الطقوس العائلية في زمن الكورونا: رمضان وعيد الفِطر

تتناول عائلات كثيرة هذه السنة وجبات الإفطار في أمسيات رمضان وتحتفل بعيد الفطر ضمن العائلة المصغّرة، لا العائلة الموسعة، كما كانت معتادة حتى الآن، ودون الصلاة بشكل جماعي في المساجد. ورغم التباعد والعزلة الاجتماعيَّين والعائليَّين المفروضَين علينا في هذه الأيام، قد تكون هذه فرصة خصوصية للترتيب للطقس العائلي معًا، وبالتالي تعزيز القيَم العائلية وتكوين شعور بالهوية والانتماء.

ما هي الطقوس العائلية، ولمَ هي مهمّة؟

الطقوس العائلية هي نشاطات خصوصية تقوم بها عائلتكم، أحيانًا حتى دون انتباه. هناك طقوس بسيطة، مثل أغنية بسيطة أو مصافحة خاصة حين نودّع واحدنا الآخر صباحًا؛ أما بعضها فمركّب أكثر، مثل الاستجمام معًا بشكل منتظم أو وضع قواعِدكم الخاصة للألعاب الرياضية المشترَكة. انتقل بعض الطقوس إلينا من الجد والجدة أو من أفراد آخرين من العائلة، ونحن نستمرّ بها في بيتنا أيضًا. يرتبط بعضها بالتقاليد أو بأعياد دينية، مثل صيام رمضان. فيما يتبلور بعض الطقوس الأخرى مع السنين، والعائلة تُنشئها بنفسها، مثل احتفالات أيام الميلاد، الرحلات الخاصة، أو المهرجانات الثقافية.

يمكن أن تكون الطقوس العائلية أمرًا لا يفهمه أيّ شخص خارج العائلة، أو مرتبطة بأمر مشترَك لديكم. وهي تساعد أفراد الأسرة على معرفة “مَن هم” وما المهمّ بالنسبة لهم. هكذا تساعد أولادكم على أن يشعروا بالانتماء والهوية، وتساهم في تعزيز شعورهم بالأمان.  قد تعزّي هذه التقاليد الأولاد في أوضاع غير معروفة وتحافظ على الشعور بالاستمرارية، ما يساعدهم على المواجهة. عبر الطقوس، يمكنكم تعليم ابنكم مهارات جديدة، تعزيز القيَم الهامّة لكم، والمساعدة على نقلها إلى الأجيال القادمة.

كيف تخطِّطون للطقوس العائلية وتكيّفونها؟

الطقوس العائلية ناجعة بشكل خاصّ حين يحبّها ابنكم ويتمتع بها. وإحدى أفضل الطرق للاهتمام بذلك هي إشراك كلّ العائلة في الإجراءات. كما يمكنكم أن تبادروا إلى لقاء عائلي تخطّطون فيه معًا كيف ستكون وجبات الإفطار هذه السنة في بيتكم. يمكنكم التأمل معًا في صور من السنوات الماضية وفي الطريقة التي كنتم تحتفلون بها كعائلة. اجمعوا أفكارا تحبّونها من تقاليد العائلة، وفكّروا أي منها يمكن أن يلائمكم أنتم أيضًا. أضيفوا أفكارا من مصادر جديدة – أمورًا وجدتموها في الإنترنت أو أمورًا سمعها الأولاد من المعلمين أو من أصدقائهم. هذه فرصتكم لإنشاء تقاليد جديدة – داخل عائلتكم المصغّرة. ناقِشوا معًا أفكارًا طُرحت، وخطِّطوا للطقس العائلي الخاص بكم بحيث تتمتع به العائلة بأسرها. لائِموا الطقس للوضع في البيت ولأعمار الأولاد. كما يمكنكم أن تختاروا معًا المأكولات المميزة لكلّ أمسية، النشاطات المشترَكة التي تريدون القيام بها معًا، وكذلك مشارَكة العائلة في الصلاة. حتى عن بُعد، يمكنكم أن تشعروا أنكم قريبون. فبإمكانكم عبر وسائل تكنولوجية – مثل محادثات الفيديو عبر الإنترنت – أن تعيّنوا موعدًا مع أفراد العائلة لتناول الطعام “معًا”، كلّ شخص في منزله، ومشارَكة اختبارات عائلية، أغانٍ مشتركة، صلوات، وغيرها. كما يمكنكم أن تفاجئوا باقي أفراد الأسرة بمقاطع فيديو خاصّة بكم أو أن تُرسِلوا هدايا واحدكم إلى الآخر عبر إرساليات. يساعدكم التخطيط لطقس عائلي ممتع معًا أن تحوّلوا اختبار شهر رمضان هذا العام إلى أمر هامّ وجامع بالنسبة لكم – أمر تتذكرونه لسنوات طويلة.

رمضان كريم!