الإسهال

إذا كان ابنكم يتبرز برازا رخوا، على فترات قريبة وبكميات كبيرة أو إذا ظهر مخاط أو دم في البراز فيبدو أنه يعاني من الإسهال. الإسهال منتشر جدا في أوساط الأطفال، ويزول غالبا بعد مضي يوم أو يومين.

أسباب الإسهال

السبب الأكثر شيوعا للإسهال الحاد أو قصير الأمد لدى الأطفال هو التهاب المعدة والأمعاء (Gastro-enteritis). أحد الأسباب الشائعة هو استخدام أدوية مثل المضادات الحيوية لعلاج مرض آخر. أحيانا ولكن ليس كثيرًا، يكون الإسهال علامة على مرض أكثر حدة مثل التهاب الزائدة الدودية.

الإسهال المتواصل هو الإسهال الذي لا يزول بعد بضعة أيام. أحيانًا، يحدث هذا الإسهال بعد نوبة من التهاب المعدة والأمعاء. في هذه الحال، قد يحدث الإسهال نتيجة عدم تحمّل اللاكتوز بشكل مؤقت. بعد الإصابة بمرض في الأمعاء، تتضرر الطبقة المخاطية في الأمعاء بشكل مؤقت، وتنخفض كمية الإنزيم المسؤول عن تفكيك سكر الحليب (لاكتوز) مقارنة بكميته غالبا. نتيجةً لذلك، لا يتفكك سكر الحليب كما ينبغي، وتفككه جراثيم الأمعاء، ما يؤدي إلى إسهال مائي ذي رائحة كريهة أحيانا، تؤدي إلى تهيّج الجلد في منطقة المؤخرة لدى ابنكم ليصبح أحمر ومؤلما. في مثل هذه الحالات، يُوصى باستشارة طبيب الأطفال، والتفكير في تناول تغذية خالية من الحليب بشكل مؤقت، أو بدائل الحليب دون اللاكتوز، في حال كان ابنكم يتناول بدائل الحليب.

يستمر الإسهال المزمن أكثر من 14 يوما وقد يؤدي إلى تلوثات طفيلية مثل الجيارديا لامبليا، مرض السيلياك، عدم تحمّل الطعام، متلازمة القولون العصبي، وحالات أكثر ندرة مثل داء الأمعاء الالتهابي.

يعاني جزء من الرضع من إسهال مزمن لأنهم يشربون عصائر الفواكه كثيرا، ولذلك يعانون من الإسهال الذي يحدث نتيجة كميات سكر عالية في الفواكه لا يتم هضمه في الأمعاء، ولذلك تُفككه جراثيم الأمعاء. مع ذلك، فإن أسباب الإسهال ليست معروفة لدى الرُضّع.

علامات الإسهال

إذا كان ابنكم يعاني من الإسهال، وكان البراز سائلا، وحدث على فترات متقاربة، وأحيانا ذا كميات أكثر من المعتاد أيضا. إذا كان البراز متنوع الألوان، بدءا من اللون البني حتى الأخضر، قد تلاحظون أنه يحتوي على قطع طعام لم يتم هضمها. قد تكون رائحته كريهة جدا.

قد يكون الإسهال منوطا بتشنجات أو آلام في البطن، تورم، غثيان، تقيؤ، أو ارتفاع درجة الحرارة. كذلك، قد يؤدي إلى جفاف، من شأنه أن يشكل مشكلة خطيرة.

متى يجب التوجه إلى الطبيب

استشيروا طبيبا دائما إذا كان ابنكم يعاني من إسهال، ولا سيّما إذا كان عمره أقل من ثلاثة أشهر.

توجهوا إلى الطبيب في حال:

  •  لم يتبوّل ابنكم، بدا شاحبا وضعيفا، كانت عيناه غائرتين، يداه وقدماه باردتين، وكان يعاني من النعاس أو أنه عصبي جدا.
  •  وجود بقايا دم أو مادة مخاطية في البراز.
  •  كان يعاني ابنكم من فقدان السوائل.
  •  يعاني ابنكم من ارتفاع في الحرارة.
  •  يعاني من ألم في البطن حاد أو متواصل.
  •  ترافق تقيؤات الإسهال.
  •  يخسر ابنكم وزنه.

فحوص البراز أثناء الإسهال

إذا حدث الإسهال نتيجة عدوى فيروسية معينة، جرثومية أو طفيلية، يمكن إجراء فحص براز لكشف مصدر المشكلة. إذا كان الإسهال مزمنا أو متواصلا، قد يطلب الطبيب أن يجري ابنكم فحوص دم وبراز لفحص إذا ما كانت هناك أسباب أخرى تؤدي إلى الإسهال.

علاج الإسهال

أهم شيء هو التأكد من أن ابنكم يحصل على كمية كافية من السوائل. دعوه يشرب كمية قليلة جدا من الماء، العصير المخفف، أو الشاي على فترات قريبة. يمكن أن تستخدموا أيضا المشروبات الخاصة لمنع حدوث الجفاف مثل “مينيرال”، “هيدران” أو “أورست”، وهي محاليل غنية بالأملاح والسكر، التي يخسرها الجسم أثناء الإسهال. يمكن شراء هذه المحاليل في أية صيدلية. تصل هذه المنتجات على شكل سائل معدّ للاستخدام مسبقا، بودرة، أو أكياس معدّة للتجميد. يجب تحضير المشروبات وفق التعليمات التي على الحزمة تماما.

إذا كنتم غير قادرين على الحصول على المحلول لمنع الجفاف، يمكن أن تحضروا محلولا في البيت من خلال خلط لتر واحد من الماء، 6 ملاعق صغيرة من السكر، ونصف ملعقة صغيرة من الملح.

دعوا ابنكم يشرب محلولا مضادا للجفاف بكميات صغيرة (وبواسطة الملعقة الصغيرة أيضا)، ولكن على فترات متقاربة.

إذا كنت ترضعين طفلا صغيرا، فتابعي الرضاعة في أحيان قريبة أكثر. يمكن إعطاء ابنكم محلولا لمنع الجفاف بين الوجبات. إذا كان ابنكم يتناول الطعام عبر القنينة، فأعطوه سائلا لمنع الجفاف في الـ 24 ساعة الأولى فقط، وعندها تابعوا إعطاءه بدائل حليب نظيفة وذات وجبات صغيرة، ولكن على فترات قريبة أكثر. كذلك، يمكن إعطاؤه سوائل لمنع الجفاف بين الوجبات.

يُحتمَل أن ابنكم سيرفض تناول الطعام. إذا كان جائعا فأعطوه طعاما يحبه. إذا كان ابنكم ما زال يخسر سوائل، وكنتم تشعرون أنه يتناول السوائل بكمية أقل من السوائل التي يخسرها – فقد يصاب بالجفاف. توجهوا لتلقي المساعدة الطبية من قبل طبيب الأطفال، في مركز طبي أو في غرفة الطوارئ. في مثل هذه الحال، قد يحتاج ابنكم إلى تسريب سوائل عبر الوريد أو عبر أنبوب أنفي معدي يتم إدخاله عبر الأنف إلى المعدة.

لا تعطوا ابنكم أدوية مضادة للإسهال. ليست هناك أدلة أن هذه الأدوية تساعد حقا.

من المرجح أن ابنكم لن يحتاج إلى تناول المضادات الحيوية. سيشرح لكم الطبيب ما هي إمكانية العلاج الأفضل لابنكم.

في حال حدوث إسهال ذي صلة بعدم تحمّل اللاكتوز، يجب استخدام حليب لا يحتوي على اللاكتوز (إلا إذا كان ابنكم ما زال يتناول حليب الأم) حتى يتحسن الإسهال أو لمدة أسبوعين. بعد ذلك، يمكن محاولة إعطائه الطعام العادي. إذا كان ابنكم يتناول غالبا بدائل الحليب المعدّة للأطفال ولكنه يعاني من عدم تحمُّل اللاكتوز، قد يوصي لكم الطبيب باستخدام بدائل الحليب المعدّة للأطفال من نوع آخر. غالبا، تزول هذه الحالة تلقائيا في غضون بضعة أسابيع، عندما تتعافى جدران الأمعاء.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network