الثقة بالنفس لدى الشبّان

ينجح الشبان ذوو الثقة بالنفس والحصانة النفسية في مواجهة الحالات الصعبة بشكل أفضل، فضلا عن التعافي بسهولة من الفترات المثيرة للتحدي. هكذا تساعدون ابنكم على أن يبني ثقته بالنفس ويركز على الجهود التي يبذلها بدلا من التركيز على النتائج.

الثقة بالنفس والحصانة النفسية: المبادئ الأساسية

الثقة بالنفس هي الإيمان بأنني قادر على النجاح في حالات ومهام مثيرة للتحدي، الاستعداد للمواجهة، والتعبير أيضا عن القدرات حتى في الحالات التي لا يكون فيها النجاح مؤكدا. هناك علاقة بين الثقة بالذات واحترام الذات، أي أن تشعروا بشعور جيد تجاه أنفسكم وتعرفوا أنكم جديرون بالاحترام والتقدير. رغم هذا، ليس من المؤكد أن تشعروا بالضرورة بثقة بالنفس كل الوقت عندما يكون احترامكم للذات مرتفعا.

الحصانة النفسية هي القدرة على التعافي  من التجارب الصعبة ومواجهة حالات معقدة أو مثيرة للضغط. هناك علاقة بين الثقة بالنفس والحصانة النفسية. إذا كان ابنكم يتمتع بحصانة نفسية، وكان يعلم أنه قادر على المواجهة حتى عندما تصبح التحدّيات أصعب، يصبح واثقا أكثر بقدرته على التغلب على حالات صعبة ويواصل مواجهتها حتى إذا لم ينجح. هذه حلقة إيجابية.

لماذا من المهم بناء الثقة بالنفس لدى الشبّان

تساعد الثقة بالنفس المراهقين على اتخاذ قرارات آمنة تستند إلى المعلومات. قد يتجنب المراهقون ذوو الثقة بالذات الأشخاص أو الحالات التي لا تناسبهم، لا ينجرون وراء الآراء والتأثيرات التي لا يرغبون بها، وقد ينجحون في العثور على أشخاص وحالات أفضل.

إذا كان ابنكم يتمتع بثقة ذاتية، من المتوقع أن يكون أكثر حزما، إيجابية، مشاركة، حماسا، ومواظبة حتى عندما يتعرض لحالات فشل لا يمكن تجنبها. مثلا، تكون شابة بعد انفصالها عن صديقها حزينة لوقت معين، ثم تدرك أنه يمكنها التعافي من الحزن والتركيز على الجوانب الإيجابية في حياتها مثل الأصدقاء والعائلة. من جهة أخرى، الشابة التي ليست واثقة بنفسها وبقدرتها على إقامة علاقات تكون حزينة أكثر، حتى أنها تتهم نفسها، ما قد يؤثر في احترامها للذات، ويجعلها تؤمن أنها ليست جديرة بأن يرغب شاب آخر بإقامة علاقة معها.

يتوقع ألا ينضم الشبان الذين يتمتعون بثقة ذاتية منخفضة إلى النشاطات، أن يقضوا معظم الوقت في الصف، يخضعوا للضغط الاجتماعي، ولا يجرأوا على التعبير عن رأيهم أو الثبات عليه. قد يتوقع الطفل الذي يتمتع بثقة ذاتية منخفضة أنه سيفشل بكل عمل يقوم به، أو قد لا يبذل جهدا أكثر عندما يصبح الوضع مثيرا للتحدي أو معقدا أكثر. فهو قد يتجنب المواجهة مسبقا، أو قد يؤجل محاولاته.

كيف تساعدون ابنكم على بناء ثقة بالنفس وحصانة نفسية

إليكم بعض الأفكار التي ستُساعدكم على بناء ثقة بالنفس وحصانة نفسية لدى ابنكم.

كونوا عمليين

ابحثوا عن الأمور العملية والإيجابية التي في وسع ابنكم القيام بها لكي يبني مهارات هامة ويزيد احتمالات نجاحه. مثلا، يمكن أن تقولوا له: “مهران، كلما تدربتَ أكثر، تتحسن قدراتك. إذا كنت ترغب في المشاركة في مُنتخب كرة السلة، يُستحسَن أن تصغي جيدا إلى المدرّب وإلى تعليماته، وأن تتدرب بين التدريبات”.

أتيحوا لابنكم أن يجرّب أمورا جديدة

إذا جرّب ابنكم أمورا مختلفة، فسوف يكتشف ما الذي يُحسن القيام به وما الذي يُحبه. ساعدوا ابنكم على التعرف على نفسه وعلى قبول ما هو عليه. كذلك، من المهم أن يعرف ابنكم أن معظم الأشخاص يهتمون وينجحون في جزء من الأمور، ولا يرغبون أو لا ينجحون في كل الأمور الأخرى، وهذا أمر عادي. ففي نهاية المطاف، هناك اختلاف بين الأشخاص! العالم متنوع ويتطلب أشخاصا ذوي مجالات اهتمام وأعمال مختلفة. وليس من الضروري أن يكون الجميع رياضيين، خبراء حاسوب، أو عارضي أزياء! يُرجَّح أن نكون سعداء أكثر إذا اخترنا العمل في مجال يلائم ميولنا.

شجعوا ابنكم على متابعة المحاولة

إذا فشل ابنكم في عمل ما، ساعدوه على أن يعرف أن الجميع يخطئ. أخبروه عن حالات كنتم فشلتم فيها أو كان عليكم المتابعة والمحاولة حتى نجحتم. مَن لا يحاول لا ينجح.

كذلك، ليس من الضروري أن تنجحوا في أمر ما منذ المرة الأولى. مثلا، عند تعلّم ركوب درّاجة هوائيّة، إذا واصل المتدرب المحاولة سوف ينجح أكثر فأكثر.

أعربوا عن ثقتكم بقدراتكم

كونوا قدوة ودعوا ابنكم يعرف كيف تديرون أموركم. مثلا، أخبروه ماذا ستفعلون بهدف النجاح في المهمة التي أمامكم. إذا لم تنجحوا، أظهروا له حصانة نفسية وتحدثوا معه ما سوف تجربونه في المرة القادمة، أو كيف سوف تواصلون محاولاتكم؛ يمكن أن تتحدثوا عن أمور قمتم بها رغم أنها كانت تبدو في البداية مخيفة أو صعبة، وشاركوا ابنكم بأنكم واجهتم مراحل مثيرة للتحدي كنتم بحاجة فيها إلى حصانة نفسية وكان قلقكم طبيعيا، ولكن لا يجب أن تدعوا الخوف يشلّكم.

شجّعوا ابنكم على التصرف بثقة

بهدف أن تكونوا واثقين بأنفسكم، حاولوا أن تتصرفوا بشكل يعبّر عن الثقة. اقترحوا على ابنكم أن يتواصل بصريّا مع الآخرين، أن يتحدث أمامهم ويعبّر عن مواقفه، يفعل ما يحب ولا يتنازل عن رغباته مسبقا، يحاول ألا يركّز على ما لا يستطيع القيام به، ويبتعد عن حالات يعرف أنها سيئة له.

تدرّبوا على المهارات الاجتماعية

إذا كان ابنكم يشعر بخوف في حالات اجتماعية، فقد يحتاج إلى بعض التوجيه. وضحوا له كيف يبني ثقته بالذات، مثل الوقوف، الابتسامة، التواصل مع الآخرين، المبادرة والتعبير عن اهتماماته في مجالات أخرى، والانضمام إلى المحادثات.

امدحوا ابنكم على محاولاته

إذا اجتاز ابنكم امتحانا، مقابلة، أو لعبة، ولم ينجح كما توقع، امدحوه على الجهود التي بذلها. يمكن أن تقترحوا عليه بعض الأفكار للتغيير في المرة القادمة. شجعوه على جهوده، أكثر من تشجيعه على حصوله على علامة عالية دون أن يدرس. في أحيان كثيرة، تكون الطريقة أهم من النتيجة، كما يكون مدى الجدية والمتعة أكبر. تذكروا أن تطلب الكمال (Perfectionism) يضرّ بالثقة بالنفس ويجعل الفرد يتجنب القيام بأعمال، لذا ساعدوا ابنكم على قبول نقاط الضعف وادعموه.

تتعزز الثقة بالذات عندما نرضى بكل خصائصنا، بما فيها نقاط الضعف، ونكون مستعدين “للمخاطرة” بكشف نقاط ضعفنا، عدم النجاح، معارضة بعض الأشخاص رأينا، أو عدم محبتهم لنا. عندما نخجل ونخفي أجزاء من ذاتنا، نفقد ثقتنا بالنفس. بالمقابل، عندما نعترف بنفسنا ونحبها، تزداد ثقتنا الذاتية. يحتاج ابنكم المراهق إلى علاقات جيدة وداعمة معكم، لكي يشعر بالثقة بالنفس خلال مواجهته للتحديات في سن المراهقة. يمكن بناء علاقات كهذه إذا كان تواصلكم مفتوحا وكنتم على تواصل مع ابنكم. عندما تدعمون ابنكم وتؤمنون به، ولا تتوقعون منه أن يكون شخصا آخر، أنتم تشجعون ثقته بالنفس.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.