علاج الصحة النفسية لدى الشبّان

يتفاوت علاج المشاكل النفسية للمراهقين وفق الأعراض والتشخيص.يصف المرشد التالي إمكانيات العلاج الأساسية للمشاكل النفسية لدى الشبّان.

التشخيص وبرامج العلاج للصعوبات النفسية لدى الشبّان

التشخيص والتقييم

تشخيص أعراض الصعوبة النفسية لدى ابنكم وتقييمها يساعدكم أنتم وابنكم على اختيار العلاج الملائم.يُفترَض أن يساعدكم تشخيص الحالة النفسية من قبل معالج مؤهل (اختصاصي نفسي، طبيب نفسي، أو عامل اجتماعي سريري) على فهم الأعراض التي تظهر لدى ابنكم والتعرف إلى الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى تدهور الوضع أو العقبات التي تعيق تحسن حالته.

إذا كنتم تشكّون في أن ابنكم يعاني من مشكلة نفسية، توجهوا إلى طبيب الأطفال للحصول على مساعدة أولية. قد يعطيكم طبيب الأطفال إحالة، وفق الحاجة، إلى طبيب نفسي مختص بالمراهقين، أو إلى اختصاصي آخر خبير بالصحة النفسية، مثل الاختصاصي النفسي.

برامج العلاج

يساعد تقييم حالة ابنكم النفسية على بلورة برنامج علاج يهدف إلى تحسين حالة ابنكم وتقليص الأعراض لديه. على البرنامج أن يركّز على منحكم، أنتم وابنكم، أدوات تهدف إلى تحسين حصانته النفسية، من خلال تقليص العوامل التي تفاقم حالته النفسية.

كجزء من البرنامج العلاجي، قد يوصي خبير الصحة النفسية بنوع معين من العلاج النفسي، الدوائي، أو دمج بينهما. يتضمن العلاج غالبا مشاركة الوالدين وتقييمًا عائليا، إذ إن المبنى العائلي وعلاقات ابنكم معكم تؤثر إلى حد كبير في نتائج العلاج أيا كان.  اسألوا أسئلة واكتبوا الإجابات التي تحصلون عليها من الاختصاصي، لكي تفهموا العلاج أو الطرق التي يقترحها من أجل ابنكم.

أنواع العلاجات للشبّان

نقدم لكم بعض العلاجات الشائعة الملائمة للشبّان.

العلاج الداعم:

هذا علاج من نوع “العلاجات بالحديث”. يُقدِّم هذا العلاج غالبا مستشار المدرسة أو اختصاصي مؤهل آخر.  ضمن هذا النوع من العلاج، يتحدث ابنكم والمُعالِج عن حالة ابنكم بشكل موضوعي، من خلال تقديم النصائح والتوجيه العملي. خلافا للمعالَجة النفسية الكلاسيكية، لا يركز العلاج الداعم على عمليات نفسية عميقة متعلقة باللا وعي، بل يركّز على تقديم النصائح لإدارة ناجعة أكثر والعثور على حلول للصعوبات القائمة في الحياة اليومية.

العلاج النفسي

يستند العلاج النفسي إلى محادثات مع المُعَالِج، غالبًا مع اختصاصي نفسي، طبيب نفسي، أو عامل اجتماعي سريري. وهدفه مساعدة ابنكم على مواجهة مشاكله بشكل أفضل والسماح له بإنشاء آليات حصانة يمكن أن يستخدمها في المستقبل، بعد انتهاء العلاج. بشكلٍ عامّ، تُبنى علاقات هامة وآمنة بين ابنكم والمُعَالِج، ما يسمح بالتحدث عن أفكار ابنكم ومشاعره. تسمح العلاقة الآمنة مع مقدّم العلاج، إضافة إلى فهم عالم ابنكم الداخلي، بأن يجتاز ابنكم عملية علاجية هامة. تهدف هذه العملية إلى تغيير أنماط التفكير، التجارب الحسية، ومواجهة الصعوبات في الحياة اليومية بشكل أفضل.

يجرى العلاج النفسي غالبا ضمن لقاءات شخصية، ولكن في حالات معينة هناك أفضلية للعلاج الجماعي أو العائلي. يُتخَّذ القرار بشأن العلاج وفق نوع المشكلة التي يواجهها ابنكم والعوامل الإضافية المتعلقة ببيئته. تتضمن اللقاءات مع الشبّان غالبا محادثات بين المُعالِج والشاب، ولكن في كثير من الأحيان تُدمَج ألعاب من أنواع مختلفة (ألعاب خيالية، ألعاب طاولة، وغيرها) يمكنها أن تدعم العملية العلاجية.

العلاج السلوكي المعرفي (‏CBT‏)

العلاج السلوكي المعرفي (‏CBT‏) ‏هو علاج نفسي يستند إلى الفهم أن هناك علاقة بين المشاعر، الأفكار، والسلوكيات اليومية.

يساعد هذا العلاج ابنكم على تمييز طرق تفكير وسلوك غير مفيدة أو غير صحية. بعد ذلك، يتعلم كيف يُغيّر تفكيره بشكل واعٍ ومُوجَّه، كخطوة أولى نحو تغيير شعوره وسلوكه.

يمكن استخدام هذه الطريقة لعلاج مشاكل مثل القلق، الكآبة، التقدير الذاتي المنخفض، الغضب غير المُسيطَر عليه، استهلاك المخدرات، اضطرابات الأكل، وغير ذلك. يمكن أن يتمّ العلاج في لقاء شخصي أو ضمن مجموعة.

العلاج السلوكي

العلاج السلوكي هو جزء أساسي من العلاج السلوكي المعرفي، ولكنه أيضًا علاج قائم بحد ذاته. يركّز العلاج السلوكي على سلوك ابنكم. يخطط المُعَالِج لنشاطات تساعد ابنكم على تطوير مهارات لمواجهة الحالات الصعبة، ويستخدم طريقة “الخطوة تلو الأخرى”، التي تساعده على التغلب على المخاوف.

العلاج النفسي بين الأشخاص

العلاج النفسي بين الأشخاص (‏IPT‏) هو نوع من العلاجات النفسية يستند إلى الفكرة أن الطريقة التي يتواصل فيها الأفراد تؤثر في صحتهم النفسية.

يهدف العلاج النفسي بين الأشخاص إلى مساعدة ابنكم على معرفة كيف تؤثر خبرته في التفاعلات والمواضيع الاجتماعية – مثلا: في المدرسة أو العلاقات – في حالته النفسية. يساعده المُعَالِج على تحسين مهارات التواصل ومواجهة مشاعره. يجري الحديث عن علاج قصير يركّز على المشاكل في الحاضر، وليس في الماضي. في إسرائيل، اجتاز القليل من مقدمي العلاج تأهيلا لهذا النوع من العلاج.

العلاج النفسي عبر الإنترنت

يمكن الحصول على علاج نفسي عبر الإنترنت. يعمل بعض طرق العلاج – مثل علاج الـ ‏CBT‏ والعلاج السلوكي – جيدا حتى عندما يتمّان عبر الإنترنت. يُعلّم معظم المُعَالِجين عبر الإنترنت ابنكم كيف يكتشف ويغيّر أنماط تفكيره وسلوكه، التي قد تمنعه من التغلب على الخوف والتوتر.

يمكن أن يساعد العلاج النفسي عبر الإنترنت الشبّان الذين يواجهون القلق و/أو الاكتئاب الطفيف حتى المتوسط، تماما كما تساعد المحادثات المباشرة. ولكنه ليس ملائما للشبّان الذين يواجهون أزمة أو الشبّان الذين يعانون من ضائقة خطيرة.

في إسرائيل، العلاج النفسي عبر الإنترنت ليس شائعا جدا، ولكن إذا كانت هذه الطريقة ممكنة وملائمة، فلا شك أنها إمكانية مقبولة.

العلاج الدوائي

يُعالَج جزء من الشبّان الذين يواجهون مشكلة نفسية بالأدوية. يمكن أن تساعد الأدوية على السيطرة وتحسين الأعراض. في الغالبية الساحقة من الحالات، يُعطى الدواء كجزء من مجموعة علاجات، وليس كعلاج وحيد. من المهم جدا دمج العلاج الدوائيّ مع العلاج النفسي، إرشاد الوالدين، و/أو العلاج العائلي وفق الحالة. وفق المشكلة النفسية التي يواجهها ابنكم، تُحدَّد مدة العلاج. فقد يستمر بضعة أشهر، سنوات، أو حتى مدى الحياة في بعض الأحيان.

من المهم التذكر أنه كما هي الحال مع كل الأدوية، قد تظهر أعراض جانبية مختلفة للأدوية المعدة لعلاج الأمراض النفسية. تختلف هذه الأعراض إلى حد كبير وفق نوع الدواء، حيث إنها تكون هامشية في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى خطيرة وتتطلب تغيير الدواء. قد تظهر الأعراض الجانبية بشكل مختلف لدى الأولاد. مثلا، قد يعاني طفل يتلقى علاجا دوائيا لاضطرابات الإصغاء من نقص الشهية وخسارة الوزن بشكل ملحوظ، فيما قد لا يعاني طفل آخر يتناول الدواء عينه من هذه الأعراض أبدا. الطبيب النفسي هو الذي يصف هذه الأدوية، ولكنه يصفها فقط عندما يعتقد أن الفائدة ستكون أكبر من الأعراض الجانبية. الطريقة المتبعة غالبا هي البدء بالعلاج النفسي قبل العلاج الدوائي (لا سيما عند حدوث اكتئاب، قلق، وصعوبات في التأقلم). مع ذلك، في الحالات التي تتطلب علاجا دوائيّا، من المهم اتباع التعليمات الطبية وتناول الدواء، إذ إن نقص الاستجابة قد يؤدي إلى عدم التحسن، وفي حالات معينة قد يتفاقم الوضع ويصبح خطرًا. في حالات كثيرة، يعود السبب إلى أن المُعَالَج أو أفراد عائلته لا يتعاونون مع العلاج الدوائيّ خوفا من الأدوية النفسية، إما بسبب الأفكار المقولبة الشائعة في المجتمع في إسرائيل حول الأدوية، أو خوفًا من الأعراض الجانبية. في الحالات التي يعاني منها المريض من اضطراب ثنائي القطب، الاكتئاب الحاد مع أفكار انتحارية أو قلق متطرف، يوصى بالعلاج الدوائيّ منذ مراحل العلاج الأولى. يتابع الطاقم المُعالِج الأعراض الجانبية، ويستجيب عند الحاجة بشكل ثابت، وقد ينجح في التوصل إلى نتائج علاجية مثالية.

إدارة الغضب والضغط

الغضب هو شعور طبيعي وقوي جدا. من الطبيعي الشعور بالغضب أحيانا. ويمكن أن يتفاوت الغضب بين عصبية خفيفة وسُخط شديد. عندما يكون الغضب عنيفًا أو غير مُسيطر عليه، يصبح مشكلة تتطلب علاجا.

إذا كان ابنكم يعاني من الغضب، يمكن أن تساعده إدارة الغضب في السيطرة على مزاجه. يمكن أن تساعد العلاجات عبر المحادثات، مثل العلاج السلوكي المعرفي، العلاج السلوكي، أو الاستشارة، على إدارة الغضب. كذلك، يمكن أن يُعلِّم المُعَالِج ابنكم مهارات عملية لاستخدامها أثناء الغضب. يمكن أن تساعد إدارة الضغوط وتدريبات الاسترخاء الشبّان على مواجهة الغضب.

تمارين لتحسين التقدير الذاتي

يميل الشبّان الذين تقديرهم الذاتي منخفض إلى التفكير في أفكار سلبية كثيرة حول أنفسهم، تكون مرتبطة بالمشاعر السلبية، ومنها الحزن، القلق، الذنب، والغضب. قد تسبّب هذه الأفكار السلبية مشاكل نفسية أيضا، مثل الاكتئاب. وقد يؤثر التقدير الذاتي المنخفض في علاقاتهم الاجتماعية ونشاطاتهم المدرسية.

إذا كان ابنكم يشعر بتقدير ذاتي منخفض، يمكن أن يساعده العلاج النفسي على المواجهة. ويمكن أن تساعد أيضا قراءة كتاب يتناول تحسين الصورة إلى الذات كجزء من العلاج.

العلاج العائلي

في العلاجات العائلية، يشارك ابنكم والأفراد الأهم في حياته، خصوصًا أفراد الأسرة. قد تكون هذه العلاجات ناجعة كثيرًا، لأن المقربين منا قادرون على مساعدتنا على التعافي من الصعوبات وتحسين جودة حياتنا.

ضمن لقاء العلاج العائلي، يُشجّع المُعَالِج العائلة على التفكير في وجهات نظر، تجارب، وعقائد كل فرد من العائلة، وعلى العثور على طرق للتواصل بشكل مباشر وصريح، التفاهم والدعم المتبادل، وحل المشاكل معا.

العلاج بالفنون

تشكل العلاجات بالفنون، الموسيقى، الرقص، أو الحركة أنواعا من العلاج النفسي الذي يساعد ابنكم على مواجهة المشاكل العاطفية، السلوكية، والمشاكل المتعلقة بالعلاقات. يستخدم المختصّون في هذه المجالات علاجات لمساعدة ابنكم على أن يفهم، يتواصل، أو يعبّر عن نفسه بطرق جديدة وإيجابية أكثر.

العلاجات الأخرى

هناك إثباتات واضحة تشير إلى للتدرّب على اليقظة الذهنية الكاملة (Mindfulness) لدى المراهقين ميزات صحية. مثلا، تشير الأبحاث إلى أن برنامج الحد من الضغط النفسي القائم على الوعي الكلي (‏MBSR‏) يمكن أن يقلل الضغوط ويؤثر بشكل إيجابي في مشاكل نفسية أخرى، وإلى أن العلاج المعرفي القائم على اليقظة العقلية (‏MBSR‏) يساعد في الحفاظ على نتائج علاجية للاكتئاب، يمنع عودة الأعراض أو تدهور الوضع، ويشكل مضادا ناجعا للاكتئاب.

هناك المزيد من الإثباتات التي تشير إلى أن اليقظة الذهنية تكون ناجعة عند استخدامها لدى الأولاد والشبّان.

خلال العلاج وبعده

حتى عندما يتلقى ابنكم علاجا من اختصاصي، تابعوا العلاج والمتابعة لدى طبيب الأطفال. فهو قد يساعدكم في حال ظهور أعراض جانبية للأدوية، أو في التواصل مع الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي في حال لم تتمكنوا من التواصل معهما، أو عند الحاجة إلى استشارة أخرى.

فكّروا في طرق للإشارة إلى تقدم في وضع ابنكم، فهذا يساعده ويساعدكم على ملاحظة التقدم ومعرفة أن هناك أملا.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.