التعلّم في المدرسة الإعدادية، الثانوية، وخارجهما

يحدث الكثير من التعلم بين جدرا المدارس الابتدائية، الإعدادية، والثانوية، ولكنه لا يقتصر عليها. يتعلم ابنكم كل الوقت وفي كل مكان، وأنتم تؤدون دورا هاما في عملية التعلم.

كيف يشعر الأولاد والشبان أثناء التعلم

يتعلّم الأولاد والشبّان من التأمل، الإصغاء، البحث، التجربة، وطرح الأسئلة. وحين يدخل الأولاد المدرسة، من الحيويّ أن يهتموا بالتعلّم ويتمتعوا بحافز عالٍ، كما يُفضَّل أن يفهموا المعلومات التي يدرسونها.

حين يكبر ابنكم، سيفضّل أن يكون مسؤولا أكثر عمّا يتعلّمه، وأن يقرّر ماذا يتعلّم وفي أية نشاطات يُشارِك.

دوركم في التعلّم

حتى لو لم تظنّوا أنكم تعرفون الكثير عن التعلّم والتعليم، فأنتم المعلّم الاول بالنسبة لابنكم، وسيستمرّ في التعلّم منكم فيما يكبر.

يضع الانتقال إلى المدرسة الابتدائية تحديات أمامكم أنتم وابنكم، لهذا من المهم أن تدعموه لكي ينجح في مواجهة التغييرات. إذا تعاملتم بشكل إيجابي مع تجارب المدرسة التي يمر بها ابنكم، سوف ينظر إليها نظرة إيجابية أيضا.

إحدى أفضل طرق دعم التعلّم والتربية لدى ابنكم هي إقامة علاقات حسنة مع طاقم المدرسة، وفحص كيفية تأقلُم ابنكم من الناحية الأكاديمية، الاجتماعيّة، والسلوكيّة، وخلق تواصل إيجابي مع المعلمين.

التعلّم في بداية المدرسة الابتدائية

يتعلّم الأولاد بطرُق مختلفة – فهناك مَن يتعلّمون من التأمّل، فيما يتعلّم غيرهم عبر الإصغاء، وآخرون عبر القراءة أو العمل. في هذه المرحلة، لا يزال الأولاد يتعلّمون عبر اللعب. وحين يحصل الأولاد على وقت حرّ للعب كما يريدون، يحافظون على توازن أصحّ بين اللعب والدروس الرسمية في الصف، كما يمكنهم أن “يتنفسوا” قليلًا من الروتين والقواعد في المدرسة.

يتعلم الأولاد أيضًا بواسطة استخدام أغراض مختلفة بطرق مختلفة. حين يجرّب ابنكم، يبحث، ويبدع مع تنوّع من الموادّ، يتعلّم كيفية حلّ مشاكل في أوضاع لا تكون فيها إجابات ثابتة أو “صحيحة”.

لا يولد الأولاد مع مهارات اجتماعية، فعليهم تعلّمها، تمامًا كما يتعلّمون القراءة والكتابة. امنحوا ابنكم فرصة اللعب مع أولاد آخرين – فاللعب هو طريقة رائعة تُتيح له تنمية المهارات التي يحتاجها كي يتدبر أموره مع الآخرين.

يمكن أن تتيح علاقات ابنكم الاجتماعية تجارب تعليمية هامة أيضا. يمكن، مثلًا، زيارة حوانيت، متنزهات، ملاعب، أو مكتبة في الحيّ، أو حتى التنزه في الحيّ كي يرى ابنكم المجتمع المحليّ وهو يعمل. أثناء الجولة، تحدّثوا معه عن الأمور المثيرة للاهتمام التي ترَونها، وارووا له تفاصيل لطيفة تعرفونها.

إذا كانت أسرتكم تتحدث لغة ليست عبرية، تساعده هذه الجولات على تعلم اللغتين. فرغم أنّ تعلّم لغتَين قد يكون مثيرًا للتحدي ومعقّدًا إلى حدّ ما، فهو لا يعيق نموّ الأولاد، لا يضرّ، ولا يؤخِّر. في الواقع، يتمتع الأطفال ثنائي اللغة بأفضليات كثيرة، مثلا: القدرة على التمتع بمضامين وأوقات ترفيهية بأكثر من لغة (كتب، ألعاب، وغيرها)

أتيحوا لابنكم أن يتعلّم بعدة طُرُق، حتى تتمكنوا من أن تفهموا معًا الطريقة التي يتعلّم بها أفضل. حين تعرفون كيف يتعلّم جيّدًا، استخدِموا هذه الطريقة لتساعدوه على التعلّم في مجالات أخرى أيضًا. على سبيل المثال، إذا بدا أنّه يتعلّم أفضل عبر التأمل والعمل، وكان عليه أن يكتب قصّة في المدرسة، يمكنه أن يرسم رسومًا هزلية لتساعده على تنظيم أفكاره.

نصائح للتعلُّم في المدرسة الابتدائية

إليكم بعض النصائح العملية التي قد تساعد ابنكم على التعلّم في المدرسة‎ الابتدائية:

  • أظهِروا اهتمامكم بمَ يقوم ابنكم به ويتعلمه.
  • العبوا ألعاب قوافٍ، ألعاب حروف، وألعاب شكل وأعداد، وتدرّبوا على اللعب بالدور.
  • استخدِموا لغة بسيطة، وتلاعبوا بالكلمات ومعانيها. مثلًا، صفّقوا وفق وتيرة المقاطع، أو العبوا بألعاب تداعي المعاني.
  • تابعوا القراءة على ابنكم حتى بعد أن يتعلم القراءة بنفسه.
  • دعوه يسمع ويرى الكلمات الجديدة في الكتب، التلفزيون، أو المحادثة العادية، واشرحوا له معانيها.
  • حين يعرض ابنكم شيئًا حدث أثناء اللعب أو يرويه لكم، توقّفوا، امنحوه انتباهكم التامّ، واسألوه سؤالا أو اثنَين.
  • ساعِدوه على معرفة نقاط قوّته، وشجّعوه على تجربة نشاطات متعددة ومختلفة.

 

حين تساعدونه على التعلّم، حاوِلوا أن تعطوه معلومات واضحة ومفهومة بما فيه الكفاية لمستوى فهمه. على سبيل المثال، قدّموا له شَرحًا بسيطًا يشمل النقاط الأساسية، لا شَرحًا مفصّلًا. إذا طلب معلومات إضافيّة، يمكن أن تعطوه بعض التفاصيل الأخرى.

التعلّم في المدرسة الإعدادية والثانوية

كلما كبِر ابنكم يصبح مستقلا أكثر. ربما يرغب في التقليل من تأثيركم على تعلّمه، لكنه لا يزال بحاجة إلى تدخّلكم وتشجيعكم – ولكن بطرق أخرى.

حتى إذا أصبح يشارككم بمعلومات أقلّ، أروه أنكم تهتمون بدراسته وبما يقوله، مصغين له بشكل فاعل. هكذا توصلون له رسالة أن دراسته مهمة بالنسبة لكم، وأنكم متوفّرون في حال احتاج إلى مُساعَدة.

حين تتكلمون معه حول دراسته، حاوِلوا التركيز على الطريقة التي يتعلّم بها الموضوع، لا على مقدار ما يعرفه. على سبيل المثال، يمكنكم أن تقولوا: “كيف كان العمل في المجموعة من أجل إعداد مقطع الفيديو؟” بدل “ما هي العلامة التي حصلتَ عليها في التصوير؟”.

نصائح للتعلّم في المدرسة الإعدادية والثانوية

إليكم بعض النصائح العملية التي قد تساعد ابنكم على التعلّم في المدرسة‎ الإعدادية:

  • شجِّعوه على اختبار أمور جديدة، ارتكاب أخطاء، وتعلّم المزيد عن نفسه عبر التجارب الجديدة. ركّزوا على الجهود التي يبذلها، لا النجاح أو الفشل.
  • أبدوا اهتمامًا بنشاطات ابنكم – مثلًا، إذا كان يحبّ العزف على الطبلة، فاسألوه أيّ موسيقى يعزف وهل يرغب في العزف لكم.
  • شاهِدوا الأخبار وتحدّثوا عمّا يحدث في العالم.
  • ضعوا روتينًا للتعلّم والتدرّب على الفروض المنزلية بعد المدرسة. على سبيل المثال، اطلبوا من ابنكم أن يُحضّر دروسه البيتية في الساعة نفسها كلّ يوم تقريبًا وفي منطقة معيّنة من البيت، بعيدًا عن التلهيات كالتلفزيون.
  • ساعِدوا ابنكم على تطوير أنماط نوم حسنة.

قد يحتاج أحيانًا إلى دعم عاطفي كي يدرس، وكذلك إلى مُساعَدة عملية. لدعم ابنكم من الناحية العاطفية:

  • كونوا يقِظين لحالته – مثلا، إذا كان يصارع من أجل تأدية مهمة، فاسألوه كيف يواجه الأمر
  • فكّروا في وجهة نظره – على سبيل المثال، إذا لم يكن يرغب في الاستمرار في نشاط ما، دعوه ينهيه ويفعل أمرا آخر
  • ثِقوا بمنطقه – مثلا، إذا اعتقد أنه مستعدّ ليمارس رياضة تتطلب الاحتكاك الجسدي، أو تعلّم موضوع جديد، فدعوه يُحاوِل
  • اعترفوا بكونه مميّزًا – اقبلوا حقيقة كونه قويًّا في مجالات معيّنة، وأقلّ قوّة في سواها
  • تجاوبوا مع مشاعره – على سبيل المثال، شاركوه الانفعال حين ينجح في التخصّص في موضوع ما، وادعموه إذا لم يحالفه التوفيق
  • افهموا ما يمرّ به – يمكن أن تحاولوا تذكّر مراحل دراستكم، الممتعة والمثيرة للتحدّي على حدٍّ سواء.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.