يصعب كثيرًا على الأطفال الصغار تعلُّم المشاركة، لكنّ هذه مهارة حيوية للّعب والتعلُّم خلال سنوات الطفولة.
لمَ المشاركة مهمّة
إنّ القدرة على المشارَكة هي مهارة ضرورية للحياة، والأولاد والأطفال يحتاجونها ليتعرّفوا إلى أصدقاء جُدد، يحافظوا على الصداقات، ويلعبوا معًا. حين يبدأ طفلكم في دعوة الأصدقاء، يُدعى ليلعب لدى الأصدقاء، أو يذهب إلى إطار تربوي أو روضة أطفال، سيكون عليه أن يعرف معنى المشارَكة.
مساعَدة الولَد على تعلُّم المُشارَكة
في كثيرِ من الأحيان، يتعلّم الأطفال من سُلوك والديهم. حين تُرونهم كيف تُشارِكون الآخَرين ما لديكم، أو تشاركون في أدوار كجزءٍ من الحياة العائلية، فأنتم تشكّلون لهم مثالًا ممتازًا.
فضلًا عن ذلك، يحتاج الأطفال إلى فُرَص يمكنهم فيها أن يتعلّموا ويتدرّبوا على المشارَكة. هكذا يمكنكم تشجيع الأطفال على المشارَكة في حياتهم اليومية:
- حين ترَون أطفالًا آخَرين يُجيدون المُشارَكة، أشيدوا بهم. مثلا، يمكنكم أن تقولوا: “صديقتكِ تُشارِك الآخَرين ألعابها بشكلٍ رائع. هذا جميل جدًّا من جهتها”. إضافة إلى ذلك، يمكنكم أن تُشيروا إلى أمثلة لمشاركة كُتب، أفلام، أو برامج تلفزيونية يتمتّع طفلكم بها. على سبيل المثال، يمكنكم أن تقولوا: “انظر كيف يتشارك نادر وعرين ويلعبان معًا. إنهما يتمتعان إلى أقصى حدّ!”
- حين ترَون أنّ طفلكم يحاول أن يشارك الآخرين أو ينتظر دوره، امدحوه وامنحوه اهتمامكم. مثلا: “سُررتُ بأن أرى كيف سمحتَ لفراس بأن يلعب بقطارك. كل الاحترام لأنك شاركتَ الآخرين!”
- العبوا مع ابنكم بألعاب تشمل المشاركة واللعب وفق أدوار. تحدّثوا إليه عن الخطوات، وقولوا أمورًا مثل: “الآن دوري لبناء البُرج، ثمّ دورك. يمكنك أن تشاركني المكعّبات الحمراء، وأنا أشاركك المكعّبات الخضراء”.
- تكلّموا مع ابنكم قبل أن تأتوا إلى لقاء لعِب مع أولاد آخَرين. يمكنكم مثلًا أن تقولوا: “حين تأتي نهى، عليكِ أن تشاركيها جزءًا من ألعابك. ربما تسألينها بمَ تحبّ أن تلعب؟” يمكن التحدّث عن المشاركة قبل أن الالتحاق بالإطار التربوي أو روضة الأطفال.
- حين يأتي أولاد آخرون لزيارتكم في المنزل، ضعوا جانبًا الألعاب الخصوصية. هكذا يمكنكم أن تتجنبوا مُسبقًا مشكلة المشارَكة.
تعلّم القدرةُ على المشاركة الأطفالَ التسويات. فهم يتعلّمون أنه حين نُعطي الآخرين قليلًا، نحصل على بعض ما نريده. يتعلّم الأولاد الذين يُشارِكون الآخرين كيف يُشاركون في أدوار ويُجرون مُفاوَضات، وكذلك كيف يواجهون خيبات الأمل.
ما يجب فعله حين لا يكون ابنكم مستعدًّا للمُشارَكة
يستصعب معظم الأطفال المشاركة، خُصوصًا في البداية. وفي كثيرِ من الأحيان، يحتاجون إلى التدرُّب والدعم حتى ينمّوا هذه المهارة. فإذا لم يكن ابنكم جيّدًا في مشاركة الآخرين، حاولوا أن تتدربوا معًا في البيت وتتحدّثوا عمّا تفعلونه. مثلا: “تعال نتقاسم هذه الموزة. فيمكنك أن تأكل قطعة، وأنا آكل قطعة”. الطريقة الأخرى هي البقاء في الجوار حين يلعب ابنكم مع أطفال آخرين، وتشجيعه ألّا ينسى المُشارَكة.
حتى إذا استصعب ابنكم المشاركة، فلا سبب للامتناع عن لقاءات اللعب. بدلًا من ذلك، استخدموها كفُرصة للتمرُّن. فحين يحاول مشارَكة الآخرين، أخبروه بالضبط ما الذي أحسن فعله وكم أنتم فخورون به.
ما هي عواقِب رفض المشارَكة؟
يجدُر بكم أن تعدّوا مُسبقًا نتائج وعواقب للحالة التي يرفض فيها أولادكم المشاركة. مثلا، إذا تخاصم أخَوان بسبب لعبة ولم يتقاسماها، تكون إحدى العواقب الممكنة أخذ اللعبة لفترةٍ ما.
حين تضعون عواقب لرفض المشاركة، من المهمّ أن تكون مرتبطة بالأمر الذي يتشاركونه أو يرفضون مشاركته. فحين تكون العواقب – مثل أخذ اللعبة – مرتبطة بالسّلوك المحدّد الذي قاموا له، تكون عادلة وتؤدي أن يفكر الأولاد في الأمر. وبعد فترة قصيرة، أعطوا الأولاد فرصة إضافية للمشاركة وأعيدوا اللعبة إليهم.
القدرة على المشارَكة في أعمار مختلفة
الأطفال الرُّضَّع
يُرجَّح أن لا يكون طِفلكم مدركًا بعد لمعنى المشاركة. بشكل عام، يظنّ الأطفال الرُّضَّع أنهم مركز العالم، وأنّ كلّ شيء هو لهم. في سنّ الثالثة، يبدأ معظم الأطفال بفهم كلمة “أدوار”. مع ذلك، يُحتمَل أن يختبروا نوبة غضب إذا أخذ ولدٌ آخر لعبةً يريدونها. حين يرغب ولد آخر في أمر يريده ابنكم بشدّة، يُرجَّح أنّ ابنكم سيستصعب كثيرًا انتظار دوره. ويُحتمَل أيضًا أن يحاول الحصول على اللعبة بكلّ طريقة ممكنة. في حالةٍ كهذه، حاوِلوا إلهاءه بلعبة أخرى أو فعالية أخرى.
الأولاد في سنّ الروضة
في سنّ الروضة، يدرك معظم الأطفال بشكل أساسي كيفية المشارَكة. مع ذلك، يُحتمَل أن لا يتحمّس ابنكم كثيرًا للمُشارَكة الفعليّة، وقد ينقصه الصبر حين ينتظر دوره. من أجل تنمية مهارات المشارَكة لديه، مثّلوا له كيفية المشارَكة في أدوار وشجّعوه على أن يكون نزيهًا. وإذا نشأت مشكلة، يجدر تذكيره أنه هو نقسه سيشعر بشكل سيء في حال أخذ منه شخص اللعبة، أو لم يسمح له بالاشتراك في دوره. تحدّثوا إليه عن مشاعر الآخَرين حتّى تساعدوه على أن يفهم الحياة من وجهة نظر شخص آخر؛ فهذه مهارة هامّة ورائعة. ولكن تذكّروا أنّه حين يكون غاضبًا ومشاعره جيّاشة، لن يتمكن من الاستماع إلى محاضرة طويلة حول الأخلاق. حاوِلوا التكلّم عن ذلك باسترخاء في أوقات أكثر هدوءًا.
من المهمّ أن تكونوا واقعيين وتتذكروا أن قدرته على المشاركة لم تنمُ كاملًا بعد. في هذه السنّ، يكون معظم الأطفال مركّزين جدًّا على أنفسهم، ويفهمون بشكل محدود مشاعر الآخرين وأحاسيسهم.
الأولاد في سنّ المدرسة
حين يدخل معظم الأولاد المدرسة، يبدأون بالفهم أنّ مشاعر الآخرين مختلفة عن مشاعرهم هم. كما يفهمون كيفية المشاركة وانتظار الدور. مع ذلك، لا يزال معظمهم بحاجة إلى تذكير ودعم، لا سيّما إذا طُلبت منهم مشاركة لعبة يحبّونها كثيرًا.
في هذه السنّ، يكون ابنكم أكثر صبرًا وتسامحًا بكثير من الماضي، وهو يريد فعل الأمر الصائب. كما يمكنه نسج علاقات أكثر تعقيدًا، تساعد كثيرًا على فهم فكرة المشارَكة، ويحصل على فُرَص لذلك في المدرسة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network