المدارس والثقافة في بداية سن المراهقة: لمحة عامة

يتعلم ابنكم كل دقيقة، في المنزل والمدرسة أيضا. يعني هذا أنكم ما زلتم تؤدون دورا هاما في دعم وتشجيع التعلم لدى ابنكم، وفي كثير من الأحيان تحتاجون إلى مساعدته على مواجهة مشاكل التعلم والمشاكل في المدرسة.

عملية التعلم لدى ابنكم

في السنوات الدراسية الأولى، يتعلم ابنكم عبر التأمل، الإصغاء، البحث، التجربة، وطرح الأسئلة. تزداد أهمية اهتمامات الأولاد، حافزيتهم، مشاركتهم، وانخراطهم في الدراسة لدى الأولاد في سنّ المدرسة. كذلك، في كثيرٍ من الأحيان، يتمتع الأولاد بالمساعدة على تنظيم النشاطات التعليمية.

مساعدة ابنكم على التعلم

ربما تظنّون أنكم لا تعرفون الكثير عن التعلّم والتعليم، وقد تكون تجربتكم في المدرسة سيّئة. رغم ذلك، أنتم المعلمون الأوائل والأهم لابنكم، وسيواصل التعلم منكم فيما يكبر.

هناك أولاد يتعلّمون من التأمّل، فيما يتعلّم غيرهم عبر الإصغاء، وآخرون عبر القراءة أو العمل. أتيحوا لابنكم أن يتعلّم بعدة طُرُق، حتى تتمكنوا من أن تفهموا معًا الطريقة التي يتعلّم بها أفضل. استخدِموا هذه الطريقة لتساعدوه على التعلّم في مجالات أخرى أيضًا. على سبيل المثال، إذا بدا أنّه يتعلّم أفضل عبر التأمل والعمل، وكان عليه أن يكتب قصّة للمدرسة، يمكنه أن يرسم رسومًا كاريكاتورية لتساعده على تنظيم أفكاره.

لا يزال الأولاد الكبار والشبّان يحتاجون إلى دعمكم وتشجيعكم للتعلم، بطرق أخرى. بهدف دعم ابنكم، حاولوا أن تفهموا ما يمر ابنكم به، وتذكروا مراحل التعلم التي مررتم بها. شاركوه الفرح عندما يتعلم موضوعا جديدا – وادعموه عندما يفشل – لكي تشجعوه على متابعة المحاولة.

عُسر التعلّم

عسر التعلُّم هو مشاكل في القراءة، التهجئة، الكتابة، و/ أو الرياضيات. يدعى عسر التعلّم أحيانا صعوبات تعليمية، مشاكل تعليمية، أو عُسر القراءة (الدسلكسيا).

إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم لديه صعوبات تعليمية، ابحثوا عن علامات شائعة، ومنها صعوبات في القراءة، التهجئة، تمييز الأصوات داخل الكلمات، الكتابة، وتذكر القوائم. الخطوة التالية هي التحدث مع معلم ابنكم، وحتى طلب تشخيص رسمي. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال صعوبات التعلُّم: أسئلة شائعة.

يفكر الأولاد الذين لديهم عسر تعلم أنهم “أغبياء” أحيانا، ما قد يؤثر في تقييمهم الذاتي. اشرحوا لابنكم أن عسر التعلم ليس مرتبطا بالذكاء – يجري الحديث عن أجزاء في الدماغ يصعب عليها مواجهة معلومات محددة. يمكن أن تذكروا أسماء شخصيات معروفة وناجحة لديها عسر تعلّم.

في المدرسة

إحدى أفضل طرق دعم التعلّم والتربية لدى ابنكم هي إقامة علاقات حسنة مع طاقم المدرسة، بهدف الاستفادة القصوى من السنوات الدراسية في المدرسة الابتدائية والمدرسة الإعدادية.

تشكل العلاقة الجيدة والثابتة مع معلم ابنكم وزياراتكم إلى المدرسة والصف أساسا جيدا للعلاقات المتينة. يمكن التحدث أحيانا مع المعلمين والوالدين الآخرين في المدرسة، مساعدة طاقم الصف أو المساعدة في النشاطات المدرسية، حضور اجتماعات الوالِدين، أو التطوع في لجنة أولياء الأمور.

التحدث عن المدرسة

تحدثوا مع ابنكم عن المدرسة وبينوا له أنكم تهتمون بما يحدث معه. يؤثر اهتمامكم هذا في خير ابنكم النفسي، سعادته، وتحصيلاته. يشجع تقديركم للمدرسة وللثقافة ابنكم على أن يحترم هذه الأمور.

مع ذلك، تذكروا أن السؤال “كيف كان نهارك اليوم في المدرسة؟” هو سؤال كبير. وللإجابة عنه، على ابنكم أن يُلخّص كل النشاطات التي مارسها في ذلك اليوم -مهمة صعب للغاية على الأولاد (وحتى على البالغين!). علاوة على ذلك، من الطبيعي كجزء من التطور في هذا العمر، أن يرغب ابنكم في الاحتفاظ ببعض الأمور الشخصية.

إذا كان لديكم أولاد أصغر سنا، اسألوهم أسئلة بسيطة ومحددة عن أوقات مختلفة من اليوم. مثلا: “ما الذي قمت به اليوم وكان ممتعا؟”، “ما الذي أحببته اليوم في المدرسة؟”، أو “ماذا تتعلمون الآن في دروس عِلم الاجتماع؟”.

قد يكون ابنكم منفتحا أكثر في مرحلة المراهقة وقد يوافق على التحدث بحرية أكثر عن العلاقة بين دراسته حاليا وبين برامجه المستقبلية. مثلا: “كيف يتقدم عملك على الصفحة التي تصممها في درس التكنولوجيا، هل ما زلت تفكير في تعلم تصميم مواقع الإنترنت عندما تنهي دراستك الثانوية؟”.

بدء التعلم في المدرسة الإعدادية

بدء التعلم في المدرسة الإعدادية هو إحدى أهم المراحل الانتقالية في حياة الأولاد. فهو يمثّل الانفعال عند التواصل مع أصدقاء جدد، تعلم مواضيع جديدة، التعرف إلى معلمين جدد وروتين جديد، ولكنه أيضًا انتقال من المرحلة المعروفة إلى المرحلة غير المعروفة، وإلى خوض طريقة جديدة مختلفة تماما في إدارة الحياة.

قبل أن يبدأ ابنكم دراسته في المدرسة الإعدادية، يستحسن أن تفكروا قليلا في اختيار المدرسة  الملائمة له. بعد أن تختاروا أنتم وابنكم المدرسة الملائمة، حاولوا استغلال أيام التعارف في المدرسة للاستعداد.

بهدف تسهيل عملية دخول ابنكم إلى المدرسة الجديدة، افحصوا من هو مربي الصف، مَن المسؤول عن معالجة الشؤون العامة المتعلقة بابنكم، الحضور، والتقدم الاجتماعي والدراسي.  قد يحتاج ابنكم إلى القليل من التشجيع للانخراط في النشاطات الجديدة والتعرف إلى أصدقاء جدد. يمكن أن يكون الدعم أمرا بسيطا – مثل مساعدة ابنكم وأخذه بالسيارة إلى المدرسة أو الجوقة، أو أن تستقبلوا أصدقاءه الجدد في المنزل.

الفروض البيتية

هناك أفضليات كثيرة للفروض البيتية – حتى إذا كان رأي ابنكم غير ذلك! في السنوات الأولى من المدرسة، تساعد الفروض البيتية الطلاب على تعلم مهارات إدارة الوقت والنظام. عندما يكبر ابنكم، هناك حسنات أكاديمية واضحة للفروض المنزلية – تشير الأبحاث إلى أن هناك علاقة قوية بين تحضير الفروض البيتية وبين التحصيل، ولا سيما في المدرسة الإعدادية.

بهدف مساعدة ابنكم على أن يستفيد إلى أقصى حد من الفروض البيتية، خصصوا وقتا ومكانا قبل المدرسة أو بعدها يمكن أن يركز ابنكم فيهما على دروسه، أبعدوا الإخوة الصغيرة عنه، وساعدوه على أن يستعد بشكل إيجابي للفروض البيتية.

المشاكل في المدرسة

تشكل التغييرات في المدرسة جزءا طبيعيا من الحياة لدى الكثير من الشبّان. تساعدكم العلاقات الجيدة مع الطاقم التربوي على تجنب المشاكل مسبقا. رغم ذلك، إذا طرأت مشاكل في المدرسة من المهم اكتشافها ومعالجتها بسرعة، لأن المشاكل القصيرة الأمد قد تؤثر سلبا في شعور الأولاد تجاه المدرسة وتجاه أنفسهم.

تتضمن المشاكل في المدرسة تحصيلات تعليمية منخفضة، نقص الدافعية للذهاب إلى المدرسة، فقدان الاهتمام بالعمل الذي يُجرى في المدرسة، والعلاقات الضعيفة مع الزملاء في الصف أو المعلمين، حتى إن الأولاد قد يتغيبون عن المدرسة ويرفضون الذهاب إليها.

الاستقواء

الاستقواء هو استخدام القوة استخداما منهجيا سيئا. يعاني بعض الشبّان من الاستقواء عبر إزعاجهم بشكل متواصل وتلقيبهم بألقاب. أما الآخرون فقد يُعزَلون اجتماعيا أو يعانون من عنف كلامي أو جسماني. قد يحدث الاستقواء عبر الإنترنت – مثلا، في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الهاتف الخلوي.

من الصعب أحيانا اكتشاف الاستقواء لدى الشبّان، لذا يُستحسَن أن تبحثوا عن علامات – لا سيما عندما يبدأ أولادكم المدرسة الإعدادية. في هذه المرحلة تزداد حالات الاستقواء، ولكنها تنخفض انخفاضا حادا في وقت لاحق.

قد يتضمن جزء من العلامات رفض ابنكم الذهاب إلى المدرسة، حصوله على علامات منخفضة، عودته إلى المنزل مع علامات جسمانية تشير إلى الاستقواء، أو اختفاء بعض أغراضه أو تضرّرها.

ساعدوا ابنكم على بناء حصانة نفسية – بالمحبة، الدعم، وكميات كافية من الحرية الملائمة – بهدف حمايته من الاستقواء. رغم ذلك، إذا كان ابنكم يعاني من الاستقواء، قد تحتاجون إلى مشاركة طاقم المدرسة أيضا.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.