تناوُل الوجبات العائلية مع الرُضّع

لماذا تناوُل الوجبات العائلية مع الرُضّع هام

تُشكّل الوجبات العائلية فرصة رائعة لتعلّموا الرُضّع كيف يمكن أن يديروا محادثة ويتصرفوا في المجتمع، وطبعا أن يتعلّموا عن الأطعمة والأكل. وتُشكّل أيضا فرصة لكم لمنح الرُضّع اهتماما والتواصل معهم عبر النظر، في ظل أجواء عائلية داعمة. إذا كانت الوجبات بمثابة احتفال فَرِح تُشارك فيه كل العائلة وتتحدث بينما تجلس إلى جانب المائدة، فسيبدأ الرُضّع بانتظارها والتمتع بها. وحين يرون أن بقية أفراد العائلة يتمتعون ويحاولون تناوُل طعام جديد ومُغذٍ، فسيرغبون في المشاركة بذلك أيضا.  حاوِلوا تناوُل الأكل معا على فترات متقاربة، قدر الإمكان، وحافظوا على جو هادئ وممتع.

إظهار كيف يتم تناوُل الأكل الصحّي

أنتم تشكّلون قدوة شخصية لابنكم. يتعلم ابنكم منكم ويرغب في تقليدكم. أي أن الوجبات العائلية هي فرصة رائعة لتعليم ابنكم كيف يمكن تناوُل طعام صحيّ. لذلك، إذا كنتم ترغبون في أن يأكل ابنكم جيدا، يُستحسن أن تتناولوا طعاما صحيا أنتم أيضا. يتعلم الأولاد تناوُل الأكل الصحيّ الذي يتناوله أفراد العائلة، ولكن يجب أن تُقدّموا له وجبة أصغر.

يعتاد الأولاد الصغار على تناوُل الأطعمة التي يتناولها والدوهم. عندما يكبرون يتعرّضون أكثر لأطعمة يتناولها أصدقاؤهم (أو الأولاد في الإعلانات). لذلك، طالما أن ابنكم صغير، لديكم فرصة رائعة للتأثير في الأطعمة التي يختارها بواسطة إعداد أطعمة صحيّة لكل العائلة وتناوُلها.

لا يتناول رضيعكم طعاما؟ لا تقلقوا بشأن ما يتناوله رضيعكم – أو لا يتناوله! – أثناء وجبة واحدة أو خلال اليوم كله. تتغيّر الشهية لدى الأولاد والقدرة على تناوُل الأكل كل الوقت. إذا نظرتم إلى الأكل الذي يتناوله رضيعكم أثناء الأسبوع بأكمله بدلا من أن تنظروا إلى ما يتناوله في يوم واحد، من المُرجح أن تلاحظوا أنه يتناول ما يحتاج إليه.

احرصوا على تقطيع الخضراوات والفواكه الطازجة في كل وجبة وعلى أن تتضمن دائما وجبة قليلة الدسم (مثلا، دجاج، توفو، سمك، بقوليات، جبنة حتى %5 دهن) وكذلك وجبة كربوهيدرات مُعقّدة (مثلا، خبز قمح كامل أو أرز كامل).

الوجبات والروتين العائلي

عندما تتناولون وجبات عائلية في الوقت الذي تتسنى لكم فيه الفرصة تُساعدون رضيعكم على تعلُّم القيم العائلية الخاصة بكم. مثلا، هناك أشخاص يستخدمون الوجبات العائلية كفرصة ثابتة للالتقاء معا ومعرفة الأخبار الجديدة لدى كل فرد من أفراد العائلة. إضافة إلى ذلك، يمنح روتين الوجبات العائلية لابنكم شعورا بالقرب والأمان.

يُساعد تحديد أوقات وجبات ثابتة ابنكم على اتباع روتين الأكل. عندما يعرف الأولاد وقت الوجبة، يهتمون أكثر بتحضيرها ويركّزون على الأكل. قد يُساعد الروتين إذا كان انتباه ابنكم مُشتتا بسبب أمور تحدث من حوله، أو إذا كان يبدو مُتعبا في نهاية اليوم ويهتم أقل بوجبة العشاء. كذلك، يُساعد اتباع روتين وجبات ثابت على تفادي النقرشة أثناء النهار. تُساعد الوجبات العائلية ابنكم على تعلُّم مهارات الأكل منكم.

إذا كنتم تهتمون بالحفاظ على آداب الطعام، يمكن أن تكونوا قُدوة يُحتذى بها وأن تُعلّموا ابنكم آداب المائدة. كذلك، يمكن أن تذكروا له حسنات آداب الطعام. مثلا، يُمكن أن تقولوا له: “من الأسهل فهم أقوالك عندما تتحدث وفمك فارغ”!. رغم ذلك، لا يفهم معظم الأولاد الأمور الصغيرة الخاصة بآداب المائدة حتى جيل خمس سنوات تقريبا، لذلك لا تتوقعوا منه كثيرا.

انتبهوا: من المهم الجلوس أثناء تناوُل الأكل لمنع خطر الاختناق. إذا كان الرُضّع يتحركون أو يلعبون أثناء تناوُل الأكل، لا ينجحون في التركيز على ما يأكلونه. من المهم جدا أن تُبعدوا كل أجهزة الشاشات (الهواتف، الحواسيب، الألعاب، والتلفاز) عن منطقة الطعام، وأن تُركّزوا على الأكل فقط. هذا مثال جيد لابنكم، وقد يُرافقه طوال حياته.

إثارة اهتمام أولادكم بالطعام

قد يُشجع النظر إلى الوالدين، الإخوة أو الأخوات الكبار وهم يتناولون أنواعا مختلفة من الأطعمة الصحيّة أثناء الوجبات العائلية رضيعكم على أن يحاول تناولها أيضا. يُوصى بتناوُل الوجبات العائلية بشكل خاص إذا كان ابنكم يرفض تناوُل الطعام.

من أجل إثارة اهتمام الأولاد بالوجبة، يمكن أن تحضّروا معا وجبات ونقارش مثل الشطائر أو سلطات الفواكه، وأن تضعوها على الطاولة. عندما يساعدكم ابنكم على تحضير وجبة العشاء، من المُرجح أنه سيفتخر بأعماله وسيشعر بالمشاركة – لذلك، على ما يبدو، سيكون فرحا أكثر بتناول ما أعددتموه معا. يتعلم الأولاد الذين يساعدون على تحضير الوجبات العائلية عن الطعام كثيرا، ويبدأون بتقديره حقا.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network