هناك أهمية غالبا لمهارات القراءة والكتابة. ولكن قبل أن يتعلم الأطفال القراءة والكتابة، عليهم تعلم النغمات، الكلمات، اللغة، والقصص. أنتم تؤدون دورا هاما في العملية: مساعدة ابنكم على تطوير مهارات القراءة والكتابة المُبكّرة.
كيف يمكن تشجيع تطوّر القراءة والكتابة لدى ابنكم
يشكّل تطوّر مهارات القراءة والكتابة جزءا هاما من تطوّر ابنكم العام. فهذه المهارات هي أساس النجاح في المدرسة، السلوك الاجتماعي، تطوّر الاستقلالية، التعامل الصحيح مع المال، والعثور على مكان عمل. ولكن قبل أن يتعلم ابنكم القراءة والكتابة، عليه تطوير أسسها – القدرة على الكلام، الإصغاء، الفهم، النظر، والرسم. مع مرور الوقت، وبفضل مساعدتكم، يفهم ابنكم العلاقة بين الأحرف المكتوبة على الورقة وبين النغمات التي يسمعها. بهدف أن تنشأ هذه العلاقة، فهو يحتاج إلى الكثير من التجارب في مجال:
- الرسومات والأغراض – طريقة استخدام الكلمات للتكلم
- الأحرف والكلمات – أشكالها، نغماتها، واسمها
- النغمات – الطريقة التي تشكّل فيها الكلمات قافية، بدء الكلمة ونهايتها بحرف شبيه، تفكيك الكلمة إلى أجزاء (مثلا، مقاطع)، دمج نغمات مختلفة، وغيرها.
تُحضّر هذه التجارب ابنكم للمدرسة، حيث يبدأ فيها بتعلم القراءة والكتابة بشكل رسمي. يمكن أن تساعدوا على تطوّر القراءة والكتابة لدى ابنكم عبر التواصل، القراءة، وتعلّم النغمات بطرق ممتعة.
تساعد التجارب التي يمر بها ابنكم قبل الدخول إلى المدرسة دماغه على إنتاج علاقات كثيرة وهامة، تُستخدم في اللغة ، التفكير، والفهم. لا يُطور الدماغ شبكة العلاقات المتفرعة والغنية هذه إذا لم تُمارس نشاطات مثل التكلّم، الغناء، والقراءة.
أهمية التواصل لتطوّر القراءة والكتابة
يساعد التواصل والتفاعل مع ابنكم على أن يشعر بأمان، ويثيران فيه رغبة لإقامة تفاعل متبادل. لا شك أنكم انتبهتم إلى أن ابنكم يستجيب عندما تبتسمون إليه وتتحدثون مثل الأولاد. فهو يحاول تقليد النغمات التي تطلقونها وتقليد تعابير وجهكم. عندما تكررون الأصوات التي يطلقها ابنكم، يعرف أنه ينجح في التواصل معكم. عندما تغنون، يتعلم ابنكم عن زيادة مستوى الصوت وخفضه، ويبدأ بالتعرّف إلى الموسيقى والقصص الشائعة في البيئة التي يعيش فيها. تُحضّر كل هذه التفاعلات ابنكم لكسب مهارات القراءة والكتابة والصداقة.
ما الذي يمكن القيام به
- قلّدوا الأصوات التي يطلقها ابنكم، ولا تخافوا من التكلم مثل الأولاد، فهذا يساعد ابنكم على فهم كيف تنشأ اللغة.
- غنوا أغاني.
- تحدثوا مع ابنكم عن أمور يومية تقومون بها أو ترونها معا. مثلا، قولوا له: “تعال نُعلّق الغسيل”، “شاهد العصفور الأحمر”، أو “واو واو، ما أذكى هذه الوجبة التي نتناولها”.
- سمّوا الأشخاص، الأغراض في السوبر ماركت، أو أجزاء خاصة في أغراض معينة بأسمائها – مثلا، الرباط في الحذاء أو أزرار القميص.
- تحدّثوا عن مشاعركم واسألوا ابنكم إذا كان فرحا أو حزينا. يمكن أن تساعدوه وتعرضوا عليه كلمات لوصف مشاعره. كذلك، تساعد المحادثة حول المشاعر ابنكم على فهم كيفية شعور الآخرين.
- أنصتوا إلى ابنكم وتحدثوا عن الأمور التي يطرحها. فإذا سأل سؤالا، أعطوه فرصة للتفكير في الإجابة قبل أن تجيبوا. مثلا، يمكن أن تقولوا: “ماذا تظنّ؟” أو “ما هو برأيك الهدف من استخدام هذا الغرض؟”
- اقرأوا قصصا لابنكم. يمكن أن تقرأوا قصصا مضحكة أو مهمة حدثت في طفولتكم، أو عن ماضي العائلة. يمكن أن يخترع كل منكم قصة.
- عندما يصبح ابنكم كبيرا، علموه أنه يمكن تفكيك الكلمات إلى حروف. مثلا، الكلمة “سيارة” مؤلفة من الأحرف “س-ي-ا-ر-ة”. كذلك، دعوا ابنكم يعرف كيف يستخدم مقاطع كلمات ليشكّل كلمات كاملة. مثلا، كلمة “دجاجة” مؤلفة من الأحرف د-ج-ا-ج-ة، ولكن يمكن تقسيم الكلمة إلى مقاطع مثل د-جا-جة.
- يمكن أن تلعبوا بألعاب تجعل ابنكم يفكّر في النغمات المختلفة في الكلمة. مثلا، قل “مطبخ”. والآن أن يكررها، ولكن نحذف المقطع الأول. يستطيع ابنكم أن يقول “بخ” فيفهم أن الكلمات مؤلفة من نغمات مختلفة.
أهمية القراءة لتطوّر القراءة والكتابة
من المهم أن تقرأوا لابنكم أحيانًا – يمكن أن تبدأوا القراءة منذ اللحظة الأولى من الولادة. يميل الأولاد الذين مروا بتجارب لغوية وقراءة الكتب منذ سن صغيرة إلى تطوير أساس متين للقراءة والكتابة. القراءة المشتركة مع ابنكم:
- تتيح لكم ممارسة نشاط مشترك وممتع، النظر إلى الرسومات، والتلاعب بالكلمات
- تساعده على بدء تقدير الكتب، وتوضح له أنها قد تكون مصدر متعة ومعلومات على حد سواء
- تساعده على تعلّم نغمات الأحرف في اللغة المحكية
- تساعده على فهم أنكم أنتم لستم مصدر القصص، بل الكلمات الظاهرة في الكتب – هكذا يتعلم ابنكم الطريقة التي تعمل بموجبها الكلمات المكتوبة
- تساعده على تطوير ثروة لغويّة أكبر، تُحسن الفهم، المتعة، والاهتمام بالقراءة (لأن الكتب تحتوي غالبا على كلمات نادرة أكثر مقارنة بالكلمات المحكية اليومية أو الكلمات المُستخدمة في التلفزيون)
- تُحسّن مهاراته التفكيرية، وقدرته على حل المشاكل
- قد تساعدكم على تطوير محادثة حول مصطلح جديد، حدث، أو موضوع يهتم ابنكم به
ما الذي يمكن القيام به
- اقرأوا مع ابنكم. يمكن بدء القراءة منذ الولادة، ولكن ليس متأخرا أبدا بدؤها في أية لحظة.
- إذا كان ابنكم كبيرا بما يكفي، فشجعوه على أن يمسك كتابا ويقلب صفحاته. هكذا يبدأ بمعرفة أن عليه الإمساك بالكتاب بشكل صحيح، وتقليب الصفحات بالاتجاه ذاته دائما.
- ضعوا إصبعكم تحت الكلمات أثناء القراءة وأشيروا إلى كل كلمة على حدة. هكذا يتعلم ابنكم أن القراءة باللغة العربية تبدأ من اليمين وتتقدم نحو اليسار، ويبدأ بفهم قوانين القراءة.
- دعوه يرى الرسومات وتحدثوا عن الرسومات التي يشير إليها.
- أطلقوا أصوات حيوانات أو أصواتا أخرى في الكتاب وتمتعوا!
أهمية القوافي لتطوّر القراءة والكتابة
تتيح لنا القوافي تعلم العلاقة بين النغمة والكملة وبين طريقة كتابتها.
ما الذي يمكن القيام به
- العبوا ألعابا تتضمن قوافي. تساعد القوافي ابنكم على فهم النغمات التي تبدأ وتنتهي بها كل كلمة وتقييمها – مثلا، “بالون، مارون، كانون”. يمكن اللعب بالقوافي في كل مكان ولحظة – في السيارة، أثناء المشتريات أو تناول وجبة العشاء.
- العبوا ألعاب الكلمات من خلال تغيير النغمات والوتيرة. يمكن أن تلعبوا “أنا أرى” (“أرى شيئا يبدأ باللون الأحمر، أرى شيئا يبدأ بالحرف “ب”) أو ذكر عبارات مثل “خيط حرير على حيط خليل”.
- اقرأوا كتبا بقواف.
لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقالات: نشاطات لتشجيع القراءة والكتابة .
علامات صعوبات مبكّرة في القراءة والكتابة
ينمو الأولاد بشكل مختلف. ينجح جزء منهم في التغلب على صعوبات في القراءة والكتابة. ولكن أحيانا، يحتاج الأولاد الذين يتقدمون ببطء إلى مُساعَدة أخرى. إذا ظهرت الصعوبات في مرحلة مبكّرة، فقد يعاني الأولاد من تأخر في تطوّر القراءة والكتابة على المدى البعيد.
هناك عدة علامات مُبكّرة تشير إلى أن ابنكم قد يواجه صعوبة في كسب مهارات القراءة والكتابة الباكرة. هناك علاقة بين هذه العلامات وبين اللغة العامية (الثروة اللغوية ومهارات الإصغاء) وبين معرفة مبنى الكلمة (معرفة الأحرف، القوافي، معرفة النغمات، ودمجها في كلمات بسيطة).
صعوبة في القراءة والكتابة في سن ثلاث حتى أربع سنوات
يُستحسن أن تطلبوا مساعدة إذا كان يصعب على ابنكم غالبا القيام بثلاثة نشاطات من بين النشاطات التالية أو أكثر:
- أن يخبركم عن الأحداث التي تدور في القصة – مثلا، الركض، اللعب بالطابة، الأكل
- استخدام كل الكلمات المطلوبة لتأليف جملة كاملة – مثلا، “ذاهب إلى حديقة حيوانات أنا” بدلا من “أنا ذاهب إلى حديقة حيوانات”
- الإصغاء إلى بالغ يقرأ له بشكلٍ ثابت
- تذكّر كتاب كان قد قرأه في الماضي عند رؤية الغلاف
- التمييز بين الغلاف الأمامي والخلفي من الكتاب، والإمساك بكتاب بشكل صحيح
- تسمية الأغراض البسيطة الظاهرة في الكتاب باسمها
- التركيز على الكلمات المكتوبة والاستجابة لها، مثل الأحرف في الأسماء، لافتات الطرق، وغيرها
- دمج كلمات ذات نغمة شبيهة – مثلا “جار”، “دار”
- ذكر أجزاء معيّنة من أغاني الأطفال عدة مرات
صعوبة في القراءة والكتابة في سن خمس سنوات
يُستحسن أن تطلبوا مساعدة إذا كان يصعب على ابنكم غالبا القيام بمعظم النشاطات المذكورة حتى الآن، ويصعب عليه القيام بثلاثة من النشاطات التالية أو أكثر. في اللغة المحكية، يصعب على ابنكم:
- فهم تعليمات شفهية يومية
- دمج كلمات جديدة في حديثه، وزيادة طول الجمل التي يستخدمها (لتصبح مؤلفة من خمس كلمات على الأقل)
- اكتشاف بداية الكلمات والنغمات التي تشكل قافية واستخدام أمثلة شبيهة
- تفكيك الكلمات البسيطة إلى أجزاء (مقاطع أو نغمات فردية)، وتركيب نغمات مجددا لتأليف كلمات
- استخدام الأزمنة المختلفة والتصريفات المناسبة – مثلا، “هو لعب معي بالطابة” بدلا من “هو لعبتْ معي بالطابة”
- استخدام كلمات للمقارنة، مثلا، “أثقل”، “أخف”، و “أقصر”. مثلا، إذا قلتم “السيارة كبيرة، ولكن الحافلة هي …؟”، فمن المتوقع أن يقول ابنكم إنها “أكبر”.
في القراءة، يصعب على ابنكم:
- إبداء الاهتمام بالكتب والقراءة
- محاولة القراءة – مثلا، قد يقول ابنكم “هنا مكتوب قطة. هل ترون؟ أنا قادر على القراءة!”
- متابعة تسلسل الأحداث في القصة
- الربط بين ما يحدث في القصة وبين ما يحدث في حياته
- الإصغاء بدقة إلى القصص المقروءة بصوت عال، التعلم، والتمتع بالنشاطات.
في مجال فهم المصطلحات المكتوبة، يصعب على ابنكم:
- فهم أن الكلمات المكتوبة تختلف عن الرسومات، وأن علينا قراءتها
- النظر إلى الكلمات المكتوبة في أماكن مختلفة والتعليق عليها، مثلا في التلفزيون، علب الأطعمة، التابليت، وغيرها
- قراءة ثمانية أحرف على الأقلّ
- خربشة اسمه، رسائل مختلفة وغيرها، حتى إذا لم تستطيعوا قراءتها
إذا كنتم تحتاجون إلى مساعدة أو نصيحة، فيُستحسن التحدّث مع ممرضة مركز رعاية الطفل، طبيب الأطفال، المُعالِج بالنطق، أو المربيّة في الحضانة. يستطيع هؤلاء المهنيون توجيهكم للحصول على الخدمات الضرورية.
كيف يمكن تشجيع تطوّر القراءة والكتابة لدى ابنكم في سن المدرسة
لتحضير ابنكم للقراءة والكتابة في المدرسة، امنحوه فرصا كثيرة للتعرّف إلى اللغة والكتابة المختلفة. إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم لديه صعوبات، فجرّبوا الطرق التالية:
- تحدّثوا مع المعلّم وافحصوا كيف يتقدم ابنكم في الصفّ، واعملوا معا على برنامج مساعدة. كلما ساعدتم ابنكم أسرع، يتقدم أفضل على الأمد البعيد.
- شجعوا ابنكم دائما عندما يحاول، حتى إذا ارتكب الأخطاء ذاتها (أو أخطاء شبيهة) مرارا وتكررا.
- تأكدوا أن ابنكم مستعد للذهاب إلى المدرسة وساعدوه على الاستعداد في الصباح. يُستحسن أن يتبع ابنكم روتينا وأوقات راحة ثابتة، تساعده على القيام بالفروض المدرسية.
- خططوا أوقاتا ثابتة للقراءة مع ابنكم. يمكن أن يقرأ كل منكم وفق دوره – أنتم تقرأون، ثم يقرأ ابنكم. إذا كانت تصعب عليه القراءة، فالقراءة وفق الدور تمنع الإحباط على الأمد البعيد.
- استغلوا كل فرصة للقراءة والكتابة. مثلا، اقرأوا لافتات الشوارع والحوانيت، قوائم غذائيّة في المطعم، لائحة أسعار، مُلصقات على علب الأطعمة في السوبر ماركت. يمكن أن تكتبوا إلى صديقٍ رسالة إلكترونية، رسالة عادية، أو رسالة نصية قصيرة في الهاتف. هكذا يعرف ابنكم مدى نجاعة القراءة والكتابة.
إذا كنتم قلقين فيما يتعلق بتقدّم ابنكم، فتحدثوا مع مربّية الصف. إذا كنتم لا تزالون قلقين، فتحدثوا مع معلمين آخرين، مستشار المدرسة، أو طبيب العائلة، واطلبوا إحالة إلى أخصائي نفسي تربوي أو مهني أخصائي في المجال.
يتضمن التحدث بأكثر من لغة ميزات كثيرة لابنكم. للمزيد من المعلومات والنصائح لتشجيع تطور القراءة والكتابة ثنائية اللغة لدى ابنكم، اقرأوا المقال ثنائية اللغة وتربية الأولاد على اكتساب لغتَين.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network