التواصل مع رضيعكم

يتعلم الرُضّع بشكل رائع. إنهم يرغبون في التواصل معكم، ولكنهم يشعرون بالإحباط عندما لا ينجحون في العثور على الكلمات الملائمة. وفي هذا العمر تماما، يرغبون في تحقيق استقلاليتهم، ولكنهم لا يحبون الابتعاد عنكم. من أجل أن تتواصلوا أفضل مع رضيعكم، من المهم أن تفهموا كيف يُفكّر ويتصرف.

الرُضّع: ما الذي يجب معرفته

تُمثّل كلمة “رضيع” الأولاد في سن سنة حتى ثلاث سنوات ونصف تقريبا. في هذا العمر تكون وتيرة النموّ والتفكير اللذين يحدثان في دماغ الرُضّع رائعة. حتى جيل ثلاث سنوات، يصل حجم دماغ الولد إلى %80 من دماغ البالغ، وهناك طريق تطوّر طويلة عليه اجتيازها.

الرُضّع:

  •  يرغبون في أن يكونوا مستقلين، ولكن يخافون من فُراقكم.
  •  يشعرون بشعور قوي، ولكن لا ينجحون دائما في السيطرة عليه أو العثور على الكلمات للتعبير عنه.
  •  يكتشفون أنهم قادرون على تغيير الطريقة التي يعمل بموجبها العالم من حولهم.

إذا كنتم قادرين على مساعدة رضيعكم بكل هذه الأمور الجديدة، تُطورون علاقة رائعة معه.

مساعدة الرُضّع على مواجهة الانفصال

يشكل الخوف من الانفصال جزءا طبيعيا من نموّ الأولاد الصغار. ولكن هناك حالات عليكم الانفصال فيها – مثلا، عندما يذهب ابنكم إلى إطار تربوي أو عندما يعتني أشخاص آخرون به. إليكم بعض الأفكار لمساعدة رضيعكم على مواجهة الانفصال عنكم.

جهزوه للانفصال

تحدّثوا إلى رضيعكم عن الحالات التي عليكم الانفصال فيها. يشعر الأولاد بأمان أكثر عندما يعرفون ما الذي سيحدث في المستقبل – متى ستبتعدون عنهم، أين سيكونون، ومتى ستعودون – ولا سيّما إذا كان الانفصال جزءا من روتين معروف.

إذا كان رضيعكم في إطار تربوي أو كان شخص آخر يعتني به، يُستحسن أن يتعرّف الأشخاص الذين يعتنون به والمربون على روتينكم العائلي. يستطيع الأشخاص الذين يعتنون برضيعكم متابعة روتينكم، لمساعدته على أن يشعر بأمان أكثر عندما تبتعدون عنه.

ساعدوه أن يكون مرتبطا بالبيت

عندما يعتني أشخاص آخرون بابنكم، دعوه يأخذ معه بعض الأغراض التي يحبها، مثل شرشف أو لعبة. هكذا يشعر أنه يأخذ حياته المنزلية معه، رغم أنه يكون في مكان آخر. هناك فكرة أخرى هي أن تُحضّروا كتابا صغيرا يتضمن صورا عائلية، حيوانات أليفة، والمنزل ذاته، ليأخذه معه إلى الإطار التربوي.

علموه أنكم ما زلتم موجودين رغم أنكم لستم إلى جانبه

يحتاج الرُضّع وقتا طويلا ليتعلموا أن الأمور تستمر حتى عندما لا يرون ذلك. من أجل مساعدة ابنكم على معرفة أنكم ما زلتم موجودين رغم أنكم لستم إلى جانبه، يمكن لعب ألعاب مثل “كوكو ريكو” والغميضة، أو اللعب بألعاب أداء الأدوار مع حيوانات وألعاب تختفي وتظهر من جديد. كذلك، يُستحسن أن تطلبوا من المربية أو الشخص الذي يعتني بابنكم أن يتحدثا عنكم أثناء غيابكم. عندما تغادرون، أخبروا ابنكم متى ستعودون.

كونوا مثالا شخصيا

يتعلم ابنكم منكم، ولذلك عليكم أن تُظهروا له أن الفُراق لا يُقلقكم. هكذا يمكن أن تتصرفوا:

  •  إذا كنتم قلقين بالنسبة للانفصال، فاضبطوا نفسكم.
  •  غادروا بسرعة عندما تودّعونه.
  •  لا تستخدموا ألفاظا مثل “لا تخف” أو “كن شجاعا”.
  •  لا تَعِدوه أنكم ستعطونه هدية عندما تعودون.

كيف يمكن مساعدة رضيعكم على مواجهة الإحباط والمشاعر القوية

يميل الرُضّع إلى الشعور بمشاعر قد تشكّل عبئا عليهم – مثلا، يرغبون في مشاركة مشاعرهم، ولكن أحيانا لا ينجحون في العثور على الكلمات الملائمة. قد يكون ذلك مُحبطا ويؤدي إلى نوبات غضب وسلوكيات استفزازية أخرى. إليكم بعض الأفكار التي تساعدكم.

علموا رضيعكم مهارات شعورية

إذا أصبح رضيعكم مُحبطا، ابقوا هادئين لتمنعوا تفاقم مشاعره. يشعر الرُضّع بشكل أفضل عندما يُدركون أنكم تُسيطرون على أنفسكم. كذلك، ساعدوا ابنكم على أن يُعبّر عن مشاعره بالكلمات، وعلموه كلمات وإشارات تُعبّر عن مشاعر قوية. مثلا: “ألاحظ أنك حزين لأن رسمتك قد تمزقت”.

اهتموا بمشاعر ابنكم

يساعد التواصل وجها لوجه وعلى مستوى عينيه رضيعَكُم على أن يشعر أنكم تتحدثون معه. عندما تتحدّثون معه، كونوا على مستوى عينيه، اركعوا على ركبتيكم، أو اجلسوا بانحناء. إذا شعر بغضب أو بإحباط، حاولوا إلهاءه أو إشغاله بنشاط آخر. مثلا، إذا تشاجر مع ولد آخر للحصول على لعبة المونوبولي، فتحدثوا عن مسلسل توم وجيري.

عندما يشعر ابنكم بنوبة غضب، يهدف تصرفه إلى فحص ردة فعلكم. يؤثر رد فعلكم على سلوكه وقدرته على السيطرة على مشاعره جدا. عندما تبقون هادئين ولا ترضخون لنوبات الغضب، تُظهرون لابنكم كيف يمكن مواجهة الإحباط.

دعم حاجة ابنكم إلى الاستقلالية

إليكم بعض الأفكار العملية التي تساعدكم على دعم استقلالية ابنكم الآخذة بالتطوّر وبثقته بنفسه، بواسطة رغبته في اتخاذ قراراته:

  •  امدحوا ابنكم لأنه حاول محاولة جديدة – حتى إن لم ينجح أو لم يتوصل إلى النتيجة المرغوب فيها.
  •  دعوه يختار بين عدة إمكانيات بسيطة – مثلا: هل يريد تناول الموز أو التفاح أثناء وجبة الفطور، هل يريد انتعال الحذاء الأحمر أو الأزرق، أو أي كتاب يرغب في قراءته قبل النوم.
  •  اسمحوا له بأن يرتكب أخطاء “آمنة”، لأنه بهذه الطريقة يتعلم الأولاد. كذلك، دعوه يُجرّب أمورا مثل اللعب بالألعاب في الحديقة أو المتنزه.
  •  شجعوه على أن يُساعدكم على تكنيس المنزل، إعداد وجبة العشاء أو المهام المنزلية الأخرى، بما في ذلك ترتيب الألعاب.

تُساعد المهام الرضيع أن يشعر أنه “كبير” وتُشعره بالرضى عن نفسه. في الوقت ذاته، من المهم متابعة الروتين الخاص، مثل قراءة قصة ما قبل النوم، ليعرف ابنكم أنه ما زال “طفلكم”.

تشجيع مهارات التفكير، حل المشاكل، ومهارات أخرى

استخدام اللعب للتعلّم

  •  العبوا مع ابنكم، ودعوه يقرر ما هي الألعاب التي تلعبون بها. إذا كان يرغب في أن تختاروها، اختاروا ألعابا تتضمن اللعب وفق الأدوار والمشاركة.
  •  شجعوه على اللعب بألعاب “التظاهر”، التي تُحفز الخيال وتتيح للأولاد تحليل الأفكار.
  •  ادمجوا اللعب في الروتين اليومي – مثلا، العبوا أثناء الاستحمام، أو غنوا أغاني عندما تجمعون الألعاب.

بناء العلاقات في الدماغ

  •  دعوا ابنكم يُمارس النشاطات التي يحبها مجددا. هكذا تساعدون دماغه على بناء العلاقات التي تُعزز المهارات. مثلا، إخراج أواني الطعام مثل الشوكة والملعقة من الجارور وإعادتها ثانية تساعده على تطوير مهارات الحركات ومهارات حل المشاكل.
  •  يحب الأولاد تكرار قراءة القصة. يُحتمَل أن تشعروا بالملل، ولكن يحب الأولاد التعرّف إلى الكتاب كثيرا. يمكن أن تعززوا مهارات التفكير لدى ابنكم وأن تسألوه: “ماذا حدث بعد ذلك؟”
  •  حاولوا الامتناع تماما عن وقت المشاهدة للأولاد في عمر أقل من سنتين، ولا تسمحوا بوقت مشاهدة أكثر من نصف ساعة في اليوم للأولاد الذين أعمارهم أكثر من سنتين. يتطوّر الرُضّع بأفضل شكل عبر اللعب الجسماني والتجارب العملية.

العلاقة بينكم وبين رضيعكم – وعلاقاته مع الأولاد الآخرين في وقت لاحق – مهمة جدا، لأنه يتعلم عبرها مهارات اجتماعية.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network