اضطرابات القلق لدى الشبّان

اضطرابات القلق لدى الشبّان هي مشكلة نفسية تؤثر في طريقة تفكير الشبّان، شعورهم، وسلوكهم. إذا لاحظتم إحدى العلامات التحذيرية لاضطراب القلق لدى ابنكم، يُستحسن التوجه لتلقي مساعدة مهنية.

هل تعلمون؟

  • تُعتبَر اضطرابات القلق من بين الاضطرابات الأكثر شيوعا لدى الشبّان في البلاد والعالم.
  • القلق الاجتماعي شائع لدى البنات أكثر من البنين.

القلق الطبيعي، مشاكل القلق، واضطرابات القلق لدى المراهقين

يمر معظم حالات القلق الطبيعية تلقائيا وبسرعة، ويمكن أن يحدث هذا خلال يوم أو حتى بضع ساعات أحيانا. مشكلة القلق أو اضطراب القلق هي ما يحدث عندما تكون مشاعر القلق:

  • متواصلة بشكل مكثّف وحاد
  • تستمر طيلة أسابيع، أشهر، وحتى أكثر
  • تؤثر كثيرًا إلى درجة أنها تُلحق ضررا بالأداء اليومي وتؤدي إلى صعوبات دراسية، اجتماعية، وصعوبات في النشاطات اليومية (عادات الأكل والنوم بشكل منتظم، إنجاز المهام في البيت، وغيرها).

قد تؤثر اضطرابات القلق بشكل سيء جدّا في الشبّان، الذين لا يزالون يجتازون عمليات نموّ. وإذا لم تتم معالجتها، قد تؤثر هذه الاضطرابات لدى الشبّان على الأمد البعيد في الصحة والنموّ النفسي. القلق الطبيعي هو شعور يُتوقَّع ظهوره لدى الشبّان. في الواقع، قد يكون القلق مفيدا. اقرأوا المقال التالي للحصول على مزيد من المعلومات القلق لدى الشبّان.

أعراض مشاكل القلق واضطرابات القلق لدى المراهقين

تحدثوا مع ابنكم وتوجهوا لتلقي مساعدة مهنية إذا ظهرت لدى ابنكم أعراض عاطفية، سلوكية، جسمانية، وتفكيرية لأكثر من أسبوعَين. ليس بالضرورة أن تظهر كل الأعراض في حال حدوث مشكلة.

الأعراض العاطفية والسلوكية

ابنكم قد:

  • يشعر بعصبية، توتر، وعدم هدوء كل الوقت، ولا ينجح في التوقف عن القلق أو السيطرة على قلقه – يبدو أنه لا ينجح في أن يهدأ
  • يكون حساسا جدًّا عندما يسمع انتقادات أو يعرف نفسه بشكل جيّد، أو قد لا يشعر بارتياح في حالات اجتماعية
  • يتوقع دائما أن تحدث أسوأ الحالات، يقلق أكثر من اللازم – أو بشكل مُبالَغ به -بسبب المشاكل أو الحالات المختلفة
  • يتجنب حالات خطيرة أو جديدة، أو يصعب عليه أن يواجه التحديات الجديدة
  • ينطوي على نفسه، يشعر بالخجل كثيرًا، أو يتجنب النشاطات الاجتماعية
  • يشعر أن عليه القيام بعمل معين بشكل متكرر طوال اليوم (غسل اليدين عدة مرات، لمس الأغراض بشكل متكرر، ترتيب أغراضه بشكل متناسق، وغير ذلك)
  • يفكّر أفكارًا ويتخيل حالات بشكل قهري ويقول إنه لا يمكنه إخراجها من رأسه


الأعراض الجسمانية

ابنكم قد:

  • يعاني من تيبّس العضلات أو آلام العضلات
  • يدخل إلى المرحاض أكثر من المعتاد للتبول أو التبرز
  • يعاني من نبض سريع، صداع، آلام في البطن، أو غثيان
  • يعاني من مشاكل في النوم – صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا أو الاستيقاظ مبكرا.
  • يشعر بالتعب المتواصل


الأعراض المتعلقة بالتفكير

ابنكم قد:

  • يصعب عليه التركيز
  • ينسى كثيرًا أو يتشتت انتباهه بسرعة
  • يؤجل القيام بالنشاطات – مثلا، يصعب عليه أن يبدأ أو ينهي فروضه المنزلية.

يمكن أن يساعد اختصاصيون مختلفون، منهم طبيب الأطفال ومستشار المدرسة. كذلك يمكن أن تتحدثوا مع أفراد العائلة أو والدين آخرين.

من الصعب أحيان اكتشاف مشكلة القلق لدى الشبّان، لأن الكثيرين منهم ينجحون جيدا في إخفاء مشاعرهم وأفكارهم. فقد يخفون مشاعرهم من خلال التصرف العدائي أو الانطواء على أنفسهم. هناك أنواع مختلفة من اضطرابات القلق لدى الشبّان، ولا تظهر لدى جميعهم الأعراض ذاتها.

تلقي المُساعَدة المهنية

قد تشعرون بعدم ارتياح في التحدث مع ابنكم عن المشاكل النفسية، ولكن قد لا يزول اضطراب القلق تلقائيا، لذا فإنّ الخطوة الأفضل هي التوجه لتلقي مساعدة في أسرع وقت ممكن. يمكن الحصول على مُساعَدة مهنية من:

  • طبيبكم، الذي يمكنه أن يوجهكم إلى الخدمات الأفضل لعائلتكم
  • مستشار المدرسة
  • اختصاصيين نفسيين (يمكن الحصول على تفاصيل عبر صندوق المرضى)
  • طبيب نفسي للأطفال
  • استشارة هاتفية – اتصلوا بمركز “عيران” على هاتف ‏1201‏
  • مركز الخدمات الاجتماعيّة في المجتمع المحلي

إحدى المشاكل الكبيرة المتعلقة باضطراب القلق هي أن مَن يعاني منه يتجنب أية خطوة تسبب القلق – بما في ذلك العلاج نفسه. في أحيان كثيرة، ينكر الأولاد مشكلة القلق رغبة منهم في تجنب مواجهتها. يعود سبب هذا التجنب إلى أنه خلال علاج مشكلة القلق، هناك حاجة في أحيان كثيرة إلى مواجهة السبب المثير للقلق، ونتيجة لذلك يظهر تفاقم مؤقت في الأعراض. “تفاقم” الوضع هذا طبيعي، ويحدث غالبا في بداية العلاج الذي يحسّن الوضع كثيرًا في النهاية. المساعدة المهنية لعلاج القلق ضرورية لنموّ ابنكم النفسي. جِدوا الإمكانيات العلاجية الملائمة لابنكم، لكي يعرف أنكم تهتمون به وأنه ليس وحده.

يستجيب معظم حالات القلق جيدا للعلاج، لا سيما إذا تم علاجها فورا. يركّز العلاج النفسي غالبا على استراتيجيات تساعد الشبّان على مواجهة القلق – أي أنهم يتعلمون مواجهة القلق بدلا من تجنبه. في معظم الحالات، لا يتعين على الشابّ تلقي علاج دوائي، ولكن في ظروف معينة قد يحصل على وصفة طبية من مختصّ.

قد لا يرغب ابنكم في التحدث معكم عن مشاعره، حتى إنه يمكن أن يقول لكم إن كل شيء على ما يرام. إذا حدث ذلك، اقترحوا عليه التحدث مع بالغ آخر أو التوجه إلى خدمة “عيران” على هاتف رقم ‏1201‏.

دعم ابنكم في المنزل

تؤثر العلاقات الجيدة بين الوالدين والمراهقين في الصحة النفسية لدى الشبّان. يمكن أن يساعد الشعور بالانتماء إلى العائلة والأصدقاء في حماية الشبّان من مشاكل نفسية مثل اضطرابات القلق. يؤثر دعمكم وعلاقتكم مع ابنكم في صحته النفسية بشكل إيجابي ومباشر.

إذا أبدى ابنكم علامات على القلق، يمكن أن تدعموه بعدة طرق رئيسية. إذا كان ابنكم يتلقى علاجا لقلقه لدى خبير، افحصوا معه كيف تساعدون ابنكم.

  • اعترِفوا بقلق ابنكم – لا تتعاملوا معه كشيء عادي أو تتجاهلوه. بيّنوا له أنكم تدعمونه وأنكم مستعدون لمساعدته.
  • شجعوا ابنكم بلطف على أن يقوم بالأشياء التي يخاف منها، مع دعم ملائم وفي جوّ آمن قدر الإمكان، ولكن لا تضغطوا عليه وتدفعوه للتواجد في أوضاع لا يريدها. رغم ذلك، في حالات القلق الخطير الذي يُلحق ضررا حادا بالأداء، قد يتضمن جزء من العلاج الذي يوصي به الاختصاصيون اتخاذ موقف واضح وصارم مع ابنكم يتطلب القيام بأعمال معينة. في مثل هذه الحالات، من المهم أن يرافقكم أنتم وابنكم اختصاصي بهدف بلورة موقف ملائم مع الوالدين.
  • امدحوا ابنكم لأنه يبذل جهدا لمواجهة حالة معينة يخاف منها.
  • لا تُعرِّفوا ابنكم على أنه “خجول” أو “خائف”. حاولوا أن تتعاملوا معه بصفته “شجاعا” أو أية كلمة إيجابية أخرى. الأهم هو أن ابنكم يحاول التغلب على صعوباته.
  • حاولوا أن تكونوا قدوة شخصية حسنة وتبيّنوا له كيف تواجهون الضغط والقلق اللذَين تشعرون بهما. إذا كنتم تعانون أنتم من اضطراب القلق (حالة شائعة جدا لدى والدين يعاني أولادهم من القلق)، عليكم التوجه إلى اختصاصي لمعالجة القلق لديكم. يجدر بكم أن تتذكروا أن الوالدين الذين يعانون من قلق غير متوازن ينجحون أقل في مساعدة ابنهم الذي يعاني من القلق.

التعافي من مشاكل أو اضطرابات القلق

يتضمن تعافي ابنكم من القلق بعض التقلّبات كما يبدو. يميل الكثير من الشبّان الذين يعانون من القلق إلى اختبار نوبة جديدة، أو إلى مواجهة جزء من أعراضه في المستقبل. لدى بعض الشبّان، يكون الأمر عبارة عن اضطراب مزمن يستمر بشكل متقطّع طوال الحياة. في حال كانت هذه حالة ابنكم، هناك أهمية كبيرة للمرافقة المهنية بهدف الحفاظ على مستوى منخفض من القلق.

لا أحد مسؤول عن التراجع.شجعوا ابنكم على أن يواصل الحصول على دعم مهني، يساعده على العثور على طرق جديدة لمواجهة مشاعر وأفكار القلق.

عليكم مساعدته على تطوير الثقة بقدرته على التغلب على القلق. كذلك، عليكم أن تتابعوا ابنكم وتبحثوا عن علامات تحذيرية إضافية قد تشير إلى تدهور وضعه.

أنواع مشاكل القلق واضطرابات القلق لدى المراهقين

هناك أنواع مختلفة من مشاكل القلق التي يُعرّفها الاختصاصيون كاضطراب:

  • القلق الاجتماعي هو قلق قوي من أوضاع اجتماعية معيّنة أو من التعرض لانتقادات ومشاعر مُحرِجة بين الناس.
  • اضطراب القلق العام هو اضطراب مُبالَغ فيه وقلق من حالات يومية كثيرة، ليست محددة بشكل خاص. ترافق هذا الاضطراب غالبًا أعراض جسمانية مثل الصداع، آلام البطن، وصعوبة النوم.
  • حالات الرهاب الخاصة هي خوف شديد من حالات أو أشياء معينة – مثلا، الخوف من الكلاب أو الأماكن المرتفعة.
  • اضطراب الهلعهو اضطراب متكرر وغير متوقع من نوبات الهلع. تشمل نوبات الهلع شعورًا قويًّا بالخوف أو القلق الذي يظهر فجأة دون سبب واضح. تشمل هذه النوبات أعراض جسمانية مثل الشعور بالاختناق، الآلام في الصدر، النبض السريع، وغير ذلك. في أحيان كثيرة، لا سيما في بداية الاضطراب قبل أن يبدأ المُعَالج بمعرفة طبيعة النوبات، هناك توجهات كثيرة لتلقي المساعدة إلى المستشفى أو إلى صندوق المرضى خوفا من وجود مشكلة جسمانية.
  • رُهاب الأماكن المغلقة هو الخوف من حالات يصعب فيها الهرب أو الحصول على مساعدة إذا طرأت مشكلة.
  • اضطراب قلق الانفصال هو خوف شديد من الابتعاد عن المنزل أو عن شخص محبوب، حتى في الأحداث اليومية.
  • الصمت الاختياري يمنع الأولاد من التحدث في أوضاع اجتماعية معينة، مثلا في الروضة أو المدرسة. يؤثر هذا القلق الاجتماعي عادةً في الأولاد الصغار، وليس في الشبّان. يُعتبَر هذا الاضطراب اضطراب قلق اجتماعي ذا خطورة عالية جدًا.

قد يُشخَّص لدى الشبّان نوع واحد من اضطرابات القلق أو أكثر. قد يظهر القلق إضافة إلى مشاكل جسمانية أو نفسية أخرى، مثل الاكتئاب.

عوامل خطر لتطور مشاكل واضطرابات القلق لدى الشبّان

عوامل الخطر هي عوامل قد تجعل الشبّان حساسين أو مُعرَّضين أكثر للإصابة بالقلق. مثلا:

  • عوامل وراثية – أي التاريخ العائلي بشأن المشاكل النفسية
  • عوامل شخصية – مثل الحساسية المفرطة
  • عوامل بيئية – مثل الضغط أو حالة مثيرة للضغط بشكل خاص في حياة ابنكم
  • عوامل أخرى – مثل المرض الجسدي المتواصل

يتبين من الأبحاث أن اضطراب القلق في سن صغيرة جدا قد يزيد خطر أن يطوّر ابنكم اكتئابا سريريا خلال سن المراهقة. لا يطوّر كل ولد لديه عوامل الخطر هذه اضطراب القلق.

هناك عوامل خطر كثيرة لتطوير اضطرابات القلق لدى الشبّان لا يمكنكم أن تتحكموا فيها، ولكن يمكنكم القيام بأمور كثيرة لتحسين صحة ابنكم النفسية وتقليل الخطر. لمزيد من المعلومات، اقرأوا المقال عن الصحة النفسيّة لدى الشبّان.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.