أن تكون جدًّا أو جدّة

عندما تصبحون أجدادا قد تتغيّر حياتكم. فقد تحتاجون إلى القليل من الوقت حتى تعتادوا، أو ربما تكونون مستعدين للبدء بالدور الجديد فورا. أنتم تقررون أي نوع من الأجداد ستكونون.

أن تصبحوا أجدادا

العائلات تتغيّر. يكبر الأولاد، يغادرون البيت، يعشقون، يتزوجون، وينجبون أطفالا. أصبح ابنكم الرضيع، الطفل الجميل، والمراهق المُحبِط والدًا الآن، وأصبحتم أجدادًا وجدّات. كيف حدث ذلك؟

عندما يُسأَل الأجداد والجدّات عن الأحفاد، يتحدثون غالبا عن الفرحة التي تغمرهم نتيجة منح المحبة وتلقيها، عن توقعاتهم من الأولاد الذين يكبرون، وعن كون الأحفاد استمرارًا لهم. أحد الأمور الرائعة عندما تصبحون أجدادا هو إمكانية أن تحبوا الأحفاد وتهتموا بهم دون أن تتحمّلوا مسؤوليتهم.

دوركم

أنتم تقررون ما هو دوركم كأجداد. قد ترغبون في المشاركة كثيرًا في تربية الأحفاد، أو المشاركة قليلا في البداية.

يشعر الكثير من الأجداد والجدّات أن الأحفاد يمنحونهم شعورا مميزا جديدا – ولكن عليهم أن يعرفوا ما هي الحدود بينهم وبين الوالدين الجُدد. بهدف تسهيل الأمور، يُستحسَن التحدث بانفتاح وصراحة حول الأدوار والتوقعات التي ستؤدونها بصفتكم أجدادا. يلعب الأجداد دورا هاما في دعم الوالدين الجُدد. قد يكون الدعم خطوات عملية – مثل تحضير الوجبات – حتى الإصغاء إلى المخاوف والقلق.

قد ترغبون في المشاركة في الاعتناء بحفيدكم، وقد لا ترغبون، ولا مشكلة في ذلك. الأهم هو أن تقولوا بصراحة ما الذي تستطيعون القيام به وما الذي لا تستطيعون.

إذا كان يصعب على والدَي حفيدكم الاعتناء به، قد يتعين عليكم الاعتناء به بصفتكم أقرباء. تضع هذه الحالة تحديات أمامكم، ولكنها تتضمن ميزات كثيرة.

كيف ستشعرون

يشعر كثير من الأجداد والجدات بالمتعة، الفرح، والمحبة التي يدخلها الأحفاد الجدد إلى حياتهم. وقد تكون العلاقات التي تتطور بينكم وبين حفيدكم رائعة وتبعث شعورًا رائعًا بالاكتفاء.

ولكن لا تسير الأمور دائما على أحسن وجه. فوفق تقديرات منظمة “العائلة الجديدة”، يعاني نحو 300,000 جد وجدة في إسرائيل من مشاكل مع والدي الأحفاد. تؤدي المشاكل أحيانا إلى إبعاد الأحفاد عن الأجداد. هناك أجداد عانوا من مشاكل في التعامل مع والدي الأحفاد، ولكنهم نجحوا في اجتيازها.

يُستحسن أن تحافظوا على تواصل عائلي مفتوح مبني على الاحترام، لكي تتمكنوا من التحدث مع والدَي حفيدكم، لا سيما إذا كنتم قلقين بشأنه. حاولوا ألا تتدخلوا في شؤون لا تعنيكم، أو إذا لم يُطلب منكم التدخل.

علاقاتكم

في كثيرِ من الأحيان، يعزز الأحفاد الجدد العلاقات العائلية. علاوة على ذلك، قد تؤثر العلاقات بين الأجداد والأحفاد تأثيرا إيجابيا في نموّ الأولاد. يتبين من أبحاث دولية مختلفة أن الأولاد الذين كانت لديهم علاقات دافئة وجيدة مع الأجداد يستعيدون توازنهم بشكل أفضل عندما يتعرضون لمشاكل. تنطبق هذه الحقيقة على كل العائلات، لا سيما على الأطفال في العائلات المعرضة لخطر عالٍ – مثلا: الأولاد الذين يعانون من إعاقة والأولاد الذين يعانون من صعوبات بعد انفصال والديهم.

قد تتغيّر العلاقات أيضا، وقد تكتشفون أن دوركم كأجداد هام جدا عندما يتعرض الأحفاد لطلاق الوالدَين أو انفصالهما. يساعد دعمكم لأحفادكم ووالديهم في هذه المراحل الجميع على التأقلم.

الاهتمام بأنفسكم

يكون معظم الأجداد والجدات بصحة جيدة ونشاطى حين يكون أحفادهم صغارًا، ولكن بعضهم يعانون من مشاكل صحية. إضافة إلى كونكم أجدادا، لديكم حتمًا التزامات أخرى – مثلا: العمل، الاعتناء بالوالد المُسِن، أو التمتع بأوقات الفراغ.

من المهم أن تعتنوا بأنفسكم وتتبعوا روتين رياضة ثابتا، تستريحوا، وتأكلوا طعاما صحيا، لكي تتمكنوا من الاعتناء بأحفادكم، وتتمتعوا بالحياة في الوقت ذاته.

نصائح: كيف تكونون أجدادا

إليكم بعض الأفكار التي تُساعدكم على الحفاظ على دوركم كأجداد:

  • قبل أن يُولد حفيدكم، تحدثوا مع والديه عن مشاعركم. أصغوا إلى أقوالهم حول دوركم وكيف يمكنكم تقديم المساعدة، وأخبروهم برأيكم. أبدوا اهتمامكم وأخبروهم ما هي توقعاتكم، وما الذي يمكن أن تقوموا به.
  • لن يستفيد أحد إذا استنزفتم أنفسكم. لذلك، كونوا إيجابيين بشأن مساهمتكم، ولكن صريحين أيضا – أخبروا أولادكم بوضعكم الصحي، مستوى طاقتكم، والتزاماتكم الأخرى.
  • عندما يولد حفيدكم، قد يتغيّر الوضع. فربما يحتاج الوالدون الجُدد إلى المزيد من المساعدة، أو بالعكس – قد يحتاجون إلى وقت وحدهم مع المولود الجديد، بهدف معرفة قدراتهم كوالدين.
  • إذا كان لديكم أحفاد، تعاملوا مع كل واحد منهم بصفته شخصا قائما بحد ذاته لكي يشعروا بمدى تميزهم من ناحيتكم.
  • يساعد اللعب وقضاء الوقت مع الحفيد على نموّه. يشير بحث إلى أن هناك علاقة بين تطور الدماغ لدى الأولاد في سن سبعة أشهر وبين الفرص التي كانت لديهم للالتقاء بالأجداد واللعب معهم بشكل ثابت.
  • مع تقدمكم في السن، أو إذا كنتم تعانون من مشاكل صحية مختلفة، قد تحتاجون إلى تنسيق اللقاءات معهم والعثور على نشاطات هادئة أكثر. مثلا: يمكن أن تقرأوا قصة معا، أو تلعبوا بألعاب مشتركة.
  • تنازلوا قليلا عن المعايير الصارمة التي تديرون بحسبها شؤونكم العائلية. أبعدوا الأغراض الثمينة عن متناول يد حفيدكم. تسمح لكم هذه الخطوة بالتمتع بقضاء الوقت مع الأحفاد. استنادا إلى تجربتكم كوالدين، أنتم تعرفون كيف تمرّ السنون بسرعة.
  • لا شك أن مفاهيم تربية الأولاد والأبحاث قد تغيرت منذ أن كان أولادكم صغارا. يمكن أن تقرأوا عن المفاهيم الحالية في المقالات الاعتناء بأنفسكم،تطوّر الرُّضَّع، النوم، السلوكيات، الانضباط، الأمان، والتغذية واللياقة البدنية.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.