مواجهة الوزن الزائد والسّمنة لدى الشبّان

يمكن القيام بالكثير من الخطوات لمساعدة ابنكم على للتعامل مع وزنه واختيار نمط حياة صحي.ولكن إذا كنتم قلقين من أن ابنكم يعاني من الوزن الزائد أو السمنة، يستحسن أن تتوجهوا إلى اختصاصي.

الوزن غير الصحي، الوزن الزائد، والسمنة لدى الشبّان

الشخص الذي يعاني من “وزن زائد” أو “سمنة” تكون لديه كمية كبيرة من الدهون في الجسم. السمنة هي حالة أكثر خطورة من الوزن الزائد. يتعرض الشبّان لخطر عالٍ لزيادة وزنهم بشكل غير صحي، للوزن الزائد، وللسمنة، لأنهم يميلون إلى:

  • عدم ممارسة الكثير من النشاط الجسدي
  • الجلوس وقتًا طويلًا أمام الشاشات
  • عدم تناول الكثير من الطعام الصحي، وتناول الكثير من الطعام الغني بالدهون والسكريات

كوالدين، أنتم تعرفون ابنكم أكثر من أي شخص آخر. فإذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يختار تناول طعام غير صحي، ولا يمارس ما يكفي من النشاط الجسماني يوميا، من الطبيعي أن تشعروا بقلق بشأن وزنه. يمكن أن يفحصطبيب العائلة الخاص بكم إذا كان وزن ابنكم سليما، ويتحدث معكم عن مؤشر كتلة الجسم (‏BMI‏) لديه، الذي يقيس طول ابنكم مقارنة بوزنه.

الصغار الذين لديهم وزن زائد معرّضون كثيرًا لخطر التحوّل إلى مراهقين ذوي وزن زائد. هناك علاقة بين السمنة في الطفولة والمراهقة وبين مخاطر صحية خطيرة، بما في ذلك السكري من النوع 2، أمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية الأخرى، وأنواع سرطان مختلفة.

أنتم لستم الوحيدين الذين تخشون من وزن ابنكم. إذ يتبين من استطلاع  أجري عام ‏2009‏ أن ‏29%‏ من الأولاد الذين عُمرهم ست سنوات يعانون من وزن زائد أو سمنة، وأن نحو ‏88%‏ منهم تبيّنت لديهم نفس المؤشرات في سنّ عشر سنوات.

تلقي مُساعَدة مهنية

إذا كان ابنكم يعاني من مشكلة في الوزن، يمكنكم تلقي المساعدة من طبيب العائلة أو اختصاصية تغذية سريرية مؤهلة. إحدى حسنات زيارة ابنكم لاختصاصي مثل الطبيب أو خبيرة التغذية هو الحصول على نصيحة أكثر “حيادية” من نصيحتكم.

يمكن أن يساعد الاختصاصيون الشبّانَ الذين يعانون من وزن زائد على أن يصبح وزنهم سليما أكثر عبر التركيز على السلوك واتباع نمط حياة صحي، يساعدانكم أنتم وعائلتكم على اتباع نمط حياة صحي على الأمد البعيد وتجنب تطوير اضطرابات الأكل.

قد يوصيكم الاختصاصيون باتباع برنامج للحفاظ على الوزن للشبان الذين ما زال طولهم يزداد – أي الحفاظ على وزن ثابت فيما يستمرّ طوله في الازدياد. في حالة الشبّان الذين استقرّ طولهم، يجب الاهتمام بخفض الوزن الزائد بشكل تدريجي وسليم.

في حالات قصوى من البدانة، قد يفحص الاختصاصي إمكانيات علاج سريري أخرى، مثل العلاج الدوائي وحتى العملية الجراحية، رغم أن هذه الإمكانية هي حتمًا الأخيرة، لأنّ تنفيذها  يتطلب معايير صارمة. إذا عُرِضت هذه الإمكانيات على ابنكم، عليكم التأكد من تقديم العلاج مِن قبل اختصاصيين بوزن الشبّان.

مساعدة عائلية للشبّان الذين لديهم مشاكل في الوزن

إذا حدد طبيب العائلة أو اختصاصي آخر أن ابنكم لديه مشاكل في الوزن، يمكن أن تقوموا بخطوات كثيرة كعائلة وتساعدوا ابنكم على أن يعود وزنه سليما. يُستحسن البدء بنمط حياة عائلي. عندما يتناول كل أفراد العائلة الطعام بشكل جيد ويمارسون ما يكفي من النشاط الجسماني، يشكل ذلك مثالا جيدا لابنكم ويقدّم دعمًا وتشجيعًا له. إليكم بعض النصائح العملية لتغيير نمط الحياة العائلي.

الأطعمة والنقارش الصحية

املأوا الثلاجة بالفواكه والخضروات، وبوجبات مغذية وصحية، لتقدموا لابنكم تشكيلة من الإمكانيات الصحية ليختار منها عندما يكون جائعا. أعِدّوا الخضار والفواكه النظيفة والمقطعة في مكان يمكن أن يصل ابنكم إليه، بحيث يزداد احتمال أن يأكل منها.

شجعوا ابنكم على تناول طعام صحي: حاولوا أن تتخلصوا من الأطعمة الضارة، المشروبات الخفيفة، والنقارش. إذا لم تحتفظوا في البيت بأطعمة لا تريدون أن يتناولها ابنكم، سيكون من الأسهل عليكم أن تراقبوا ما يأكله، ولن تحتاجوا إلى أن تكونوا “شرطة طعام” كل الوقت.

من المهم جدا أن يتناول ابنكم وجبة فطور صحية صباح كل يوم، تساعده على أن يشعر بالشبع لوقت أطول، بحيث يحتاج أقل إلى تناول النقارش أو الأطعمة الغنية بالدهون أو السكر، وينجح في الحفاظ بسهوله أكبر على وزن صحي.  يمكن أن تقترحوا على ابنكم أن يأكل العصيدة، اللبن مع الجرانولا، ميلك شيك الفواكه مع الحليب، قطعة من الخبز مع الجبن، وغيرها. كذلك، يُستحسن أن تتناولوا وجبات صحية معا في معظم أيام الأسبوع، لكي تساعدوا ابنكم على أن يأكل جيدا.

تقييدوقت المشاهدة

كلما كان ابنكم يقضي وقتا أطول أمام الشاشات مثل التلفزيون، الحاسوب، ألعاب الفيديو، الجهاز اللوحي (التابلت)، أو الهواتف الخلوية، كان الوقت الذي يقضيه في ممارسة نشاط جسماني أقل. توصي نقابة طب الأطفال بتقييد وقت المشاهدة وأنواع الوسائط الإلكترونية للأولاد وفق العمر.

ممارسة النشاط الجسماني يوميا

توصي وزارة الصحة ومبادرة من أجل مستقبل صحيّ ‏2020‏” بأن يقضي الأولاد من سنّ 5 سنوات – 18 سنة 60 دقيقة على الأقل من النشاط الجسمانيالمتوسط أو المكثّف يوميا . يُستحسَن جدا تحديد وقت للنشاط الجسماني العائلي، الذي تساعد ابنكم على البدء بالتحرك.

شجعوا ابنكم على أن يأكل بشكل صحيح ويمارس نشاطات جسمانية في سن المراهقة، لكي يتجنب زيادة وزنه بشكل غير سليم. يساعد نمط الحياة الصحي ابنكم في هذه الفترة على أن يحافظ على نمط حياة صحي في المستقبل أيضا.

التحدث مع الشبّان عن قضايا تتعلق بالوزن

إذا كان وزن ابنكم إشكاليا، فسوف يحتاج إلى مساعدة لاستعادة وزن سليم والحفاظ على صحة أفضل في المستقبل. ليس من السهل دائما التحدث مع الشبّان عن وزنهم.

يدرك شبّان كثيرون أهمية وزنهم ويشعرون بشعور سيء لهذا السبب، كما قد يعانون من مضايقات أو استهزاء. تتضمن الوسائل الإعلامية رسائل سلبية كثيرة فيما يتعلق بالبدانة في سن الطفولة، ما قد يزيد من مشاعر الشبّان تجاه أنفسهم وأجسادهم. لهذا، يستحسن أن تتحدثوا مع ابنكم عن قضايا تتعلق بالوزن بمراعاة، اهتمام، ومحبة. من المهم جدا، أن يشعر ابنكم بأنه محبوب كما هو – سواء كان وزنه طبيعيا أم زائدا.إذا شعر ابنكم بأنه محبوب ومقبول داخل العائلة، لا سيما من جهتكم أنتم الوالدين، هناك احتمال أكبر لأن ينجح في أن يحب نفسه ويتقبلها، وهكذا تكون الطريق نحو خفض وزنه أسهل.

 

إذا كنتم تخشون من أن تؤدي المحادثة عن الوزن إلى اضطرابات في الأكل، نطمئنكم أن تعرفوا أنّ احتمال حدوث ذلك قليل.

استراتيجيات لإجراء محادثة

يكون التحدث عن الوزن أسهل عندما تستخدمون بعض استراتيجيات التواصل الإيجابي. اقرأوا المقالين الإصغاء الفعّال والمحادثات الصعبة للحصول على مزيد من المعلومات. يُستحسن أن تتحدثوا عن الموضوع عندما تكونون أنتم وابنكم هادئين.

اللغة الإيجابية والناجعة

إذا وجدتم اللحظة المناسبة للتحدث، تحدثوا بصراحة وبوضوح عن وزن ابنكم وعن الحاجة إلى إجراء تغييرات صحية. كلما فهم ابنكم أكثر، هناك احتمال أكبر أن يوافق على التغييرات ويواظب عليها.

مثلا، يمكن أن تقولوا له: “لاحظتُ أنك تعاني من الجوع مؤخرا أكثر من ذي قبل. أخشى من أن يصبح وزنك غير سليم. ولكني لست خبيرة! ما رأيك أن نذهب معا إلى الطبيب؟”

اختاروا بعناية الكلمات التي تستخدمونها. يشعر معظم الأفراد أن كلمات مثل “البدانة” هي سلبية، جارحة، وغير ناجعة. يُستحسن استخدام مصطلحات أكثر إيجابية مثل “الوزن الزائد” أو “أكثر من الوزن الطبيعي”، تركّز على الصحة وليس على الصورة الذاتية.

لا تتحدثوا عن الحمية الغذائية

تناول الأكل بكميات قليلة واحتساب السعرات الحرارية ليسا طريقتَين جيّدتَين لتطوير عادات أكل جيدة على الأمد الطويل. قد تشكل الحمية الغذائية لدى بعض الشبّان عامل خطر لتطوير اضطرابات الأكل. لذلك، حاولوا أن تتحدثوا مع ابنكم عن الأكل السليم وليس عن بدء حِمية غذائية.تجنبوا إبداء الملاحظات حول صحن ابنكم المراهق. لا تذكروا ملاحظات مثل: “هل أنت متأكد من أنك جائع”؟ أو “هل تريد أن تأكل كل هذه الكمية؟” أو “لقد أكلت ما يكفي!” فقد تؤدي ملاحظات كهذه إلى نتائج عكسية. يمكن أن يبدأ ابنكم بالأكل خفية أو الأكل “نكاية” بكم.

عندما يشعر الشباب بشعور جيد تجاه جسمهم، من المرجح أكثر أن يكون تقديرهم الذاتي وصحتهم النفسية أفضل، ويكون توجههم معتدلا أكثر نحو الأكل والنشاط الجسماني. اقرأوا المقال حول العلاقة بين الصحة وبين النظرة إلى الذات.

عوامل الخطر لزيادة الوزن بشكل غير صحيّ

عندما يصبح الأولاد مراهقين، قد تعرضهم التغييرات في نمط حياتهم إلى خطر مرتفع لزيادة الوزن. مثلا، يميل الشبّان إلى:

  • عدم ممارسة الكثير من النشاط الجسدي، خصوصًا النشاط الجسماني المكثّف
  • القيام أكثر بأعمال تتضمن الجلوس، مثل الالتقاء بالأصدقاء، القراءة، واستخدام الحواسيب والأجهزة الخلوية
  • تناول القليل من المأكولات المطلوبة للحفاظ على وزن صحيّ، مثل الفواكه، الخضروات، ومنتجات الحليب قليلة الدسم
  • تناول كمية أكبر من الأطعمة الغنية بالطاقة، الطعام غير المفيد (“جانك فود”)، والنقارش
  • تناول الأكل خارج البيت أكثر واتخاذ قرارات تتعلق بالأكل دون مراقبة.

إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم أو  عائلتكم معرضان لأحد هذه المخاطر، فكروا كيف يمكن أن تغيروا مجالات مختلفة في حياتكم، وتحدثوا مع طبيب العائلة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.