تطوّر الرُضّع في سن سنتين حتى ثلاث سنوات

يُولد الأطفال بأشكال وأحجام مختلفة، ولكن يتطورون وفق المراحل ذاتها منذ سن سنتين حتى ثلاث سنوات. ما المتوقع أن يقوم به ابنكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟

كيف يتطوّر الرُضّع في سن سنتين حتى ثلاث سنوات

الأحاسيس

هذه هي أهم الفترات للنموّ الشعوري لدى ابنكم. يشعر ابنكم الآن بمشاعر كثيرة، ويتعلم في الوقت ذاته عن مشاعر الآخرين.تحدث نوبات غضب في هذه المرحلة، لأن الأطفال أحيانا لا يعرفون كيف يصفون المشاعر “الكبيرة” مثل الإحباط، الغضب، الإحراج، الذنب، والخجل. كذلك، يبدأ الولد يفهم كيف يؤثر سلوكه فيكم، وكيف يؤثر فيه أيضا. يقل قلق الانفصال لديه، ويكون أقل قلقًا عندما تبتعدون عنه.

التكلّم

قيد يبدأ ابنكم في عمر سنتين باستخدام جمل مؤلفة من كلمتين حتى ثلاث كلمات وبالتفوه بكلمات مثل “أنا”، “أنت”، و”لي”. ‏من المتوقع أن يتعلم كلمات كثيرة، ويصبح فهم كلامه أسهل.

في جيل ثلاث سنوات تقريبا، يستطيع استخدام جمل مؤلفة من ثلاث حتى خمس كلمات وربّما أكثر. يبدأ ابنكم بتعلم التحدث في دوره، ويستطيع إدارة محادثة قصيرة معكم.

يتعلم كيف يتحدث عن أمور حدثت معه خلال اليوم. يستطيع ترتيب الأحداث بتسلسل وقص قصة بسيطة بمساعدتكم – مثلا، “أنا ذاهب إلى الحانوت”. “ماذا فعلت في الحانوت؟”، “أشتريت حلوى”. حتى سن ثلاث سنوات، قد ينجح أيضا في قص حكاية اخترعها وفق تجاربه، ولكن من المرجح أن تكون القصة قصيرة جدا.

كذلك، يتحدث عن أغراض أو أشخاص بعيدين عنه – مثلا: “جدتي في الدكان”، أو “طابتي على الشجرة”.

التفكير

يُطوّر كل ما تعلمه ابنكم حتى الآن التفكير لديه. ‏يبدأ بفهم مصطلَحات مثل الوقت وكلمات مضادة، مثلا، كبير – صغير، نهار – ليل، قريب – بعيد. كذلك، من المرجح أن يبدأ بالإشارة إلى أعضاء جسمه وعملها، تصنيف الأغراض، وملاءمة الأشكال والألوان. ‏يبدأ بتذكر كيف تبدو أغراض معيّنة ويصفها. مثلا، التفاحة حمراء ومستديرة. ‏يحل المشاكل عبر التجربة.

اللعب والتعلّم

اللعب مهم جدا لابنكم لأنه يتعلم عبره. يتمتع باللعب مع الأولاد الآخرين، من التنكر، الطهو في زاوية اللعب، الرسم بالألوان، وكذلك اللعب بعدائية. عندما يلعب معكم أو مع أولاد آخرين، ستلاحظون أنه يتحسن في اللعب وفق دوره. يتمتع في هذا العمر بالقصص، الأغاني، وقراءة الكتب.

المهارات اليومية

في هذا العمر تقريبا، يريد ابنكم القيام بالكثير من الأشياء بنفسه. مثلا، من المرجح أنه سيرغب في غسل يديه وحده، الاستحمام وحده، تناول الأكل وحده واللبس – رغم أنه سينجح أكثر في خلع ملابسه لا ارتدائه كما يبدو! ولكنه ما زال يتعلم، لذلك ما زال يحتاج إلى المساعدة.

لمساعدة ابنكم على تنمية ثقته بنفسه، اطلبوا منه أن يساعدكم في الأعمال المنزلية مثل تنظيف الغبار أو وضع الشرشف على الطاولة. ‏فسيكون فخورا بنفسه جدا عندما يساعدكم.

ربّما يكون مستعدا للتخلص من الحفاظات. حين يكون ابنكم مستعدا:

  •  يمكن أن يقوم بمعظم المهام التي تطلبونها منه دون مساعَدة
  •  يهتم بالأشخاص الآخرين عندما يذهبون إلى المرحاض – قد يكون هذا الاهتمام غريبا أو محرجا لكم، ولكن هذه هي الطريقة الأفضل للتوضيح له ليتعلم استخدام المرحاض
  •  يُخبركم عندما يُبوّل أو يتبرز في الحفاظ
  •  يتبع تعليمات بسيطة مثل “أعطِ الكرة للبابا”.

انظروا وافحصوا إذا كان ابنكم مستعدا للتخلص من الحفاظات، ولكن لا تضغطوا عليه. إنّ مسؤولية الذهاب إلى المرحاض هي إحدى المهام الأصعب على ابنكم، لأنها تتطلب مهارات كثيرة. مثلا، عليه أن يعرف متى يتبوّل أو يتبرز، أن يفهم أن عليه القيام بذلك في المرحاض، أن ينجح في الذهاب إلى المرحاض أو إلى المقعدة والجلوس عليهما، أن يخلع ملابسه، ثم أن يرتديها ثانية. إذا بدأتم مرحلة التخلص من الحفاظات في وقت مبكّر، فقد يحتاج إلى وقت كثير حتى يتعلم.

الحركة

يركض ابنكم الآن، ومن المتوقع أنه لا يسقط كثيرا كما كان في الماضي. يبدأ بصعود الدرج والنزول منه وحده، ولكنه ما زال يستخدم الدرابزين أحيانا. يتحسن في إلقاء الطابة من خلال رفع يده وراء كتفه، وكذلك ركل الطابة والإمساك بها، وقد يقف على قدم واحدة بضع ثوان.

إذا كنتم على مقربة منه بينما يكتشف بيئته، فسيشعر بالحماية والأمن أكثر. هكذا يبني ثقته بنفسه، التي تتيح له تجربة أمور جديدة واكتشاف العالم بنفسه. يُستحسن الآن بعد أن أصبح ابنكم نشطا جدا أن تفحصوا كيف يمكن جعل البيت آمنا.

كذلك، قد ينجح في هذا الجيل في:

  •  القفز وهو في مكانه
  •  الركوب على دراجة ثلاثية العجلات
  •  التعرّف على الأغراض وتسميتها باسمها
  •  الصعود إلى الدرج باستخدام قدم تلو الأخرى.

كيف يمكن المساعدة في تطوّر الطفل

إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعدكم في نموّ طفلكم:

  •  وفروا لابنكم فرصة اللعب مع الآخرين: اللعب هو طريقة رائعة تتيح لابنكم التعرّف على الأصدقاء وتعلم كيفية التعامل مع الأولاد الآخرين. رغم ذلك، لا تتوقعوا بعد أن يشارك ويلعب في اللعبة وفق دوره –  فالأطفال يظنّون أنّ كلّ شيء هو لهم.
  •  شجعوا تطوّر المهارات اليومية، مثلا، استخدام الملعقة الصغيرة، الشرب من كأس، وإزالة القبعة. تدمج هذه المهارات بين مهارات حركية كبرى ومهارات حركية أخفّ، وتشجع قدرة الطفل على التفكير في ما يقوم به.
  •  تحدثوا مع ابنكم: اذكروا أسماء الأغراض من حولكم وتحدثوا عنها – أعضاء الجسم، الألعاب، والأغراض المنزلية مثل الملاعق الصغيرة أو الكراسي. هكذا تساعدون ابنكم على تطوير مهاراته اللغوية. في هذا العمر يمكن تعليم ابنكم أن “الكرسي” قد يكون “كرسيا كبيرا” أو “كرسيا أحمر” وحتى “كرسيًّا أحمر وكبيرًا”.
  •  أظهروا لابنكم أن كلامه ذو أهمية : أصغوا وتحدثوا إليه. إذا قال ابنكم “ماما حليب”، يمكن أن تجيبوه وتسألوه “هل تريد أن تسكب لك الماما القليل من الحليب؟” كذلك، هكذا يشعر أنه يحظى بالتقدير والمحبة.
  •  اقرأوا كتبا للطفل: لتشجيع تطور الكلام والخيال، اقرأوا كتبا، قصصا، أو غنوا أغاني اللعب.
  •  اطهوا طعاما معا: هكذا تساعدون ابنكم على الاهتمام بتناول طعام جيد وصحيّ، تعلم كلمات جديدة، وفهم مصطلحات رياضية مثل “نصف”، “ملعقة صغيرة واحدة” أو “‏30‏ دقيقة”. يمكن أن ندعه يقوم بأعمال بسيطة، خلط السلطة أو وضع خبزتين الواحدة على الأخرى وتحضير شطيرة.

عندما يتعلم ابنكم مهارات جديدة، اهتموا بإنجازاته وامدحوه  واهتموا به كثيرا. كذلك، يُستحسن تشجيعه ومساعدته على القيام بما تعلمه، حتى وإن كان صعبا عليه.

أن نكون والدين

تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم على بعضكم البعض أكثر فأكثر. كلما كبُر الطفل وتطور، تتعرّفون على احتياجاته أكثر وعلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها. فكوالدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب كل والد أخطاء ويتعلم من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. وليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تظنونها تافهة أسئلة جيدة جدا!

صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين.ينسى الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور إذا اهتممتم بنفسكم.

قد تشعرون أحيانا بالإحباط أو العجز. إذا شعرتم أنكم متوترون، ضعوا ابنكم في مكان آمن أو اطلبوا من شخص آخر أن يهتم به لوقت معين لتستريحوا وتهدأوا. استريحوا حتى تهدأوا. حاولوا الانتقال إلى غرفة أخرى للاسترخاء، أو الاتصال بقريب أو صديق ليساعدكم على أن تهدأوا.

لا تهزوا الطفل أبدا.قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وضرر دائم في الدماغ أحيانا.

يُسمح لكم بطلب المساعدة. إذا كان تعاملكم مع ابنكم يثير توتركم، توجهوا إلى طبيب الأطفال أو إلى ممرضة مركز رعاية الطفل.

‏نموّ الرضع: متى يجب البدء بالقلق

حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل  أو مع طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر سنتين  لديه حالة واحدة أو أكثر من الحالات التالية.

الرؤية، السمع، والتواصل
ابنكم:

  •  يصعب عليه الرؤية أو السمع
  •  لا يربط كلمتين معا – مثلا “كلب صغير”


السلوك واللعب
ابنكم:

  •  لا يتبع التعليمات البسيطة – مثلا: “أعطِني الطابة من فضلك”
  •  لا يُقلد أعمالا أو كلمات – مثلا: عند غناء أغنية “إيدينا لفوق، على راسنا”
  •  لا يمثّل أدوار آخرين أثناء اللعب، كأن يكون طبيبًا، يحضّر العجة، أو يُطعم اللعبة.
  •  لا يعبّر عن مشاعر
  •  لا يطلب المحبة أو الشفقة.


الحركة والمهارات الحركية
ابنكم:

  •  لا يصعد على الدرج ولا ينزل منه، حتى وإن حظي بالاستعانة بكم أو بالدرابزين
  •  لا يستطيع الركض
  •  يصعب عليه التعامل مع أغراض صغيرة – مثلا، قلم رصاص أو قلم تلوين
  •  لا يُخربش أو يحاول أن يرسم.

حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل  أو مع طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر ثلاث سنوات لديه حالة واحدة أو أكثر من الحالات التالية.

الرؤية، السمع، والتواصل
ابنكم:

  •  لا ينظر إلى أعينكم
  •  يصعب عليه الرؤية أو السمع
  •  لا يستخدم جملا مؤلفة من ثلاث كلمات
  •  يتحدث بحيث يصعب عليكم، على أفراد عائلتكم، وعلى أصدقائكم فهم أقواله.


السلوك واللعب
ابنكم:

  •  لا يتبع التعليمات البسيطة – مثلا: “أعطِني الطابة من فضلك”
  •  لا يهتم بالأولاد الآخرين
  •  يصعب عليه أن يفارق الشخص الذي يعتني به كثيرا
  •  لا يمثّل أدوارًا أخرى عندما يلعب لعبة الأدوار – مثلا، عندما يلعب وكأنه يخرج للمشتريات أو للسفر في الحافلة.


الحركة والمهارات الحركية
ابنكم:

  • لا يستطيع الركض
  • لا يُخربش أو يرسم
  •  يصعب عليه التعامل مع أغراض صغيرة – مثلا، قلم رصاص أو قلم تلوين.

كذلك، يجب التوجه إلى مهني إذا لاحظتم أن ابنكم يفقد مهارات كان قد اكتسبها.

حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال إذا لاحظتم علامات اكتئاب بعد الولادة لدى النساء أو اكتئاب بعد الولادة لدى الرجال. ‏تشمل العلامات الشعور بالحزن والبكاء دون سبب واضح، العصبية، الصعوبة في المواجهة، والشعور بالقلق الشديد. إذا لاحظتم علامات كهذه، فاطلبوا مساعدة اختصاصي.

ينمو ويكبر الأطفال بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network