نموّ الأطفال: ‏الشهر الأول

يُولد الأطفال الصغار بأشكال وأحجام مختلفة، ولكن ينمون وفق المراحل ذاتها منذ الولادة وحتى جيل شهر. ما المتوقع أن يقوم به ابنكم، كيف يمكنكم مساعدته، ومتى يجب التوجه إلى طبيب الأطفال؟

كيف يتطور الأطفال الصغار في الشهر الأول من حياتهم

الهز، النوم، الإرضاع، والإطعام. هذا كل ما يحدث في الأشهر الأولى. رغم أن الأمر لا يظهر للعيان، فإن الطفل يبدأ بالتعلم كثيرا، وتتعرفون على بعضكم كل يوم أكثر فأكثر. يستوعب كل ما يراه، يسمعه، وينتج دماغه علاقات جديدة دون توقف.

يُحتمَل أن ابنكم قد بدأ يتابع وجهكم. التواصل عبر النظر هو إحدى الطرق التي يعبّر فيها الطفل عن أنه يطلب انتباهكم. وجهكم هو أهم ما يثير اهتمامه في هذا العمر. كذلك، سيتمتع بالنظر إلى الألعاب ذات الألوان المتناقضة مثل الأحمر، الأسود، والأبيض. يُستحسن أن تضعوا إلى جانبه لعبة ذات وجه أو أشكال، مثل أشكال متحركة أو مربعات.

يستطيع الطفل في عمر شهر سماع صوتكم، وقد يخاف عند سماع صوتكم أو أي صوت آخر. إنه يعرف صوتكم وسيبكي إذا كان يحتاج إليكم. الطريقة الطبيعية التي يعبّر فيها عن احتياجاته هي البكاء، ولكن قد يُسمع أصواتا تخرج من الحنجرة أيضا. يبكي الأطفال لأسباب كثيرة ومختلفة، ولكنهم يبكون أحيانا دون سبب واضح.

قد يرفع ابنكم رأسه للحظة عندما يكون نائما على بطنه، أو عندما يدير جسمه من جهة إلى أخرى وهو نائم على ظهره. يساعده استخدام رأسه على رؤية مكان وجودكم، محاولة التواصل معكم، والنظر جيدا إلى العالم المحيط به. قد يمسك بإصبعكم، ولكن تكون قبضة يده معظم الوقت مغلقة.

كيف يمكن تقديم المساعدة أثناء نمو الأطفال الصغار في الشهر الأول من حياتهم

‏إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعد على نموّ  طفلكم:

  • اهتموا ببكائه: يبكي الأطفال أحيانا لأن شيئا ما يزعجهم – حفاظهم الرطب، أو أنهم جائعون، أو أن الضوء يسطع أكثر مما يجب. عندما تهتمون بذلك، يشعر طفلكم بالارتياح أو الأمان أكثر، ويتعلم أن يثق بكم ويعتمد عليكم. من المهم التخفيف عنه حتى إذا كنتم لا تعرفون لماذا يبكي. لن يصبح الطفل مدللا أكثر من اللزوم إذا رفعتموه، هززتموه، أو تحدثتم معه.
  • انظروا إلى عينيه: إذا نظر طفلك إليكم، فانظروا إليه أيضا. تُعرف هذه النظرة على أنها “نظرة متبادلة”، وهي مهمة جدا من أجل التواصل مع الطفل ومساعدة دماغه على النمو. عندما يُبعد الطفل نظره، فهو يوضح لكم أنه قد تعب ويحتاج إلى الراحة.
  • ابتسموا للطفل: عندما يراكم تبتسمون، يُطلق دماغه مواد كيميائية إلى جسمه، تؤدي إلى الشعور بالسعادة وتساعد دماغه على النمو. هناك أهمية للابتسامة في التواصل والارتباط. ‏فهي تساعد طفلكم على أن يشعر بالأمن والحماية، وأن يتعلم عن العالم المحيط به.
  • اقضوا وقتا معا: يمكن أن تقضوا وقتا ممتعا معا من خلال قراءة القصص للطفل، التكلم، والغناء. إذا قمتم بهذه النشاطات يوميًّا، فسيبدأ طفلكم بالتعرّف على الحروف، الكلمات، واللغة، وهكذا يُطور مهاراته اللغوية والتواصلية التي يحتاج إليها عندما يكبر.
  •  الاستلقاء على البطن: يحتاج الطفل إلى وقت للعب وهو على بطنه، من أجل بناء عضلات عنقه والجزء العلوي من جسمه. تساعده تقوية العضلات على رفع رأسه وعلى البدء بتعلم الحركات التي سيستخدمها في وقت لاحق، مثل الزحف والوقوف.
  •  تدليك جسم الأطفال: يشكل تدليك جسم الأطفال طريقة رائعة للتواصل مع طفلكم. قد يكون التدليك مصدر هدوء وارتياح، ولا سيّما للأطفال العصبيين. حاولوا تدليك جسم الطفل وهو في غرفة دافئة، بعد الاستحمام.

قد لا يرغب الطفل أحيانا في أي من الاقتراحات التي نقترحها – مثلا، إذا كان متعبا كثيرا، أو جائعا. في هذه الحال، يستخدم علامات خاصة لإبلاغكم متى بدأ يشعر بالملل وما يحتاج إليه.

أن نكون والدين لطفل صغير

تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم واحدكم إلى الآخر أكثر فأكثر. فكلما كبُر الطفل ونما، تتعرّفون أكثر إلى احتياجاته وإلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها.  فكوالدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب كل والد أخطاء ويتعلم من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. وليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تظنونها تافهة أسئلة جيدة جدا!

صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين. يُهمل الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور بشكل أفضل إذا اهتممتم بنفسكم.

إذا شعرتم بأنكم محبطون، مضغوطون، أو غير قادرين على المواجهة، ضعوا الطفل في مكان آمن – مثلا في القفص – وابتعدوا عنه وقتا قليلا حتى تهدأوا. كذلك، يمكن أن تطلبوا من شخص آخر أن يهتم به لوقت قصير. لا تهزوا الطفل أبدا. قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وأحيانا إلى ضرر دائم في الدماغ.

طلب المساعدة هو جيد أيضا. إذا كان يصعب عليكم التعامل مع طفلكم، فاستشيروا ممرضة مركز رعاية والطفل أو طبيب الأطفال الخاص بكم.

متى يجدر طلب المُساعَدة

حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل  أو مع طبيب الأطفال إذا كنتم قلقين أو لاحظتم أن طفلكم في عمر شهر:

  • لا ينظر إلى الوجوه
  • لا يُسمع أصواتا
  • لا يسمع أو يرى
  • لا يبدي ردة فعل عند رؤية ضوء ساطع
  •  لا يأكل جيدا
  • لا يُحرك يديه أو قدميه
  • يبكي كثيرًا ويثير القلق لديكم

ينمو الأطفال ويكبرون بوتيرة مختلفة. إذا كنتم تتساءلون إذا كان نموّ ابنكم “طبيعيًّا”، يحسن بكم أن تتذكروا أن “الطبيعي” هو مجال واسع. إذا كنتم لا تزالون تشعرون أن أمرًا ما لا يسير كما ينبغي، فحددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل أو مع طبيب الأطفال.

حددوا لقاء مع ممرضة مركز رعاية الطفل  أو مع طبيب الأطفال إذا لاحظتم علامات اكتئاب بعد الولادة لديكم أو لدى  شريكم/شريكتكم . ‏تشمل العلامات الشعور بالحزن والبكاء دون سبب واضح، العصبية، الصعوبة في المواجهة، والشعور بالقلق الشديد. إذا لاحظتم علامات كهذه، فاطلبوا مساعدة اختصاصي.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.