أن تكونوا والدين ذوي إعاقة جسمانية

عام 2013، كان نحو خمس سكّان إسرائيل يعانون من إعاقة جسمانية. قد يواجه الوالدون بينهم صعوبات ليس بسبب الإعاقة فحسب، بل أيضًا بسبب قلة خدمات الدعم الملائمة. يعرض المقال التالي التحديّات التي يواجهها الوالدون ذوو الإعاقة.

لمحة سريعة: أن تكونوا والدين ذوي إعاقة جسمانية

  • عام ‏2013‏، كان ‏20%‏ من سكّان إسرائيلي بين ‏20‏ و‏64‏ عاما (نحو 856‏ ألف شخص) ذوي إعاقة.
  • لا تتضمن بيانات مؤسسة التأمين الوطني في إسرائيل معلومات عن الوالدين للذين يحصلون على مُخصّصات الإعاقة، وكذلك تقرير المساواة في الحقوق للأشخاص ذوي الإعاقة.

التحديّات التي يواجهها الوالدون ذوو الإعاقة الجسمانية

ما زال الوالِدون الذين لديهم إعاقات يواجهون آراء مسبقة.  فهناك أشخاص كثيرون يعتقدون أن الأشخاص الذين لديهم إعاقات لا يستطيعون أن يكونوا والدين صالحين، أو أن أطفالهم يترعرعون في بيئة عائلية غير جيدة.

طوال سنوات كثيرة، منعت هذه الأفكار الأشخاص ذوي الإعاقة من التوجه إلى خدمات الرفاه والدعم، خوفا من أن يُؤخَذ أطفالهم منهم، أو من التشكيك في قدرتهم على أن يكونوا والدين. ولكن ليس هناك أي دليل على أن الإعاقة الجسمانية تؤدي إلى قدرات منخفضة على الأبوة والأمومة.

في الواقع، تشير الأبحاث إلى أنه في معظم الحالات، يمكن أن يطور الأطفال الذين يعاني والدوهم من إعاقة مهارات وقدرات غير موجودة لدى الأطفال الآخرين. فقد يكتسب الأطفال هذه المهارات من تنمية فهم أعمق لمعنى الصعوبة والضيق، من تعلّم العطاء وتقديم المساعدة في المهام العائلية، ومن التعامل باحترام وفهم المسؤولية.

بسبب الإعاقات وطريقة تأقلم العائلة معها، يميل الوالِدون الذين لديهم إعاقة إلى تربية أطفالهم على فهم الحياة بشكل أفضل والاهتمام بالآخرين أكثر من الأطفال الآخرين في مثل سنهم.

السيئات الاجتماعية

في الماضي، كان الناس يعتقدون أنّ الإعاقة تصعّب على الإنسان تدبّر أمره في المجتمع – من الأصعب عليه التعلّم، إيجاد عمل، أو تأسيس عائلة. أما النظرة العكسية فهي أنّ المجتمع هو الذي لا ينجح في تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقات – ومنها الرغبة والحق في تأسيس عائلة.

يضع المجتمع عقبات للأفراد ذوي الإعاقة لأنه لا يقدّم لهم الخدمات والمنشآت الملائمة في المجتمع، التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم.

يشكل نقص الخدمات صعوبة كبيرة لدى الوالدين الذين لديهم إعاقة. بشكلٍ عامّ، على هؤلاء الوالِدين أن يواجهوا صعوبات مُبالغًا فيها للأسباب التالية:

  • قلة فترات الهدوء أو قلة المساعدة في المنزل، وغياب خدمات الدعم داخل المجتمع التي تساعدهم في تلبية احتياجاتهم اليومية.
  • لا يفهم الاختصاصيون العلاجيون احتياجات الوالدين ذوي الإعاقة.
  • تتأثر العلاقات العائلية عندما يعتني أشخاص آخرين بالأطفال عندما يمكث الوالدون في المستشفى، يمرضون، أو يواجهون صعوبات.

 

مشاكل أخرى

يصعب على أشخاص كثيرين لديهم إعاقة متوسطة حتى حادة البقاء في العمل أو النجاح في القيام بالنشاطات اليومية، ما يصعّب أكثر كونهم والدين. النسب العالية من البطالة، الفقر، والعزلة الاجتماعية – وليس بالضرورة بسبب الإعاقة ذاتها – تؤدي إلى صعوبة في تربية الأطفال. قد تشكل مصادر التوتر هذه مصدر مشاكل آخر بين الوالدين.

يشعر الوالدون الذين لديهم إعاقة أحيانا بالذنب أو الخجل لأنهم غير قادرين على القيام بنشاطات مع أولادهم كسائر الوالدين. من المهم جدا السماح بالتعبير عن هذه المشاعر والتذكر دائما أنه ليست هناك إمكانيات إضافيّة أو أخرى.

العناية بالأطفال والانضباط

بعض التحديات التي يواجهها الوالدون عند تربية أطفالهم يتعلق بقدراتهم الجسمانية.

فإذا كان الوالدون يعانون من إعاقة في الطرف العلوي من الجسم، قد يصعب عليهم إمساك أطفالهم دون مساعدة أو العناية بهم بشكل عامّ، مثل إطعامهم والاهتمام بنظافتهم. إذا كان الوالدون يستخدمون كرسيا متحركا، فقد يواجهون صعوبة في الركض وراء صغارهم أو تهدئة نوبات غضبهم حين تدعو الحاجة. هناك والدون تتأثر مستويات الطاقة لديهم لهذا السبب، ما يجعل تربية أطفالهم مهمة متعِبة أكثر.

للتعويض عن هذه الصعوبات، يعتمد والدون كثيرون لديهم إعاقة جسمانية على التواصل الكلامي أكثر. يمكن أن يبدأ التواصل والتعليمات الكلامية في سن صغيرة جدا. يفهم الأطفال أنّ في وسعهم أن يشعروا بالأمان، إذا أصغوا لأقوال والديهم وعملوا بموجبها. عندما يكبر الأولاد، تصبح التفسيرات والتوضيحات الوسيلة الأهم للانضباط.

مشاركة الأطفال في مهامّ العناية

هناك والدون يخشون أن يتحمل أطفالهم مسؤولية أكثر من اللازم في العناية الجسدية بوالديهم. طوال وقت طويل، ساد الاعتقاد أن هذه المساعدة تؤثر سلبا في نموّ الولد، لأنها قد تمنعه من اختبار طفولة اعتيادية.

مع ذلك، تشير أبحاث كثيرة إلى أن الأطفال الذين يعاني والدوهم من إعاقة لا يتضررون عندما يعتنون بوالديهم. ففي الواقع، هناك ادعاء أن الأطفال يتعلمون عن المسؤولية، الرعاية بالآخرين ومساعدتهم، يشعرون باكتفاء كبير بسبب المساعدة التي يقدمونها، ويطورون احترامًا أكبر للذات. حين يتحمل الأولاد مسؤوليات أكبر من اللازم، يكون ذلك عادةً بسبب نقص الدعم الكافي للعائلة من قبل الخدمات الاجتماعية.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.