حتى عندما يصبح ابنكم مراهقا، من المهم جدا أن تواصلوا الاعتناء بأنفسكم.يساعدكم الحفاظ على صحتكم ولياقتكم على أن تكونوا والدين أفضل لأولادكم الشبّان.
أن تكونوا والدين لشبّان
تغيّر الطلب على وقتكم وطاقتكم الآن، بعد أن أصبح ابنكم مراهقا. ففي السنوات الأولى من حياته كان عليكم إطعامه، غسله، وتهدئته. صحيح أنّ ابنكم كبر الآن وبدأ يهتم بنفسه أكثر، ولكنه لا يزال يحتاج إلى مساعدتكم العملية وتدخلكم الفعّال.
مثلا، قد يكون ابنكم مشاركا في عدد من الفعاليات الاجتماعية في ساعات بعد الظهر، وعليكم أن تأخذوه بالسيارة من مكان إلى آخر. في الوقت ذاته، يُرجَّح أنكم تعملون ساعات أكثر وتشاركون في نشاطات خاصة بكم.
إضافة إلى الأمور العملية التي تتطلب منكم وقتا، أنتم تواجهون تحديات عاطفية جديدة. مثلا، عند بدء سنّ المراهقة، يشعر ابنكم بعدم الثقة وأنتم بالقلق يمكن أن تكونوا قلقين فيما يتعلق بالتغييرات الاجتماعية والعاطفية التي يمر فيها ابنكم، وباختيار أصدقائه. وطبعا، لا ننسى التغييرات في المزاج في سن المراهقة.
أن تكونوا والدين لشبّان أمر صعب أحيانا، ولكن عليكم أن تهتموا جيدا بأنفسكم، كما كنتم تفعلون عندما كان ابنكم أصغر سنا. تذكروا أن تعتنوا بأنفسكم، لا سيما بخيركم الجسدي والعاطفي، لكي تبقوا هادئين وثابتين، وتواجهوا بشكل أفضل التوتر والنزاعات التي تطرأ أحيانا.
تزداد أهمية الأصدقاء والزملاء في الصف في نظر ابنكم في هذه المرحلة، ولكنّ أهميتكم لا تقلّ. فلا يزال لديكم دور هام في حياته – والحفاظ على علاقات قوية مع العائلة والأصدقاء على حدّ سواء ضروري لتطور ابنكم الاجتماعيّ والعاطفي السليم.
جِدوا وقتا لأنفسكم
قد تواجهون صعوبة في التنسيق بين احتياجات ابنكم وبين عملكم، التزاماتكم الأخرى، والعثور على وقت لأنفسكم. إليكم بعض الاقتراحات لتخصيص وقت في برنامجكم العائلي المكثّف.
المهامّ المنزلية
إذا كان لديكم رفيق زواج، تحدثوا عن توزيع المهام المنزلية. ويمكن أن تسمحوا لابنكم المراهق أن يتحمل المسؤولية ويقوم بمهام أكثر. بهدف تجنب معارضة الفكرة، تحدثوا مع ابنكم مسبقا. مثلا، دعوا ابنكم يختار مهمة واحدة أو اثنتَين يوافق عليهما.
هناك عدة حسنات لهذه الخطوة: أصبح توزيع الأدوار أكبر وأصبحت لدى ابنكم فرصة للاعتياد على الحياة المستقلة – مثلا: تعلم تحضير الوجبات الخفيفة، غسل الملابس، أو شطف أرضية المنزل.
البرامج العائلية
يساعدكم البرنامج العائلي على أن تعرفوا في كل لحظة ما يقوم به كل واحد منكم، وأن تجدوا وقتا لأنفسكم. كما أن لديكم فرصة الآن كي تشرحوا لابنكم أنكم أنتم أيضًا تحتاجون أيضا إلى وقت فراغ لاستعادة طاقتكم وحماستكم الضروريتَين لقضاء الوقت معه.
يمكن أن تستخدموا البرنامج الأسبوعي، لكي تخطّطوا للمهام المنزلية، مثل المشتريات والطبخ. يُستحسَن أن تُحضِّروا الوجبات مسبقا، مثلا في نهايات الأسبوع، لكي تخفّفوا الضغط خلال الأسبوع. كما يُوصى أن تتأكدوا من وجود طعام صحي في الثلاجة أو في المجمّد دائمًا، لفائدة العائلة كلّها.
مصادر الدعم
افحصوا إذا كان الجد والجدة، الأقارب، والأصدقاء قادرين على قضاء الوقت مع ابنكم، لكي يكون لديكم بعض الوقت لتكونوا وحدكم. يمكن أن تنظموا سفريات مشتركة ورعاية مشتركة للأولاد، بالتنسيق مع والدين آخرين يشارك أولادهم في النشاطات ذاتها.
هكذا يمكن أن يكون لديكم بعض الوقت خلال الأسبوع وتحصلوا على أفضلية أخرى: يقيم ابنكم صداقات جديدة وأنتم تعززون علاقاتكم الاجتماعية.
الحفاظ على علاقات قوية مع رفيق الزواج
من المهم الحفاظ على علاقات قوية مع رفيق الزواج. تعزيز هذه العلاقات يساعدكم على القيام بواجباتكم بأفضل شكل بصفتكم كوالدين. إليكم بعض الاقتراحات التي حصلنا عليها من والدين فيما يتعلق بالحفاظ على علاقات قوية في هذه الفترة:
- تحدثوا عن مشاعركم وتجاربكم كوالدين لابنكم المراهق، وانتبهوا إلى أنكم تصغون جيدا واحدكم للآخر.
- أعربوا عن محبتكم وتقديركم لرفيق زواجكم.
- خصِّصوا وقتا للتحدث مع رفيق الزواج – يمكن أن تتحدثا كيف مرّ يومكما.
- جدوا وقتا لقضاء الوقت معا كل أسبوع. يمكن القيام بأمور مختلفة – الرياضة، المشي بعد تناول وجبة العشاء، احتساء القهوة في مكان ما، اللعب بأوراق اللعب أو ألعاب أخرى، أو أي أمر تتمتعون به معا.
- خصصوا وقتا ممتعا لقضائه كزوجَين. مثلا، إذا كان ابنكم كبيرا إلى حد كافٍ، يمكن أن يقضي نهاية الأسبوع لدى صديق أو لدى أجداده، وهكذا تحصلون على عطلة قصيرة.
- اقضوا وقتًا معًا في المنزل. مثلا، اخرجوا إلى مطعم معا، شاهدوا فيلما، أو اسمعوا الموسيقى التي تحبونها عندما يكون ابنكم في غرفته أو لدى صديقه.
تمر العائلات التي لديها أولاد مراهقون بتغييرات عديدة. ولكن إذا اكتشفتم أنتم ورفيق زواجكم أنكم تواجهون صعوبات في مرحلة معينة، يُستحسَن جدا أن تطلبوا المساعدة من الأصدقاء والعائلة، أو أن تتحدثوا مع طبيب العائلة، الذي يعرف كيف يساعدكم أو يوجهكم إلى الجهة الملائمة.
حافِظوا على صحة جيدة
خيركم الجسدي والنفسي مهم جدا لكي تواصلوا حياتكم كعائلة. ولكن الصحة الجسدية والنفسية لا تأتي وحدها، بل عليكم الاعتناء بأنفسكم للحصول عليها.
حافظوا على توجه إيجابي وانظروا إلى الوضع نظرة صحيحة لكي تنجحوا جيدا في اجتياز التغييرات التي تطرأ في فترة مراهقة ابنكم. إذا كان نهاركم سيئا، أو تنازعتم مع ابنكم، اسألوا أنفسكم: “هل يستحق هذا حقا أن نتنازع من أجله؟ ربما من الأفضل أن نتنازل؟”
يسمح لكم التنازل عن الأمور الصغيرة بالحفاظ على الطاقة من أجل الأمور الأهم والأكبر مثل صحة ابنكم، سلامته، ورفاهيته.
التفكير الإيجابي تجاه أنفسكم يساعدكم على أن تشعروا بتوتر أقل وفرح أكبر. مثلا، إذا اقترح ابنكم مساعدة شخص معين، قولوا لأنفسكم: “رائع، أنا فِرِح لأنني علمتُ أبني أن يفكر في الآخرين”. آن الأوان لأن تُهنِّئوا أنفسكم على الوقت الذي بذلتموه في تربية ابنكم خلال السنوات الأخيرة.
يمكن أن تبني المناسبات العائلية الشعور بالقرب وتساعدكم على الشعور أفضل بالنسبة للعلاقات داخل العائلة. تساعد المناسبات المراهقين على أن يشعروا بأنهم محبوبون، بغض النظر عن مدى شعورهم بالملل، فهم لا يزالون يحبون هذه المناسبات ويتمتعون بها. عندما نتحدث عن المناسبات، نقصد مثلًا تناول وجبات عائلية أيام الجمعة مساءً، النزهات العائلية، أو المناسبات الدينية.
يؤثرالنشاط الجسماني كثيرا في مجالات كثيرة في الحياة. بهدف الحفاظ على الصحة الجسمانيّة والنفسية، يوصى بممارسة نشاط جسماني لمدة نصف ساعة يوميا. يمكن أن تمشوا لمدة نصف ساعة أو تشاركوا في درس رياضة. وعندما يكبر ابنكم، يمكن أن تمارسوا نشاطات رياضية أخرى كنتم تمارسونها سابقا أو تسألوا الأصدقاء إذا كانوا معنيين بالمشي أو ركوب الدرّاجة الهوائيّة.
إذا كنتم تبحثون عن نشاطات جديدة، حاوِلوا ممارسة نشاطات مهدئة مثل اليوجا، التأمّل، اليقظة (Mindfulness)، إرخاء العضلات، أو تمارين التنفس العميق. كوالدين لشبّان، من المهم أن تتأكدوا بأنكم تلبون احتياجاتكم جيّدًا، إضافة إلى تلبية احتياجات العائلة. الوالِدون الذين يعتنون بأنفسهم هم والدون ينجحون بالإصغاء لأولادهم والتعامل معهم بشكل أفضل.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.