نموّ ‏الأطفال في سن 7 حتى 8 أشهر

يُولد الأطفال بأشكال وأحجام مختلفة، ولكنهم ينمون وفق المراحل ذاتها منذ سن 7 حتى 8 أشهر. ما المتوقع أن يقوم به ابنكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟

نموّ ‏الأطفال في سن 7 حتى 8 أشهر

يبدأ ابنكم الآن بفهم كيف يمكن أن يتعلم المزيد عن العالم حوله. مثلا، ينظر جيدا إلى الأغراض مثل الحلقات أو الطابات، يزيل الغطاء عن الألعاب بعد أن يكتشف أنها مغطاة، يضرب المكعبات الواحد بالآخر، ويبحث عنها بعد سقوطها. ما زال يُدخل معظم الأغراض إلى فمه. يتحسن في رفع الأغراض بإصبعَي الإبهام والسبابة، ويمكن أن يأكل باستخدام أصابعه.

يحب الطفل اللعب معكم جدا، وأكثر ما يحبه هو لعب ألعاب كـ “كوكو ريكو”. يُتمتِم دون توقف، وقد تسمعونه يقول “ماما” أو “بابا”، ولكن ما زال لا يعرف معناهما. إذا بدأ ابنكم بالتحدث باكرا، فربما بدأ يستخدم كلمات فردية أخرى. لا تقلقوا إذا ما زال لم يستخدم الكلمات بعد وكان لا يزال يستخدم لغة الجسد للتواصل معكم. مثلا، قد يهز رأسه حين يقصد “لا”.

ما زالت مشاعره آخذة بالتطوّر، وسيخبركم متى يكون فرحا أو قلقا. ربّما يُبدي علامات تواصل قوية معكم ومع أفراد العائلة الآخرين أو الذين يعتنون به، ولكن ما زال يخاف قليلا من وجوه أشخاص جدد، وقد يعبّر عن قلق الانفصال والخوف من الغرباء. يشكل قلق الانفصال والخوف من الغرباء في هذا العمر جزءا طبيعيا من النموّ.

يبدأ ابنكم التنقل في المنزل زحفا وتدحرجا. يمكنه أن يجلس منتصبا، وأحيانا يستطيع الجلوس وحده، وربما دفع جسمه نحو الأعلى للوقوف على ركبتيه. كذلك، قد ينجح في هذا الجيل في:

  •  محاولة المضغ، ما يشير إلى أنه أصبح حاضرا لتناول أكل ذي تركيبة أكثر صلابة أو أكل مقطّع
  •  محاولة الأكل وحده – مثلا، تناول طعامه، والإمساك بالقنينة والشرب وحده
  •  التجاوب مع الكلمات “تعال إلى هنا”
  •  البحث عن أفراد العائلة إذا طلبتم منه – مثلا، عندما تقولون “أين الماما؟”، سيبحث عن أمه
  •  الوقوف مع دعم

كيف يمكنكم أن تساعدوا طفلكم على النموّ

‏إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعد على نموّ طفلكم:

  •  تحدثوا إلى الطفل: إنه يهتم بالمحادثة، ولذلك يُستحسن التحدث معه عن مواضيع يومية وعن أعمال تقومون بها، لمساعدته على فهم معنى الكلمات.
  •  أصغوا إلى تمتمة الطفل واهتموا بها: لمساعدة ابنكم على بناء مهاراته اللغوية، التواصل عبر القراءة والكتابة، ومنحه شعورا أنه يحظى باهتمام، محبة، ويتم تقديره. من المهم الاهتمام به عن طريق التعبير الكلامي أو إسماع أصوات بطريقة ودية وبمحبة. يتمتع الطفل بسماع صوتكم ينخفض ويرتفع، ويحب رؤية تعابير وجهكم عندما تتحدثون.
  •  اقرأوا كتبا معا: اقرأوا كتبا، قصصا وتحدثوا عن الرسومات في الكتاب لمساعدة ابنكم على تطوير خياله وتشجيع بناء الأسس اللغوية.
  •  العبوا معا: غنوا أغاني، العبوا لعبة “كوكو ريكو”، رنوا جرسا، خبّئوا ألعابا، وأطلقوا أصواتا مضحكة وأصوات حيوانات. في هذا العمر، يتمتع ابنكم بشكل خاص باللعب بألعاب اجتماعية وتقليد ما تقومون به. يجعل اللعب المشترك ابنكم يشعر بأنه محمي وآمن.
  •  ‏ضعوا الطفل على بطنه على حرام معد للنشاطات/ فرشة معدة للنشاطات في الساعات التي يكون فيها يقظا، ووزعوا من حوله ألعابا تُلائم جيله، خراخيش، مكعبات، وغيرها، وشجعوه على الزحف والتقدّم. إذا بدأ ابنكم بالزحف – يمكن أن تضعوا أمامه “حواجز” صغيرة ولكن ثابتة يمكن أن يتسلق عليها ويتقدم في الزحف (منشفة تم لفها، فرشة منخفضة، وغيرها)، لتطوير قدراته الحركية.
  •  قدّموا له أطعمة جديدة: يمكن أن تعطوا ابنكم طعاما من صنع منزلي مثل لحم ودجاج مطحون، سمك مطبوخ جيدا، أرز كامل، معكرونة، خبز طري، جبنة مبسترة، أو لبن. في هذا العمر، عندما تعرضون أطعمة جديدة مختلفة على ابنكم، حاولوا الامتناع عن تقديم أطعمة حلوة، واختاروا بدائل السكر مثل اللبن الطبيعي بدلا من اللبن المحلى، حبوب الصباح التي تحتوي على سكر، وغيرها.  اطحنوا واهرسوا طعام طفلكم لتسهيل عملية الهضم عليه ومنع الاختناق.
  •  اقضوا وقتا خارج المنزل: يحب الطفل التنزه خارج المنزل، حيث يمكنه رؤية مناظر جديدة وتعلمها. عندما تكونون خارج المنزل، تذكروا حماية أنفسكم من أشعة الشمس.
  •  أعِدّوا بيتكم لحركة الطفل في المنزل: اجعلوا البيت آمنا للطفل عندما يتنقل فيه. ستتفاجأون عندما تعرفون المسافة التي يكون قادرا على التدحرج فيها أو المكان الذي قد يصل إليه، حتى في مثل هذا الجيل.

قد لا يرغب الطفل أحيانا في أي من الاقتراحات التي نقترحها – مثلا، إذا كان متعبا كثيرا أو جائعا.

أن نكون والدين لطفل عمره ثمانية أشهر

تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم واحدكم إلى الآخر أكثر فأكثر. فكلما كبُر الطفل ونما، تتعرّفون أكثر إلى احتياجاته وإلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها.

فكوالدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب كل والد أخطاء ويتعلم من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. وليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تظنونها تافهة أسئلة جيدة جدا!

صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين.يُهمل الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور بشكل أفضل إذا اهتممتم بنفسكم.

إذا شعرتم بأنكم محبطون، مضغوطون، أو غير قادرين على المواجهة، ضعوا الطفل في مكان آمن – مثلا في القفص – وابتعدوا عنه وقتا قليلا حتى تهدأوا. كذلك، يمكن أن تطلبوا من شخص آخر أن يهتم به لوقت قصير.لا تهزوا الطفل أبدا.قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وأحيانا إلى ضرر دائم في الدماغ. يُسمح طلب المساعدة.

متى يجدر طلب المُساعَدة

حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل  أو مع طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر ثمانية أشهر:

  •  لا يتواصل معكم عبر النظر
  •  لا يُبدي محبة (أو يُبدي محبة قليلة فقط) تجاه مَن يهتم به – مثلا، لا يرغب في المعانقة
  •  لا يُتمتم
  •  لا يبتسم أو يستخدم تعابير الفرح، ولا يُبدي مشاعر
  •  لا يتقلّب
  •  لا يجلس، حتى مع مُساعَدة
  •  يبدو مرتخيا أو متشنجا
  •  يستخدم يدا أو قدما أكثر من اليد أو القدم الأخرى
  •  لا يتابع بعينَيه رؤية الأغراض المتحركة
  •  تنظر إحدى عينيه نحو الداخل أو الخارج معظم الوقت
  •  لا يُحرك عينيه باتجاه النغمات والأصوات
  •  لا يهتم بالأصوات
  •  يفقد مهارات كان قد اكتسبها بشكل واضح ومتتال.

حددوا لقاء مع طبيب الأطفال إذا لاحظتم علامات اكتئاب بعد الولادة لدى الأم. ‏تشمل العلامات الشعور بالحزن والبكاء دون سبب واضح، العصبية، الصعوبة في المواجهة، والشعور بالقلق الشديد. إذا لاحظتم علامات كهذه، فاطلبوا مساعدة اختصاصي.

ينمو الأطفال ويكبرون بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network