولى

إذا انفصلتم للتو عن رفيق زواجكم، قد تشعرون أن حياتكم قد انقلبت.هذه فترة مثيرة للتحدي، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكنكم القيام بها لمواجهة التغيير الهائل في حياتكم.خذوا وقتا كافيا، افحصوا ما الذي تقومون به جيدا، واطلبوا المساعدة عند الحاجة.

الأسابيع الأولى كوالدين منفصلين: المشاعر والتحديات

يتضمن الانتقال إلى مرحلة ما بعد الانفصال تغييرات كثيرة تنبغي مواجهتها. فقد تواجهون كونكم والدين وحيدين، أو تحديات الأبوة والأمومة المشتركة، وتعودّكم ورفيق زواجكم السابق على الوضع الجديد.

إن عدم اليقين هذا قد يؤدي إلى مشاعر قوية مثل: الغضب، الحزن، الإحباط، الخوف، الصدمة، الذنب، الندم، والتحسّر على الحياة التي عشتموها. من جهة أخرى، قد تشعرون بارتياح، أمل، أو حماسة بسبب حياتكم الجديدة. يقول الوالدون المنفصلون حديثًا إنهم يشعرون بتحرر من النزاعات والتوترات التي عاشوها في إدارة المفاوضات مع رفيق الزواج. هذه الفترة مثيرة للتحدي، لكنها قد تساعدكم على التعلم عن أنفسكم وعلى العثور على آفاق جديدة.

ركّزوا على نقاط قوتكم، تذكروا المرات التي واجهتم فيها التحديات بشكل جيّد في الماضي، وضعوا أهدافا واقعية نصب أعينكم – تساعد هذه الأمور على أن تستعيدوا ثقتكم بالنفس وحصانتكم النفسية.

تربية الأطفال كوالد وحيد: نصائح للأيام الأولى

في البداية، يكفي التعوّد على الموجود، فعل المطلوب، ومواجهة مشاعركم. يجوز لكم أن تحاربوا من أجل الصمود لفترةٍ ما. إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم على اجتياز الأيام والأسابيع الأولى.

اطلبوا المساعدة

يمكن أن تستعينوا بالعائلة والأصدقاء. إذا كنتم غير قادرين على الحصول على دعم منهم، ابحثوا عن والدين منفصلين آخرين أو جيران. حاولوا أن تتحدثوا مع طاقم الروضة، المدرسة، أو المركز الجماهيري.

خذوا وقتا لكي تعتادوا

مشاعر الفقدان هي جزء من عملية الانفصال، بغضّ النظر عن ظروفكم الخاصة. يجوز لكم أن تشعروا بهذه المشاعر وأن تتحدثوا عنها، فهذا يساعدكم على التغلب على الحزن.

التقدم البطيء

في الأيام الأولى، لا تتوقعوا أنتم وعائلتكم أكثر من اللازم. فهناك أمور لا يجب عليكم أن تفكروا فيها الآن. ويُستحسن تأجيل اتخاذ القرارات الكبيرة – مثل الانتقال إلى شقة أخرى – حتى تتضح الأمور.

ركزوا على الأمور التي تحت سيطرتكم

هناك أمور لا يمكنكم السيطرة عليها، مثل ما الذي يحدث عندما يكون ابنكم مع الوالد الآخر. احتفظوا بطاقتكم لمواجهة الأمور التي يمكن أن تؤثروا فيها حقا.

تذكروا أن لديكم إمكانيات للاختيار

حتى إذا كنتم غير قادرين على تغيير الوضع، يمكنكم تغيير رد فعلكم. مثلا، يمكن أن تختاروا التصرف بشكل جيد، حتى إذا لم يتصرف الوالد الآخر بشكل جيد. كذلك، يمكن أن تختاروا الاعتناء بأنفسكم واتباع طريقة صحية يمكن أن تغير مشاعركم كثيرا.

لا تزيدوا أعباء على أنفسكم

من السهل أن تلوموا أنفسكم عندما لا تسير الأمور كما يُرام. ولكنكم لستم أبطالا خارقين، ولا يُتوقع منكم أحد أن تكونوا هكذا. احترموا أنفسكم، وتذكروا أنكم تتقدمون دائما.

فكروا في المستقبل بشكل إيجابي

احلموا أحيانا بالحياة التي تطمحون بها. حددوا لأنفسكم ولأولادكم أهدافا جديدة.

ماذا يقون الوالِدون الوحيدون الآخرون

تتغير التحديّات التي يواجهها الوالدون الوحيدون مع مرور الوقت. فقد يجد الوالدون الذين تطلقوا شركاء حياة جددا، ما يؤثر كثيرا في ترتيبات الاعتناء بالأولاد. وطبعا، يواصل الأولاد نموهم، وتتغير احتياجاتهم مع مرور الوقت.

إليكم بعض الأقوال لوالدين وحيدين:

  • “نجحتُ في أن أغرس القيم والمسؤولية لدى أطفالي، وأن أكون مثالا يحتذى به، دون الحاجة إلى النزاع مع رفيق الزواج. هل كان الأمر شاقّا؟ نعم. هل أشعر بالوحدة؟ في كثيرِ من الأحيان. ولكن هل أشعر بارتياح أكثر؟ بكثير!”
  • “أشعر أن بيئتنا العائلية أصبحت أفضل الآن مقارنة بما كانت حين كنتُ متزوجا”.
  • “اكتشفتُ نقاط قوتي الداخلية، وعرفت أنه يمكن الاعتماد على قدراتي كوالدة وكامرأة”.
  • “حافظتُ على علاقاتي بالمجتمع حولي وبذلتُ جهدا كي أبقى نشيطا”.
  • “حاولتُ ألا أركز على نهاية العلاقة، بل على المستقبل مع أولادي”.
  • “اتخذتُ وحدي كل القرارات بشأن حياتي، وأنا أكثر هدوءًا الآن”.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.