عندما تصبح أبا، هناك أمور كثيرة يجب أن تفكر فيها. في الوقت الذي عليك أن تعتاد فيه على الأبوّة، عليك الاهتمام بطفلك، بنفسك، وبعلاقاتك. الطريقة الأفضل لتطوير المهارات والثقة بالنفس هي خوض التجربة بنفسك. عليك أن تشارك وتمنح الأمر فرصة.
التغييرات التي تحدث في حياتك كوالد شاب كثيرة ومتنوعة. يتطرق المقال التالي إلى بعض النقاط الأساسية التي يجدر التفكير فيها بينما تعتاد على دورك الجديد.
أن تكون شريكا في العناية بابنك الذي وُلِد مؤخرا
يُرجَّح أن تشعر بصدمة في البداية، ولكن تذكر أنه حتى الآباء الحديثون هم مؤهلون تماما للأبوّة. يعرف الآباء أن يميّزوا احتياجات أولادهم المولودين حديثا ويتجاوبوا معها تمامًا مثل الأمهات، وهم قادرون على الاهتمام بالأولاد الأكبر سنا أيضا.
في الواقع، العناية التي تقدمها لطفلك لا يمكن لغير الأب أن يقدّمها. مثلا، يُرجَّح أن يكون تعاملك مع ابنك كأب مختلفا عن تعامل زوجتك. والتأقلم مع أسلوبَي الوالد والوالدة يساعد الطفل على تعلم مهارات اجتماعية. إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدك على المشاركة في الاعتناء بطفلك.
التدرب على كل شيء
قد تشعر في الأيام الأولى أنك “خارج الصورة”، لا سيما إذا كانت زوجتك تُرضع طفلك وتقضي معه بالتالي معظم الوقت. في مثل هذه الحال، يمكن أن تأخذ ابنكما بعد أن تنهي زوجتك إرضاعه وتقضي معه وقتا مميّزا.
الإلباس، الهدوء، اللعب، الاستحمام وتبديل الحفاظ – كل هذه الأمور هي طرق ممتازة للتواصل مع طفلك. بعض هذه الأمور هو مهارات لدى الوالدين يكتسبونها إثر التدرب عليها – كلما تدربت أكثر تتحسّن في كلّ شيء.
متابعة المحاولة
لا تستسلم لإغراء أن تعيد الطفل إلى زوجتك عندما تواجه صعوبة. فالوقت الذي تقضيه مع ابنك وحدكما يساعدك على بناء ثقتك الذاتية ومهاراتك.
محاولة المواجهة وحدك أحيانا
اقضِ وقتا مع ابنك وحدكما. قضاء الوقت هذا هام بشكل خاص لتطوير علاقة قوية ومتواصلة، وهو أيضًا مفيد لزوجتك، التي تحتاج كثيرًا إلى الراحة.
إظهار المحبة
التعبير عن المحبة للطفل والاستجابة لإشاراته يؤديان إلى إطلاق مادة كيميائية طبيعية اسمها الببتيد العصبي في دماغ الطفل، هي ضرورية في تكوين المشاعر. عدا كون هذه المادة تجعل الطفل يشعر جيدا، فهي تبني أيضا العلاقات بين الخلايا العصبية وتسرّع تطور الدماغ.
يمكنك تقليد تعابير وجه ابنك – عبوس الوجه، إخراج اللسان، الأصوات، والابتسامات. يساعد كل ذلك على تعزيز العلاقة والتواصل بينك وبين طفلك.
الكلام
عندما تكون مع طفلك، حاول التحدث معه عما تقوم به. مثلا: “تعال نلبس القميص”. يجعل الكلام بصوت دافئ وشبيه بصوت الأولاد ابنك يشعر باكتفاء وحماية.
يكون الكلام لدى الأطفال شبيها بالطعام للدماغ. وهو يساعدهم على تطوير مهارات اللغة والتواصل منذ اللحظة الأولى، ولا يتعين عليهم أن يفهموا الكلمات للاستفادة من الأمر.
تخصيص الوقت للعب
رغم أن طفلك صغير، يمكنك اللعب معه بألعاب كثيرة:
- عندما تضع ابنك على بطنه للعب، تساعد هذه الخطوة على تطوّر عضلاته ودماغه. إذا لم يحب ابنك الأمر، جربه لفترة قصيرة فقط. ويمكن أن تستلقي إلى جانبه بينما يكون مستلقيا على بطنه، تتحدث، وتلعب معه.
- تساعد الأصوات، المشاهد، والمشاعر المختلفة ابنك على تطوير مهارات في مجالات مختلفة. يمكن أن تعرض عليه ألعابا ذات ملمس مثير للاهتمام أو تتضمن عددا من الأصوات.
- كما تساعد الكلمات، القوافي، والقصص ابنك على تطوير مهارات اللغة والذاكرة. يمكن أن تبدأ بالأغاني المعروفة القديمة، مثل “بابا وماما بحبوني، تعبوا علي وربوني”، أو “كلّن عندُن سيارات، وجدي عنده حمار”.
- كما تساعد لعبة “الغميضة” ابنك على تطوير مهارات التواصل والتعبير عن المشاعر.
تبين أن هناك علاقة بين المشاركة الفعالة من جهة الوالد وبين المهارات الاجتماعية والأكاديمية الجيدة لدى الأولاد. ليس التدخل متأخرًا في أي وقت!
الاعتناء بأنفسكم وبعلاقتكم
تؤثر ولادة طفل جديد كثيرا فيكم وفي علاقتكم. يلاحظ معظم الأزواج أن علاقاتهم تتغير بعد ولادة الطفل. في البداية، يشعر الأزواج بالانفعال وبالقرب بينهم أكثر، ولكن في مرحلة معينة يشعرون بالتعب والتوتر، نتيجة الاعتناء بابنهم والمهام البيتية.
فهم يكتشفون أحيانا أنهم يفكرون بشكل مختلف فيما يتعلق بالحياة العائلية أو الأبوة والأمومة.
الطريقة الأفضل لمواجهة هذه التغييرات والحفاظ على العلاقات هي التحدث بين الزوج والزوجة. لمزيد من المعلومات حول كيفية الاعتناء بأنفسكم وبعلاقتكم، اقرأوا المقالات التالية:
أكثر من 15% من النساء ونحو 10% من الرجال يعانون من اكتئاب طفيف بعد الولادة. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقالين اكتئاب ما بعد الولادة واكتئاب ما بعد الولادة لدى الرجال. إذا كنت تعتقد أنك أنت أو زوجتك تعانيان من اكتئاب ما بعد الولادة، أو كنتما تشعران بضائقة، حتى إذا كانت طفيفة، توجَّها إلى اختصاصي في أسرع وقت. ليس هناك سبب أن تشعرا هكذا كل الوقت.
فهم التغييرات التي تطرأ على العلاقات الجنسية
يمكن أن تغيّر ولادة الطفل العلاقات الجنسية بين الزوجَين. قد ترغب أنت وزوجتك في أن تستعيدا علاقتكما الحميمة، ولكن قد تكون ممارسة العلاقات الجنسية صعبة إلى حد ما بسبب التعب، التغييرات الجسمانية بعد الولادة، التغييرات في المشاعر الجنسية لدى الزوجة، أو اكتئاب ما بعد الولادة.
ينجح معظم الأزواج في استعادة العلاقات الجنسية. إليكم بعض الأفكار التي تساعدكم.
- تحلوا بالصبر. يمر كلاكما بتغييرات كثيرة. من المهم أن تُهدِّئ زوجتك وتحاول أن تتفهم مشاعرها. في أحيان كثيرة، يوصى الأزواج بانتظار ستة أسابيع بعد الولادة لاستئناف العلاقات الجنسية. رغم ذلك، هناك اختلاف بين الأفراد، إذ تحتاج بعض الأمهات إلى وقت أطول.
- العثور على طرق أخرى للتعبير عن العلاقة الحميمة. حاوِل التعبير عن محبتك لزوجتك عبر القبلات والاحتضان أكثر من المعتاد، أمسِك بيدها، دَلِّك جسمها، أو استحما معا. افعلا كلّ ما يجعلكما تتمتعان معًا وتشعران بالقُرب والدفء.
- آن الأوان للعمل. شارِك في الاعتناء بطفلك أو في الأعمال المنزلية، بهدف مساعدة زوجتك على التعافي والراحة.
قد يكون من الصعب التحدث عن هذه المواضيع. إذا كان من الصعب عليكم التحدث عنها، يُستحسن التوجه لتلقي علاج مشترك.
العمل المشترك بين الوالدين
العمل المشترك بين الوالدين هو العمل على قِيَم مشتركة للوالدَين، اتخاذ القرارات معا، حل المشاكل بشكل بناء، وإنهاء الخلافات بهدوء. هناك حسنات للعمل المشترك بين الوالدين:
- عندما تواجه أنت أو زوجتك معا التحديات كوالدَين، تصبحان أقوى وتنجحان أكثر في اتخاذ أي قرار صعب.
- يتعلم أولادكم كيف يتصرفون عندما يشاهدونكم تتعاملان واحدكما مع الآخر. عندما تواجهان التحديات، تحلان المشاكل، وتواجهان النزاعات بشكل إيجابي وتعاوني، تشكلان مثالا للتصرف الجيد.
- هناك علاقة وثيقة بين الشعور بالأمن لدى الأولاد ورفاهيتهم وبين العلاقة القوية بين الوالدين. عندما يشعر ابنكما أنكما تتحدثان وتعملان معا، يشعر بالأمان والثقة.
في الأيام الأولى، أهم شيء هو الحفاظ على مشاعر إيجابية، ودعم واحدكما الآخر، بينما تتعلمان كيف تصبحان والدين. إليك بعض النصائح الهامة:
- أصغِ إلى مشاكل ومخاوف زوجتك. في أحيان كثيرة، تقول الأمهات إنهن يتمتعن بفرص المشاركة بالتجارب – الجيدة والسيئة على حد سواء – مع شخص مهتم.
- كن مستعدا للعمل عند الحاجة، لكي تستطيع شريكتك بالاستراحة.
- ادعم أنت وزوجتك واحدكما الآخر أمام أولادكما، وتحدثا عن الأمور التي لا تتفقان عليها عندما لا يكونون قريبين منكما.
- هل لديك نصيحة غير مرغوب فيها؟ احتفظ بها لنفسك. في أحيان كثيرة، ترغب زوجتك في التخلص من التوتر وإيجاد شخص يصغي إليها ويهتم بها.
- حدد مع زوجتك وقتا لطرح الأفكار ومواجهة المشاكل – يُستحسَن أن تكونا هادئَين ومرتاحَين.
لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقالات: أهمية العمل الجماعي، دعم واحدكم الآخر، مواجهة الخلافات، وحل المشاكل معا.
فهم الأدوار الجديدة
من المهم أن يتحدث الزوجان عن الأدوار الجديدة داخل العائلة وخارجها. مثلا، إذا كان الأب يرغب في المشاركة في تربية الأولاد بشكل فاعل، يُرجَّح ألا ترغب في العمل 50 ساعة أسبوعيا. بشكل مماثل، من غير المفضل أن تكون الأم في المنزل كل الوقت إذا كان يهمها عملها وهي تشعر بالحزن دونه.
إليكم بعض النقاط الأولية لبدء محادثة:
- ماذا يجب أن تفعلوا؟ حضّروا قائمة بالمتطلبات والاحتياجات العائلية، سواء كان الحديث عن الاعتناء بالأطفال، القيام بالمشتريات، غسل الملابس، الطبخ، شطف الأواني، أو كسب الرزق. هكذا يمكن أن تبدأوا بالتخطيط مَن سيقوم بعمل معين.
- كم يريد كل منكما العمل أو كم عليه أن يعمل؟ انظروا إلى هذه المسألة موضوعيا (من يربح أكثر؟) وكذلك من ناحية شخصية (هل يريد أي منكما البقاء أكثر مع ابنكما في المنزل؟).
- إلى كم من المال نحتاج؟ حضّروا ميزانية عائلية تساعدكم على اتخاذ قرار إذا كان أحدكما أو كلاكما قادرَين على تقليص حجم الوظيفة لقضاء وقت أكثر مع العائلة، إذا كان هذا هو هدفكم.
- من عمله أكثر مرونة؟ ربما تكتشفون أن أحد المشغّلين مرن أكثر تجاه العائلات من الآخر. هذا فارق هام أثناء العودة إلى العمل.
- ما الذي يشعركما بالسعادة؟ تشير الأبحاث إلى أنه ليس من المهم مَن يتحمل مسؤولية الأدوار في العائلة أو خارجها، ما دام كلا الجانبين يشعران بفرح واكتفاء.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.