ارتفاع درجة حرارة الجسم

معدل درجة حرارة جسم ابنكم هو نحو 37 درجة مئوية. إذا ارتفعت درجة حرارة جسمه إلى أعلى من 38 درجة مئوية يبدو أنه يعاني من ارتفاع الحرارة، والذي قد يكون عارضا لأمراض مختلفة.

‏أسباب ارتفاع درجة حرارة جسم الأولاد

ارتفاع درجة الحرارة لا يؤدي إلى المرض بحد ذاته ولكنه يشكل علامة على حدوث مرض. هناك أسباب مختلفة لارتفاع درجة حرارة جسم الأطفال. يستغرق معظم نوبات ارتفاع الحرارة والأمراض المُسببة له عدة أيام فقط. مع ذلك، يستغرق أحيانًا وقتا أطول، وقد يكون علامة على مرض مزمن أو طويل الأمد.

السبب الأكثر شيوعا لارتفاع درجة حرارة الجسم لدى الأولاد هو التلوثات. غالبا، يحدث ارتفاع درجة حرارة الجسم كرد فعل طبيعي على التلوثات، وفي الحقيقة يساعد الجسم على التغلب عليها. يحدث معظم التلوثات بسبب فيروسات مسؤولة عن الزكام والتلوثات في المسالك التنفسية العليا، وكذلك أمراض تلوث شائع في سن الطفولة مثل الجُدَيْري. لا تستمر هذه الالتهابات وقتا طويلا وتختفي غالبا دون الحاجة إلى علاج.

يحدث جزء من الالتهابات بسبب جراثيم، ويجب معالجتها بمضادات حيوية. تشمل هذه التلوثات تلوثات مختلفة في الأذنين والحنجرة، تلوثات في المسالك البولية، التهاب الرئتين، تلوثات في الدم، والتهاب السحايا. قد يحدث ألم حاد في الحنجرة لدى الأولاد غالبا فوق عمر ثلاث سنوات (قد يحدث لدى الأولاد الأصغر سنا ولكنه أقل شيوعا)، وكذلك ارتفاع حرارة الجسم بسبب جرثومة العقدية.  إذا لم تتم معالجة الالتهاب بمضادات حيوية، قد يؤدي إلى مضاعفات مختلفة بما في ذلك أمراض في المفاصل تعرف باسم حمى الروماتيزم، أو ضرر في القلب.

هناك أسباب أخرى أقل شيوعا لارتفاع حرارة الجسم، من ردود فعل أرجية على الدواء أو اللقاحات، التهابات المفاصل المزمنة، أورام مختلفة، وأمراض في المعدة والأمعاء.

علامات ارتفاع الحرارة

ترتفع حرارة الجسم وتنخفض بدرجة واحدة خلال 24 ساعة. تكون درجات حرارة الجسم الأكثر انخفاضا في ساعات الصباح الباكرة، أما درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا فتكون في ساعات بعد الظهر المتأخرة أو ساعات المساء الباكرة.

قد يتطور ارتفاع درجة الحرارة خلال بضعة أيام، أو قد يحدث بسرعة كبيرة. ليست هناك علاقة بين ارتفاع درجة الحرارة والسرعة التي يحدث فيها وبين المرض مسبب حدوثه.

يكون ارتفاع درجة الحرارة ضارا أحيانا. إضافة إلى ذلك، قد تؤدي الحرارة المرتفعة إلى أن يشعر ابنكم بانزعاج وأن يعاني من قشعريرة أو ارتجاف عندما ترتفع الحرارة أو قد يتعرق عندما تنخفض الحرارة. إذا خسر ابنكم سوائل نتيجة ارتفاع حرارة جسمه وهو لا يحصل على سوائل بدلا منها، فقد يعاني من الجفاف قليلا.

‏قد يؤدي ارتفاع الحرارة إلى  تشنجات حرارية ، تحدث لدى 4% من الأولاد في أعمار ستة أشهر حتى خمسة أعوام. تزول التشنجات الحرارية في سن أربع حتى خمس سنوات. لا تؤدي التشنجات الحرارية إلى ضرر على الأمد الطويل، ولكن عليكم التوجه إلى الطبيب إذا كان ابنكم يعاني منها.

قد تبدو وجنتا ابنكم حمراوَين ويكون جلده دافئا، ولكن تبقى درجة حرارة جسمه عادية. قد تحدث هذه الحالة إذا كان ابنكم يعاني من الزكام أو إذا مارس نشاطا جسمانيا مجهدا، أو عندما يكون الطقس حارا جدا.

متى يجب التوجه إلى الطبيب

في حالة الأطفال الذين أعمارهم أقل من ثلاثة أشهر  والذين يعانون من ارتفاع درجة حرارة جسمهم، يجب التوجه إلى الطبيب فورا، لفحص إذا كانوا يعانون من مرض خطير يؤدي إلى ارتفاع الحرارة.

قد يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى الأطفال الذين عمرهم أقل من 12 شهرا، إشارة إلى مرض أكثر خطورة، ولذلك يجب التوجه إلى الطبيب.

إضافة إلى ذلك، توجهوا إلى الطبيب إذا كان ابنكم:

  •  يبدو مريضا أكثر من قبل – شاحبا، مرهقا، وضعيفا أكثر.
  •  يستصعب التنفس.
  •  مصابا بالنعاس.
  •  يرفض شرب الماء ويتبول على فترات أبعد (إذا كانت كمية الحفاظات الرطبة التي استخدمها ابنكم أقل من نصف الحفاظات الرطبة التي تكون غالبا، فتوجهوا إلى الطبيب).
  •  يشكو من عدم القدرة على تحريك عنقه، صداع مزعج، أو يشعر بانزعاج في عينيه.
  •  يتقيأ دون توقف، أو يعاني من نوبات إسهال على فترات متقاربة.
  •  لا يظهر لديه تحسن في غضون ‏48‏ ساعة.
  •  عمره أقل من سنة ويعاني من ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  •  يعاني من آلام.
  •  يعاني من ارتفاع حرارة الجسم أكثر من 40 درجة مئوية.
  •  إذا كنتم قلقين لأي سبب آخر.

علاج ارتفاع درجة الحرارة

يحدث ارتفاع درجة الحرارة لأن الجسم يحاول محاربة الالتهابات، ويقوم بأدائه من دون علاقة بمعالجتها. ‏يعود ارتفاع درجة حرارة جسم ابنكم سليما عندما يزول التلوث أو أي سبب يؤدي إلى حدوثه. يجب معالجة ارتفاع درجة الحرارة لدى الأولاد الأكبر سنا، فقط إذا شعرتم أن ابنكم لا يشعر بالارتياح، إذا كان عصبيا أو متعبا إلى حد كبير لا يسمح له شرب كمية كافية من السوائل.

غالبا يتحمل جسم الأولاد ارتفاع درجة الحرارة جيدا، ولكن يمكن القيام ببعض الأمور للتخفيف عنه:

  •  دعوا ابنكم يلبس ملابس خفيفة أكثر.
  •  أعطوا ابنكم كميات قليلة من الماء، الشاي الخفيف أو الصودا، الليموناضة، أو عصير فواكه آخر يكون مخففا بالماء (قد يؤدي الليموناضة أو عصير فواكه غير مخفف  إلى عبء على الجهاز الهضمي إذا كان ابنكم يعاني من التهاب المعدة والأمعاء الذي يرافقه الإسهال). دعوه يشرب على فترات متقاربة. إذا لم يكن ابنكم جائعا فلا بأس. أهم شيء هو التأكد من أن ابنكم يحصل على كمية كافية من السوائل لمنع الجفاف.
  •  أعطوا ابنكم دواء باراستيامول (مثل أكامول، نوفيمول) أو إيبوبروبين (مثل نوروفين أو أدفيل للأولاد) وفق الجرعة الموصى بها لابنكم وفق عمره ووزنه. قد تؤدي الجرعة المفرطة إلى ضرر في الأعضاء الأخرى (الكبد أو الكلى). من المهم عدم إعطاء ابنكم أدوية لخفض الحرارة على فترات قريبة أكثر من اللزوم أو على فترات متواصلة لأنها قد تؤدي إلى أعراض جانبية مختلفة. يُوصى بإعطاء باراستيامول كلّ ‏‏5‏‏ ساعات وإعطاء إيبوبروبين كلّ ‏‏7 حتى 8‏ ساعات.

انتبهوا!: قد يؤدي الحمام البارد واستخدام المراوح إلى زيادة عدم الارتياح لدى ابنكم.

كيف يمكن قياس حرارة جسم ابنكم

يُستحسن قياس حرارة جسم ابنكم إذا:

  •  شعر سيئا أكثر من المعتاد.
  •  كان عصبيّا ويبكي.
  •  كان مُتعَبا أكثر من المعتاد.
  •  كان يعاني من آلام.
  •  كان يرفض الشرب أو يتقيأ.

‏أفضل طريقة لقياس درجة حرارة الجسم هي استخدام ميزان الحرارة. قياس درجة حرارة جسم ابنكم بواسطة لمس جسمه (مثلا، وضع كف يد على جبينه) ليس طريقة موثوقا بها لتشخيص ارتفاع حرارة الجسم. يستطيع طبيب الأطفال أو ممرضة مركز رعاية الطفل أن يرشدكم كيف يمكن قياس حرارة جسم ابنكم. هناك عدة طرق لقياس حرارة جسم الأطفال:

  •  عبر الفم، تحت اللسان.
  •  عبر فتحة الشرج.
  •  تحت الإبط.
  •  عبر الأذن – قياس غير دقيق.
  •  على الجبين –  بمساعدة ميزان حرارة أشعة تحت الحمراء.

قياس درجة الحرارة عبر الفم.

قد يكون قياس حرارة الجسم عبر الفم لدى الأولاد الذين أعمارهم أقل من خمس سنوات صعبا لأنه يتطلب تعاونهم. كذلك، إذا كان ابنكم يعاني من انسداد الأنف بسبب الزكام، سيكون التنفس عليه صعبا بينما يكون فمه مغلقا.

لقياس الحرارة عبر الفم:

  •  انتظروا ‏خمس دقائق بعد أن ينهي ابنكم شرب سائل ساخن أو بارد، إذ إنه قد يؤثر في درجة الحرارة.
  •  ‏ضعوا ميزان الحرارة جيدا تحت أحد جانبي اللسان.
  •  اطلبوا من ابنكم الإمساك به جيدا بواسطة إحدى شفتيه، وليس بأسنانه، واطلبوا منه أن يتنفس عبر الأنف.
  •  انتظروا حتى يُطلق ميزان الحرارة صفيرا، ومن ثم اقرأوا درجة الحرارة ‏التي تظهر عليه.

قد تكون درجة الحرارة تحت اللسان أقل بنحو نصف درجة من درجات الحرارة الحقيقية.

قياس الحرارة في فتحة الشرج

استخدام ميزان الحرارة عبر فتحة الشرج هو الأفضل لقياس الحرارة لدى الأطفال والأولاد الذين أعمارهم أقل من سنة (قد يعارض الأولاد الأكبر سنا طريقة الفحص هذه)، وهذه الطريقة موثوقة أكثر لدى الأطفال الذين عمرهم أقل من ثلاثة أشهر.

قد يكون قياس الحرارة عبر فتحة الشرج صعبا، ولا سيّما إذا كان ابنكم نشطا جدا – قد ينزلق ميزان الحرارة من فتحة الشرج خارجا، أو قد يحدث طرف ضررا في جدران المعي المستقيم. قرّبوا قدمي الطفل إلى بطنه، وضعوا ميزان الحرارة الرقمي في طرف الشرج، ونحو الداخل قليلا، ثم انتظروا حتى يُطلق الميزان صفيرا.

قياس درجة الحرارة تحت الإبط

هذه الطريقة هي الأكثر أمانا ولا سيّما لدى الأولاد الصغار. لسوء الحظ، هذه الطريقة هي أقل دقة.

ضعوا ميزان الحرارة تحت إبط ابنكم وضموا ذراعه جيدا إلى جسمه. انتظروا حتى يُطلق ميزان الحرارة صفيرا، ومن ثم اقرأوا درجة الحرارة ‏التي تظهر عليه. قد تكون درجة الحرارة أثناء قياسها تحت الإبط أقل بنصف درجة أو درجة  من حرارة الجسم العادية.

قد تكون موازين الحرارة المصنوعة من الزئبق خطرة وسامة، ولذلك لم يعد يُسمح باستخدامها وبيعها في إسرائيل أيضا، وذلك بتوصية منظمة الصحة العالمية.

أنواع موازين الحرارة

ميزان حرارة رقمي عادي

يُستخدم لقياس الحرارة عبر الفم، تحت الإبط، أو في الشرج. يجب تطهير ميزان الحرارة بعد كل استخدام.

ميزان حرارة أشعة تحت حمراء للأذن

موازين الحرارة هذه سريعة وسهلة الاستخدام. يجب إبعاد الغطاء البلاستيكي من طرف ميزان الحرارة ووضع طرف بنعومة داخل قناة أذن الطفل، حتى يُطلق ميزان الحرارة صفيرا. قد يكون قياس الحرارة دقيقا مع فارق حتى درجة واحدة، طالما أن قناة الأذن ليست مليئة بالشمع. سلبيات هذا الجهاز هو تكلفته الباهظة نسبيًّا.

ميزان حرارة أشعة تحت حمراء معد للجبين

موازين الحرارة هذه هي الأسرع والأسهل للاستخدام وتعطي قراءة دقيقة من خلال مسح الجبين واستيعاب إشارات من الأوعية الدموية التي مصدرها من الشريان الصدغي. مع ذلك، هذا الجهاز باهظ الثمن ولذلك لا يُستخدم كثيرا.

ميزان حرارة المصاصة

قد تكون موازين الحرارة هذه ناجعة إذا كان ابنكم يستخدم المصاصة. القياس بهذه الطريقة شبيه بالطريقة التي يتم فيها استخدام ميزان حرارة رقمي عبر الفم، ولكنه يتعلق بالمص من قبل الولد، ولذلك فإن مدى دقته مشكوك فيها، لذلك لا ينصح باستخدامه.

لاصقات لقياس درجة حرارة الجسم. تستخدم هذه اللاصقات مواد كيميائية تُغيّر لونها بموجب رطوبة الجلد. هذه اللاصقات ذات دقة قياس منخفضة جدا، ولذلك لا يُوصى باستخدامها.

قياس حرارة الجبهة

أحد أنواع موازين قياس الحرارة هو الشريط البلاستيكي الذي يُوضع على جبين الطفل ويوفر قراءات رقمية لدرجة الحرارة. ميزان الحرارة هذا ليس دقيقا جدا، وعلى الأكثر، يمكن أن يوفر نظرة عامة حول حرارة جسم ابنكم، ولذلك لا يُوصى باستخدامه.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network