يُولد الأطفال بأشكال وأحجام مختلفة، ولكنهم ينمون وفق المراحل ذاتها منذ سن 3 حتى 4 أشهر. ما المتوقع أن يقوم به ابنكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟
نموّ الأطفال في سن 3 حتى 4 أشهر
أصبح طفلكم الآن مشغولا بفهم المبادئ الأساسية لمجالات المشاعر والتواصل. يتعلم الربط بين الكلمات التي تقولونها وبين تعابير وجهكم. يحب وجهكم، ولكن قد يُبدي اهتماما كبيرا بالوجوه الجديدة أيضا.
في الأشهر الأولى، قد يظهر حوَل ضئيل في عيني الطفل، ولكن هذا وضع سليم تماما. يعرف طفلكم صوتكم ويوجه رأسه نحوكم عندما يسمعكم تتحدثون. في هذا العمر، قد يحاول الطفل أن يتحدث معكم. يُصغي عندما تتحدثون ويحاول أن يرد بنفسه. قد تلاحظون أنه يحاول التحدث عندما يكون وحده أيضا. يبدأ طفلكم بالتعبير عن نفسه أكثر، وقد ينفجر من الضحك، يبتسم عندما يرى أو يسمع ما يحبه، ويقول أصوات مثل “آه بو”.
في سن 12-16 شهرًا تقريبا، يبدأ البكاء والتذمر بالتلاشي. يبكي الأطفال لأسباب كثيرة ومختلفة، ولكنهم يبكون أحيانا دون سبب واضح. يبدأ الطفل في هذا العمر بمحاولة الإمساك بالأغراض مثل الحلقات أو الخراخيش. يحب اللعب بها ويستطيع أن ينظر إليها لوقت طويل، أن يحركها، أو يضعها في فمه. يشكل إدخال الأغراض إلى فم الطفل إحدى الطرق الأساسية التي يتعلم فيها ابنكم خلال الأشهر القادمة. والآن بعد أن أصبح ابنكم يستخدم كلتا يديه أكثر فأكثر، يمكن أن تلاحظوا أنه يتأملها بتعجب ودهشة.
يمكن أن تلاحظوا عندما تحملون ابنكم أو تساعدونه على الجلوس، أنه يسيطر على رأسه أكثر، ولا يحتاج رأسه وعنقه إلى دعم كبير كما كان في الماضي. في هذا العمر تقريبا، لا شك أن ابنكم قد بدأ بالتدحرج من النوم على بطنه والانتقال للنوم على ظهره. قد يرفع ابنكم رأسه عاليا ويمسك به بنفسه وقد يتكئ على ذراعيه عندما يتم وضعه للنوم على بطنه. ربّما يستطيع أيضا الجلوس بمساعدة الدعم على ظهره وعلى جانبيه.
كيف يمكنكم أن تساعدوا طفلكم على النموّ
إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعد على نموّ طفلكم:
- اهتموا ببكائه: يبكي الأطفال أحيانا لأن شيئا ما يزعجهم – حفاظهم الرطب، أو أنهم جائعون، أو أن الضوء يسطع أكثر مما يجب. عندما تهتمون بذلك، يشعر طفلكم بالارتياح أو الأمان أكثر، ويتعلم أن يثق بكم ويعتمد عليكم. من المهم التخفيف عنه حتى إذا كنتم لا تعرفون لماذا يبكي. لن يصبح الطفل مدللا أكثر من اللزوم إذا رفعتموه، أرجحتموه، أو تحدثتم معه.
- العبوا معا: غنوا أغاني، اقرأوا كتبا، العبوا بالألعاب، ضعوا طفلكم على بطنه، وأطلقوا أصواتا مضحكة. فهو سيحب ذلك! اللعب المشترك يساعدكم ويساعد طفلكم على التعرّف عليكم ويشعره أنه محمي وآمن.
- ابتسموا للطفل: عندما يراكم تبتسمون، يُطلق دماغه مواد كيميائية إلى جسمه، تؤدي إلى الشعور بالسعادة والأمان، وتساعد دماغه على النمو. تلعب الابتسامة دورا هاما في عملية التواصل.
- تحدثوا إلى طفلكم وأصغوا إلى ردود فعله: هكذا تساعدونه على تعلّم مبادئ اللغة والتواصل. عندما تتحدثون أو تصغون إلى طفلكم، انظروا إلى عينيه واستخدموا تعابير وجه مختلفة. هكذا يمكن أن يتعلم العلاقة بين الكلمات والأحاسيس.
- اتبعوا روتينا يُلائمكم ويلائم ابنكم. يعتقد الكثير من الخبراء في مجال الصحة والأولاد أنه عندما تكونون مستعدين، يُستحسن البدء بروتين صغير مؤلف من ذات الخطوات والترتيب في كل يوم: الأكل، اللعب، والنوم. يساعد هذا الروتين الطفل على أن يشعر بالأمن والحماية.
- ضعوا الطفل على بطنه على حرام معد للنشاطات /فرشة معدة للنشاطات في الساعات التي يكون فيها يقظا، ووزعوا من حوله ألعابا تُلائم جيله، خراخيش، مكعبات، وغيرها، وشجعوه على التقلب والوصول إليها. عندما يكون مستلقيا على ظهره – ضعوا ألعابا من كلا جانبيه، وفوقه (بشكل آمن على قوس معد لتعليق الألعاب) لتشجيعه على مد يديه وأخذ الأغراض.
- أعِدّوا بيتكم لحركة الطفل في المنزل: جعل البيت آمنا للطفل عندما يتنقل فيه. ستتفاجأون عندما تعرفون المسافة التي يكون قادرا على التدحرج فيها أو المكان الذي قد يصل إليه، حتى في مثل هذا الجيل.
قد لا يرغب الطفل أحيانا في أي من الاقتراحات التي نقترحها – مثلا، إذا كان متعبا كثيرا أو جائعا. في هذه الحال، يستخدم علامات خاصة لإبلاغكم متى بدأ يشعر بالملل وما يحتاج إليه.
أن نكون والدين لطفل عمره أربعة أشهر
تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم واحدكم إلى الآخر أكثر فأكثر. فكلما كبُر الطفل ونما، تتعرّفون أكثر إلى احتياجاته وإلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها.
فكوالدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب كل والد أخطاء ويتعلم من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. ليس خطأ أن تعترفوا أنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تعتقدون أنها أسئلة تافهة أسئلة جيدة جدا!
صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين. يُهمل الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور بشكل أفضل إذا اهتممتم بنفسكم.
إذا شعرتم بأنكم محبطون، مضغوطون، أو غير قادرين على المواجهة، ضعوا الطفل في مكان آمن – مثلا في القفص – وابتعدوا عنه وقتا قليلا حتى تهدأوا. كذلك، يمكن أن تطلبوا من شخص آخر أن يهتم به لوقت قصير.لا تهزوا الطفل أبدا.قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وأحيانا إلى ضرر دائم في الدماغ. يُسمح طلب المساعدة. إذا كنتم قلقين فيما يتعلق بالتعامل مع ابنكم، فتوجهوا إلى طبيب الأطفال أو إلى ممرضة مركز رعاية الطفل.
متى يجدر طلب المُساعَدة
حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر أربعة أشهر:
- لا يتواصل معكم عبر النظر
- لا ينتبه إلى الوجوه
- لا يُسمع أصواتا
- لا يتحكّم برأسه وهو جالس
- لا يرفع رأسه
- لا يُدخل أغراضا إلى فمه
- لا يحاول الوصول إلى الأغراض والإمساك بها
- يقبض يديه معظم الوقت
- لديه حوَل معظم الوقت
- لا يتابع بعينَيه رؤية الأغراض المتحركة
- لا يستجيب للضجة
- يفقد مهارات كان قد اكتسبها بشكل واضح ومتتال.
حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال إذا لاحظتم علامات اكتئاب بعد الولادة لديكم أو لدى شريككم/شريكتكم. تشمل العلامات الشعور بالحزن والبكاء دون سبب واضح، العصبية، الصعوبة في المواجهة، والشعور بالقلق الشديد. إذا لاحظتم علامات كهذه، فاطلبوا مساعدة اختصاصي.
ينمو الأطفال ويكبرون بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network