التحدث مع ابنكم عن الروضة والمدرسة

"كيف كان نهارك اليوم في المدرسة؟". يتلقى الوالدون الإجابة المحبطة ذاتها في كل يوم بعد الظهر. إليكم بعض الأفكار التي تساعدكم على التحدّث مع ابنكم حول المدرسة.

لماذا من الصعب التحدث عن الروضة والمدرسة

“كيف كان نهارك اليوم في المدرسة؟”. هذا السؤال واسع. للإجابة عنه، على ابنكم أن يُلخّص كل النشاطات التي مارسها في ذلك اليوم – مهمة صعب للغاية على الأولاد (وعلى البالغين أيضا!). ربما يريد ابنكم أن يقول: “كان يومي مليئا بالأفكار والدروس والأمور الاجتماعية لدرجة أنني لا أعرف أين أبدأ”. ولكن من الأسهل أن يقول: “جيد”.

هناك أولاد يشعرون أن تجاربهم في الروضة والمدرسة هي خصوصيتهم، ولا يريدون مشاركة الآخرين بها. يُشكّل هذا جزءا طبيعيا من تطوّر الأولاد في هذا العمر، حيث إنهم يبدأون ببلورة هويتهم وعالمهم الاجتماعي. مع ذلك، لا يزال ابنكم يحتاج إلى معرفة أنكم تدعمونه عندما يرغب في التحدث.

لماذا من المهم التحدّث عن الروضة والمدرسة

عندما تتحدثون مع ابنكم عما شعر به في المدرسة والروضة، تُظهرون أنكم تهتمون به. يُحسِّن اهتمامكم به صحته النفسية، سعادته، ورفاهيته، وقد يؤثر في سلوكه وتحصيلاته إيجابيا جدا. هكذا تظهرون لابنكم أنكم تقدّرون المدرسة والتعليم الذي يحصل عليه، فيقدرهما ابنكم أيضا.

كذلك تساعدكم المحادثة على معرفة المزيد عما يُتوقَّع من ابنكم في الإطار التربوي، ومعرفة كيف يتعلم ويواجه التحديات. تساعدكم المحادثة أيضا على فهم ما يشعر به ابنكم عندما يهتم أقل بالمدرسة أو عندما يواجه مشاكل. عندما تعرفون كيف يشعر ابنكم حيال الروضة والمدرسة، يمكن أن تعرفوا المشاكل بشكل واضح بينما لا تزال صغيرة، وتتغلبوا على التحديات معا.

المحادثة حول الروضة والمدرسة – مثل المشاريع في الصف أو المشاكل في علاقات ابنكم مع أصدقائه – هي فرصة رائعة لنقل قيمكم العائلية حول مواضيع مثل العمل الجماعي، احترام الذات والآخرين، الصداقات، العلاقات مع الآخرين، حل المشاكل، وما شابه.

كيف يجب التحدّث عن الروضة والمدرسة

عندما يعود ابنكم من الإطار التربوي، من المرجح أن يكون متعبا، جائعا، أو يفكر في أمور أخرى. بهدف تشجيعه على التكلم، يُستحسن أن تخففوا الانتقال من المدرسة، الروضة، أو النشاطات الأخرى بعد الظهر إلى المنزل. مثلا، أخبروه أنكم فرحون برؤيته، وتحدثوا معه عن مواضيع ذات صلة بالمدرسة والروضة لوقت محدد. يحب الأولاد الأصغر سنا أن يساعدوكم في إفراغ الحقيبة وأن يجدوا أوراقا مختلفة قبل أن تتحدثوا عما شعروا به في المدرسة. لتخفيف التوتر، اسألوا الأسئلة حول الفروض المنزلية في وقت لاحق!

تختلف الأيام واحدها عن الآخر. حتى إذا كان ابنكم يحب أن يشارككم بما شعر به أثناء اليوم غالبا، هناك أيام لا يرغب خلالها في التكلم. هناك أهمية أحيانا لأن تتفهموا مزاج ابنكم وتعملوا وفق مزاجه في تلك اللحظة. هناك أيام لن تكون فيها لحظات ملائمة للتحدث مع ابنكم، فلا بأس.

تساعد الأسئلة البسيطة والمحددة على أوقات مختلفة من اليوم ابنكم على التحدث. مثلا:

  •  بمَ استمتعت اليوم؟
  •  ما الذي أحببته أكثر اليوم في المدرسة أو الروضة؟
  •  كيف يبدو صفكم الآن؟
  •  مع مَن لعبت اليوم/ تحدثت اليوم في المدرسة؟
  •  ما هي المواضيع التي تعلمتها اليوم؟
  •  ما الذي تناولته اليوم في وجبة الفطور؟
  •  ما هو المشروع الذي عملت عليه اليوم؟

عندما تسألون ابنكم كيف كان يومه في المدرسة، حاولوا استخدام أسئلة مفتوحة، تتيح تقديم إجابات أطول من “نعم” أو “تمام”. مثلا، يمكن أن تسألوا ابنكم ما الذي قام به في الصف بعد الاستراحة.

كيف يمكن التحدّث مع الأولاد في الروضة أو المدرسة الابتدائية

قد تساعدكم النصائح التالية على البدء بمحادثة:

  •  امنحوا ابنكم اهتماما كثيرا. توقفوا عما تقومون به في تلك اللحظة وانظروا إلى ابنكم عندما يتحدث معكم، لا سيما إذا تحدث عن الروضة والمدرسة.
  •  اهتموا بكل ما يقوله لكم ابنكم. يمكن القول مثلًا: “هذا مهم جدا. وما حدث بعد ذلك؟” أو “كيف تشعر”؟
  •  عندما تتحدثون عن الإطار والطاقم التربوي مع ابنكم تحدثوا باحترام. مثلا، “أفهم أن هذا مثير للإحباط، ولكن الأستاذ منير هو معلمك وعليكَ التحدث معه بتهذيب”، أو “صحيح أن هذا يبدو غير منطقي، ولكن ربما لا تعرف كل القصة”.
  •  تحدثوا مع ابنكم عن المدرسة في أوقات غير مخطط لها – مثلا، أثناء السفر في السيارة، المشي معا، الطبخ، أو مشاهدة التلفاز.
  •  استخدموا تقنية الإصغاء النشط، للتعرّف إلى مشاعر ابنكم وفهم ما يرغب في قوله.

أحيانا، عندما يتحدث ابنكم عن المدرسة، قد يتغير سلوكه ونمط حديثه بين ليلية وضحاها. ربما يكون كل شيء “حسنا” أو قد يرفع حاجبيه عند سماع أقوالكم. يتعلم ابنكم أمورا جديدة من أصدقائه ومعلميه، لذلك يكون هذا جزءا من عملية تطور هويته. لا تتنازلوا عن جهودكم للتحدث مع ابنكم والاهتمام به وبأموره في المدرسة.

كيف يمكن التحدّث مع الأولاد في المدرسة الثانوية

عندما يصبح ابنكم في مرحلة المراهقة، قد يحتاج إلى الحفاظ على الخصوصية وقضاء وقت أكثر وحده – فتصبح المحادثة عن المدرسة أصعب. ولكن هذا لا يشكل نهاية العلاقة الودية مع ابنكم؛ فهو يبتعد قليلا عنكم ليصبح مستقلا.

ابقَوا على علاقة مع ابنكم

يساعدكم تواصلكم مع ابنكم على الموازنة بين منحه الاحترام من أجل استقلاليته وخصوصيته وبين حاجتكم إلى أن تكونوا على علاقة معه وتعرفوا ما يشعر به. كذلك، هكذا يمكن أن تحظوا بلحظات يكون ابنكم فيها مستعدا للتحدث.

اسألوا ابنكم أسئلة حول التعلم في المدرسة والبرامج المستقبلية

في هذا العمر، قد يكون ابنكم مستعدا أكثر للتحدث بحرية أكبر حول العلاقة بين ما يتعلمه حاليا في المدرسة وبين ما يرغب في تعلمه في المستقبل. لذلك بدل أن تسألوا أسئلة عن النشاطات اليومية، حاولوا أن تركزوا على البرامج المستقبلية. مثلا، كيف تشعر في دروس اللغة الإنكليزية/ الكمبيوتر؟ هل ما زلت تفكر في التعلم خارج البلاد/ دراسة الكمبيوتر في الجامعة؟

ابحثوا عن علامات المشاكل

حتى لو كانت علاقتكم بابنكم جيدة غالبا، فلن يشارككم دائما بالمشاكل التي يواجهها. إذا كان منزعجا أو عصبيا عندما تتحدثون عن المدرسة، أو رفض الإجابة عن السؤال، ربما تكون هناك مشكلة كبيرة إلى حد ما. إذا كنتم قلقين، فحاولوا التحدث مع بالغين آخرين يعرفون ابنكم. يمكن التواصل مع طاقم المدرسة أو أخصائيين آخرين.

ابقَوا هادئين عندما تتحدثون عن مواضيع مُعقّدة

الحديث مع ابنكم البالغ حول المدرسة قد يؤدي إلى مواضيع مُعقّدة أكثر. حاولوا أن تبقوا هادئين – قد تكون هذه فرصة جيدة لإظهار دعمكم لابنكم. إذا لم يرغب ابنكم في التحدث عن هذه المواضيع، فربما يريد التحدث عنها مع شخص آخر – الوالد الآخر (لا سيما الأب في حالة الولد أو الأم في حالة البنت، في حال كان الموضوع شخصيا)، أحد الأقرباء، صديق يمكن الاعتماد عليه، أو مستشار المدرسة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network