عادات الأكل الصحيحة لدى الشبّان

من الطبيعي أن تتغير عادات الأكل لدى الأولاد في سن المراهقة. يتعين على الأولاد الأكبر سنا وعلى الشبّان أن يأكلوا أكثر، وفي أحيان كثيرة يحبون تناول أطعمة جديدة - ولكنهم لا يختارون دائما الطعام الصحي. هذا هو الوقت لدعم ابنكم ومساعدته على تطوير عادات أكل سليمة، ترافقه طوال الحياة.

هل تعلمون؟

خلال مرحلة قفزة النموّ في سن المراهقة، هناك مَيل إلى زيادة الطول وتكوين كتلة جِسم نحيفة (لا تتضمن أعضاء الجِسم الدهون) لدى الأولاد أكثر من البنات. يعني هذا أن احتياجاتهم الغذائية تصبح أكبر – لذا يتناول الشبّان أطعمة كثيرة قبل وجبة العشاء وبعدها، ومع ذلك يتذمرون من الجوع.

تناول الطعام الصحي وعادات الأكل لدى الشبّان

ينمو الشبّان ويتطورون، لذا من الطبيعي أن يأكلوا أكثر. يمرّ جِسم ابنكم بقفزة نموّ ملحوظة. توفر له الأطعمة الإضافية الطاقة والمركبات الغذائية الضرورية لذلك.

عادات الأكل لدى ابنكم تتغيّر. مثلا، يتناول الكثير من الشبّان كمية أقل من الفواكه والخضار وأكثر من الأطعمة الغنية بالدهون والسكر. قد تكون لذلك أسباب كثيرة: لأن أصدقاءه يتناولون الكثير من الطعام غير المفيد أو الطعام السريع، بسبب الطريقة التي ينفق فيها ماله على الطعام، أو لأنه يريد أن يفحص القِيَم العائلية المتعلقة بتناول الطعام.

يحصل الشبّان الذين يتناولون تشكيلة واسعة من الطعام من المجموعات الغذائية الخمس على التغذية الضرورية لصحتهم، نموهم، وتطورهم.

كيف تساعدون ابنكم على تطوير عادات أكل السليمة

القدوة الشخصيّة

إحدى الطرق الأفضل لتعزيز عادات الأكل الصحيحة لدى ابنكم هي أن تكونوا قدوة جيدة فيما يتعلق بالأكل، وتبينوا لابنكم أنكم تهتمون بتناول الطعام بشكل صحيح. هناك طرق للقيام بهذه الخطوة – مثلا: تناول وجبة الفطور دائما، أو اختيار طعام صحي حتى عندما تتناولون الطعام خارج البيت أو أثناء القيام بالمشتريات.

ثمة طريقة أخرى لكي تكونوا قدوة جيدة في عادات الأكل السليمة، ولزيادة اهتمام ابنكم بالطعام، وهي تخصيص الوقت والتمتع بتناول وجبات عائلية صحية. تسمح الوجبات العائلية المشتركة لكم بأن تقضوا أوقاتكم معا وتعرفوا ما يمر به كل فرد من أفراد العائلة.

خلق بيئة تناول طعام صحية

تُسهِّل بيئة الطعام الصحية ضمن العائلة على ابنكم أن يختار الأطعمة الأفضل. إليكم بعض الطرق العملية لخلق بيئة صحية لتناول الطعام:

  • اطلبوا من ابنكم أن يساعدكم على شراء الطعام للعائلة وعلى التخطيط للوجبات.
  • شجِّعوه على أن يتحمل مسؤولية التخطيط والتحضير لوجبة عائلية صحية مرة في الأسبوع.
  • ضَعوا حدًّا لإمكانيات تناول الأطعمة غير الصحية في المنزل، وساعدوا ابنكم على أن يجِد طعامًا صحيّا. مثلا، ضعوا طبقا من الفواكه الطازجة على الطاولة، علبة تحتوي على شرائح من الخضروات في البراد، قطعة من الخبز المصنوع من القمح الكامل في الثلاجة، وكيسا من النقارش المصنوعة من الطحين الكامل.

علّموا ابنكم كيف يحضّر بضع وجبات بسيطة وصحية، لمساعدته على اختيار الطعام الصحي في المستقبل. كذلك، إذا شعر ابنكم أنه يستطيع أن يقرر ماذا تتضمن القائمة الغذائية، يُرجَّح أن يرغب في تناول هذا الطعام.

 

التحدّث عن الطعام

تؤثر الطريقة التي تتحدثون بها عن الطعام في عادات الأكل لدى ابنكم. حاولوا أن تذكروا كل حسنات الأطعمة الصحية، بدلا من أن تركزوا على التأثيرات السلبية للأطعمة غير الصحية. قد تساعدكم الأفكار التالية:

  • لا تمنعوا ابنكم من تناول أطعمة مختلفة أو تصفوها بأنها “جيدة”، “سيئة”، وما شابه. بدلا من ذلك، حاولوا التوصل إلى توازن – تناول الطعام الصحي معظم الوقت، مقابل تناول طعام ليس صحيّا كثيرًا في بعض الأحيان.
  • علموا ابنكم أن يتناول الطعام عندما يكون جائعا ويتوقف عن الأكل عندما يشعر بالشبع. هكذا يتعلم ابنكم كيف يكتشف إذا كان يأكل لأنه جائع حقا أو لأنه يشعر بالملل أو التعب. رغم ذلك، تذكروا أنه من الطبيعي أن يأكل ابنكم أكثر خلال قفزة النموّ التي يمرّ بها الآن.
  • بهدف تشجيع ابنكم على اختيار الأطعمة الصحية، تحدثوا معه عن الطريقة التي يمكن أن يساعد بها الطعام على التركيز، في المدرسة، في النشاطات الرياضية، وبشكل عامّ. هذه المعلومات ضرورية لابنكم أكثر من المعلومات حول الأضرار الصحية على الأمد الطويل.

مخاطر عادات الأكل غير الصحية لدى الشبّان

قد تؤدي عادات الأكل غير الصحيحة، مثل تناول كميات كبيرة جدا، صغيرة جدا، أو تناول الطعام المحدود إلى ضرر في صحة ابنكم ورفاهيته، الآن وفي المستقبل. تساعد عادات الأكل الصحية في سن المراهقة ابنكم على تجنب هذه المخاطر.

تناول الطعام بكميات كبيرة جدا

تناول الطعام بكميات كبيرة جدا، لا سيما الأطعمة غير الصحية، قد يؤدي إلى زيادة الوزن والبدانة. الولد الذي يعاني من وزن زائد معرض لخطر أكبر للإصابة بالسكري من النوع ‏2‏، انقطاع النفس النومي، ومشاكل في مفاصل الفخذين. تتضمن التأثيرات على الأمد البعيد خطرا متزايدا للإصابة بأمراض القلب وبأنواع مختلفة من السرطان.

تناول الطعام بكميات صغيرة جدًّا

عندما يبدأ الشبّان بحمية غذائية متطرفة، قد يأكلون كميات قليلة جدا، وبالتالي لا يحصلون على كل المركبات الغذائية الضرورية للنمو والتطور السليمَين. قد تؤدي الحمية الغذائية المتطرفة إلى مشاكل صحية ومشاكل أخرى مثل التعب المفرط، نقص القدرة على التركيز، وخسارة الكتلة العضلية وكثافة العظام.

وفي حالات معينة، قد تؤدي أيضا إلى تطور اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية (القهم) والنهام. يتضمن بعض علامات وأعراض اضطرابات الأكل حمية غذائية دائمة أو متكررة، إفراطًا في الأكل، رياضة مفرطة، تجنب الطعام، قياس الوزن بشكل متكرر، ودوخة. إذا كنتم تخشون من أن ابنكم معرض لخطر تطوير اضطرابات في الأكل، توجهوا إلى طبيب الأطفال أو إلى اختصاصي آخر في أسرع وقت.

الأكل المحدود

قد تؤدي الحمية الغذائية غير المخطط لها جيدا و/أو غير المراقبة من قبل طبيب أو خبيرة تغذية إلى تطور مشاكل صحية. مثلا، قد يؤدي اتباع حمية غذائية خالية من منتجات الحليب لفترة طويلة إلى عدم حصول ابنكم على ما يكفي من الكالسيوم، فيتامين ‏D‏، الطاقة، والبروتينات الضرورية لنموّ العظام بشكل صحي وزيادة كثافة العظم.

كما يمكن أن تؤدي التغذية النباتية غير المخطط لها جيدا إلى عدم حصول ابنكم على كمية كافية من  الحديد. يكون نقص الحديد خطيرا بشكل خاص لدى الفتيات اللواتي بدأت تظهر لديهن الدورة الشهرية. يزيد هذان العاملان خطر نقص الحديد، ثم حدوث فقر الدم بسبب نقص الحديد.

إذا كنتم تحتاجون إلى مساعدة لبناء قائمة طعام لابنكم، أو كنتم قلقين بشأن عادات أكله وصحته، توجهوا إلى طبيب العائلة. ثمة إمكانية أخرى، وهي التوجه إلى خبيرة تغذية سريرية مؤهلة. للعثور على خبراء التغذية المؤهلين، يمكن زيارة موقع “عتيد” – جمعية خبراء التغذية في إسرائيل.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.