الأولاد الذين يرفضون تناول الطعام

يرفض الكثير من الأطفال تناول الطعام. إنه تصرف طبيعي، ولكن تصعب مواجهته أحيانا. لا يكون الرفض مرتبطا غالبا بالطعام، بل برغبة الأولاد بأن يكونوا مستقلين. إليكم بعض الأفكار التي تساعدكم إذا كان ابنكم يرفض تناوُل الطعام.

العصيان ورفض تناول الطعام

قد يرفض الأولاد تناول الطعام أحيانا، أي لا يحبون شكل أطعمة معينة، لونها، أو تركيبتها. أحيانا يحبون طعاما معينا في يوم ما ولكن لا يحبونه في اليوم التالي، ويميلون أحيانا إلى رفض محاولة تناول أطعمة جديدة ويتناولون كميات مختلفة من الأطعمة في كل يوم.

يحدث كل هذا لأن رفض تناول الطعام هو جزء من نموّ الأولاد – فهو طريقة للتعرّف إلى بيئتهم والتمسك برغبتهم. إضافة إلى ذلك، تزداد شهيتهم أو تقل وفق وتيرة نموهم وحجم النشاطات الجسمانية التي يمارسونها.

الأخبار الجيدة هي أن معظم الأولاد يصبحون أقل رفضا لتناول الطعام كلما كبروا. من المفترض أنه في فترة ما، يتناول ابنكم تشكيلة واسعة من الأطعمة ويتمتع بها جدا. إذا كان ابنكم سليما ولديه طاقة كافية للعب، التعلم، والبحث، فمن المرجح أنه يأكل كمية كافية. إذا كنتم قلقين حيال عادات تناوله الطعام، فتحدثوا مع طبيب الأطفال، ممرضة مركز رعاية الطفل، أو أخصائي تغذية مؤهل.

اجعلوا أوقات تناول الوجبة ممتعة

إن مدى استعداد ابنكم لتناول أطعمة جديدة يتعلق إلى حد معين بالبيئة التي يأكل فيها. يستحسن أن تتأكدوا أن ساعات تناول الأكل ممتعة وخالية من التوتر. إليكم بعض الأفكار:

  •  اجعلوا ساعات تناول الوجبة أحداثا اجتماعية وممتعة. حاولوا ألا تكونوا قلقين لأن بعض الأطعمة أو المشروبات ينسكب على الأرض. بدلا من ذلك، امدحوا ابنكم لأنه حاول تناول أطعمة جديدة، أو لأنه تناول أطعمة صحية يعرفها.
  •  اهتموا بأن تكون توقعاتكم واقعية – مثلا، يمكن أن تطلبوا من ابنكم أن يحاول تناول كل أنواع الأطعمة التي في صحنه أو أن يتذوق جزءا منها.
  •  إذا كان يثير ضجة عند تناول الطعام، فتجاهلوها قدر الإمكان. إذا انشغلتم كثيرا برفض ابنكم لتناول الطعام، فقد تشجعونه على متابعة هذا السلوك.
  •  حضّروا أطعمة صحية وذكية – مثلا، قطعوا الخبر بأشكال مثيرة للاهتمام، أو اطلبوا من ابنكم أن يساعدكم على تحضير السلطة أو خفق البيض لتحضير عجة البيض.
  •  أطفئوا التلفزيون ليستطيع كل أفراد العائلة التحدث معا بهدوء.

قد ينشغل الأطفال عندما يجلسون مع كل أفراد العائلة ويتناولون الطعام. إذا حدث ذلك، فحاولوا أن تتيحوا لابنكم أن يتمتع باستراحة بين الوجبات، ليهدأ قبل تناول الوجبة. يمكن أن تقوموا بذلك من خلال اللحظات التي يغسل ابنكم فيه يديه. يمكن أن تشجعوا ابنكم على الجلوس إلى جانب المائدة مع العائلة في معظم الوجبات، ولكن لمدة ربع ساعة في كل مرة فقط. عندما يكبر ابنكم، يمكن أن تكون المدة التي يجلس فيها مع أفراد العائلة أطول.

قدموا لابنكم تشكيلة من الأطعمة المفيدة مؤلفة من المجموعات الغذائية الخمس في كل وجبة عائلية. تناولوا تشكيلة من الأطعمة، حيث يرى ابنكم أنكم مستعدون لتناول أطعمة جديدة وأنكم تتمتعون بتناولها. إن الطعام الصحي الذي يحبه كل أفراد العائلة، والأجواء الممتعة أثناء تناول الطعام والتي تشجع على خلق شعور إيجابي تجاه الطعام، يساعد جميعها ابنكم على أن يتعرف على الطريقة الصحيحة.

منح الأولاد الذين يرفضون تناول الطعام استقلالية

عندما يدور الحديث عن الطعام، يستحسن أن تشجعوا الحاجة إلى الاستقلالية لدى ابنكم. إذا تنازلتم عن بعض رغباتكم وتفضيلاتكم، فسيشعر ابنكم أنه يسيطر على الأمور ومن المتوقع أن يأكل أكثر. مثلا، يمكن أن تتنازلوا عن أن يتناول ابنكم الخبز إذا كانت هذه هي رغبته.

يمكن أن تجربوا أن تدعوه يختار بين تشكيلة من الأطعمة الصحية. ببساطة، حددوا إمكانيات الاختيار بخيارَين أو ثلاثة من الأطعمة في كل مرة، لئلا يرتبك ابنكم أو يصعب عليه اتخاذ القرار. مثلا، بدلا من أن تطلبوا من ابنكم أن يختار ما الذي يريده من الثلاجة، فسألوه “هل تريد عنبا أو قطعا من الجزر؟”

شاركوا ابنكم بتحضير الوجبات العائلية. سيكون فخورا بمساعدتكم، ومن المرجح أكثر أن يختار تناول الأكل الذي ساعد على تحضيره.

كيف يمكن عرض الأطعمة الجديدة على الأولاد الذين يرفضون تناولها

إذا كان ابنكم يرفض تناول الطعام وليس مستعدا لتناول أطعمة جديدة، إليكم بعض الأفكار التي قد تساعد.

  •  ضعوا كمية قليلة من الطعام الجديد في الصحن إضافة إلى الطعام الذي يعرفه ابنكم ويحبه – مثلا، قطعة صغيرة من الزهرة إلى جانب البطاطا بوريه.
  •  قدموا الطعام بشكل مغر. قدموا لابنكم الأطعمة بتشكيلة من الألوان، الأشكال، والأحجام، ودعوه يختار الأكل الذي يتناوله.
  •  تابعوا تقديم طعام معين كل الوقت. في نهاية الأمر، سيحاول. حتى إنه سيحبه، ولكن أحيانا يحتاج ابنكم إلى أن يراه في صحنه ‏10 حتى 15 مرة قبل أن يتذوقه.
  •  عندما يكون ممكنا، ابحثوا عن فرصة لتوفروا لابنكم الإمكانية أن يتشارك الوجبات والنقارش مع الأولاد الآخرين – ربما يوافق على أن يحاول تناول أطعمة جديدة يتناولها الأولاد الآخرون.
  •  قدموا لابنكم الوجبة ذاتها التي يتناولها أفراد العائلة، ولكن بكمية أقل ملائمة له. إذا لم يرغب في تناول الأكل، فقولوا له مثلا: “جرب هذا الأكل يا براء فهو لذيذ جدا”. إذا ما زال يرفض أن يجرب تناوله، فقولوا بهدوء: “حسنا، يمكن أن تتناوله في المرة القادمة عندما تكون جائعا”.
  •  شجعوا ابنكم على أن يلمس الطعام الجديد، يشمه، أو يتذوقه، ثم امدحوه على ذلك. من ثم، شجعوه على أن يتناول المزيد. امدحوا ابنكم لأنه كان مستعدا للمحاولة.
  •  قدّموا له أطعمة مختلفة من كل مجموعة من المجموعات الغذائية الأساسية. مثلا، إذا كان لا يحب الجبن، فربما يحب تناول اللبن.

تجنبوا تناول أطعمة غير صحية

قد تُغرَون وتقترحون على ابنكم جوائز على شكل مأكولات لكي “يأكل طعاما معينا” فقط. ولكن إذا اقترحتم عليه نقارش أو بدائل تؤدي إلى السمنة، ومليئة بالسكر أو الملح، فقد يرفض تناول الأطعمة الصحية أكثر. والأهم من ذلك، يعرف ابنكم جيدا أن هناك أطعمة بديلة أكثر!

إذا كنتم تقترحون عليه جوائز غير صحية كرشوة – مثلا، إذا قلتم له: “إذا تناولت الجزر فستحصل على الشوكولاتة” – قد تثيرون اهتمامه بالجائزة بدلا من الطعام الصحي.

حقائق حول الأولاد الذين يرفضون تناول الطعام

تساعدكم الحقائق التالية على فهم سبب رفض الأولاد تناول الأطعمة أحيانا:

  •  هناك تأثير لدورات النمو لدى الأطفال في شهيتهم. تتغير الشهية لدى الأولاد دون توقف. في عمر سنة حتى ست سنوات، قد يكون الأولاد جائعين جدا في يوم معين، وقد يلعبون بالطعام في اليوم التالي ولكن لا يتناولونه.
  •  يحب الأطفال أطعمة تختلف عن الأطعمة التي يحبها البالغون.
  •  يشعر الأولاد أن الحياة قد تكون مثيرة جدا أحيانا، وينشغلون كثيرا في التعرف على العالم الذي يعيشون فيه أكثر، مما يقلل من الوقت الذي يصرفونه في تناول الطعام.
  •  يتعلم الأولاد ويختبرون حدود السلوكيات التي يُسمَح بها كل الوقت. عندما يدور الحديث عن قرارات ذات صلة بالطعام، قد يعبّرون عن إرادة قوية جدا (تناول الطعام أو عدم تناوله، أو ما الذي يمكن تناوله). هذا هو جزء لا يتجزأ من النمو الاجتماعي، العاطفي، والشعوري لديهم. يرفض ابنكم أحيانا تناول طعام معين فقط ليحصل على رد فعل مثير للاهتمام. إذا كان يرفض تناول الطعام، فهذا لا يعني أنه لا يحبه (أحيانا لم يتذوقه أبدا). يحاول أن يعبر لكم في الكثير من الأحيان عن استقلاليته ليعرف ما الذي ستقومون به. عندما يحدث ذلك، حاوِلوا البقاء هادئين.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network