القلق لدى الشبّان

يشعر الكثير من الشبّان بقلق في مرحلة معينة. مرحلة المراهقة غنية بالتجارب والتحديات الجديدة. ساعدوا ابنكم على تعلم مهارة حياتية هامة - كيفية مواجهة القلق والمخاوف.

ما هو القلق؟

القلق هو  رد فعل طبيعي لحالات مثيرة للتحدي. يشعر الجميع بقلق أحيانا، لا سيما عندما يواجهون حالات غير معروفة، خطيرة، أو مثيرة للضغط. يمكن أن يشمل القلق علامات جسمانية مثل اضطرابات في البطن، نبض سريع و/أو قوي، تعرّق متزايد، شعور بضيق التنفُّس، توتر، انزعاج، أو “عصبية”.

القلق لدى الشبّان

عندما يصبح الأولاد مراهقين، تصبح حدودهم أوسع. فهم يواجهون تحديات وفرصا جديدة. وهم يرغبون أكثر في الاستقلالية وتطرأ تغييرات على دماغهم. بسبب كل هذه التغييرات، قد تكون مرحلة المراهقة فترة مثيرة للضغط كثيرا، ما قد يؤدي إلى القلق.

مثلا، يميل الشبّان إلى القلق بسبب انتقالهم إلى المدرسة الإعدادية، مظهرهم، كيفية اندماجهم في المجتمع، النجاح في الامتحانات، المشاركة في المسرحية في المدرسة، أو في حفلة نهاية السنة في المدرسة. قد يخشون أحيان بشكل غير منطقي من نهاية العالم. كذلك، كلما ازدادت استقلاليتهم، قد يبدأون بالخوف من تحمل مسؤولية أعمالهم، ومن الحاجة إلى العثور على عمل أو القبول لدراسة موضوع ما في الجامعة.

لدى معظم الشبّان، القلق هو جزء من المشاعر الطبيعية. بشكلٍ عامّ، يكون القلق مؤقتا وعابرا. القلق لدى الشبّان ليس سيئا دائما. فالشعور بالقلق يساعد على حماية الشبّان، وهكذا يفكرون في حالتهم. كما أنّ القلق وسيلة ناجعة لتحفيز الشبّان، حتى يقدّموا أفضل ما لديهم. وهو يساعدهم على التخطيط لحالات مثيرة للتحدي، مثل التحدث أمام جمهور أو المشاركة في مباريات رياضية هامة.‎ ‎‏ في الواقع، يؤثر القلق المسيطَر عليه في تحسين الإنجازات، ولكن عندما لا يمكن السيطرة عليه وتزداد قوته، قد تتضرر إنجازات ابنكم، وقد يعاني من ضائقة.

من المهم أن تعرفوا أن العلاقات العائلية القوية والداعمة قد تحمي الشبّان من التعرض لمشاكل نفسية أو اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق.

مواجهة القلق: كيفية مساعدة الشبّان

القدرة على مواجهة القلق هي مهارة مهمة في الحياة. إذا أبدى ابنكم علامات على القلق، يمكن أن تدعموه بعدة طرق.

كيف تساعدون ابنكم على مواجهة الخوف

  • اعترِفوا بخوف ابنكم – لا تتعاملوا معه كشيء عادي أو تتجاهلوه. من المهم أن يشعر ابنكم أنكم تتعاملون معه بجدية وتؤمنون أنه يستطيع التغلب على مخاوفه. كذلك، من المهم أن يعرف أنكم إلى جانبه ومستعدّون لدعمه. من المهم جدا أن تقولوا لابنكم إن القلق الذي يعاني منه طبيعي ومفهوم، وإنه لا داعي للشعور بالذنب. رغم ذلك، في حال كان القلق غير ملائم للوضع بشكل واضح وكان يُلحِق ضررا بأداء ابنكم (مثلا، ولد يعاني من مشاكل في النظر ويرفض استخدام النظارات خوفا من ردود فعل زملائه)، عليكم مساعدته على معرفة أنه يعمل بشكل خاطئ ومنحه أدوات للمواجهة.
  • شجعوا ابنكم بلطف أن يقوم بالأشياء التي يخاف منها، ولكن لا تدفعوه للقيام بأمور لا يرغب بها. اعرضوا عليه المساعدة فقط إذا شعر بقلق حقًّا.
  • ساعدوه على أن يضع أهدافا صغيرة أثناء مواجهة الحالات التي تسبب له القلق. شجعوه على أن يلتزم بهذه الأهداف، ولكن لا تتدخلوا في وقت باكر جدا أو تتحملوا المسؤولية. مثلا، قد يشعر ابنكم بالقلق من الوقوف أمام جمهور. أولا، اقترحوا عليه أن يتدرب على ما سوف يقوله أمام العائلة.
  • حاولوا ألا تكبّروا الموضوع إذا تجنب ابنكم المشاركة في حالة معينة بسبب القلق. أخبروه أنكم تؤمنون بقدراته على مواجهة القلق في المستقبل، وأنّ عليه أن يعمل على ذلك تدريجيا. احتفِلوا بالخطوات التي يقوم بها من أجل التقدّم، مهما كانت صغيرة.
  • تذكروا أنه عندما يتجنب ابنكم حالات معينة بسبب القلق، قد يؤدي الأمر إلى الإضرار بنموّه وأدائه. قد تتعاطفون كثيرًا كوالدين مع صعوبات ابنكم، ونتيجةً لذلك تتعاونون مع ابنكم في تهرّبه. لا تصب هذه الخطوة في مصلحة ابنكم، لذا عليكم أن تعرفوا متى تسمحون لابنكم بأن “يتعاون مع قلقه” بطريقة تؤذيه. يحتاج ابنكم إلى موقف واضح، توجيه، ودعم من جهتكم بهدف التغلب على مخاوفه.


مساعدة ابنكم على البحث وعلى فهم مشاعره

  • أخبروا ابنكم أن القلق أمر طبيعي. أخبِروه بقلقكم كبالغين، وأخبروه أن الكثير من البالغين يشعرون بقلق أيضا. وأوضحوا له أنكم تعرفون أن هناك أسبابا حقيقية ومفهومة للقلق لديه، وأنها منطقية.
  • ساعدوا ابنكم على معرفة أنه من الطبيعي أن يشعر بمشاعر مختلفة، وأن هذه المشاعر قد تكون قوية جدًّا.
  • أصغوا لابنكم بشكل فعّال. يساعد الإصغاء ابنكم على التعرف إلى أفكاره ومشاعره – ويشكل هذا خطوة أولى نحو مواجهتها.
  • إذا كان يصعب على ابنكم التعبير عن قلقه، اقترحوا عليه أن يكتبها في يوميات أو في مدونة. قد تساعد كتابة الأفكار والمشاعر حول القلق.


اغمروا ابنكم بالمحبة والدعم

  • بيّنوا محبتكم لابنكم – احضنوه وأخبروه أنكم تحبونه دائمًا. فدعمكم ومحبتكم يساعدان على تقليل الخوف.
  • لا تُعرِّفوا ابنكم على أنه “خجول” أو “خائف”.
  • حاولوا أن تكونوا قدوة شخصية حسنة وتبيّنوا له كيف تواجهون الضغط والقلق اللذَين تشعرون بهما.


التفكير في الحياة العائلية والروتين العائلي

تلقي المُساعَدة

إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يحتاج إلى مساعدة لمواجهة القلق، توجهوا لتلقي المساعدة المهنية في أسرع وقت. قد تشعرون بعدم ارتياح عند التحدث مع ابنكم عن القلق أو المشاكل النفسية الأخرى، ولكن البدء بالمحادثة معه يسمح لكم بالتحدث معكم وإبلاغكم بشعوره.كما أن ابنكم يحتاج إلى دعمكم للحصول على المساعدة المهنية.

يمكن التوجه إلى الجهات التالية:

  • مستشار المدرسة
  • اختصاصيين نفسيين ومستشارين
  • طبيب الأطفال أو طبيب العائلة – تذكروا أن المراهقين يشعرون أحيانا بارتياح أكبر في التحدث مع الطبيب الذي لا يعالجكم أنتم الوالدين، طبيب أصغر سنّا، أو طبيب من الجنس نفسه
  • خدمات الصحة النفسيّة في المجتمع المحلي

قد لا يرغب ابنكم في التحدث معكم عن مشاعره، حتى إنه يمكن أن يقول لكم إن كل شيء على ما يرام. إذا حدث ذلك، اقترحوا عليه التحدث مع بالغ آخر أو التوجه إلى خدمة “عيران” على هاتف رقم ‏1201‏.

مشاكل واضطرابات القلق

يمر معظم حالات القلق تلقائيا وبسرعة، ويمكن أن يحدث هذا خلال يوم أو حتى بضع ساعات أحيانا. مشاكل القلق هي ما يحدث عندما تكون مشاعر القلق:

  • مكثفة جدا
  • تستمر طيلة أسابيع، أشهر، وحتى أكثر
  • تؤثر في قدرة المراهق على التعلم، الالتقاء بالأصدقاء، والتمتع بالحياة اليومية

قد يُشخّص اختصاصي الصحّة النفسية مشكلة القلق كاضطراب قلق – أحد أنواع الاضطراب النفسي.

إذا كنتم تخشون من أن ابنكم يعاني من مشكلة أو اضطراب القلق، افحصوا الأمور التالية:

  • هل يمنع القلق ابني مِن أن يقوم بأشياء يرغب فيها؟ هل يُؤثر في حياته الاجتماعية، فروضه المدرسية، أو حياته العائلية؟
  • كيف يتصرف مقارنة بالشبّان الآخرين في مِثل سنّه؟
  • هل يعاني ابني كثيرًا من مشاعر القلق؟
  • هل يعاني ابني من القلق بسبب حالة جديدة تختلف عن الروتين الاعتيادي؟

إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يعاني من مشكلة القلق، يُستحسن التوجه لتلقي مساعدة مهنية. كما يمكنكم قراءة المقال مشاكل واضطرابات القلق.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.