يتساءل الكثير من الأهالي إذا ما كانوا يعطون أطفالهم ما يكفي من التجارب والخبرات، لكن الأطفال بحاجة أيضًا إلى وقت للراحة. السر هو في إيجاد التوازن الصحيح بالنسبة للأطفال.
ما هو فرط التحفيز؟
يحدث فرط التحفيز عندما يتم إغراق الطفل بالكثير جدًّا من التجارب، الأحاسيس، النشاطات، والضجيج، بحيث لا يمكنه التعامل معها جميعا.
على سبيل المثال، قد يكون الطفل الذي ولد حديثا غير هادئ بعد حفلة تنقّل فيها بين الكثير من البالغين. يمكن أن يصاب طفل في سنّ الروضة بنوبة غضب بعد حدث كبير مثل حفلة عيد ميلاد. قد يكون طفل في سنّ المدرسة عصبيّا في يوم مليء بالفعاليات يشمل وقت التعليم في المدرسة، نشاطات ما بعد الظهر، ودرس السباحة.
الأطفال الذين يمرّون بفرط التحفيز يتعبون ويشعرون بالإغراق. عندما يحدث ذلك، فهم بحاجة إلى الهدوء وإلى بيئة مألوفة ومريحة.
علامات فرط التحفيز
الرضّع الذين يصيبهم فرط التحفيز قد يصبحون عصبيّين ومتعبين، ولذلك يبكون أكثر. في بعض الأحيان يبدون منزعجين أو يحوّلون رؤوسهم. يتحرّك الرضيع بتشنّجات، يقبض كفوف يديه، ويرفع يديه وذراعيه.
أيضًا الأطفال الصغار الذين يختبرون فرط التحفيز يصبحون عصبيّين ومنزعجين. سيبدو طفلكم متعبا جدا وسيكون من الصعب جدا التعامل معه. فقد يقول لكم إنّه لا يريد الذهاب إلى فعالية معينة. من المفضّل الإنصات له جيّدا واكتشاف ما يزعجه في تلك الفعالية. عندما يصاب الأطفال بفرط التحفيز، فمن شأن سلوكهم أن يتغيّر.. فربما لن يرغبوا في القيام بالأشياء التي يحبّون القيام بها عادةً.
إيجاد التوازن بين المتعة والراحة
ينمو دماغ الأطفال سريعا جدا منذ لحظة الولادة وحتى سنّ الروضة، ولذلك فهم بحاجة إلى فرص كثيرة للتعلّم. إنهم يتعلّمون باستمرار، ويستوعبون كل التجارب الرائعة التي يقدّمها العالم.
وهذا لا يعني أن عليكم قضاء كل الوقت في عرض الألعاب على الطفل، أو أن عليكم الركض كل يوم مع الطفل من المدرسة إلى الفعاليات خارج البرنامج الدراسي.. الرضّع والأطفال الصغار بحاجة أيضًا إلى وقت للراحة في بيئة مألوفة ومتوقعة.
سيتمتع طفلكم بقضاء وقت هادئ بصحبة نفسه، وباستكشاف البيئة بطريقته وبوتيرته. يسمح هذا الوقت له أن يتعلّم كيفية إشغال نفسه، أن يدرك متى يكون بحاجة إلى وقت الراحة، وأن يكتشف ماذا يمكن أن يفعل في ذلك الوقت من أجل تحسين شعوره.
كيف تتعاملون مع فرط التحفيز
ستساعدكم مراقبة الرضيع أو الطفل على معرفة الإشارات التي يستخدمها كي يُظهِر بأنّه مُحَفَّز بشكل مفرط.
الرضّع
عندما ترون أن رضيعكم مغرَق، خذوه إلى مكان هادئ يمكنه الاسترخاء فيه – على سبيل المثال، سريره. إذا كنتم خارج المنزل، يمكنكم وضع الطفل في العربة وتغطيته ببطانية خفيفة.
إنّ تغطية الأطفال والرضع ببطانية خفيفة أو حفاظ من القماش، تقلل من الأحاسيس الجسدية ويمكنها أن تساعدهم على الاسترخاء. بشكل مماثل، يسترخي بعض الرضع بين أيدي الوالدين، بوضعية الأرجوحة، أو لدى الحمل قرب للجسم، ما يسمح لكم أيضا بالاستمرار في نشاطكم اليومي.
الرضّع والأطفال في سنّ الروضة
فيما يلي بعض الأطفال لعلاج فرط التحفيز لدى الرضّع والأطفال في سنّ الروضة:
- قلّلوا من الضجيج والنشاط حول ابنكم. أطفئوا التلفزيون أو المذياع وخذوا طفلكم إلى غرفة النوم، أو دعوه يقضي وقته قريبا منكم إذا كان بحاجة إليكم من أجل الاسترخاء.
- ساعدوا طفلكم على استخدام الكلمات من أجل وصف ما يعبّر عنه سلوكه. يمكنكم أن تقولوا له: “أرى أنّ شيئا ما يزعجك”، أو “أرى أنّكِ بحاجة إلى بعض الهدوء”.
- اجلسوا بهدوء مع طفلكم واختاروا نشاطا يجلب الاسترخاء. يمكن قراءة قصة، الاستلقاء بجانبه، غناء بعض الأغاني الهادئة، أو ببساطة مداعبة ظهره. عندما يسترخي، أعطوه وقتا ليلعب وحده.
- إذا واجهتم مشاكل سلوكية مصدرها فرط التحفيز أو الضغط، فمن المفضّل دائما تقريبًا تغيير البيئة.
الأطفال في سنّ المدرسة
طفلكم بحاجة إلى وقت كاف خلال الأسبوع من أجل القيام بالوظائف المنزلية، اللعب مع الأطفال، أو ببساطة البقاء وحده. يبدأ الأطفال في هذه السنّ بتهدئة أنفسهم وحدهم. فيما يلي بعض الأفكار التي تساعد على ذلك:
- حتى في هذه السنّ، يمكنكم مساعدة طفلكم على استخدام الكلمات من أجل وصف ما يعبّر عنه سلوكه. يمكنكم أن تقولوا له: “أرى أنّك منزعج”، أو “أرى أنّكِ تشعرين بالتعب الشديد”.
- إذا كان طفلكم متعبا أو عصبيّا من فرط الفعل، اقترحوا عليه الذهاب إلى مكان هادئ. على سبيل المثال، يمكنه الذهاب إلى غرفته لقراءة قصة، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
- إذا لم يكن طفلكم قادرا على التعامل مع نشاطات كثيرة جدا، ربّما يكون بحاجة إلى التنازل عن بعضها. اسألوا طفلكم أية فعاليات تثير اهتمامه أو تهمه، واختاروها هي فقط.
تحديد كمية المحفّزات السليمة
يختلف الأطفال واحدهم عن الآخر، لذا لا توجد إجابة صحيحة لسؤال “أية تحفيزات يجب أن تكون”. لكل طفل مستوى مختلف من تقبّل الإثارة. يتعامل بعض الأطفال بشكل أفضل من الآخرين مع بيئات مثيرة.
دعوا طفلكم يكون في الصدارة، وتذكّروا بأنّ الاعتدال هو في الغالب الطريق الأفضل.
عندما نتحدث عن رضّع وأطفال صغار، فمن المفضّل تخصيص وقت ما كل يوم للعبة هادئة أو للراحة، عدا وقت النوم.
من شأن الطفل في سنّ المدرسة أن يتمتع أكثر بالمشاركة في نشاط واحد أو اثنين بعد الظهر يكونان الأكثر إثارة لاهتمامه. الدورات الرياضية، الموسيقى، أو حركات الشبيبة هي طريقة رائعة لتطوير المهارات، للتعرف على أصدقاء جدد، والبحث عن مجالات الاهتمام. ومع ذلك، فإنّ قضاء وقت أكثر من اللازم فيي الفعاليات المنظمة بعد أوقات المدرسة من شأنه أن يؤدي إلى عدم حصول طفلكم على ما يكفي من الوقت للاسترخاء وقضاء الوقت مع نفسه.
دعوا طفلكم يستكشف بيئته ويقضي الوقت في فعاليات هادئة. فهذا جزء لا يتجزأ من الأبوة والأمومة الجيّدة. إنّ القدرة على إشغال نفسك هي مهارة مهمة في الحياة. إذا شجّعتم ذلك، يمكنكم مساعدة طفلكم في رحلة تحوّله إلى بالغ مستقلّ.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Networkk.