العودة إلى العمل: المرشد

قد تثير العودة إلى العمل بعد الولادة مشاعر كثيرة. فمن جهة، تثير حماسا للعودة إلى العمل وقضاء الوقت مع البالغين، ومن جهة أخرى، تثير قلقا من إبقاء ابنكم في إطار تربوي، وشعورا آخر بالذنب. لا تقلقوا - رغم أن التأقلم يستغرق وقتا، فغالبا ما تسير الأمور كما ينبغي.

 ما يمكن توقعه

يتعيّن على معظمنا العودة إلى العمل بسبب الحاجة إلى المال، ولأننا نتمتع بالعلاقة مع البالغين الآخرين أو لعدة عوامل. على أية حال، من المرجح أن تكتشفوا قريبا، أنه الآن بعدما أصبحتم والدين، فإن  العودة إلى العمل تثير مشاكل حقيقية مثل مواجهة تكاليف الاعتناء بابنكم، التوفّر، التأقلم مع كثرة الروتين العائلي الجديد، ومواجهة العبء في العمل.

يستغرق التأقلم وقتا. يشعر الوالدون الذين يعودون إلى العمل أحيانا أنهم يؤدون وظيفتين. يكون هذا الشعور أحيانا أقوى لدى النساء. تشير الأبحاث إلى أن ذلك يحدث لأن المهام المنزلية ليست موزّعة توزيعا متساويا، رغم أن هناك المزيد من النساء اللواتي يعملن اليوم خارج المنزل. لا يشارك الرجال دائما في المهام المنزلية، رغم أن زوجتهم قد تكون عادت إلى العمل.

نتيجة الضغط في العمل، قد يشعر الوالدون، ولا سيّما النساء، بضغط كبير. تشير الأبحاث إلى أن هناك ما يزيد عن نصف الأمهات العاملات اللواتي يشعرن أنهن يحررن الضغط في العائلة. قد يحدث القلق الإضافي من حقيقة أنكم تعانون من صعوبة في الدخل كمحاولة لإيجاد التوازن بين تكاليف الاعتناء بابنكم وبين المبلغ الذي تتقاضونه.

قد تواجهون صعوبات في الحصول على رعاية ابنكم عندما يكون مريضا. تشير الأبحاث إلى أن الأمهات غالبا يتحملّن مسؤولية الاعتناء بابنهن المريض، سواء كنّ يعملن أم لا. يُحتمَل أن سبب ذلك هو أن معظم الآباء يكسبون أجرا أعلى، ويبدو أن لديهم مجالات مسؤولية أكبر في العمل. كذلك، يُنظر إلى الأم تقليديا على أنها المربية الأساسية للولد. يعتقد بعض الأشخاص أنه من المتبع التفكير بضرورة أن تبقى النساء في المنزل.

الاعتناء بالولد

من يعتني بالولد؟ يبدو أن هذا هو القلق الكبير الذي يواجهه الوالدون في أيامنا هذه. تكاليف الإطار التربوي آخذة بالازدياد، لذلك خروج بعض الأشخاص إلى العمل ليس ناجعا أبدا. إذا كان أجركم بالكاد يكفي لدفع تكاليف الروضة، قد تتساءلون ما الفائدة من العمل. رغم أن ممارسة العمل هامة للوالدين، فإن الاعتناء بالابن يؤثر في قرار جزء من الوالدين للبقاء في المنزل.

الشعور بالتوتر

قد يستغرق العثور على نقطة التوازن بين العمل والمنزل وقتا، وعندما تعودون إلى العمل تتحملون مسؤوليات أخرى. بشكلٍ طبيعيّ، قد يؤدي كل ذلك إلى الشعور بالتوتر. قد يحدث التوتر فجأة بعد أحداث معينة أو قد يتشكّل ببطء إذا أصبحت ظروف العمل أو المنزل أصعب. إليكم بعض النصائح لتقليل التوتر بصفتكم والدين تعملون:

  •  اهتمّوا بأنفسكم. حافظوا على تغذية صحية  ومارسوا نشاطات جسمانية بشكل ثابت.
  •  إذا كان العمل يثير توترا لديكم، تحدثوا مع المدير أو قسم الموارد البشرية.
  •  هل يمكن تغيير أمور معيّنة في العمل للتخفيف من مستوى التوتر؟ إذا كانت الإجابة نعم، حاولوا إجراء التغييرات بأنفسكم أو بمساعدة أشخاص آخرين. ربّما تحتاجون إلى تقليل العبء في العمل أو العمل ساعات أقل؟
  •  ستكون حياتكم بصفتكم والدين أسهل إذا شاركتم أشخاصا آخرين مثل الزوج أو الزوجة، أفراد العائلة، أو الأصدقاء بمسؤولية الاعتناء بابنكم.
  •  حضّروا مسبقا برنامجا للأحداث غير المتوقعة مثل المرض، لتخفيف التوتر قليلا.
  •  هل تكرسون وقتا قليلا لأنفسكم بشكل ثابت؟ هذه طريقة رائعة للهدوء والنظر إلى كافة الأمور نظرة أخرى.
  •  حاولوا أن تحافظوا على نظام وترتيب في العمل، تسجيل المهام، وإدارة وقتكم بحيث لا تنهارون من كثرة الضغط.
  •  حاولوا ألا تغضبوا على أفراد العائلة. إذا لاحظتم أنكم تنفجرون غضبا على شريك أو شريكة حياتكم وعلى أولادكم (أو أنكم أصبحتم هادئين جدا)، فابذلوا كل الجهود الممكنة وتحدثوا عن المشاكل في العمل.
  •  إذا كان الضغط لا يزال يُشكّل مشكلة، يُستحسن التفكير في الانتقال إلى عمل آخر أو تغيير مجال عملكم. توجهوا للحصول على استشارة من الأصدقاء أو الخبراء في مجال العمل.

التوقف عن العمل لفترة معينة

إذا كنتم تخططون للتوقف عن العمل لبضع سنوات، يُستحسن أن تفكّروا في أمور أخرى. أهم شيء هو ألّا تنسوا العمل تماما – رغم أن هذا قد يكون مُغريا تماما. ابقوا على اطلاع على آخر التطورات في مجال عملكم، لتكون العودة إلى العمل أسهل عندما تصبحون مستعدين.

إليكم بعض النصائح:

  •  حافظوا على علاقة مع الأصدقاء القُدامَى في العمل – اخرجوا لاحتساء القهوة أو تحدّثوا عبر الهاتف أحيانا.
  •  حاولوا أن تبقوا مطلعين على ما يحدث في العالم حولكم – اقرأوا مقالات مهنية، إعلانات طلبات العمل أحيانا لتعرفوا مَن هم العمال المطلوبون، أو حتى شاركوا في دورة للحفاظ على مهارات العمل.
  •  حاولوا أن تعملوا جزئيا، مؤقتا أو بشكل مستقل، بهدف أن تحافظوا على نشاطكم.

عندما تصبحون مستعدين للعمل، اجلسوا وفكّروا في المهارات الجديدة التي تعلمتموها منذ أن بدأتم تربّون. هناك مهارات قد تبدو رائعة في السيرة الذاتية – من المرجح أنكم تعلمتم كثيرا حول مهارات المفاوضات، المسؤولية والتوازن بين المهام الكثيرة، كبداية. عندما تعبئون استمارة طلب العمل، تذكّروا التشديد على هذه المهارات، وعلى كل شيء آخر قد قمتم به لتبقوا على اطّلاع في مجال عملكم.

للحصول على نصائح عملية حول التكيّف مع العودة إلى العمل، اقرأوا المقال العودة إلى العمل: 15 نصيحة للعودة إلى العمل.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.