ليس هناك رضيع مدلّل

لا يمكن أن تدللوا طفلا صغيرا أكثر من اللازم. فابنكم يبكي لأنه يحتاج إلى مساعدتكم. إذا استجبتم بهدوء وباستمرار، يتعلم ابنكم أن العالم هو مكان آمن ومتوقع.

هل يمكن أن يصبح الطفل مدللا؟

الإجابة عن هذا السؤال واضحة: لا!
يحتاج الأطفال إلى الانتباه كثيرا، وأنتم قد تكونون قلقين – أو أن أشخاصا آخرين قد يقولون لكم – أنه إذا “استجبتم” سريعا لطلبات ابنكم ومنحتموه اهتماما، فستفسدونه من كثرة الدلال.

هذا لن يحدث. لا يتمتع الأطفال حديثو الولادة بالقدرة على التفكير وفهم السبب والنتيجة. لا يستطيعون التفكير مثلا “سأبكي حتى أحصل على ما أرغب فيه!”. يبكي ابنكم أو يتذمر لأن هذه هي الطريقة التي يستطيع أن يعبّر فيها لكم أن شيئا ما ليس كما يرام. ربما يشعر ببرد، جوع، أو انزعاج من الحفاظات عندما تكون متسخة، أو يشعر بألم. إن تجاهلّ الطفل الذي يبكي لا يعلمه فهم الأمور وحده، لأنه لا يستطيع فهمها حاليا.

لماذا من المهم الاستجابة للطفل

ابنكم متعلق بكم تماما لتوفير احتياجاته الضرورية للنمو والتطور. إذا استجبتم بهدوء وباستمرار لطلباته عندما يحتاج إلى اهتمامكم، فهمتم ما يحتاج إليه أو كنتم إلى جانبه، يتعلم ابنكم سريعا أن يعتمد عليكم لتلبية احتياجاته. مع مرور الوقت، يشعر بحماية وينمي ثقته بنفسه.

العلاقة الجيدة جيدة لكم ولابنكم. يطور الأطفال الذين يشعرون بعلاقات مبنية على الاهتمام والاستمرارية في مرحلة متقدمة في حياتهم تواصلا آمنا وسريعا مع الأشخاص الذين يعتنون بهم. يواجه هؤلاء الأطفال التوتر بشكل أفضل عندما يكونون في سن الروضة. فهم يميلون إلى تدبّر أمورهم مع الأولاد الآخرين بشكل أفضل، وغالبا يصبحون بالغين يتمتعون بصحة أكثر من ناحية جسمانية ونفسية على حد سواء.

إن الاستجابة السريعة للطفل جيدة لكم أيضا، لأنكم ستشعرون أنكم تؤدون دوركم جيدا بصفتكم والدين. إن سماع بكاء الطفل دون الاستجابة قد يشكل مصدر توتر كبيرا. فبدلا من أن تسألوا “هل يمكن أن يصبح ابني مدللا”، اسألوا “كيف يمكن أن أساعد ابني على أن يطور تواصلا آمنا؟”. هكذا تعرفون كيف تستجيبون عندما يحتاج ابنكم إلى اهتمامكم.

الحفاظ على توازن روتين مرن

في الأشهر الأولى من حياة ابنكم، يُستحسن أن تطمحوا إلى أن يكون لديه روتين حياة، ولكن أن يكون مرنا وفق احتياجاته.

يميل الأطفال الصغار جدا إلى البكاء كثيرا، ويحتاجون إلى تناوُل الكثير من الوجبات. فهم ينامون كثيرا أحيانا وقليلا في أحيان أخرى. أحيانا، لا يحتاجون إلى النوم عندما ترغبون في ذلك.
أهم ما عليكم القيام به في هذه الأشهر هو أن تساعدوا ابنكم على تطوير تواصل آمن من خلال الاستجابة الهادئة والمستمرة لاحتياجاته. ويمكن تعويده على الروتين في وقت لاحق.

في عمر نصف سنة حتى سنة، يبدأ ابنكم بفهم السبب والنتيجة، ويبدأ بالسيطرة على سلوكه قليلا. فهذا وقت جيد لتحديد قواعد وحدود مرنة، للبدء بتعليم ابنكم ما هو السلوك الإيجابي في المستقبل.

النوم والأكل – ما علاقتهما بالدلال؟

عندما يكون ابنكم صغيرا عليكم الاستجابة لاحتياجاته للنوم والأكل وعليكم التفكير أقل في الدلال.

النوم – ما يمكن توقعه

إذا كنتم قلقين من أن يصبح ابنكم مدللا إذا منحتموه اهتماما كبيرا – لا سيما عندما لا يكون هادئا – يُستحسن أن تعرفوا ما الذي يجب أن تتوقعوه من نوم الأطفال الصغار.
ينام الأطفال حديثو الولادة ما معدله 16 ساعة على مدار اليوم، ولكن ربما ينام ابنكم فترات قصيرة. في الحقيقة، لا يفهم الأطفال حديثو الولادة الفرق بين ساعات النهار والليل في الأسابيع الأولى من حياتهم.
لذلك، تكون المرونة أساس روتين نوم الأطفال حديثي الولادة. في الأسابيع الأولى، عندما تتعرفون أنتم وابنكم إلى بعضكم البعض، يمكن أن توضحوا له تدريجيا طريقة النوم، ليبدأ بتعلم النوم لفترات أطول.

ما يمكن توقعه

إذا كان يبدو لكم أن ابنكم يبكي كل الوقت لأنه جائع، فمن المرجح أنكم صادقون! في الأيام الأولى، يتناول الأطفال الأكل كل ساعتَين حتى أربع ساعات. الاستجابة الصحيحة لاحتياجات ابنكم هي تلبيتها وإطعامه. يجدر بكم أن تعرفوا أن الأطفال يطورون أنماطا ثابتة وروتينية في الأسابيع الأولى من حياتهم، ويتعلمون تركيز الوجبات في ساعات النهار ويقللون تناولها أثناء الليل.
يشكل وقت الإطعام الهادئ والممتع فرصة جيدة لكم ولابنكم للتواصل معا وبناء علاقة ودية وآمنة بينكما، وهي مهمة لنموّه.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.