هناك القليل من مجالات الأبوة والأمومة الهامة والمثيرة للجدل مثل مُعالجة مشاكل النوم لدى الأطفال والرُضّع. قد تكون مشاكل النوم مُزمنة ومرهقة جدا للوالدين، الذين يواجهون بالتأكيد آراء كثيرة عندما يطلبون الحصول على مساعدة أو استشارة الخبراء. ولكن ماذا يُستدل من الأبحاث حول المُعالجة الناجعة لمشاكل النوم؟
لقد استطلع مؤخرا المركز لصحة الأطفال في المجتمع المحلي، التابع للمستشفى الرسمي للأطفال في ملبورن، أستراليا، الأبحاث الآنية حول مشاكل النوم في أوساط الأولاد والشبّان.
أي الأبحاث تم استطلاعها؟
لقد غطى البحث مجموعة من طرق علاج مشاكل النوم والاستيقاظ لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن نصف سنة، ومن بينها:
- علاج سلوكي يعلم الأولاد النوم ثانية وحدهم بدلا من الاستعانة بالبالغين
- علاج دوائي لمشاكل النوم. يُعتبر العلاج الدوائي ناجعا فقط في الحالات التي تكون فيها مشاكل النوم لدى الرضع صعبة، عنيدة بشكل خاص، وتلحق ضررا ملحوظا بجودة أو كمية النوم. يجب التذكّر أن العلاج الدوائي لا يشكّل بديلا للعلاج السلوكي، بل يكون علاجا إضافيا، ويتطلب متابعة طبية منتظمة. إنه يعطي معلومات واستشارة فيما يتعلق بالنوم، مع زيارات دعم ومن دونها.
لمحة: نتائج البحث
وُجد أن العلاج السلوكي هو الأنجع في علاج مشاكل النوم. وجد البحث أن العلاجات السلوكية ذات احتمالات النجاح الأفضل هي:
- الروتين الإيجابي
- التهدئة المراقبة (المعروفة باسم ‘طريقة الخمس دقائق’)
- التجاهل المنهجي
- الاستيقاظ المُخطط له
- الابتعاد التدريجي
ما هي العلاجات السلوكية؟
هناك علاجات سلوكية كثيرة، وأهدافها مشابهة – تعليم الأطفال النوم بنفسهم، دون الحاجة إلى مساعدة الوالدين.
المبادئ الأساسية
المبدأ الأساسي الذي يقف وراء العلاجات السلوكية هو أن تصبح الطريقة التي يهدأ فيها الأطفال قبل النوم الطريقة المُفضلة لديهم للنوم ثانية بشكل طبيعي بعد أن يستيقظوا.
مثلا، يرغب الطفل الذي ينام بين ذراعي أحد الوالدين أو الشخص الذي يعتني به، على ما يبدو، في العودة إلى المكان ذاته ليهدأ بعد أن يستيقظ ليلا. تهدف العلاجات السلوكية إلى مساعدة الطفل على “نسيان” سلوك إشكالي أثناء النوم، وتبديله بسلوك بناء (أي النوم دون الحصول على مساعدة بالغ).
نطاق الأعمار
تُقدّم العلاجات السلوكية غالبا للأولاد الذين تزيد أعمارهم عن نصف سنة. ما زال الأطفال الأصغر سنا يحتاجون إلى الإطعام في الليل، ويرسخون دورات النوم – الاستيقاظ، وربما ما زالوا لا يستجيبون لتقنيات العلاج السلوكي.
التدخل المهنيّ
يعمل المهنيون أحيانا مع أفراد العائلة، ويطوّرون معا برنامجا علاجيا شخصيا للنوم إضافة إلى العلاجات السلوكية الملائمة. يدعم المهنيون الوالدين لاتباع العلاج، ويسدون لهم النصيحة حول المواضيع ذات الصلة بمشاكل النوم، مثل ترسيخ روتين النوم، الغفوة أثناء النهار، وتغيير أنماط سلوكية قد تؤدي إلى مشاكل في النوم.
تدخل الوالدين وقيمهم
لا يتماشى جزء من العلاجات السلوكية مع طبيعة ارتباط الوالدين أو الشخص الذي يعتني بالطفل وتربطه به علاقة قوية. إحدى الطرق هي التهدئة المراقبة – تتطلب هذه الطريقة من البالغ أن يترك الطفل عندما يبكي، رغم أنه يرغب بشكل طبيعي في رفع الطفل عندما يبكي ومواساته. غالبا، ليكون العلاج ناجعا، يتعين على الوالدين ومقدمي الرعاية أن يشعروا بالارتياح في التعامل معه.
لتطوير برنامج نوم، من المهم الحفاظ على روتين نوم إيجابي ومتوقع مسبقا، والتأكد من أن الطفل ينام نوما كافيا أثناء النوم.
إجمال الأدلة فيما يتعلق بطرق العلاج ذات الصلة بمشاكل النوم لدى الأطفال
رغم أن حالات الاستيقاظ في الليل ومشاكل النوم قد تظهر معا، يتم بحثها غالبا على حدة. لذلك سنتطرق إليها على حدة لاحقا.
الاستيقاظ في الليل
ركّزت الأبحاث على:
- الأطفال في عمر نصف سنة حتى أربع سنوات
- الأولاد الذين لا يعانون من مشاكل تعليمية، مشاكل جسمانية، أو مشاكل نفسية
- المشاكل ذات الصلة بالوالدين
- المشاكل المُعرّفة كـ “مشاكل تحدث في كثير من الأحيان، الاستيقاظ لفترات طويلة، أو المشاكل التي تدمج الحالتين معا”.
فيما يلي النتائج الأساسية التي ظهرت من البحث حول الاستيقاظ ليلا:
- تم الإثبات أن التدخل السلوكي ناجع في تقليل وتيرة الاستيقاظ ليلا ومدته، وكان تأثيره ملحوظا في المتابعة التي جرت على الأمد القصير. يحظى هذا التدخل بدعم قوي من التجارب العشوائية المراقبة الكثيرة.
- حظيت طرق التجاهل المنهجي، روتين النوم المُخطط له، والتهدئة المراقبة (مع دعم الوالدين) بدعم تجريبي قوي. كان تأثير كل واحدة من الطرق على الاستيقاظ ليلا في مجموعة التجربة الكبيرة ملحوظا أكثر من مجموعة المراقبة. ثمة حاجة إلى فحص إضافي للتحديد بشكل نهائي إذا كانت طريقة معينة من التدخل السلوكي ناجعة أكثر من الطرق الأخرى.
- رغم أن البحث الأولي حول الطرق التي استخدمت علاجا دوائيا وطرقا سلوكية أيضا كان مُشجعا، هناك حاجة إلى فحص إضافي للتأكد من نجاعتها ومقارنتها بالتدخل السلوكي فقط.
مشاكل في النوم
ركّزت الأبحاث على:
- الأطفال في عمر نصف سنة حتى أربع سنوات
- الأولاد الذين لا يعانون من مشاكل تعليمية، مشاكل جسمانية، أو مشاكل نفسية
- المشاكل ذات الصلة بالوالدين
- مشاكل مُعرّفة على أنها “صعوبة كبيرة ومتواصلة أو رفض النوم ليلا، أو نوبات غضب أثناء وضع الطفل في السرير للنوم”.
فيما يلي النتائج الأساسية التي ظهرت من البحث حول مشاكل في النوم:
- وُجد أن العلاجات السلوكية ناجعة في تقليل مشاكل النوم، إلا أنه لم يتم إثبات تأثيرها على الأمد الطويل. لقد أجريَت تجارب عشوائية مراقبة فيما يتعلق بمشاكل النوم أقل من مشاكل الاستيقاظ ليلا.
- هناك أدلة بحثية قوية لاستخدام برنامج روتين إيجابي ومواساة مراقبة (من خلال دعم مهني للوالدين أو مُقدّمي الرعاية). كذلك، يدعي البحث أن طريقة الروتين الإيجابي تحظى بنتائج أسرع من طريقة البكاء المراقب، أسهل للفهم من جهة الوالدين ومُقدّمي الرعاية، وهي الطريقة المُفضّلة لديهم.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network