إذا أصحبت ابنتكم المراهقة حاملا، من المتوقع أن هذا الحمل غير مخطط له، وستعلم ابنتكم وأنتم به دون أن تكونوا مستعدين.رغم هذا، أنتم الوالدين تؤدون دورا هاما في دعم ابنتكم أثناء اتخاذ القرارات، التي قد تكون صعبة أحيانا، وتؤثر في الأمد البعيد.
كيف يشعر الوالدون فيما يتعلق بالحمل في سن المراهقة
لم يخطط معظم الوالدين لمواجهة حمل ابنتهم المراهقة، وقد تكون ردود فعلهم مختلفة. أنتم قد تشعرون بغضب، فشل، قلق بشأن مستقبل أولادكم. وقد تشعرون بالندم لأنكم لم تبذلوا جهودا كافية لمنع هذا الحمل. ربما تتساءلون ما الذي يفكر فيه أفراد العائلة الموسّعة، الأصدقاء، والأفراد في المدرسة والمجتمع. قد تندهشون عند معرفة أن ابنتكم أقامت علاقات جنسية.
من جهة أخرى، بعد الدهشة والصدمة الأولى، قد تنظرون إلى الأمور الإيجابية من هذه الحالة، لأنكم تعرفون كيف يمكن أن تساعدوا ابنتكم. في معظم الحالات قد تشعرون بشعور مختلط، وهذا الشعور طبيعي. ولكن قد تتغيّر مشاعركم مع مرور الوقت.
مشاعركم هامة، ولكن يُفضل ألا تشكل عبئا على ابنتكم. يساعد دعمكم واهتمامكم ابنتكم على أن تتخذ القرارات الحكيمة، وتحافظ على صحتها الجسمانية والشعورية. قد يكون الحديث عن الحمل صعبا، ولكن إذا تحدثتم عن مشاعركم، قد تشعر ابنتكم أفضل وتتحسن العلاقة بينكم.
كيف يشعر المراهقون حول الحمل
من المتوقع أن ابنكم أو ابنتكم يشعران بالقلق بشأن الحمل، ويتوقع أن يشعرا بتوتر عندما يتعين عليهما إبلاغكم.
قد يشعران بقلق من تربية طفل، من التنازل عن أمور كانت تهمهما، بخوف من تأثير الحمل على مستقبلهما، أو الخوف من قرار لا يتماشى مع القيم التي ترعرعا عليها، أو من ردود فعل البيئة القريبة التي تحكم على الأمور أحيانا، ولا تدعم دائما. من ناحية أخرى، قد تشعر ابنتكم بارتياح لأنها قادرة على الحمل، ولأنها ستصبح أما، إذا قررت متابعة الحمل.
اتخاذ القرار
بعد أن تعرفوا أن ابنتكم حامل، عليكم اتخاذ القرار بشأن الحمل. لهذا يتعين عليكم أن تطرحوا أسئلة – ما هي الأمور الأهم في هذه المرحلة من حياة ابنتكم. ما هي خطط ابنتكم المستقبلية؟ هل قد تتغيّر خططها وفق القرار الذي سوف تتخذه؟ هل تعتقد ابنتكم أنها قادرة في هذه المرحلة على تربية طفل؟ ما هو رأيها بشأن علاقاتها مع المقربين منها (شريك حياتها، الأقارب، الأصدقاء، وغير ذلك).
حتى إذا كان لديكم رأي واضح أكثر حول القرار الصحيح من وجهة نظركم، تذكروا أن القرار يعود إلى ابنتكم فقط، وأنها تحتاج إلى دعمكم حتى إذا كان رأيها مغايرا لرأيكم.
الطرق الأولى لمساعدة ابنتكم على اتخاذ قرار حكيم هي عرض معلومات موثوق بها حول الإمكانيات المتاحة أمامها:
إيقاف الحمل
الإجهاض هو عملية طبية تهدف إلى إيقاف الحمل. وهو يُجرى في المستشفى، وفي إسرائيل يتطلب الحصول على موافقة لجنة لإيقاف الحمل. تلتئم هذه اللجنة، في المستشفيات غالبا، وهي مؤلفة من عاملة اجتماعية وطبيبَين. تصادق اللجنة على إيقاف الحمل إذا توفرت الشروط التالية:
- عمر الشابة الحامل أقل من 17 عاما.
- الشابة ليست متزوجة.
- عندما يكون الحمل نتيجة علاقات محظورة (اغتصاب، أو زنا المحارم: أي إقامة علاقات جنسية بين شخصين من نفس العائلة أو شخصين تربطهما صلة عائلية قريبة).
- عندما يُتوقع ولادة طفل مع عاهات خلقية.
- إذا كان من المرجح أن يؤدي الحمل إلى خطر على الصحة الجسمانية أو النفسية لدى الأم.
بعد الحصول على مصادقة اللجنة، يُحدَد موعد لإيقاف الحمل.
الإجراء الطبي بسيط، لا يسبب أعراضا جانبية أو مضاعفات في أكثر الأحيان، ولا يلحق ضررا غالبا في قدرة ابنتكم على الحمل والولادة.
إذا كان عمر الحمل أكثر من 24 أسبوعا، يصبح الإجهاض أصعب ويتطلب موافقة لجنة خاصة.
طرق لإيقاف الحمل
حتى الأسبوع السابع من الحمل – تُستخدم أقراص لوقف الحمل، وعلى المرأة الحامل أن تخضع لمراقبة مدتها بضع ساعات في المستشفى، ثم لمتابعة بعد التسريح.
حتى الأسبوع 12 (وفي أحيان أخرى بعد ذلك) يتم إيقاف الحمل عبر تخدير موضعي تام، عن طريق إدخال أجهزة تمر عن طريق عُنق الرحم إلى الرحم.
عندما يتعدى عمر الحمل 12 أسبوعا، يعتمد العلاج على عمر الحمل. أما عندما يكون عمر الحمل صغيرا، يمكن إيقافه عبر التخدير وإدخال أجهزة إلى الرحم، وفي حالات الحمل المتقدمة أكثر، تُستخدم أدوية تؤدي إلى تقلص الرحم وإنهاء الحمل.
إذا اختارت ابنتكم إيقاف الحمل سوف تحتاج إلى دعمكم ومساعدتكم. يمكن أن تساعدوها عبر توجيهها إلى اللجنة، مرافقتها عند المثول أمام اللجنة، وطبعا أثناء الإجراء الطبي، وبعد ذلك.
قد تشعر ابنتكم بعد الإجراء الطبي بارتياح، وربما تشعر بمزاج سيء وعصبية، وذلك بسبب نقص الهرمونات. اهتموا بألا تبقى ابنتكم وحدها في هذه الأيام، وبصرف انتباهها، وبأن تفكر تفكيرا إيجابيا الآن وفي المستقبل.
الولادة وتربية الطفل
قد تختار ابنتكم متابعة الحمل، الولادة، وتربية طفلها.
يواجه الشبان الذين يصبحون والدين آراء أصدقائهم في المدرسة، وآراء المقربين منهم حول الحمل. إذا كانت تعرف ابنتكم الشابة أنه في وسعها التحدث معكم عن مخاوفها، قلقها، آمالها، وأحلامها، يمكنكم مساعدتها على المواجهة. فكّروا معا ما هو الدعم الجسماني والعاطفي الذي تحتاجوه ابنتكم، أثناء الحمل وبعد الولادة.
يجدر بكم أن تتذكروا أن هناك بعض مخاطر الحمل في سن المراهقة من شأنها أن تؤدي إلى مخاطر صحية تتضمن:
- الولادة المبكّرة
- ولادة طفل وزنه منخفض
- مشاكل في الإرضاع
- فقر الدم، أو مستويات منخفضة من الحديد أثناء الحمل
- ضغط دم مرتفع
- مشاكل عاطفية ونفسية
يساعد اتباع ابنتكم نمط حياة صحي ودعمكم أيضا على أن تتجنب ابنتكم هذه المخاطر أو تقلصها.
اتخاذ القرار: الشبان
ليس صدفة قد تحدثنا حتى الآن عن الفتيات. في يومنا هذا، يعود قرار متابعة الحمل أو إيقافه إلى الشابة فقط. ليس هناك أي تأثير لابنكم الشاب على القرار بشأن الحمل، وعليه أن يتحمل نتائج قرار الشابة، بما في ذلك النتائج القانونية والاقتصادية المختلفة.
التعامل مع الحمل في سن المراهقة وإمكانيات الولادة
تحتاج النساء الحوامل إلى متابعة ملائمة للحمل ومخطط لها، ولكن النساء اللواتي عمرهن أقل من 19 عاما يحتجن إلى اهتمام خاص أثناء الحمل وبعده. قد تظهر في هذا العمر مشاكل صحية خاصة، لأن جسم الشابة ما زال ينمو ويتطور، ولا تزال الشابة حساسة عاطفيا بشكل خاص.
كلما خضعت ابنتكم لمتابعة في وقت أبكر، يزداد الاحتمال أن يكون حملها سليما.
المرحلة 1: زوروا طبيب النساء
على ابنتكم أن تزور طبيب النساء للتأكد من أنها حامل ولتجتاز فحوصا طبية أولية. عليكم حجز أدوارلمتابعة حملابنتكم وإجراء فحوص طبية مختلفة. يمكن أن يخبر طبيب النساء ابنتكم بإمكانيات متابعة الحمل والولادة.
افحصوا إذا كان في وسعكم الحصول على متابعة عاطفية، جسمانية، وغذائية ملائمة للفتيات، ضمن عيادات المراهقين في صناديق المرضى أو المستشفيات.
المرحلة 2: : افحصوا كيف يمكن الحصول على دروس تحضيرية للولادة
يوصى بدروس تحضيرية للولادة لكل الوالدين المستقبليين. يتلقى المشاركون في الدورة معلومات مفصّلة حول علامات بدء الولادة، الطلق، وإمكانيات التغلب على الألم أثناء الولادة. يتضمن معظم الدروس معلومات حول الأبوة والأمومة في الأشهر الأولى، تهدئة الطفل، الإرضاع، والحصول على الدعم الصحيح.
تقترح أكثرية المستشفيات دروس تحضيرية للولادة. إذا لم تشعر ابنتكم بارتياح للانضمام إلى دروس كهذه، افحصوا إذا كان في وسعها الحصول على إرشاد خاص في المنزل.
الدعم مقابل الحفاظ على الخصوصية: العثور على التوازن
قد ترغب ابنتكم في التحدث مع الأطباء والممرضات وحدها، مع شريك حياتها أو مع شخص آخر تعتمد عليه. أنتم المسؤولون عن ابنتكم من ناحية قانونية، رغم ذلك، ابنتكم على وشك أن تصبح أما أيضا. فإذا اعتادت على اتخاذ قرارات مستقلة، سوف تزداد ثقتها بنفسها. يُستحسَن أن تتحدث مع الأطباء والممرضات وحدها، ما يساعدها على التدرب كيف تصبح مسؤولة عن صحتها وصحة طفلها.
إذا كان هناك شريك حياة لدى ابنتكم، قد تتغير علاقتهما أثناء الحمل والولادة. يعزز دعمكم الخالي من التدخل الثقة الذاتية لدى ابنتكم أثناء الحمل. يستحسن إجراء محادثة مشتركة مع ابنتكم وشريك حياتها في مرحلة مبكّرة، لتعرفوا إلى أية درجة هما معنيان في أن تكونوا مشاركين في الحمل والولادة. رغم ذلك، من المتوقع أن تتغير احتياجات ابنتكم، لهذا حاولوا أن تكونوا مرنين.
قد تكون هذه الفترة التي تحاولون العثور فيها على توازن بين دعم ابنتكم وبين حاجتها إلى الاستقلالية، حساسة جدا.
وقد يشعر جزء من الوالدين بتوتر كبير من الحمل، ومن والأبوة والأمومة المبكّرة. كما يشعر الآخرون بقلق، إحباط، غضب، وتوتر. قد تؤدي هذه المشاعر إلى عدوانية أو عنف. إذا لاحظتم أن ابنتكم أو ابنكم يشعران بمشاعر كهذه، توجهوا لتلقي المساعدة واتصلوا بمراكز الطوارئ لمنع العنف داخل العائلة التابعة لوزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية على هاتف: 1-800-22-0000.
أن تصبحوا أجدادا: مجالات مسؤولية جديدة
في الوقت الذي يستعد/تستعد ابنكم/ابنتكم فيه لأن يصبحوا والدَين، وأنتم تستعدون لتصبحوا أجدادا،يستحسن أن تفكروا في بعض النقاط الهامة:
- إلى أية درجة نحن مستعدون لأن نصبح أجدادا؟
- إلى أي مدى نحن معنيين في أن نشارك في تربية الأحفاد؟
- إلى أية درجة نحن معنيين بتقديم الدعم المالي، وكم من المساعدة المالية نستطيع تقديمها؟
- هل يُتوقع أن نعتني بالأحفاد؟ كم من الوقت علينا الاعتناء بهم؟
- هل ستعيش ابنتنا وحفيدنا معنا؟
- أية خطوات مادية تستطيع ابنتنا القيام بها؟
- كيف نستطيع أن نساعد ابننا أو ابنتا على إنهاء التعليم؟
تحدثوا مع ابنكم أو ابنتكم حول النقاط التي تهمكم، والقلق الذي تشعرون به فيما يتعلق بالمستقبل.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.