القلق هو جزء طبيعي من تطوّر الأولاد. رغم ذلك، هناك تقديرات أن 8% - 22% من الأولاد يعانون من القلق المُكثّف وأكثر الأولاد الآخرين، مما يصعّب عليهم التمتع بالحياة.
القلق لدى الأولاد: العمر والمراحل
غالبا، يكون القلق والخوف في سن الطفولة مؤقتا وتكون مدته قصيرة جدا. تتطوّر حالات قلق مختلفة في أعمار مختلفة:
- قد يخاف الأطفال والرُضّع من الأصوات المرتفعة، القوية، الغريبة، ومن الانفصال عن والديهم.
- أما الأولاد في سنّ الروضة فقد يخافون من أن يبقوا وحدهم أو من الظلمة.
- قد يخاف الأولاد في سن المدرسة من أمور خارقة (الأشباح)، حالات اجتماعية، فشل، انتقاد أو اختبارات، وكذلك من الضرر أو التهديد الجسماني.
لا يخاف الرُضّع والأطفال الأكبر سنا، غالبا، من أمور مختلفة. يحدث القلق لدى الأولاد عندما يكونون قادرين على تخيّل المستقبل وأمور سيئة قد تحدث فيه – ولذلك يصبح شائعا أكثر لدى الأولاد في سن ثماني سنوات فصاعدا.
كلما كبر الأولاد، يقلقون من أمور إضافية ومختلفة. في سن الطفولة، قد يقلقون من أن يمرضوا أو يتضرروا. قد تتغيّر أسباب القلق لدى الأولاد الأكبر سنا والشبان وتصبح مجردة أكثر – مثلا: قد يخافون من الحرب، صعوبات مادية وسياسية، العلاقات العائلية، وغيرها.
ما الذي يؤدي إلى القلق لدى الأولاد؟
بعض الأشخاص معرّضون أكثر للقلق لأنهم متأثرون بعامل وراثي (مثل لون العيون تماما). كذلك، قد يتعلم الأشخاص ويفكرون بشكل مثير للقلق من أشخاص آخرين، أو من تجارب مثيرة للقلق في الماضي. قد تزيد حالات معنية في بيئة الطفل الاحتمالات أن يعاني من القلق – مثلا: عندما يحمي أحد الوالدين أكثر من اللزوم طفله الخجول، فصحيح أنه يساعد على الأمد القصير، ولكن قد يزيد من قلقه بشكل عام.
كيف يمكنكم دعم ابنكم
إذا أبدى ابنكم علامات القلق، يمكن أن تساعدوه بعدة طرق:
- اعترفوا بحقيقة خوف ابنكم – لا تتجاوزوه كأنه شيء عادي أو تتجاهلوه.
- شجعوا ابنكم بشكل عام أن يقوم بالأشياء التي يخاف منها، ولكن لا تحفزوه للقيام بأمور لا يرغب بها.
- انتظروا حتى يشعر ابنكم بقلق حقيقي قبل أن تقترحوا عليه تقديم المساعدة.
- امدحوا ابنكم عندما يقوم بشيء ما يخاف منه، بدلا من انتقاده لأنه يخاف.
- لا تقولوا لابنكم إنه “خجول” أو “خائف”.
أنواع القلق لدى الأولاد
يشعر الأولاد بعدة أنواع من القلق. قد يشعر الولد بنوع واحد من القلق، أو قد يبدي علامات قلق من عدة أنواع. الرعب والخوف هما نوعان مختلفان من القلق. يحدث القلق ، غالبا، عندما يفكر الولد بحالات حدثت في الماضي أو ستحدث في المستقبل. يحدث القلق غالبا من المستقبل. مثلا: قد يخاف الولد من الاقتراب من كلب في المتنزه، ولذلك يصبح قلقا من زيارة صديق لديه كلب.
القلق الاجتماعي لدى الأولاد
القلق الاجتماعي هو الخوف والقلق من حالات يتعين فيها على الأولاد إقامة علاقة مع أشخاص آخرين، أو عندما يكونون مركز اهتمام. غالبا، الأولاد الذين يعانون من قلق اجتماعي:
- يعتقدون أن الأشخاص الآخرين يفكرون بشكل سيء تجاههم أو يضحكون عليهم.
- خجولون أو منطوون على نفسهم.
- يصعب عليهم الالتقاء بأولاد آخرين أو الانضمام إلى مجموعات.
- لديهم عدد قليل من الأصدقاء فقط.
- يتجنبون الحالات الاجتماعية التي قد يكونون فيها في مركز الاهتمام أو يترددون – مثلا: هل أتحدث بالهاتف وأسأل أسئلة أو هل أجيب عن الأسئلة في الصف.
للمزيد من المعلومات والحصول على نصائح تساعد ابنكم على مواجهة الموضوع، اقرأوا المقال القلق الاجتماعي.
قلق الانفصال لدى الأطفال
قلق الانفصال هو الخوف والقلق اللذان يشعر بهما الأولاد عندما لا يمكنهم أن يكونوا مع والديهم أو مع أشخاص آخرين يعتنون بهم غالبا. الأولاد الذين يعانون من قلق الانفصال:
- يعارضون، يبكون، أو يقاومون عندما يبتعدون عن والدتهم أو والدهم.
- يخافون من أن يصابوا بجراح أو يتعرضوا لحادث طرق (أو أن يُصاب والداهم بجروح أو يجتازا حادث طرق).
- يرفضون الذهاب أو البقاء في إطار تربوي، في الروضة أو في المدرسة وحدهم.
- يرفضون الذهاب للنوم لدى أشخاص آخرين دون والديهم.
- يشكون أنهم مرضى عندما يبتعدون عن والديهم.
للمزيد من المعلومات والحصول على نصائح تساعد ابنكم على مواجهة الموضوع، اقرأوا المقال قلق الانفصال.
القلق العام لدى الأولاد
يميل الأولاد الذين يعانون من قلق عام إلى أن يقلقوا بسبب عدة مجالات في الحياة – بدءا من لقاء الأصدقاء في الملعب حتى المناسبات العامة. غالبا، الأولاد الذين يعانون من قلق عام:
- يقلقون من عدة أمور – مثلا: الصحة، الواجبات المدرسية، التحصيلات التعليمية أو الرياضية، المال، الأمن، الأحداث العامة، وغيرها.
- يشعرون بالحاجة إلى أن يكونوا مثاليين.
- يخافون من طرح الأسئلة أو الإجابة عنها في الصف.
- يصعب عليهم اجتياز الامتحانات بنجاح.
- يخافون من حالات جديدة أو غير معروفة.
- يطلبون الموافقة دائما.
- يشكون أنهم مرضى عندما يقلقون.
للمزيد من المعلومات والحصول على نصائح تساعد ابنكم على مواجهة الموضوع، اقرأوا المقال القلق العام.
القلق لدى الأولاد: متى يجب البدء بالقلق
يخاف معظم الأولاد أو يقلقون من شيء معيّن في مرحلة ما. إذا كنتم قلقين بسبب ابنكم، فستساعدكم النصائح التالية على اتخاذ قرار حول الحاجة إلى التوجه لتلقي مساعدة مهنية.
- اسألوا أنفسكم الأسئلة التالية: هل يمنع القلق لدى ابني قيامه بأشياء يرغب فيها؟ هل يُؤثر في الحياة الاجتماعية، الواجبات المدرسية، أو الحياة العائلية؟ إذا كانت الإجابة “نعم”، فكّروا في التوجه لتلقي مساعدة مهنية.
- قارنوا بين سلوك ابنكم وسلوك الأولاد الآخرين في عمره. مثلا، يعاني معظم الأولاد من الخوف عندما يبتعدون عن والديهم في المرة الأولى التي يذهبون فيها إلى الروضة أو إلى المدرسة، ولكن هذا الخوف شائع بوتيرة أقل بعد سن ثماني سنوات. إذا كان سلوك ابنكم مختلفا جدا عن سلوك الأولاد الآخرين، فكّروا في التوجه لتلقي مساعدة مهنية.
- فكّروا إلى أي مدى تكون ردة فعل ابنكم حادة. إذا كان قلقا جدا وتصعب تهدئته، مثلا: عندما تتركونه وحده، ففكروا بجدية في التوجه للحصول على مساعدة مهنية.
قد يؤثر القلق الحاد في صحة ابنكم وسعادته. يتوقف القلق لدى جزء من الأولاد الذين يعانون منه عندما يكبرون، لكنّ هناك آخرين يستمرون في المعاناة منه إلا إذا حصلوا على علاج مهني.
كيف يمكن الحصول على مساعدة مهنية وعلاج
يمكن أن تطلبوا الحصول على معلومات واستشارة مهنية من الجهات التالية:
- مستشارة المدرسة.
- طبيب العائلة أو طبيب الأطفال (اللذَين قد يوجهانكما لتلقي مساعدة من خبير نفسي بمجال الأولاد).
- مركز صحة الولد أو عيادات أو مراكز للصحة النفسية للأولاد في المجتمع، صناديق المرضى، أو المستشفيات.
العلاج
الخطوة الأولى لعلاج الأولاد الذين يعانون من قلق حاد هي، بشكل عام، الحصول على علاج يُركّز على سلوك الأولاد في حالات مختلفة تثير قلقا.
يساعد العلاج الإدراكي السلوكي (CBT) الأولاد على تنمية مهارات تعمل على تغيير طرق التفكير في حالات القلق، وتزيد قدرتهم على المواجهة بأنفسهم. يتضمن هذا العلاج تعريض الأولاد تدريجيا لحالات يخافون منها ليتعلموا كيف يمكن إدارة الخوف. هناك أفضليات لهذه الطريقة على الأمد الطويل لعلاج القلق.
الأولاد الذين يعانون من قلق حاد يحصلون أحيانا على أدوية بوصفة طبية. قد تساعدهم الأدوية، عندما تُعطى مع علاج سلوكي إدراكي.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network