نموّ الرُضّع في سن 12 حتى 15 شهرا

يُولد الأطفال بأشكال وأحجام مختلفة، ولكنهم ينمون وفق المراحل ذاتها منذ سن 12 حتى 15 شهرا. ما المتوقع أن يقوم به ابنكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟

كيف ينمو الرُضّع في سن 12 حتى 15 شهرا

ابنكم الصغير هو رجل صغير ومشغول – يتمتع باللعب ويحب التجارب والتعلم: يلعب بالأغراض، يحركها، يرميها، وينقلها. ‏يستخدم التعلم عن طريق التجربة والخطأ لفهم كيف تعمل الأمور المختلفة، وماذا يمكن أن يفعل بها. يبني أبراج مكعبات صغيرة، يخربش بالقلم أو بالألوان، ويدخل الملاقط إلى السلة.

هذه الفترة مهمة له من ناحية اجتماعية وشعورية، وقد يعاني من اضطراب قلق الانفصال في جيل ‏14‏ شهرا. كذلك، قد يبدأ ابنكم بالتعبير عن تعاطفه – مثلا، قد يبدو حزينا أو قلقا عندما يلاحظ أن شخصا آخر يبكي. التعاطف هو فهم كيف يشعر الآخرون – يشكل جزءا ضروريا في إقامة علاقات مع الآخرين أثناء مراحل التطور.

تتطور التمتمة لديه ويبدأ باستخدام كلمات حقيقية. رغم ذلك، لا يكون كل تواصل له مؤلفا من كلمات، ويتابع التواصل معكم عبر صوت مرتفع، هز رأسه، والإشارة بإصبعه. قد يشير إلى الأشخاص والأغراض التي يعرفها عندما تطلبون منه ذلك.

من ناحية، تطور اللغة، ابحثوا عن كلمة أو كلمتَين مفهومتين في سن سنة تقريبا، وحتى ست كلمات (وربما أكثر!) حتى سن 15 شهرا. في هذه الفترة، يبدأ ابنكم يدعو الأغراض المعروفة باسمها – مثلًا: كرة، ويقول “لا”.

يبدأ الطفل في هذه الأشهر بالوقوف دون مساعدتكم ودون الاستعانة بالأثاث في بيئته، ومن المحتمل أن يبدأ بالمشي وحده. عندما يتحسن مشيه، يبدأ بالتسلق على الدرج، وحتى على الأثاث. لا تقلقوا إذا لم يبدأ بالمشي وحده بعد. هناك أولاد لا يمشون وحدهم حتى سن ‏15 حتى 18 شهرا.

كذلك، قد ينجح في هذا الجيل في:

  •  معانقتكم
  •  الإشارة إلى أعضاء جسمه أو إلى لعبة يحبها عندما تسمّونها باسمها
  •  الشرب من كأس (وسكب بعض من محتواها أيضا..) استخدام الملعقة الصغيرة
  •  اتباع تعليمات بسيطة – مثلا، عندما تقولون لابنكم “أعطيي المكعب من فضلك”، فلا يحتاج إلى أن يرى ما تشيرون إليه
  •  يحاول مساعدتكم على إلباسه، مثلا يرفع ذراعيه لإدخالهما إلى الكمَّين، أو يرفع قدمه لانتعال حذائه.

كيف يمكنكم أن تساعدوا طفلكم على النموّ

إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعدكم في نموّ طفلكم:

  •  أعطوا ابنكم الكثير من المعانقات، الاحتضانات، والقبلات: يساعد التعاطف والاهتمام الإيجابي على التطوّر الحسيّ. مع ذلك، لا تتوقعوا منه تعاطفا مقابل كل شيء تقومون به. فهو ما زال يتعلم كيف تعمل مشاعره، وكيف يمكن أن يتدبر أموره مع الآخرين.
  •  يُشكّل اللعب إحدى الطرق الهامة التي يكتشف فيها الطفل كيف تسير الأمور، ولذلك كرسوا وقتا للعب داخل المنزل وللعب خارجه. الألعاب الجيدة هي الألعاب المفتوحة – المكعبات، الملاقط، كؤوس الماء، أوعية البوظة، والعلب الكرتونية. كذلك، يحب ابنكم اللعب بالألعاب مثل “عمي أبو كرش، عد للحدش” أو “كو كريكو”.
  •  تحدثوا كثيرا: اذكروا أسماء الأغراض من حولكم وتحدثوا عنها – أعضاء الجسم، الألعاب، والأغراض المنزلية مثل الملاعق الصغيرة أو الكراسي. هكذا تساعدون ابنكم على تطوير مهاراته اللغوية. كذلك يُستحسن التكلم بتوسع. مثلا، بدلا من أن تقولوا “كرسي”، قولوا “كرسي كبير” أو “كرسي أحمر” أو “كرسي أحمر كبير”. إضافة إلى ذلك، قلّدوا كلمات ابنكم. مثلا، إذا قال “ماما”، فكرروا كلمة “ماما”.
  •  أظهروا لابنكم أن كلامه ذو أهمية : أصغوا وتحدثوا إليه. هكذا تشجعون الحديث المتبادل بينكم ومهارات التواصل لدى ابنكم. كذلك، هكذا يشعر أنه يحظى بالتقدير والمحبة.
  •  اقرأوا كتبا للطفل: لتشجيع تطور الكلام والخيال، اقرأوا كتبا، قصصا، أو غنوا أغاني اللعب.
  •  شجعوا الطفل على التحرك، لمساعدته على تطوير الاستقامة وبناء عضلات جسمه، وتشجيع الحركات الأساسية الأكثر تعقيدا مثل الوقوف، المشي، والركض. يُستحسن فحص كيف يمكن جعل البيت آمنا. كذلك، يُوصى بمراقبة ابنكم عندما يتعرّف على بيئته، ليشعر بأمان ويبني ثقته بنفسه.
  •  شجعوا تطور المهارات اليومية، مثلا، استخدام الملعقة الصغيرة، الشرب من كأس، وإزالة القبعة. تدمج هذه المهارات بين مهارات حركية كبرى ومهارات حركية دقيقة معا، وتشجع قدرة الطفل على التفكير في ما يقوم به. رغم ذلك، عليكم التحلي بالصبر أحيانا. مثلا، حدوث فوضى أثناء تناول الوجبة هو جزء طبيعي من عملية تعلم الطفل تناول الأكل وحده.

أن نكون والدين لطفل صغير

تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم واحدكم إلى الآخر أكثر فأكثر. فكلما كبُر الطفل ونما، تتعرّفون أكثر على احتياجاته وعلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها. فكوالدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب كل والد أخطاء ويتعلم من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. وليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تظنونها تافهة أسئلة جيدة جدا!

صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين.يُهمل الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور إذا اهتممتم بنفسكم.

إذا شعرتم بأنكم محبطون، مضغوطون، أوغير قادرين على المواجهة، ضعوا الطفل في مكان آمن – مثلا في القفص- وابتعدوا عنه وقتا قليلا حتى تهدأوا. كذلك، يمكن أن تطلبوا من شخص آخر أن يهتم به لوقت قصير.لا تهزوا الرضيع أبدا.قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وأحيانا إلى ضرر دائم في الدماغ.

يُسمح لكم بطلب المساعدة. إذا كنتم قلقين فيما يتعلق بالتعامل مع ابنكم، فتوجهوا إلى طبيب الأطفال أو إلى ممرضة مركز رعاية الطفل.

متى يجدر طلب المُساعَدة

حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل  أو مع طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر 12 حتى 15 شهرا:

  •  لا يتواصل معكم عبر النظر
  •  لا يهتم بالحروف
  •  لا يُتمتم
  •  لا يستخدم كلمات فردية
  •  لا يُبدي مشاعر وأحاسيس
  •  يبدو أنه لا يفهم أقوالكم
  •  لا يستجيب عندما تنادونه باسمه
  •  لا يحاول أن يقول لكم ما يرغب فيه
  •  لا يستخدم الإشارات مثل التلويح باليد أو الإشارة إلى الأشياء
  •  لا يزحف
  •  لا يقف بمساعدة الدعم
  •  يستخدم يدا واحدة أكثر من اليد الأخرى
  •  تنظر إحدى عينيه نحو الداخل أو الخارج معظم الوقت
  •  لا يتابع رؤية الأغراض المتحركة
  •  يفقد مهارات كان قد اكتسبها بشكل واضح ومتتال

حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال إذا لاحظتم علامات اكتئاب بعد الولادة لدى النساء أو اكتئاب بعد الولادة لدى الرجال. ‏تشمل العلامات الشعور بالحزن والبكاء دون سبب واضح، العصبية، الصعوبة في المواجهة، والشعور بالقلق الشديد. إذا لاحظتم علامات كهذه، فاطلبوا مساعدة اختصاصي.

ينمو الأطفال ويكبرون بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network