عدم تحمُّل اللاكتوز

إذا كان ابنكم يبكي كثيرا، يعاني من الإسهال، أو إذا كان البراز لديه سائلا وذا رائحة كريهة، يُستحسن التأكد من عدم وجود حالة عدم تحمّل اللاكتوز. هذه الحالة ليست شائعة جدا لدى الأطفال الذين وُلدوا في الوقت المتوقع، ولكن إذا كان يظهر ابنكم هذه العلامات النموذجية، فمن المهم تشخيص الحالة ومعالجتها.

ما هو عدم تحمُّل اللاكتوز؟

يحدث عدم تحمُّل اللاكتوز عندما لا يستطيع الجسم تفكيك السكر الذي يدعى لاكتوز (سكر الحليب)، الموجود في حليب الأم، حليب البقرة، ومنتجات الحليب الأخرى. يحتوي حليب الأم على نحو 7%من اللاكتوز، وتحتوي بدائل الحليب المعدّة للأطفال على كميات شبيهة. يوفر اللاكتوز نحو 4% من الطاقة التي يحتاج إليها ابنك/ يساعد على امتصاص الكالسيوم والحديد في الجسم، والحفاظ على تطور ابنكم السليم.

يُفكك غالبا إنزيم اللاكتاز الذي تنتجه الأمعاء الدقيقة اللاكتوز إلى الجلوكوز والجلاكتوز – سكريات تُمتص بسهولة أكبر. هناك أطفال لا ينتج جسمهم كمية كافية من اللاكتاز لتفكيك اللاكتوز، ولذلك، فإن اللاكتوز الذي لا يتم امتصاصه يصل إلى الأمعاء دون هضمه. تُفكك الجراثيم اللاكتوز غير المهضوم، في عملية التخمّر والتي تطلق غازات وتؤدي إلى أعراض مثل الانتفاخ، الغازات، والإسهال. يختلف عدم تحمُّل اللاكتوز عن الحساسية للحليب. الحساسية للحليب هي رد فعل جهاز المناعة على البروتينات الموجودة في الحليب. عدم التحمّل ليس حساسية، وهو ذو صلة بالسكر في حليب الأم.

يستطيع معظم الأولاد والبالغين الذين شُخصوا بأنهم يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز هضم كمية صغيرة من اللاكتوز. لا يؤدي، غالبا، هضم 8 حتى 10 غرامات من اللاكتوز إلى علامات خاصة.

أسباب عدم تحمّل اللاكتوز

هناك نوعان من عدم تحمّل اللاكتوز: أولي وثانوي، وتختلف أسبابهما.

عدم تحمُّل اللاكتوز الأولي ويحدث عندما يُولد الأطفال مع نقص إنزيم اللاكتاز كليا. هذه هي حالة وراثية و نادرة جدا. يحتاج الأطفال ‏الذين يعانون من هذه الحالة إلى تغذية خاصة منذ ولادتهم.

عدم تحمّل اللاكتوز الثانوي يحدث إذا حدث اضطراب في الجهاز الهضمي لدى الطفل في حال وجود مرض يعرقل إنتاج إنزيمات مثل لاكتاز بشكل سليم، أو عندما لا يتم إنتاجه بشكل كاف.

الأمراض التي قد تؤدي إلى عدم تحمّل ثانوي للاكتوز هي تحديدا فيروسات في البطن تؤدي إلى التهابات في الجهاز الهضمي، تظهر على شكل إسهال و/أو تقيؤ ومرض سيلياك (حساسية لبروتين الحنطة، تظهر لدى الأطفال بعد أن يبدؤوا بتناول منتجات تحتوي على جلوتين). قد تؤدي التهابات في الجهاز الهضمي إلى إثارة جدار المعدة والأمعاء الدقيقة بشكل مؤقت، وإلى انخفاض مؤقت في كمية اللاكتاز، وبالتالي إلى حساسية مؤقتة للاكتوز. تختفي هذه الظاهرة، غالبا، وحدها ولكن يجب التفكير في إعطاء تركيبات حليب قليلة اللاكتوز بشكل مؤقت لمدة بضعة أسابيع، لدى الأطفال الذين يتغذون من تركيبات الحليب بعد حدوث إسهال متواصل.

يتطور عدم تحمُّل اللاكتوز الثانوي نتيجة نقص إنتاج اللاكتاز غالبا بعد سن ثلاث سنوات. هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة بعدم تحمُّل اللاكتوز مقارنة بالأشخاص الآخرين، مثلا قد يعاني مواليد شمال أوروبا أقل من هذه الحالة. رغم ذلك، فإن مواليد آسيا وإفريقيا معرضون لخطر أعلى لحدوث نقص اللاكتاز.

قد يتم تشخيص عدم تحمُّل اللاكتوز بشكل خاطئ كمشاكل أخرى في الهضم، مثل حساسية للطعام، لأن علامات كلا الحالتين شبيهة.

علامات شائعة لعدم تحمُّل اللاكتوز

عند نقص إنزيم اللاكتاز، لا يتم امتصاص لاكتوز الحليب ويبقى في الأمعاء. عندما تتغذى الجراثيم في الأمعاء من اللاكتوز – عملية تدعى التخمّر – تنتج كميات كبيرة من الغاز، تؤدي إلى الأعراض التالية:

  • غازات.
  •  آلام وانتفاخ في البطن.
  •  عصبية مفرطة.
  •  عدم القدرة على الهدوء.
  •  صعوبة في الإرضاع.
  •  نقص ارتفاع الوزن.
  • إسهال.
    استشيروا طبيبا دائما إذا كان ابنكم يعاني من إسهال لا يتحسن، ولا سيّما إذا كان عمره أقل من ثلاثة أشهر.

عارض جانبي آخر هو طفح الحفاظات الأحمر والحاد. ‏يحدث الطفح عندما تُفكك جراثيم الأمعاء اللاكتوز وتحوّله إلى غاز هيدروجين وحمض اللاكتيك. تؤدي هاتان المادتان إلى براز حامضي جدا، قد يؤدي إلى تهيّج واحمرار في جلد الطفل الحساس. في مثل هذه الحال، يُستحسن دهن كريم جيد مضاد لطفح الحفاظات في منطقة مؤخرة الطفل.

في حال ظهور هذه الأعراض لدى ابنكم، ليس مؤكدا أنه يعاني من عدم تحمُّل اللاكتوز. هذه علامات شائعة جدا لدى الرضع الأبرياء. قد تحدث هذه الأعراض في الأسبوع الأول من ولادة الطفل، وتستمر حتى عمر ستة أسابيع أو حتى عمر خمسة أشهُر أيضا. من المرجح جدا أن تختفي هذه الأعراض تلقائيا. طالما أن ابنكم يزداد وزنا وصحته جيدة، من المرجح أنه لا يعاني من مشكلة.

انتبهوا: لا يؤدي عدم تحمُّل اللاكتوز إلى التقيؤ، ولكن الحساسية للحليب قد تؤدي إلى ذلك.

تشخيص عدم تحمُّل اللاكتوز

بما أن أعراض عدم تحمُّل اللاكتوز والحساسية للحليب متشابهة، من الصعب أحيانا تشخيص المشكلة. هناك طرق لتشخيص عدم تحمُّل اللاكتوز، ولكن تلائم تحديدا للأولاد الأكبر سنًّا وليس للأطفال.

  •  اختبار الهيدروجين في هواء الزفير: تُقاس في هذا الفحص كمية الهيدروجين في هواء زفير الطفل. تظهر أثناء الزفير لدى الأولاد الذين يعانون من عدم تحمُّل اللاكتوز مستويات عالية من الهيدروجين بسبب عملية التخمّر في الأمعاء التي تحدث عندما تُفكك الجراثيم اللاكتوز الذي لا يتم امتصاصه.
  •  نظام غذائي متوازن العناصر: تشمل الحمية استبعاد المأكولات التي تحتوي على لاكتوز من تغذية الطفل، لفحص إذا ما طرأ تحسن في الأعراض. إذا ظهرت الأعراض بعد إعادة العناصر إلى الوجبة الغذائية، من المرجح أن المشكلة هي عدم تحمُّل اللاكتوز.

ما يجب القيام به إذا كان ابنكم يعاني من عدم تحمُّل اللاكتوز

إذا شُخص ابنكم أنه يعاني من عدم تحمُّل اللاكتوز، سيواصل نموه جيدا بعد أن تفهموا المشكلة. من المهم التحدث إلى خبير حول احتياجات ابنكم الغذائية، ويُستحسن التوجه إلى الطبيب ‏أو إلى ممرضة مركز رعاية الطفل. أحد الأمور التي تستطيعون القيام بها هو محاولة التخفيف عن ابنكم وتهدئته عندما يعاني من الأعراض.

علاج عدم تحمُّل اللاكتوز منوط بالسبب. إذا كان ابنكم يعاني من عدم تحمُّل اللاكتوز الأولي، يستطيع طبيب الأطفال أو أخصائية حمية غذائية إرشادكم. إذا كان يعاني من عدم تحمُّل اللاكتوز الثانوي الناتج عن التهاب المعدة والأمعاء،
فاستشيروا طبيب الأطفال حول الحاجة إلى تبديل التغذية، حتى وإن كان مؤقتا، أو حول الحاجة إلى علاج دوائي مكمّل.

التغذية وعدم تحمُّل اللاكتوز

إذا كان ابنكم في عمر أكبر وشُخص أنه يعاني من عدم تحمُّل اللاكتوز، إليكم بعض النصائح التي تساعدكم على إدارة تغذية صحية لابنكم. النصائح ملائمة للبالغين أيضًا.

يمكن تناول الأطعمة التالية:

  •  خبز وحبوب.
  •  أرزّ ومعكرونة.
  •  خضار وفواكه.
  •  لحم، سمك، دجاج، بقوليات، وجوز.
  •  أجبان قليلة اللاكتوز مثل بري، كممبرت، جبنة صفرا، فيتا، غودا، موتسريلا، وبرميزان.
  •  حليب صويا.
    احذروا من تناول الأطعمة التالية:
  • حليب، لبن، بوظة، حلويات مصنوعة من الحليب، أجبان طرية، أجبان مصنّعة، مدهون الجبنة، جبنة الكوتج، القشطة، الزبدة، وجبنة ريكوتا.
  •  بودرة سريعة التحضير لتحضير هريس البطاطا أو خضروات تحتوي على إضافات الحليب، صلصات بيضاء، أو صلصات الأجبان.

افحصوا المكوّنات جيدا في الأطعمة التالية:

  •  بسكويت، كعك، وخليط لتحضير الكعكة.
  •  شوربات مائلة إلى الكريم.
  •  ميونيز.
  •  شوكولاتة الحليب.
  •  نقارش بطاطا، جبنة، ونقارش أخرى.
  •  مواد تحلية اصطناعية.

‏تساعد هذه النصائح ابنكم على الامتناع من الأعراض:

  • أعطوا ابنكم ماء للشرب، حليب أرز وعصائر فواكه مخففة، وكذلك مشروبات صويا غنية بالكالسيوم أو الحليب من دون اللاكتوز.
  •  افحصوا ملصقات الطعام وابحثوا عن بدائل للأكل خالية من الحليب.
  •  عندما تطهون، حاولوا إعداد مأكولات مشوية، خضروات مشوية ومطهية على النمط الآسيوي.
  •  يمكن إعداد تحلية سوربيه ليمون، تحلية فواكه مثلجة، تحضير ميرانغ، فواكه ومخبوزات خالية من الحليب.

كثرة اللاكتوز

كثرة اللاكتوز شبيهة بعدم تحمُّل اللاكتوز – أي أنها ليست ناتجة عن مشكلة في إنتاج اللاكتوز. تحدث كثرة اللاكتوز عندما يستهلك الطفل كمية كبيرة من اللاكتوز مرة واحدة ولا ينجح جسمه في التخلّص منها.

قد تحدث كثرة اللاكتوز عندما:

  • يشرب الأطفال ‏الذين يتناولون تغذية عبر القنينة على كمية كبيرة من الحليب.
  •  قد يرضع الأطفال على فترات قصيرة- تقلل الأم أحيانا أوقات الرضاعة لأنها تعاني من مشاكل مثل ألم في الحلمة، أو التهاب الثدي في مثل هذه الحال، يشرب الأطفال الرُضّع   اللبأ  first milk أكثر من  الحليب الطبيعي  last milk. في مثل هذا الحال يشرب الأطفال اللبأ الغني باللاكتوز بدلا من الحليب الطبيعي الغني بالدهنيات. إن فرط “اللبأ” الغني بالسكريات قد يؤدي إلى فرط اللاكتوز، الذي لا ينجح جميعه في التفكك والهضم. ‏يحدث ذلك عندما لا ينجح الأطفال في الإمساك بثدي الأم جيدا، ويؤدي ذلك إلى فترات إرضاع قصيرة لا يشرب الطفل فيها حليبا كافيا، ويحصل على حليب اللبأ أكثر.
    تشير الأبحاث إلى أن أعراض فرط اللاكتوز تتحسن لدى 79% من الأطفال الذين نجحوا في الرضاعة بوضعية تضمن لهم الحصول على كل الحليب من كل ثدي، وأنهم قد أنهوا كل كمية الحليب التي يجب تناولها من الثدي الأول قبل الانتقال إلى الثدي الثاني، وقد رضعوا في فترات تفصل بينها ثلاث ساعات (وليس على فترات متقاربة أكثر)، في حال الإكثار من الإرضاع.

الحساسية للأطعمة مقارنة بعدم تحمُّل اللاكتوز

أحيانا، تحدث الأعراض التي نلاحظ أنها شبيهة بعدم تحمُّل اللاكتوز في الحقيقة بسبب حساسية للأطعمة. مثلا، تؤثر الحساسية للطعام في الأطفال الذين يتغذون من القنينة أكثر من الأولاد الذين يرضعون، لأن معظم بدائل الحليب يرتكز على حليب البقرة، حليب الغنم، أو حليب الصويا.

نادرا ما يعاني الأطفال من حساسية للمركّبات في حليب الأم. في حال وجود شك لحساسية لدى الرضيع – يوصى بالتوجه إلى طبيب خبير بمجال الحساسية.

ردود الفعل الأرجية للطعام أكثر حدة من ردود الفعل لعدم تحمُّل اللاكتوز. إذا كان ابنكم يعاني من حساسية للطعام مثلا، حليب البقرة، منتجات الصويا أو البيض، قد تلاحظون الأعراض التالية:

  • تقيؤ
  •  إسهال دموي أو مخاطي
  •  ارتفاع ضئيل في الوزن
  •  ظهور صفير أو الإصابة بمرض الربو

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.