نموّ الخدّج: مشاكل شائعة

نموّ معظم الأولاد الذين يُولدون خدجا بشكل شبيه. الأطفال الذين وُلدوا في وقت أبكر بكثير من موعد الولادة المتوقع، ووزنهم منخفض جدا أو أنهم عانوا من أمراض معرضون لخطر أعلى لحدوث مشاكل في النمو - ولكن حتى في مثل هذه الحالات، ينمو الكثير من الأطفال بشكل سليم.

العمر المصحح ومشاكل في النموّ

إذا وُلد ابنكم قبل الأوان، من المهم فحص نموّه بدقة. رغم ذلك، يُستحسن التذكّر أن الحديث يدور عن النموّ، وما يعتبر “طبيعيا” هو جزء من مجال واسع جدا.

إذا كنتم قلقين حول نموّ ابنكم، قد يكون عمره المُصحح ناجعا جدا. مثلا، إذا كان ابنكم في عمر سنة، ولكن قد وُلد قبل ثلاثة أشهر من الوقت، فإن عمره المصحح هو تسعة أشهر فقط. أي أنه يُفضّل مقارنة نموّه بنموّ الأطفال في عمر تسعة أشهر، وليس بنموّ أطفال في عمر سنة. إذا أخذتم بعين الاعتبار العمر المصحح للطفل وما زلتم قلقين، فتحدثوا إلى طبيب الأطفال.

بعد تسريح ابنكم من المستشفى، ستضطرون إلى الوصول مع طفلكم إلى زيارات متكررة للمتابعة الطبية لنموّه. ستُجرى هذه الزيارات في إطار عيادة الخدّج في المستشفى الذي مكث فيه ابنكم أو في إطار صندوق المرضى. كذلك، سيتم توجه الأطفال الذين وُلدوا قبل الأسبوع الـ 32 من الحمل أو الذين كان وزنهم أثناء الولادة أقل من 1.500 غرام، وهم معرّضون لخطر متزايد لحدوث تأخر ومشاكل في النموّ، إلى معاهد لنموّ الطفل.   

نموّ اللغة لدى الخدّج

يُنمي الأطفال مهارات لغوية بوتيرة مختلفة. يُنمي الأطفال الذين وُلدوا قبل الوقت مهارات لغوية سليمة، ولكن أحيانا (ليس دائما) يحدث تأخر في تطور لغتهم.

الأطفال الذين وُلدوا خدجًا معرّضون لخطر أعلى مقارنة بأطفال لم يولدوا باكرا. يميل الأطفال الذين وُلدوا ولادة باكرة جدا مقارنة بأطفال وُلدوا في الوقت، إلى التعرّض إلى مشاكل كثيرة في المدرسة، وقد تكون قدرتهم على التعبير عن نفسهم وفهمهم أقل مقارنة بالأولاد الذين لم يُولدوا باكرا. الخدّج الذي وُلدوا في فترة متأخرة، في الأسابيع 34 حتى 37 من الحمل، قد يواجهون مشاكل في اللغة. رغم ذلك، لن يواجه كل ولد وُلد أبكر من المتوقع مشاكل لغوية، وهناك أولاد يطورون مهارات لغوية رائعة.

يمكن أن تساعدوا ابنكم على تعلم مهارات لغوية بالتأكّد من أن بيئتكم مليئة بفرص التكلم والإصغاء. كذلك يمكن أن تقرأوا لابنكم وأن تغنوا له.

إذا عانى ابنكم من تأخر لغوي، يُستحسن جدا فهم ذلك وبدء معالجته في أبكر وقت ممكن. كذلك، قد تشير المشاكل اللغوية أحيانا إلى مشاكل في السمع أو إلى مشاكل إدراكية. إذا كنتم قلقين، تحدثوا إلى طبيب الأطفال . إذا كان طبيب الأطفال قلقا بشأن تطور اللغة لدى ابنكم، إحدى الخطوات الأولى التي عليكم القيام بها هي إجراء فحص سمع لابنكم.

لمزيدٍ من المعلومات، اقرأوا المقالات تطوّر اللغة، التأخر اللغوي واضطرابات الكلام.

نموّ الخدّج الجسماني

يتطور معظم الأطفال الذين يُولدون باكرا من ناحية جسمانية وحركية بشكل جيد. يميل الأطفال الذين يُولدون خدجا إلى أن يكونوا قصيري القامة مقارنة بالأولاد الذين لم يُولدوا باكرا. إذا عانى الأطفال من مرض حاد أثناء سن الطفولة، فقد يؤثر في نموهم حتى سن 12 عاما على الأقل. رغم ذلك، يتغلب أطفال آخرون على الفروق في سن الروضة والمدرسة.

المشاكل الحركية

المشاكل الجسمانية والحركية شائعة لدى الأطفال الذين وُلدوا باكرا جدا أو الذين كان وزنهم منخفضا أثناء الولادة. يفحص الطاقم الطبيّ في قسم الخدّج إذا كانت هناك علامات مبكّرة تشير إلى مشاكل حركية وسيطرة على الجسم – مثلا، فوارق في قوة العضلات بين الجهة اليمنى والجهة اليسرى من الجسم. أحيانا، تشكّل هذه الفحوص سببا للإحالة إلى تدخل تطوري مبكّر (علاج طبيعي، علاج وظيفي، وعلاج لدى مُعالِجة بالنطق).

بعد تسريح ابنكم من المستشفى، يمكن إجراء فحوص نموّ في عيادة الخدّج في المستشفى الذي مكث ابنكم فيه أو في صندوق المرضى أو في معهد نموّ الطفل.

يعاني نحو %40 من الأطفال الذين وُلدوا في وقت باكر من اضطرابات حركية طفيفة، من بينها مشاكل مثل:

  •  مهارات حركية دقيقة – مثل، تركيب صور البازل أو الإمساك بقلم رصاص
  •   التخطيط الحركي – مثلا، الفهم، التخطيط للمشي حول الحواجز على الأرض والقيام به
  •   العلاقة بين العين واليد – مثلا، الكتابة والرسم
  •   المهارات الحركية – الشعورية – مثلا، تقييم وزن كأس مليئة ورفعها من دون سكب محتواها.

يعاني نحو %10 حتى %15 من الخدّج من اضطراب حركي حاد، معروف باسم الشلل الدماغي. ‏احتمال حدوث الشلل الدماغي أعلى لدى الأطفال الذين وُلدوا قبل الموعد المتوقع بكثير، ولم يتطور دماعهم تماما (يحدث حتى 45% من حالات الشلل الدماغي لدى هؤلاء الأطفال). الأطفال الذين عانوا أيضا من مرض صعب وهم في قسم الخدّج معرّضون لخطر عال للإصابة بالشلل الدماغي. ليس سهلا دائما تشخيص الشلل الدماغي قبل سن 12 شهرا، لأن التشخيص يتضمن مهارات تطورية مثل الجلوس، الزحف، والمشي.

الأسنان

يميل الخدّج إلى التعرّض إلى مشاكل في الأسنان أكثر من الأطفال الذين لم يُولدوا باكرا. هناك ميل لدى الأطفال الصغار والمرضى للإصابة بذلك أكثر. قد يكون سبب حدوث ذلك هو مرضهم، بسبب الضغط أثناء إدخال أنبوب التنفس مقابل الحنك العلوي، أو لأنهم لم يحصلوا على ما يكفي من الكالسيوم والفوسفور أثناء الحمل.

قد تضمن مشاكل الأسنان:

  • عاهات في مينا السن (مينا السن – طبقة بيضاء تغطي السن): قد تبدو الأسنان ذات لون رمادي أو بني أو أن طبقة المينا فيها ليست متجانسة. يتطور التسوس بسهولة كبيرة في الأسنان ذات ميناء متضرر. لمنع ذلك، يُستحسن تنظيف الأسنان بشكلٍ ثابت. إذا كان ابنكم لا يحب إدخال أغراض إلى فمه ويصعب عليه الأكل بسبب ذلك، يمكن أن تحصلوا على مساعدة في عيادة مختصة في صعوبات الأكل أو لدى معالجة بالنطق خبيرة بمشاكل الأكل.
  • ظهور الأسنان المتأخر: تظهر أسنان الأطفال الخدّج أحيانًا بعد بضعة أشهر من ظهورها لدى الأطفال الذين وُلدوا في الوقت المتوقع، ولكن لا يتغيّر ترتيب ظهورها.
  • فك الشفة والحنك في سقف الفم: قد تؤثر هذه المشكلة في التكلم والابتلاع. يعتاد معظم الأطفال على شكل حنكهم المميز، ولكن يحتاج الأطفال الآخرون إلى علاج لتقويم الأسنان.

يُستحسن زيارة طبيب الأسنان المختص في علاج الأطفال والذي يفهم كيف تطوّر أسنان الخدّج. يُستحسن زيارته في سن سنة تقريبا، ليفحص تطور أسنان ابنكم في سن مبكّر.

التطوّر الحسي لدى الخدّج

يكون التطور الحسي سليما لدى الأطفال الذين وُلدوا باكرا. رغم ذلك، يميل الخدّج إلى التعرّض إلى مشاكل في السمع أو النظر أكثر من الأطفال الذين لم يُولدوا باكرا.

يدعي جزء من الآباء أن أولادهم الذين وُلدوا باكرا يعانون من اضطرابات حسية، مثل معرفة عالية أو حساسية للمحفزات الحسية مثل الضجة أو أنواع القماش المختلفة. يدعم بعض المقالات هذه الادعاءات.

هناك خدّج لا يتمتعون عندما يدخلون طعاما إلى فمهم، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الأكل. تشير الأبحاث إلى أن عتبة الألم لدى الخدّج قد تكون منخفضة أكثر مقارنة بالأطفال الذين لم يُولدوا باكرا.

السمع

يميل الأطفال الذين يُولدون خدجا إلى أن يعانوا من اضطرابات في السمع أكثر مقارنة بالأولاد الذين لم يُولدوا باكرا. تظهر هذه الاضطرابات لدى 2% حتى 6% من الأولاد، وهي شائعة أكثر لدى الأولاد الذين وُلدوا خدجا. يعاني القليلون فقط من مشاكل حادة في السمع في كلتا الأذنين، تتطلب وسائل سمع مساعدة أو غرسات قوقعية.

يجتاز معظم الأطفال فحص سمع للمرة الأولى في المستشفى، بعد الولادة. يكشف هذا الفحص عن معظم مشاكل السمع ولكن هناك مشاكل يتم تشخيصها في وقت لاحق. من المهم تشخيص اضطرابات السمع وعلاجها، لأن السمع يشكل حاسة مهمة لدى الأطفال لتطوير مهارات اللغة والتواصل وكذلك المهارات الاجتماعية.

 الرؤية

يميل الأطفال الذين يُولدون خدجا إلى أن يعانوا من اضطرابات في الرؤية أكثر مقارنة بالأولاد الذين لم يُولدوا باكرا. يميل الخدّج إلى تطوير مشاكل في النظر بسهولة مثل قصر النظر  أو بُعد النظر، مشاكل في التباين، مشاكل في إدراك العمق، أوحوَل العينين.

تظهر اضطرابات حادة في الرؤية لدى 1% حتى 12% من الأولاد، وهي شائعة أكثر لدى الأولاد الذين وُلدوا خدجا. يمكن تشخيص معظم مشاكل الرؤية في مرحلة مبكّرة جدا. يجتاز الأولاد الذين وُلدوا في وقت باكر جدا فحوص نظر منتظمة عندما يمكثون في المستشفى، ويمكن أن يحصلوا على علاج في مرحلة مبكّرة.

نموّ التفكير لدى الخدّج

منذ البداية، يتعلم ابنكم كل الوقت عن العالم المحيط به، يختبر عمل أمور مختلفة ويطوّر مهارات تفكيرية. يُطوّر معظم الأولاد الذين يُولدون خدجا مهارات تفكيرية وتعليمية (مهارات إدراكية) بشكل سليم.

الأطفال الذين وُلدوا باكرا جدا أو الذين كان وزنهم منخفضا حدا أثناء الولادة، وكذلك الذين عانوا من مشاكل طبية كثيرة، معرّضون لحدوث خطر عال للإصابة بمشاكل في التفكير. يعاني قسم صغير جدا من الأولاد الذين وُلدوا باكرا من مشاكل حادة في التفكير والتعلم.

يستخدم مهنيون في مجال الصحة اختبارات ذكاء (‏IQ‏) لفحص مهارات التفكير لدى الأولاد. يشير معدل العلامات لدى الأطفال الذين وُلدوا باكرا جدا أو كان وزنهم أثناء الولادة منخفضا جدا إلى مجال طبيعي، ولكن قد يكون أقل من معدل الأولاد الذين لم يوُلدوا في وقت باكر. أي سينجح معظم الأولاد الذين وُلدوا باكرا في المرحلة المدرسية.

صعوبات في التفكير والتعلم

تنقسم قدرات التفكير غالبا إلى مهارات مختلفة تشمل القراءة، التهجئة، الكتابة، والرياضيات. قد يكون مستوى ذكاء ابنكم عاديا، ولكن ما زال يواجه مشاكل في المدرسة في واحد أو أكثر من هذه المجالات.

ربما لن تلاحظوا هذه المشاكل حتى يدخل ابنكم إلى المدرسة، وعندها يحتاج إلى دمج مهاراته التفكيرية لحل المشاكل. مثلا، تدمج القراءة بين مهارات الذاكرة البصرية، الذاكرة السمعية، والتعرّف على الأحرف. قد يؤدي نقص في هذه المجالات إلى اضطراب في قدرة ابنكم على التعلم والقراءة. يُحتمَل أن يحتاج إلى مساعدة إضافية في المدرسة.

إذا كان لديكم قلق أيًّا كان فتحدثوا إلى ممرضة رعاية الطفل،  طبيب العائلة، أو إلى المربية في الحضانة. إذا كان ابنكم يعاني من تأخر في تطور مهارات التفكير والتعليم، يُستحسن تشخيص ذلك في مرحلة مبكّرة وعلاجه.

النموّ الاجتماعي والشعوري لدى الخدّج

‏معنى النموّ الاجتماعي والشعوري هو التعرّف على الأحاسيس والسيطرة عليها، فهم شعور الآخرين، والتعبير عن أحاسيس وإقامة تفاعل إيجابي مع الآخرين. إن القدرة على السيطرة على الأحاسيس هامة في كل مجالات التطور. تساعد على منح الاهتمام، العمل لتحقيق الأهداف، تطوّير الصداقات، تحقيق الاستقلالية، والقدرة على رؤية وجهة نظر الآخر.

يكون التطور الاجتماعي والشعوري سليما لدى الأطفال الذين وُلدوا باكرا، ولكن قد يتصرفون بشكل يختلف عن الأطفال الذين لم يُولدوا باكرا.  مثلا، يُشكّل البكاء لدى الطفل طريقة للتعبير عن رغبته. يميل الأطفال في قسم الخدّج إلى البكاء أقل، عدا الحالات التي تجرى فيها عمليات مؤلمة. يزداد البكاء لدى الأطفال الذين وُلدوا في موعد ولادتهم، مع مرور الوقت ويصل إلى ذروته في سن 6 حتى 10 أسابيع، وأحيانا في ساعات المساء. لدى الخدّج الأصحاء يزداد البكاء بنفس الوتيرة، ويصل إلى ذروته في الجيل المصحح في عمر ستة أسابيع.

يميل الخدّج في السنة الأولى من حياتهم إلى النوم أكثر من التفاعل مع الآخرين. قد لا يوجهون نظراتهم أو قد يكونون عصبيين، ويشاركون أقل في التفاعلات الاجتماعية مقارنة بالأطفال الذين لم يُولدوا باكرا. سيقل حدوث هذه المشكلة كلما كبر ابنكم. لمعرفة متى يرغب ابنكم في التفاعل ومتى لا يرغب في ذلك، تعلموا قراءة لغة جسد الخدّج. عندما تلبون احتياجات طفلكم، يتعلم تدريجيا كيف يشارك في المجتمع الذي يعيش فيه وعندها يبدأ بالتوصل بشكل أفضل.

المشاكل الاجتماعية والشعورية

عندما نتحدث عن “مشاكل اجتماعية وشعورية” لدى الطفل، فنحن نقصد أنه يواجه صعوبات في الانخراط في بيئته، الالتزام بالقوانين، وأن يكون اجتماعيا في تعامله مع الأولاد والبالغين.

يتصرف كل الأولاد بشكل غير مهذّب أحيانا، يغضبون، أو يكسرون الأغراض. ولكن يصعب على الخدّج أكثر مواجهة مشاعرهم والسيطرة عليها. فقد يصعب عليهم البقاء هادئين، تناول الأكل جيدا، والنوم جيدا. يعاني جزء منهم من تقدير ذاتي منخفض أو يصعب عليهم إقامة صداقات.

يعاني الأولاد الذين وُلدوا باكر من مشاكل مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (‏ADHD‏)، اضطراب طيف التوحد، القلق، والاكتئاب. ولكن هذه المشاكل ليست شائعة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network