يشعر معظم الوالدين بعدم الراحة عند التحدث مع أولادهم المراهقين عن مواضيع مثل الجنس أو المخدرات، ولكن إجراء هذه المحادثات المعقدة يُتيح لكم بأن تساعدوا ابنكم على اتخاذ قرارات مسؤولة ونقل قِيَم العائلة له.
هل تعلمون؟
- الميول الجنسية، النشاط الجنسي، والاستقواء هي أكثر ثلاثة مواضيع يصعب على الوالدين التحدث عنها مع أولادهم المراهقين.
- تميل البنات إلى التحدث مع والديهم أكثر من البنين، ويميل الشبان في بداية سن المراهقة إلى التحدث مع والديهم أكثر من إخوتهم الأكبر.
المحادثات الصعبة: المبادئ الأساسية
تشمل المحادثات الصعبة أي موضوع قد يسبب إحراجا لكم أو لابنكم، قد يكون مثيرا للجدل، أو يثير نقاشا يحتدم سريعا أو يفجّر الوضع. الجنس، الميول الجنسية، الاستمناء، المخدرات، الكحول، الصعوبات في الدراسة، العمال، والمال – كل هذه مواضيع من الصعب التحدث عنها. من الطبيعي أن تشعروا بعدم الراحة عند التحدث عنها. يساعدكم التحضير المسبق على أن تشعروا بثقة ذاتية أكثر وتواجهوا بارتياح أكثر المحادثات الصعبة.
من المهم أن تتذكروا أن أولادكم تشغلهم هذه المواضيع في مرحلة مبكرة، وفي كثيرٍ من الأحيان قبل أن نفكر أنهم منشغلون بها. يهتم الأولاد بشكلٍ عامّ ويسألون وفق مستوى فهمهم وعمرهم، لذا دعوهم يسألون ويهتمون. يُستحسَن البدء بالتحدث عن هذه المواضيع في سن صغيرة، حتى في سن الروضة أو المدرسة الابتدائية، وفق عمر ابنكم. يجعل إجراء محادثات متواصلة حول مواضيع معقدة موضوع المحادثة أقل إحراجا في سن المراهقة.
مواجهة المحادثات المعقّدة
ليس هناك سيناريو ثابت للمحادثات والمواضيع الصعبة. رغم ذلك، يُستحسَن أن تفكروا ببضعة مواضيع يصعب عليكم التحدث عنها قبل أن يسألكم ابنكم أسئلة عنها. إذا فكرتم مسبقا ببعض النقاط الأساسية المتعلقة بالجنس، الكحول، الاحتفالات، وغيرها – حتى إذا تدربتم على جزء منها – سوف تكونون جاهزين عندما يسألكم ابنكم سؤلا معقدا عن الجنس وأنتم تقودون السيارة.
إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم على مواجهة محادثات كهذه.
رد الفعل الأولي
- حاولوا أن تبقوا هادئين.حتى إذا شعرتم بصدمة، كونوا صريحين وأكدوا لابنكم أنكم سوف تتحدثون عن الموضوع. هكذا يشعر أنه يستطيع التحدث معكم عن أي موضوع.
- أهم شيء عندما تبدأون بالتحدث هو أن يعرف ابنكم أنكم فَرِحون لأنه طلب التحدث معكم. مثلا: “أنا فرح جدا لأنك تثق بي وتطلب مساعدتي”.
- أصغوا لابنكم. امنحوه فرصة للتحدث عما يريد، دون أن تحاولوا إصلاح الوضع. في كثيرٍ من الأحيان، لا يتوقع الشبان أي تصليح، فهم يريدون فقط أن تصغوا إليهم.
- لا تكونوا انتقاديين، تحكموا على الأمور، أو تكونوا حساسين. إذا كنتم تريدون التخلص من التوتر، تحدثوا مع بالغ آخر عندما لا يكون ابنكم حاضرا.
- اشكروا ابنكم لأنه أتى للتحدث معكم.
الخطوات التالية
- إذا كنتم تحتاجون إلى القليل من الوقت لتهدأوا أو تفكروا قبل أن تتحدثوا، حددوا وقتا ملائما في الوقت نفسه من اليوم ذاته للمحادثة. لا تنتظروا حتى الغد. كلما انتظرتم أكثر، يصعب التحدث أكثر. قد يواصل ابنكم في هذه الأثناء التفكير في الموضوع أو العمل دون مساعدتكم.
- إذا كان يرغب في أن تساعدوه في مواضيع معينة ولكنكم لا تعرفون أية نصيحة تقدمونها له، أخبروه بذلك. اقترحوا عليه أن تفكروا معا لكي يفهم ما الذي يريد معرفته – مثلا، عن منع الحمل، الجنسانية، الكحول، وغيرها.
- إذا كان ابنكم يطلب المساعدة في حالة معقدة، اقرأوا المقال حل المشاكل الذي يقترح خطوات للتوصل إلى حل.
- وإذا كان ابنكم يود معرفة رأيكم، أخبروه ما هي وجهة نظركم، بدلا من أن تقولوا له ما الذي عليه القيام به. مثلا: “أُفضِّل ألا تمارس علاقات جنسية حتى سنّ أكبر. ولكن إذا كنت تخطط لفِعل ذلك الآن، يجدر بنا التفكير كيف يمكن أن تفعل ذلك بشكل آمن”.
تبين من بحث أجري حول الجنس أن الشبان يكونون أقل قَلَقا ويخشون أقل من التحدث مع والديهم عن الجنس عندما يكون والديهم منفتحين أكثر لأفكارهم وآرائهم. ابقَوا هادئين، وحافظوا على جو عادي للحفاظ على تواصل مفتوح.
حسنات المحادثات الصعبة
تشير القدرة على إدارة محادثات صعبة مع ابنكم على علاقات سليمة، وتساعدكم على الحفاظ على قربكم من ابنكم وعلى ثقته. إذا كنتم والدين وديين، منفتحين، وغير انتقاديين، ومستعدين للتفاوض وتغيير القيود، سوف يشعر ابنكم بتواصل أكثر معكم. يُرجَّح أكثر أن يرغب ابنكم في التحدث معكم عن مواضيع كهذه في المستقبل.
عندما تعرفون ما الذي يمر به ابنكم، يكون من الأسهل عليكم مساعدته على مواجهة الحالات الخطيرة. يسمح الحديث عن مواضيع معقدة لابنكم أن يفحص الإمكانيات التي أمامه، ويفهم إذا كانت هذه الإمكانيات ملائمة له.
حاولوا ألا تتجنبوا إجراء محادثات معقدة مع ابنكم. إذا تجنبتم إجراءها، قد يتخذ ابنكم قرارات تكون نتائجها سلبية. مثلا، قد يتسبب بالغ نشط جنسيا ليست لديه معلومات عن وسائل منع الحمل بحمل غير مرغوب فيه أو بأمراض جنسية. يُرجَّح أن يشعر ابنكم بإحراج كبير عندما تتحدثون عن الجنس، ولكن إذا كان يود التحدث معكم، تتفوق الحاجة إلى المحادثة على الإحراج الذي يشعر به.
ما يجب فعله حين لا يكون ابنكم مستعدًّا للتحدث
يرفض جزء من المراهقين التحدث مع والديهم عن مواضيع صعبة بسبب العمر، الجندر، أو تجربة الماضي. مثلا، الشبان الذين تحدثوا مع والديهم في الماضي وتعرضوا لرد فعل غاضب أو ممتعِض قد يخشون من التحدث عن مواضيع مثيرة للجدل.
إذا لم يرغب ابنكم في التحدث معكم، يمكن أن تجربوا الأمور التالية:
- خَصِّصوا وقتا للمحادثة المشتركة يوميا. اسألوا ابنكم أسئلة مفتوحة، ودعوه يعرف أنه إذا تحدث أنتم مستعدون للإصغاء له. هكذا يمكن أن تظلوا على تواصل مع ابنكم وتساعدوه على أن يشعر بارتياح أكبر للتوجه إليكم في المستقبل.
- اعرفوا مجالات اهتمام ابنكم للعثور على مواضيع محادثة مشتركة، ولكي يعرف أنكم تهتمون بخيره.
- إذا لم يرغب ابنكم في التحدث معكم، يمكن أن تطلبوا من بالغ آخر التحدث معه، ربما أحد الأقرباء، معلم، مستشار، أو جار.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.