اللعب والصداقات لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

التعرف إلى أصدقاء جدد، اللعب معهم، والقدرة على العمل مع أولاد آخرين هي مهارات جيدة لكل الأولاد، وطبعا للأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا.ادعموا ابنكم فيما يتعلم كيف يلعب ويتعرف إلى أصدقاء جدد.

لمَ الصداقة والألعاب مهمة للأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة

يساعد اللعب والصداقات الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة على تعلم أنواع كثيرة من المهارات والقدرات. في نهاية المطاف، يمكن أن يكون الأولاد معلمين ممتازين للأولاد الآخرين. إضافة إلى ذلك، لا يساعد اللعب مع الأولاد الآخرين ابنكم على النمو والتقدم فحسب، بل على أن يشعر بشعور جيد تجاه نفسه أيضًا.

التطوّر الاجتماعي العاطفي

يساعد اللعب والصداقات ابنكم على أن يتعلم كيف يشارك الآخرين، يتعاون، يفهم كيف يشعر الآخرون، ويكوّن صداقات مع أولاد آخرين. يساعده الأصدقاء على أن يتمتع، ويمكن أن يدعموه أيضا عند الحاجة، كما يتعلم ابنكم أن في وسعه مساعدة الأولاد الآخرين أيضا.

التواصل

يتيح قضاء الوقت مع أولاد آخرين ابنكم أن يتعلم طرقا جديدة للإصغاء، التفكير، والتواصل. فيمكن أن يسمع ويشاهد كيف يستخدم الأولاد الآخرون كلماتهم الخاصة للتعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم عندما يكونون معا، وفي الوقت ذاته يتدرب ابنكم على استخدام كلماته الخاصة.

عندما يشعر بثقة أكبر بقدراته على التواصل، من المتوقع أن يتدبر أمره بشكل أفضل مع الآخرين. إذا تصرف ابنكم أحيانا بشكل مثير للتحدي، يمكن لمهارات التواصُل الجيدة أن تساعده وتساعدكم على مواجهة الأمر.

التطوّر الجسدي

يمكن أن تشجع الصداقات ابنكم على الانضمام والتمتع بالنشاطات الجسمانية الاجتماعية، مثل الركض، القفز، إلقاء الطابة، العلاج، أو البناء. يُحسن النشاط الجسدي توترية العضلات لدى ابنكموالمهارات الحركية الكُبرى، وكذلك الثقة بالنفس.

إذا كان ابنكم يعاني من إعاقة جسمانية تُصعِّب عليه أن يكون نشيطا، يمكن أن تستعينوا بالعلاج الطبيعي (physiotherapy) أو العلاج الوظيفي (Occupational therapy) اللذين يساعدان على العثور على طرق للمشاركة في الألعاب والنشاطات مع الأصدقاء، وعلى إدخال بعض النشاطات التي تعزز الروتين اليومي. يُمكن الاستعانة أيضًا بمركز بيت إيزيسشبرا، الذي يُشغّل مركزا تكنولوجيا خاصا لتسهيل الوصول إلى الألعاب للأولاد ذوي الإعاقة الجسمانية والإدراكية.

التدرّب على الألعاب

بهدف اللعب بشكل جيد مع الآخرين، يتعين على ابنكم أن يعرف كيف يشارك الآخرين، يلعب وفق دوره، يصغي، ويكون متعاطفا مع مشاعر الآخرين. ساعدوا ابنكم على التدرب على هذه الأمور عبر اللعب والتواصل اليوميَّين.

فهو يتعلم من خلال مشاهدتكم وأنتم تتحدثون مع الآخرين، وكيف تعملون وتتصرفون في الحياة الاجتماعية. نقدم لكم مثالا. عندما تتحدثون مع الناس، توضحون لابنكم كيف يصغي، يشارك، يتنازل، ينظر إلى الأمور من وجهة نظر الآخرين، ويتعاطف معهم. يمكن القول مثلًا: “نعم، دعنا نقوم بذلك بهذه الطريقة”، أو “لا أعرف ماذا تقصد”.

العبوا مع ابنكم ألعابا لوحية أو ألعابا تفاعلية تتطلب اللعب وفق الدور، لمساعدته على تعلم التعاون والمشاركة.

إذا كان يصعب على ابنكم الانتظار حتى يأتي دوره، وكان عليه أن يتدرب على هذه الخطوة، استخدموا علامات مختلفة لتذكيره أن عليه الانتظار. مثلا، يمكن أن تستخدموا بطاقة مع رسمة تشير إلى الانتظار، أو أن تضعوا يدكم على جسمه وتذكّروه بشكل جسدي. كلما تحسن ابنكم في الانتظار حتى دوره، قلِّلوا استخدام العلامات. مثلا، ارفعوا إصبعكم كتذكير بدلا من أن ترفعوا كل يدكم.

يمكن قراءة كتب مع ابنكم تعرض حالات اجتماعية مختلفة، أو أن تُحضِّروا مثلا كتيبات اجتماعية أو رسومات تصف ما الذي قد يحدث في الحديقة أو في الروضة. كما يُستحسن أن تتحدثوا مع ابنكم وتشرحوا له كيف يتعامل مع هذه الحالات.

عندما تلاحظون أن ابنكم يشارك الآخرين، يلعب وفق دوره، أو يلعب بشكل جميل بأية طريقة كانت، امنحوه الكثير من المدح والتشجيع. قولوا له بالضبط ماذا أحببتم في سُلوكه، لزيادة احتمال أن يتصرف ابنكم بشكل شبيه في المستقبل أيضا. مثلا: “لقد أعجبتَني عندما قمت بإعطاء الطابة لبشير عندما أتى دوره”. إذا تعرض ابنكم لخلاف أثناء اللعب مع صديقه في وقت لا يمكنكم فيه التدخل، أوضِحوا له ما حدث وقولوا: “أراد بشير الحصول على الطابة أيضا، لذا هو حزين الآن. تعال نفكر ما الذي يمكن القيام به الآن”.

اللعب مع الأولاد الآخرين

يتعين على كل الأولاد أن يعرفوا كيف يلعبون مع الأولاد الآخرين. هناك بعض الأمور البسيطة التي تساعد الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء اللعب.

اختيار الألعاب والنشاطات

إذا حددتم لقاء للعب مع ابنكم، اختاروا مسبقا الألعاب التي يتمتع فيها جميع الأولاد. يُستحسن أن تُعِدّوا بعض النشاطات التي تعرفون أن ابنكم يقوم بها بثقة تامة. يحب الأولاد المشاركة أكثر عندما يكونون واثقين بأنفسهم.

للأولاد الأكبر سنا، اختاروا نشاطات تتيح لهم اللعب وحدهم، إلى جانب أولاد آخرين، أو معهم. إليكم بعض الأفكار:

  • مواد للتلوين والرسم
  • كتب، مكعبات، وألعاب لبناء أشكال مثل اللغو
  • آلة موسيقية
  • مواد لألعاب الخيال وألعاب المسرح
  • اللعب خارج البيت، أو الخروج لنزهة قصيرة

تحضير بيئة ألعاب

إذا دعوتم أولادا للعب في منزلكم، أعدّوا بيئة للّعب لكي يتمتع الأولاد. اختاروا مكانا واسعا ليس فيه الكثير من الضجيج. يمكن أن تُحضِّروا مواقع مختلفة للعب والنشاطات لكي يستطيع الأولاد اللعب معا أو على حدة. في اللقاءات الأولى، يُستحسن أن يكون الوالدين قريبين، وأن يتدخلوا في حال نشأت حاجة.

تحديد الوقت

حددوا وقتا للالتقاء مع صديق أو أصدقاء، واهتموا بتقييد الوقت مسبقا. في البداية، حددوا وقتا قصيرا نسبيا، لكي لا يتعب ابنكم إذا لم يشعر بارتياح. مع مرور الوقت، يمكن أيضا أن تزيدوا الوقت الذي يقضيه ابنكم مع أصدقائه.

تحديد عدد الأصدقاء

حاولوا ألا تدعوا عددا من الأصدقاء في الوقت ذاته، أو على الأقل في البداية، ادعوا صديقا واحدا فقط. دعوة مجموعة من الأصدقاء قد تكون مثيرة للتحدي كثيرا، وقد يشعر ابنكم أنه ليس جزءا من المجموعة.

المساعدة إذا اقتضت الحاجة

عليكم التدخل أحيانا ومساعدة ابنكم على مواجهة الحالات المعقدة. اذكروا أمام ابنكم كلمات يمكن أن يستخدمها للتعبير عن مشاعره. مثلا: “ألاحظ أن فاتنة أخذت لك اللعبة. أشعر أنك غاضب. لا بأس أن تغضب. دعنا نفحص كيف يمكن أن أساعدك”.

يُستحسن أن تعلّموا ابنكم بعض الأسئلة والجمل الأساسية التي تساعده أثناء اللعب. مثلا، “أنا أيضًا أريد اللعب بهذه اللعبة”، “هل يمكننا اللعب معا؟”، أو “أشعر بعدم ارتياح لأنك تفعل ذلك”.

التنويع هو السر

بهدف أن يتمتع ابنكم بعدة تجارب، يُستحسن أن يكون قريبا من أولاد أكبر وأصغر منه وليس فقط أولاد في جيله، وكذلك من أولاد ذوي احتياجات خاصة وذوي تطور سليم.

يمكن أن تتواصلوا مع والدين لأولاد يعيشون قريبا منكم عبر مجموعات الفيس بوك البلدية. يُمكن أيضا أن تستخدموا منتديات مختلفة لوالدي أطفال ذوي احتياجات خاصة بهدف مشاركة المعلومات، القصص، والدعم المتبادل مع أشخاص يمرون بحالات شبيهة بحالتكم.

ماذا يحدُث عندما لا تسير اللعبة كما يُرام

لا تسير الأمور دائما كما ينبغي.لا نصبح أصدقاء لكل من نلتقي بهم، أو لا نتدبر الأمور جيدا مع كل مَن نعرفهم. ولكن من الطبيعي أن تقلقوا من ألا يندمج ابنكم، أن يتم تجاهله، أو أن يتصرف بشكل غير لائق.

حاولوا أن تجعلوا اللعب مع الأولاد الآخرين ممتعا قدر المستطاع، لكي يرغب ابنكم في اللعب ثانية.

انتبِهوا: يتطلب اللعب مع الأولاد الآخرين طاقة جسدية وعاطفية، وقد يحتاج الولد إلى وقت معين وحده بعد لقاء كبير. مع مرور الوقت، يتحسن اللقاء مع الأولاد الآخرين، وتتعزز ثقة ابنكم بنفسه بشكل طبيعي.

إذا كنتم تخشون من أن ابنكم يعاني من الاستقواء، اقرأوا المقال كيف يمكن التعرّف إلى الاستقواء ، بهدف الحصول على نصائح لمعالجة الوضع.

فهم اللعب

تتغير الطريقة التي يلعب ابنكم بها ويتعرف إلى أصدقائه خلال سنوات حياته الأولى. فهو يتعلم أمورا جديدة من اللعب في أعمار ومراحل مختلفة، بما في ذلك الإبداع، المرونة، والقدرة على حل المشاكل. كلما كانت لديه فرص للعب أكثر، يتعلم كيف عليه أن يلعب.

يحدثاللعب الفردي عندما يلعب الأولاد وحدهم ولا ينتبهون إلى ما يقوم به الآخرون. تحدث هذه المرحلة غالبا في سنّ 15 – 17 شهرًا.

اللعب المتوازي يحدث عندما يلعب الأولاد واحدهم بجانب الآخر، وقد يستخدمون الألعاب نفسها أو ألعابا شبيهة بتلك التي يلعب فيها الأولاد الذين بجانبهم. تبدأ هذه المرحلة بشكلٍ عامّ في سن 18 – 24 شهرا.

اللعب الترابطي يحدث عندما يخترع الأولاد أشياء ويتشاركونها، يعطون الأغراض واحدهم للآخر، وينضمون إلى لعب أولاد آخرين. تبدأ هذه المرحلة في سن ثلاث سنوات تقريبا.

اللعب التعاوني يحدث عندما ينضم الأولاد معا إلى نشاطات وأعمال لإنهاء عمل مشترك مثل وضع قواعد، أو اللعب بلعبة مع قواعد. تبدأ هذه المرحلة في سن ثلاث حتى أربع سنوات تقريبا.

قد تظهر هذه المراحل في وقت متأخر أكثر لدى الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تمر فترة طويلة قبل أن ينتقل الأولاد إلى مرحلة النمو القادمة في اللعب.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.