يشعر آباء كثيرون أن العمل يستنفد كل وقتهم بحيث لا يظل لديهم وقت كاف لقضائه مع العائلة. ليس هذا سببا مقنعا. الخطوة الأولى للعثور على التوازن الناجح بين العمل والعائلة هي معرفة أكثر ما يهمك أنت وعائلتك.
إيجاد التوازن الصحيح بين العائلة والعمل
ليس هناك توازن “مثالي” بين العمل والعائلة. هناك اختلاف بين العائلات، لذا يتفاوت التوازن بين العمل والمنزل بين عائلة وأخرى. في البداية، يُستحسن أن تعرف ما هو الأفضل لعائلتك. تحدث إلى رفيق زواجك وحاولا معرفة ما هو الصحيح لعائلتكما. يكون احتمال العثور على توازن ناجح أفضل عندما تعملان معا.
معرفة ما هي الأدوار العائلية الجديدة
إذا كنتم غير راضين عن التوازن بين العائلة والعمل حاليا، عليكم التفكير معا كيف يمكن بدء شغل الدور الجديد أو الآخر. انظروا إلى الوظائف داخل العائلة وخارجها. مثلا، إذا كنتم تريدون كثيرا المشاركة في تربية الأولاد، من المرجح ألا ترغبوا في العمل 50 ساعة أسبوعيا. بشكل مماثل، من غير المفضل أن تكون الأم في المنزل وقتا طويلا إذا كان يهمها عملها وهي تشعر بالحزن دون ممارسته.
إليكم بعض النقاط الأولية لبدء محادثة عن الأدوار العائلية:
- ماذا عليكم أن تفعلوا؟ حضّروا قائمة المتطلبات والاحتياجات العائلية، سواء كان الحديث عن الاعتناء بالأطفال، القيام بالمشتريات وتنظيف المنزل، الطبخ، شطف الأواني، أو كسب الرزق. هكذا يمكن أن تبدأوا بالتخطيط مَن سيقوم بعمل معين.
- كم يريد كل منكما العمل أو كم عليه أن يعمل؟ انظروا إلى هذا السؤال من ناحية موضوعية (من يربح أكثر؟) وكذلك من ناحية شخصية (هل يريد أي منكما البقاء أكثر مع ابنكما في المنزل؟).
- كيف تقضي أوقاتك الآن؟ عندما يكون لديك برنامج أسبوعي واضح، يمكن أن تفكر في تغيير العادات والروتين.
- كم من المال تحتاجون؟ حضّروا ميزانية عائلية تساعدكم على اتخاذ قرار إذا كان أحدكما أو كلاكما قادرَين على تقليص حجم الوظيفة لقضاء وقت أكثر مع العائلة، إذا كان هذا هو هدفكم.
- من عمله أكثر مرونة؟ ربما تكتشفون أن أحد المشغّلين ودي أكثر تجاه العائلات من الآخر.
- ما الذي يشعركم بالسعادة؟ ليس من المهم مَن يتحمل مسؤولية الأدوار في العائلة أو خارجها، ما دام كلا الجانبين يشعر بفرح واكتفاء.
قضاء الوقت مع الأولاد
إذا قررتم قضاء وقت أكثر مع الأولاد كجزء من تحسين التوازن بين العائلة والمنزل، هناك طرق كثيرة للقيام بهذه الخطوة. بصفتك والدا حديثا، يوصى بأن تأخذ عطلة من العمل عندما يولد طفلك. هكذا تكون لديك فرصة للمشاركة والاعتناء بطفلك – أن تقوم في الليل، تطعمه، تلبسه، تبدل له حفاظاته، تلعب معه، وتقرأ له قصصا. تحسّن كل هذه الأمور مهاراتك كوالد وثقتك بالنفس.
يُستحسن أن تفحص إمكانية أخذ إجازة ولادة للآباء لقضاء الوقت أكثر مع طفلك المولود حديثا. تشمل إجازة الولادة ستة أيام بعد ولادة الطفل، وتتمة لـ 15 أسبوعا بدءا من انتهاء الأسابيع الستة الأولى التي يتعين على الأم أن تكون فيها في إجازة. يمكن الحصول على معلومات في موقع “كل الحق”.
إذا كان لديك أطفال آخرون، فحاول تكريس وقت لقضائه معهم يوميا، والقيام بما يحبه أولادك. هذه طريقة رائعة للإصغاء إلى أولادك، التعرّف إليهم أكثر، وإبداء اهتمامك.
حاول أن تشارك بشكل فعّال في روتين أولادك والمناسَبات الخاصة بهم. مثلا: عندما يكون ممكنا، خذهم إلى حديقة الألعاب، الروضة، أو المدرسة، وكن والدا متطوعا أو مساعدا في الوجبات المنزلية، دورات الرياضة، أو دروس الموسيقى. خطط مع زوجتك حفلات عيد الميلاد والمناسبات العائلية الخاصة. عندما يكبر الأولاد تتغير احتياجاتهم، ومن المتوقع أن تحتاج إلى ملاءمة برنامجك.
تحدث مع مشغّلك حول التوازن بين العائلة والعمل
قد تكتشف أن العائلة تؤدي إلى تغييرات في مكانة العمل كجزء من سلم الأفضليات. يصعب على آباء كثيرين فحص إمكانيات تشغيلهم كما ينبغي والتحدث مع المشغّل، ولكن هذه هي البداية.
حاول التحدث مع مديرك، والتوضيح له كم يهمك أن تكون والدا مشاركا، واستيضاح سياسة مدى المشاركة في العائلة. يمكن أن تفحص أيضا كم ساعة تعمل. هل هناك مكان للتغيير؟ إحدى الإمكانيات هي العمل بوظيفة جزئية. للحصول على أفكار أخرى، اقرأ المقال تغيير مكان العمل في سلم الأفضليات.
الانتقال من العمل إلى المنزل
لذلك، في طريقك من العمل إلى البيت، حاول التفكير بأمور تسمح لك بقضاء الوقت مع الأولاد. يمكن الإصغاء إلى الموسيقى في السيارة أو عند الذهاب من محطة الحافلات أو القطار. يساعدك هذا الوقت على الانتقال من العمل إلى الحياة العائلية.
كما يجدر بك التخطيط لوقت فراغ شخصي، يشحن طاقتك ويسمح لك بالتمتع مع الأولاد عندما تصل إلى المنزل. ربما هناك أفكار جيدة لدى أصدقائك، فيما يتعلق بالانتقال من حياة العمل إلى الحياة العائلية. لمزيد من المعلومات، يرجى قراءة المقال الانتقال اليومي بين العمل والبيت.
حسنات التوازن الناجح
هناك أفضليات كثيرة للتوازن بين العمل والعائلة عندما يكون التوازن ناجحا. يشعر الأولاد الذين يشارك والدوهم في حياتهم بأمان وحماية، سعادة، وثقة نفسية أكبر. وُجِد أن دفء الآباء ومحبتهم أديا إلى تقييم ذاتي عال لدى الأولاد واحتمال منخفض أكثر لظهور مشاكل شعورية واجتماعية.
علاوة على ذلك، يساعد التوازن الناجح بين العمل والعائلة على تطوير علاقات أفضل مع الأولاد والزوجة. في الواقع، الآباء الذين يتمتعون بعلاقة جيدة مع زوجاتهم يقضون وقتا أكثر في اللعب مع الأولاد، ويشاركونهم في النشاطات اليومية.
تزيد الحياة العائلية احتمالات الاكتفاء في العمل. يمنح الالتزام القوي تجاه العمل والعائلة اكتفاء وشعورا بتحقيق الأحلام في أهمّ مجالَين في الحياة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.