‏نموّ الأطفال: في عمر شهر حتى شهرين

يُولد الأطفال الصغار بأشكال وأحجام مختلفة، ولكنهم ينمون وفق المراحل ذاتها منذ سن شهر وحتى شهرين. ما المتوقع أن يقوم به ابنكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟

كيف ينمو الأطفال في عمر شهر حتى شهرين

في هذه المرحلة، يتابع معظم الأطفال البكاء والتذمّر كجزء طبيعي من نموّهم. قد لا يبدو الأمر هكذا، ولكن سيختفي كل هذا البكاء مع مرور الوقت. تؤثر مرحلة البكاء على كل طفل بشكل مختلف، وتصل غالبا إلى ذروتها في سن 6 حتى 8 أسابيع، وتقل في عمر 12 حتى 16 أسبوعا. يبكي الأطفال لأسباب كثيرة ومختلفة، ولكنهم يبكون أحيانا دون سبب واضح.

نجح طفلكم حتى الآن في إقامة علاقة قوية معكم: يتعرّف عليكم ويستجيب لصوتكم وابتسامتكم. في سن ستة أسابيع تقريبا، يبدأ بالابتسام هو أيضا. يعرف طفلكم في سن شهرين  الأصوات أكثر، وينظر إليكم عندما تتحدثون إليه. يُسمِع صوته أيضا، ويمكن أن تسمعوه وهو يعبّر بنفسه عن مقاطع مثل، “آه”، و “إيه”.

قد لا تلحظون ذلك حتى الآن، ولكنّ طفلكم يبدأ بالتحرك. عندما يكون مستلقيا على ظهره، يرفع رأسه ويديره من جهة إلى أخرى. قد يرفع صدره أيضا. نجح طفلكم أيضا في اكتشاف أصابعه ويديه! تكون كفتا يديه مفتوحتَين الآن نحو نصف الوقت، وعندما تضعون خرخيشة في يده يمسك بها.

‏يمسك طفلكم بيديه معا ويرى إلى مسافة أكبر. ينظر إليكم وأنتم تتحركون من حوله، يتابع خطواتكم بعينيه من خلال تحريكها من جهة إلى أخرى أو نحو الأعلى والأسفل. عندما يحل وقت تناول الطعام، قد يفتح فمه عندما يرى الثدي أو القنينة.

كيف يمكن تقديم المساعدة أثناء نمو الأطفال الصغار بين عُمر شهر وشهرَين

‏إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعد على نموّ طفلكم:

  • اهتموا ببكائه: يبكي الأطفال أحيانا لأن شيئا ما يزعجهم – حفاظهم الرطب، أو أنهم جائعون، أو أن الضوء يسطع أكثر مما يجب. عندما تهتمون بذلك، يشعر طفلكم بالارتياح أو الأمان أكثر، ويتعلم أن يثق بكم ويعتمد عليكم. من المهم التخفيف عنه حتى إذا كنتم لا تعرفون لماذا يبكي. لن يصبح الطفل مدللا أكثر من اللزوم إذا رفعتموه، أرجحتموه، أو تحدثتم معه.
  •  ابتسموا للطفل: عندما يراكم تبتسمون، يُطلق دماغه مواد كيميائية إلى جسمه، تؤدي إلى الشعور بالسعادة وتساعد دماغه على النمو. هناك أهمية للابتسامة في التواصل والارتباط. ‏فهي تساعد طفلكم على أن يشعر بالأمن والحماية، وأن يتعلم عن العالم المحيط به.
  •  اقضوا وقتا معا: يمكن أن تقضوا وقتا ممتعا معا من خلال قراءة القصص للطفل، التكلم، والغناء. إذا قمتم بهذه النشاطات يوميًّا، فسيبدأ طفلكم بالتعرّف على الأصوات، الكلمات، واللغة، وهكذا يُطور مهارات اللغة والتواصل التي يحتاج إليها عندما يكبر.
  •  الاستلقاء على البطن: يحتاج الطفل إلى وقت للعب وهو على بطنه، من أجل بناء عضلات عنقه والجزء العلوي من جسمه. تساعده تقوية العضلات على رفع رأسه وعلى البدء بتعلم الحركات التي سيستخدمها في وقت لاحق، مثل الزحف والوقوف.
  •  تدليك جسم الأطفال: يشكل تدليك جسم الأطفال طريقة رائعة للتواصل مع طفلكم. قد يكون التدليك مصدر هدوء وارتياح، ولا سيّما للأطفال العصبيين. حاولوا تدليك جسم الطفل وهو في غرفة دافئة، بعد الاستحمام.
    قد لا يرغب الطفل أحيانا في أي من الاقتراحات التي نقترحها – مثلا، إذا كان متعبا كثيرا أو جائعا. في هذه الحال، يستخدم علامات خاصة لإبلاغكم متى بدأ يشعر بالملل وما يحتاج إليه.

أن نكون والدين لطفل صغير

تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم واحدكم إلى الآخر أكثر فأكثر. فكلما كبُر الطفل ونما، تتعرّفون أكثر إلى احتياجاته وإلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها.

فكوالدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب كل والد أخطاء ويتعلم من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. وليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تظنونها تافهة أسئلة جيدة جدا!

صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين. يُهمل الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور بشكل أفضل إذا اهتممتم بنفسكم.

إذا شعرتم بأنكم محبطون، مضغوطون، أو غير قادرين على المواجهة، ضعوا الطفل في مكان آمن – مثلا في القفص – وابتعدوا عنه وقتا قليلا حتى تهدأوا. كذلك، يمكن أن تطلبوا من شخص آخر أن يهتم به لوقت قصير.لا تهزوا الطفل أبدا. قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وأحيانا إلى ضرر دائم في الدماغ.

طلب المساعدة هو جيد أيضا. إذا كان يصعب عليكم التعامل مع طفلكم، فاستشيروا ممرضة مركز رعاية الطفل أو طبيب الأطفال الخاص بكم.

متى يجدر طلب المُساعَدة

حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل  أو مع طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر شهرَين:

  •  لا يسمع أو يرى
  •  لا ينظر إلى الوجوه
  •  لا يبدي ردة فعل عند رؤية ضوء ساطع
  •  لا يُركّز عينيه على شيء معين
  •  لا ينظر إليكم، حتى لو كان لوقت قصير
  •  لا يُميّز يديه
  •  لا يُسمع أصواتا
  •  لا يأكل جيدا
  •  لا يبدأ بالابتسام
  •  لا يُحرّك يديه أو قدميه
  •  يبكي كثيرًا ويثير القلق لديكم.

ينمو الأطفال ويكبرون بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.
حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال إذا لاحظتم علامات اكتئاب بعد الولادة أو اكتئاب بعد الولادة لدى الرجال. ‏تشمل العلامات الشعور بالحزن والبكاء دون سبب واضح، العصبية، الصعوبة في المواجهة، والشعور بالقلق الشديد. إذا لاحظتم علامات كهذه، فاطلبوا مساعدة اختصاصي.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.