يتعلم الرُضّع، الأطفال، والأولاد في سن الروضة في كل مكان وكل لحظة. تشكل هذه التجارب المبكّرة أساس النموّ السليم لدى ابنكم في السنوات القادمة.
متى يتعلم الأولاد
يبدأ التعلُّم قبل المدرسة بوقت طويل – منذ الولادة، ويستمر يوميا. في الحقيقة، يتعلم ابنكم أكثر في السنة الأولى من حياته من أي وقت آخر لاحقا – ليس بفضل بطاقات التعلم أو أي شكل من أشكال التعلم الرسمي الأخرى، بل بفضل عملية النمو، التطور، والنظر بتمعن إلى الأشخاص والعالم من حوله. تشكل سنوات الطفولة المبكرة هذه أساسا لتعليم ابنكم في المدرسة.
أنتم تؤدون دورا هاما في هذه العملية: مساعدة ابنكم على التعلم في هذه السنوات. ربما لا تظنون أنكم تعرفون كثيرا عن التعليم والتدريس، وربما لديكم خبرة سيئة مع المدرسة. ولكن أنتم المعلم الأول لابنكم، وسيواصل التعلم منكم عندما يكبر.
كيف يتعلم الأولاد
ماذا يتعين على ابنكم تعلمه
أكثر ما يحتاج إليه ابنكم هو بيئة آمنة يمكن أن يتعلم فيها، يلعب، يتعلم ويبحث بحرية، من خلال معرفة أن هناك والده أو المربي الذي يدعمه ويشجعه. هناك حاجة إلى سبب ليتعلم ابنكم – مجال يثير اهتمامه ويحفزه. قد يكون شيئا بسيطا، مثل رغبته في أن يعرف ما الذي يحدث عندما يضع المكعب الأخير في أعلى البرج.
كذلك، عليه أن يشارك في التعليم، مثلا أن يشير إلى الرسومات في الكتب. ويحتاج أيضا إلى أن توضحوا له ما الذي عليه القيام به أثناء التعلم – مثلا، كيف يقيس كمية القمح لتحضير الكعك. رغم ذلك، ليست هناك حاجة إلى تقديم المساعدة والإجابات له فورا. عندما تتيحون لابنكم الفرصة أن يخطئ، ويكتشف كيف تسير الأمور في العالم المحيط به، يكون هذا جزءا هاما من التعلم.
يحتاج ابنكم إلى النشاطات الكثيرة والمختلفة التي توفر له مجموعة من الطرق للتعلم والفرص للتدرب على الأمور التي تعلمها. امدحوا ابنكم وشجعوه على محاولاته، بهدف مساعدته على متابعة اهتمامه ولكي يشعر بشعور جيد.
مَن يساعد ابنكم على التعلم
يمكن أن يكون الجميع معلمين لابنكم تقريبا. أنتم المعلم الأفضل لابنكم في المرحلة المبكّرة، ولكن يتعلم ابنكم من المربين، الإخوة والأخوات، وأفراد العائلة الآخرين أيضا. عندما يكبر ابنكم قليلا، يؤدي التربويون في حياته – طاقم الروضة، المربيات، ومساعداتهن – دورا هاما. يتعلم ابنكم كثيرا من الأصدقاء، المعارف، والأولاد الآخرين (الأشخاص الأكبر والأصغر سنا منه).
ماذا يتعين على ابنكم القيام به
يتعلم ابنكم بواسطة:
- التمعن، المشاهدة، وردود الفعل الصوتية
- الإصغاء، إطلاق الأصوات، وإنشاد الأغاني
- اللعب معكم، اللعب وحده، أو مع الأولاد الآخرين
- البحث – عندما يدخل أغراضا إلى فمه، يهز أغراضا، أو يحركها
- الأسئلة – مثلا، “ولكن لماذا يا أمي؟”
- التجربة عن طريق اللعب بالماء، الرمل، أو الوحل
- اللعب مع الأصدقاء ومعرفة مكانه داخل المجموعة
- إثارة الحواس – حاسة اللمس، التذوق، الشم، البصر، والسمع
يتعلم كل ولد وفق وتيرته وطريقته. هناك أولاد يتعلمون أفضل من الآخرين في بيئة معينة، ويتعلم الآخرون أفضل في بيئة أخرى. إذا كنتم قلقين بسبب تطور التعلم لدى ابنكم، فيمكن أن تستشيروا اختصاصيا حول إذا ما كان كل شيء كما يجب.
دوركم كوالدين
في سن الطفولة والروضة، تساعدون ابنكم على التعلم في كل اتصال وتفاعل يومي. من المهم جدا اللعب معا، لأنه يساعد ابنكم على التعلم حول الأحداث في عالمه وانخراطه فيه.
التعلم عن الذات والعلاقات
يتعلم ابنكم منكم ومن أفراد العائلة أنه محبوب وهام. يتعلم معنى الثقة – “أعرف أنكم تقفون إلى جانبي إذا سقطت”. يتعرف على احتياجاته، أفكاره، مشاعره، والأشياء التي يحبها ويكرهها. في نهاية المطاف، يتعلم من خلال علاقاته مع أفراد العائلة كيف يتدبر أموره مع أولاد وبالغين آخرين.
مهارات اللغة والتواصل
عندما تتحدثون مع ابنكم وتصغون إليه، تقرأون، وتغنون معا، تساعدونه على تعلم اللغة الكلامية وغير الكلامية، التواصل الكتابي والكلامي، وفن المحادثة (أن يتحدث ابنكم وفق دوره وأن يصغي). عندما يصغي ابنكم وأنتم تتحدثون وتقرأون بصوت مرتفع، يتعلم كلمات جديدة. رغم ذلك، يحتاج إلى سماع الكلمات الجديدة كثيرا قبل أن يصبح قادرا على استخدامها.
المجال، المكان، والبيئة
عندما تكونون في المنزل، يتعلم ابنكم عن حجمه وشكله – “أنا أطول من طاولة الصالون ولكني أقصر من طاولة الطعام”. كذلك، يتعلم عن مكانه في المجتمع وعن تأثيره في العالم من حوله. مثلا، “يقع بيتي في هذا الشارع، ويقع المتنزه وراء الشارع تماما، ويسكن صديقي في شارع آخر”، أو “تنبت الأشجار لأنني سقيتُها”.
الصحة واللياقة البدنية
عندما تأكلون أو تقومون بأمور معا كعائلة، تمررون رسائل إلى ابنكم حول عادات الأكل الصحي والنشاط الجسماني. إذا تناولتم تفاحة بدلا من نقارش في وجبة الفطور، فمن المرجح أن ابنكم سيفعل مثلكم تماما. إذا خرجتم للتنزه مشيا بدلا من الجلوس ومشاهدة التلفزيون، يتعلم ابنكم أنه من المهم التدرب، وأنه طريقة ممتعة لقضاء الوقت معا.
مجالات تعلم أخرى
يمكن تمرير أسس التفكير الكمي بمساعدة العدّ واللعب بألعاب المنطق – “كم دبا على السرير؟” أو “هل تستطيع أن تضع كل الملاقط الحمراء في السلة؟”
يتمّ وضع أسس القراءة والكتابة من خلال القراءة وقراءة القصص، ألعاب النغمات والحروف (مثل الإصغاء إلى الكلمات التي تبدأ بالنغمة ذاتها)، وتشجيع ابنكم على “قراءة” كتب الصور (مثلا، كتالوج الألعاب أو كتب الأطفال).
يمكن تشغيل موسيقى للرقص بالقرب من ابنكم، منحه فرصة للعزف على آلة موسيقية (الآلة الموسيقية المصنوعة منزليا هي جيدة أيضا)، أو إعطاؤه ملابس تنكرية. هذه الطرق رائعة لبدء تعلم الموسيقى، التمثيل، والرقص.
يمكن أن تقرأوا حول ذلك في المقال لماذا اللعب مهم. كذلك، يمكن الحصول على معلومات إضافية في مقالاتنا حول الحركة واللعب لدى الأطفال الصغار، اللعب والتعلم لدى الرُضّع، واللعب لدى الأولاد في سن الروضة. يمكن الحصول على المزيد من المعلومات في المقالين الألعاب والكتب واختيار الألعاب الصحيحة لابنكم.
مساعَدة ابنكم على التعلُّم
هكذا يمكن أن تساعدوا ابنكم:
- اهتموا بجهوده التي يبذلها وإلى دعوته لكم عندما يلعب ويتعلم
- شجعوه على أن يجرب أمورا جديدة، أن يرتكب خطأ، ويتعلم المزيد عن نفسه من خلال تجاربه الجديدة
- العبوا معه وفق الأدوار أثناء اللعب وممارسة النشاطات
- اوضحوا له كيف يتغلب على الخسارة: العبوا معه واوضحوا له كيف يمكن أن يخسر باحترام
- غنوا أغاني لعب، أشكال، وأرقام
- استخدموا لغة بسيطة، والعبوا بالكلمات والنغمات (مثلا، أصوات حيوانات)
- استخدموا مصطلحات وقت – “قبل”، “عندها”، “بعد”، “حتى” – في النشاطات اليومية. مثلا، “في البداية نبدّل حذاءنا، وبعدها نلعب في الخارج”.
- شجعوا ابنكم على الإصغاء إلى التعليمات الأطول. اطلبوا منه، مثلا، أن يحضر لكم غرضين من الغرفة، ثم ثلاثة أغراض، وأخيرا أربعة.
- قللوا من الأمور التي تصرف نظره – اهتموا ألا يكون التلفزيون مشغلا عندما يلعب ابنكم على السجادة
- لا تكثروا من المعلومات التي تقدمونها لابنكم – قدموا له شرحا بسيطا بدلا من شرحا طويل ومرهِق
- دعوه يختبر نشاطات مختلفة وساعدوه على معرفة ما هي الأمور المناسبة له
- اهتموا بالنشاطات التي يمارسها – مثلا، إذا كان ابنكم يحب الرسم، فاسألوه عن رسوماته وعلقوها في المنزل.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network