الأعدقاء (‏Frenemies‏) والصداقات “السامّة”

تدعى العلاقات السلبية بين المراهقين أحيانا "صداقات سامّة"، وربما سمعتم الكلمة "Frenemy"، أي "الصديق - العدو" أو الصديق السلبي. إذا كنتم قلقين من تأثير صداقات ضارة كهذه على ابنكم، إليكم بعض الخطوات التي يمكنكم القيام بها.

هل تعلمون؟

  • لدى البنات بشكلٍ عامّ صديقة مقرّبة واحدة أو اثنتان، وتستند الصداقات بينهن إلى التعاطف، كشف ما في الداخل، الدعم، والتشجيع.
  • بالمقابل، يميل البنون إلى أن يكونوا على علاقة بمجموعة أكبر من الأصدقاء، يزوّدونهم بالعشرة والمنافسة.
  • تعني هذه الفوارق أن البنين والبنات يميلون إلى القلق من أمور مختلفة. مثلا، يميل البنون إلى الصراعات التي تستند إلى المنافسة، في حين أن البنات يملن إلى المقارنة بينهنّ، ما قد يؤدي إلى شعور غير مريح.

الأصدقاء السلبيون والصداقات الضارة: ماذا عليكم أن تعرفوا؟

قد تصبح الصداقات بين الشبان “سامة” أحيانا. وقد تتطور الصداقات الضارة عندما يكون ابنكم على علاقة مع أصدقاء سلبيين – شبان يتعاملون معه بشكل سيء. فبدلا من أن تجعل ابنكم يشعر حسنًا، وبأنه مُنتمٍ ومحبوب، تؤدي الصداقات الضارة إلى أن يشعر ابنكم بشعور سيء تجاه نفسه والآخرين. تتميز هذه العلاقات في أحيان كثيرة بأشكال مختلفة من الإهانات، المناورات، المقاطعات، والتصرفات المؤذية الأخرى، التي قد يكون بعضها مُلطّفًا أو مُموَّهًا.

تشكل الصداقات بين الشبّان التي تتميز بمشاعر إيجابية، متقبّلة، وداعمة جزءا هاما من طريق ابنكم نحو سن البلوغ. فهي تساعده على تعلم المهارات الاجتماعية والحسية الهامة، مثل كيفية الاهتمام بأفكار الآخرين، مشاعرهم، وخيرهم.

مساعدة ابنكم على تجنب الأصدقاء السلبيين والصداقات الضارة

ساعدوا ابنكم على تجنب هذه الصداقات الضارة: فكروا معا ما هو تعريف الأصدقاء الجيدّين – الأصدقاء الذين يهتمون واحدهم بالآخر، يهمهم أمره، يهتمون بأن يشارك في النشاطات المختلفة، ويتعاملون معه باحترام. يساعد هذا التعريف الأولي ابنكم على فهم من هم الأشخاص الجيّدون ومَن يجدر به أن يُصادِق. يُستحسَن أن تبادروا إلى إجراء محادثة خفيفة حول الموضوع، يشعر فيها ابنكم بارتياح للتعبير عن نفسه.

إذا كنتم تعتقدون أن هناك أصدقاء يمكنهم أن يكونوا مخلصين لابنكم، فحاولوا خلق أكبر عدد من الفرص لكي يلتقي بهم. مثلا، شجعوا ابنكم على المشاركة في نفس الدورات الرياضية، الهوايات، أو النشاطات الأخرى التي يشاركون فيها.

شجعوا ابنكم على أن يكون لديه عدد كبير من الأصدقاء من عدة مجالات، مثلا في المدرسة، الدورات الرياضية أو حركات الشبيبة، أفراد العائلة، والجيران. وهكذا في حال تضررت إحدى صداقاته، يكون لديه أصدقاء آخرون. في حال أخبركم ابنكم بخصام أو جدال مع أحد أصدقائه، يمكن أن تشرحوا له أن العلاقات تتغير كثيرا على مر الوقت، وأن خصاما واحدا لا يعني نهاية الصداقة.

تعرفوا إلى أصدقاء ابنكم لكي تكون لديكم فرصة لمشاهدتهم بهدوء أثناء التفاعل الاجتماعي والتعرّف في الوقت المناسب إلى أمور قد تخلق مشكلة. شجعوا ابنكم على أن يدعو أصدقاءه لزيارتكم، وحاولوا أن تمنحوهم مكانًا يشعرون بحرية التحرك فيه.

تحدثوا مع ابنكم واعرفوا وضعه مع أصدقائه.‏‎ ‎‏أصغوا له، حاولوا ألا تضغطوا عليه، واطرحوا أسئلة مفتوحة. يزداد احتمال أن يرغب ابنكم بالتحدث معكم عن مشاكله عندما يكون التواصل بينكم مفتوحا. يُستحسَن أن تذكروا في المحادثة ماضيكم المتعلق بالصداقات وتجاربكم الشخصية، لكي تساعدوه على رؤية إمكانيات أخرى والشعور بأنكم تتفهمونه. أخبروا ابنكم أن الكثير من صداقات سن المراهقة لا تدوم، وهذا أمر عادي. فهي تهدف إلى مساعدته على فهم قِيَم وخصائص الصداقات التي تهمه وتنمية سلوك اجتماعي لائق ومهارات اجتماعية.

في النهاية، كونوا قدوة ودعوا ابنكم يعرف كيف تُنشئون علاقات إيجابية وتعززونها – مع الأصدقاء، الزوج أو الزوجة، والزملاء في العمل. يتعلم ابنكم من مشاهدة علاقاتكم التي تتضمن الاحترام المتبادل، التعاطف، والطرق الإيجابية لحل النزاعات. يستحسن أيضا أن تخبروا ابنكم عن النزاعات الاجتماعية التي مررتم بها والطرق التي استخدمتموها للتوصل إلى حل.

يُتوقَّع أن يعاني الولد الهادئ والواثق بنفسه أقل من السلوكيات السيئة التي يمارسها الأصدقاء السلبيون. بهدف مساعدة ابنكم على أن يشعر هكذا، شجعوه على التركيز على نقاط قوته وامدحوه عليها. يمكن أن تقترحوا عليه المشاركة في نشاطات لبناء احترام الذات والثقة بالنفس.

مساعدة ابنكم على مواجهة الأصدقاء السلبيين والصداقات الضارة

قبل أن تتدخلوا، يوصى بأن تمنحوا ابنكم فرصة لحل مسائل مختلفة يواجهها مع أصدقائه وحده، لكي يتعلم مهارات الحياة الهامة مثل حل النزاعات، الحزم، وحل المشاكل. رغم ذلك، إليكم بعض الأفكار في حال احتجتم إلى التدخل.

تغيير الصداقات الضارة

إذا أراد ابنكم متابعة صداقاته هذه، عليكم أن تجِدوا معا طرقا لتغييرها. مثلا، هل يستطيع ابنكم أن يكتشف ما الذي أدى إلى المشاكل؟ قد يكون السبب أن الصديق يبدي ملاحظات سلبية كثيرة حول مظهر ابنكم، وهو يواصل فعل ذلك لأن ابنكم لا يقول له بوضوح إنه لا يحب سماع أمور كهذه. شجِّعوا ابنكم على أن يطلب من صديقه التوقف. فأحيانا، كل ما يحتاجه هو بعض الحزم لإيقاف السلوك غير المرغوب به.

يتصرف الأصدقاء السلبيون أحيانا بهذه الطرق لأنهم يحصلون على ردود فعل جيدة. استخدِموا خطوات لحل المشاكل لكي تعرفوا أنتم وابنكم ما الذي يحصل عليه صديقه من هذه السلوكيات السلبية. حاولوا أن تتوصلوا إلى حل معا. يمكن أن يؤدي رد الفعل الذكي، الحزم، أو مجرد مغادرة المكان دون أي رد فعل إلى تغيير الأمر.

إنهاء الصداقات الضارة

إذا كان ابنكم مستعدا للتخلص من هذه الصداقة، عليه أن يقرر كيف يخبر صديقه بقراره. يمكن أن يقول له مثلا: “لا أحب أنك تثرثر عني في غيابي. إذا لم تتوقف، فسوف أبتعد عنك”، أو “أنت تزعجني عندما تهزأ بي؛ أطلب منك التوقف”.

كونوا مستعدين للخصام والعواقب التي سوف تحدث إثر إنهاء الصداقة الضارة. فقد يصعّب الصديق السيء حياة ابنكم. انتبهوا لحدوث مضايقات واستقواء – يمكن أن تحدث وجها لوجه أو عبر الإنترنت أو الهاتف ضمن المجموعات المختلفة. إذا حدث ذلك، اتّصلوا بمدرسة ابنكم لحل المشكلة، وتحدثوا مع ابنكم. ادعموا ابنكم، أصغوا إلى ما يقوله، حاولوا التوصل إلى حلول، واقترحوا عليه التواصل مع خدمات الدعم والاستشارة عند الحاجة.

العثور على أصدقاء جدد

قد يحتاج ابنكم إلى العثور على أصدقاء جدد. قد يخاف ابنكم من فعل ذلك. لذا إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم:

  • شجعوا ابنكم على أن يُعِدّ قائمة بأسماء جميع الأولاد الذين يمكن أن يكونوا أصدقاءه. مثلا، هل يجلس في الاستراحة مع طلاب من صفوف أخرى؟ هل لديه صديق أو صديقان في إطار آخر، مثلا، في دورات الرياضة أو النشاطات التي يشارك فيها في ساعات بعد الظهر؟
  • شجعوا ابنكم على أن يفحص كيف يمكن أن يلتقي أكثر مع هؤلاء الأولاد – الجلوس معا أثناء وجبة الغداء، تحضير الفروض المنزلية معا، أو المشاركة في النشاطات الاجتماعية والرياضية معا.
  • ابحثوا أية دورات تعرضها المدرسة – مثل دورة مسرح، نادٍ رياضيّ، نادي شطرنج، وغير ذلك – إذ يمكن أن يعثر فيها ابنكم على أولاد لديهم مجالات اهتمام مشتركة.
  • كما تستطيعون أنتم أيضا تشجيع ابنكم على إقامة صداقات جديدة: خذوا ابنكم وأصدقاءه إلى المدرسة، ادعوا أصدقاءه إلى بيتكم، أو خذوا ابنكم إلى نشاطات بعد الظهر.

 

مواجهة السلوك السيء الناتج عن الصداقات الضارة

قد يكون سلوك ابنكم متأثرا بشكل سيء بأصدقائه السلبيين أو بالصداقات الضارة. إذا كان يبدو لكم أنه يجب الأمر، ركزوا على كيفية سلوك ابنكم، وليس على شخصيته أو شخصية أصدقائه.

مثلا، يمكن القول: “كل مرة تقضي فيها وقتا مع فريد، تعود إلى البيت غاضبا وقَلِقا”. تركّز هذه العبارة على ما يجب تغييره في الصداقة، وهي أفضل من القول: “لا أفهم أبدا لماذا تعاشر فريدًا”.

قد تكون الصداقات الضارة “إيجابية”، فربما يتعامل صديق ابنكم معه بشكل جيد وتربطهما علاقة قوية، ولكنه يتسبب بأن يتصرف ابنكم بشكل مخالف للقواعد الاجتماعية، مثل السرقة أو شُرب الكحول.

بهدف مواجهة هذه الحالة، يمكن القول: “عندما تقضين أوقاتكِ مع جميلة، تتورطين في مشاكل. إذا واصلتما السرقة، قد تقبض عليكما الشرطة”. يركز هذا القول على عواقب السلوكيات السلبية، ويسمح لابنكم أن يغير سلوكياته، وهو أفضل من القول: “لا أفهم أبدًا لماذا تعاشرين جميلة”.

ما لا يجب فعله

من الأفضل ألا تتشاجروا مباشرةً مع الشبان المتورطين في السلوكيات السلبية وألا تتّصلوا بوالديهم. فقد تؤدي الأمر إلى جعل حالة ابنكم أسوأ. ولكن في حالات معينة – مثلا، عندما تكون المخدرات مشمولة – قد تحتاجون إلى الاتصال بالوالدين أو ببالغين آخرين.

يُفضَّل ألا تمنعوا ابنكم من الالتقاء مع الأصدقاء وألّا تنتقدوهم أمامه، لأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، إذ تجعل ابنكم يشعر ابنكم بأنه أقرب إلى هؤلاء الأصدقاء.

إذا كنتم تخشون من تأثيرات أصدقاء ابنكم على سلوكه، تذكروا أنكم أنتم الذين تؤثرون في قرارات ابنكم على الأمد البعيد، مثل اختيار المهنة، القِيَم، والمقاييس الأخلاقية. يُرجَّح أن يؤثر أصدقاؤه في قرارته على الأمد القصير، مثل المظهر الخارجي ومجالات الاهتمام.

قد تؤدي المشاكل في العلاقات والانفصال إلى أعمال استقواء أحيانا. ومن الصعب أحيانا تمييز الاستقواء في سن المراهقة  أو الاستقواء عبر الإنترنت ضمن مجموعات اجتماعية، لذا يُستحسَن البحث جيدا عن العلامات الدالّة على ذلك بعد انتهاء صداقة ضارّة.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.