الشبّان الذين في ضائقة أو أوضاع خطِرة

يفحص معظم الشبان حدودهم ويحاولون التصرف بشكل مختلف، ولكنهم قد يتورطون أحيانا في مشاكل. يُستحسن معرفة ما الذي يمكن توقعه، لكي تستطيعوا التدخل إذا دعت الحاجة وإعادة ابنكم إلى الطريق الصحيح أو منعه من التعرض لحالات خطيرة.

الشبان الذين في ضائقة: ما الصحيح وما الخطأ

عندما يجري الحديث عن سلوك الشبّان، من الصعب أن نعرف أحيانا ما الطبيعي وما ليس طبيعيا. ينمو الأولاد بوتيرة مختلفة من ناحية جسمانية، شعورية، وذهنية. لا تعرض صور الشبّان في الوسائط الرقمية الطريقة التي يتصرف بها معظم المراهقين حقًّا.

جزء من دور ابنكم في مرحلة المراهقة هو أن يتعلم كيف يصبح مستقلا أكثر، وأن يفحص الحدود والتقييدات الموضوعة في وجهه. هناك أطفال، لا سيما الأطفال الذين لديهم إخوة أكبر منهم، يبدأون بالتصرف بوقاحة منذ سن عشر سنوات (وحتى قبل ذلك!). يتصرف أطفال آخرون بوقاحة في سن 15 عاما، وحتى في وقت متأخر أكثر، وهناك من لا يمر في هذه المرحلة أبدا. ربما سمعتم قصصا مفزعة، ولكن معظم العائلات تجتاز هذه المرحلة دون مواجهة مشاكل خاصة.

تغييرات في السلوك والنظر إلى الأمور

ربما انتبهتم إلى أن ابنكم يريد أن يخرج من المنزل حينما يشاء ولا يريد أن يخبركم إلى أين سيذهب. يطلب ابنكم الحفاظ على خصوصية أكثر، لا يتواصل معكم كما كان في الماضي، ويهتم أكثر بمظهره، ملابسه، وشعره. قد يتوقف عن الاهتمام بالهوايات التي أحبها في الماضي، دورات الرياضة، أو النشاطات العائلية، وقد يرغب في تحضير فروضة المدرسية أقل.

في حالات كثيرة يكون ابنكم قلقا من رأي أصدقائه فيه، مما يريدون القيام به، ومن الممتلكات المادية التي بحوزتهم أو تنقصهم. يرغب ابنكم في أن يكون مع الأصدقاء دون توقف عبر الهاتف، الرسائل النصية، أو مواقع التواصل الاجتماعي، ويُرجَّح أن يبدأ بالاهتمام بالعلاقات الرومانسية وبالعلاقات الجنسية – مثل التقبيل. علاوة على ذلك، قد يجرب ابنكم شرب الكحول، التدخين، أو السلوك المخالف للقانون كالسرقة.

يمر دماغ المراهقين بمراحل نموّ. لا تتطور الأجزاء في الدماغ المسؤولة عن السيطرة على الدوافع بشكل تامّ قبل سن 25 عاما. يعني هذا أن الشبان قد يتخذون قرارات اندفاعية وعاطفية دون أن يفكّروا كثيرا في النتيجة.

مساعدة ابنكم على أن يصبح مستقلا

كوالدين لمراهق، عليكم أن تجعلوا ابنكم يتحمل المزيد من المسؤولية. ولكن من الطبيعي أن تقلقوا. إحدى الطرق للتخلص من القلق هي التركيز على النقاط الإيجابية التي تسمح لكم بدعم استقلالية ابنكم الآخذة في الازدياد.

فكّروا كيف يمكن أن يظل ابنكم على علاقة معكم ومع سائر أفراد العائلة. كونوا قدوة إيجابية، وشجعوا العلاقات الإيجابية لزيادة احترام الذات والشعور بالانتماء لدى ابنكم. شجعوا ابنكم على المشاركة في نشاطات جماهيرية، تعزز الثقة بالنفس والمهارات التي تساعده في الدراسة والعمل في وقت لاحق، مثل أن يكون مرشدا في حركة شبابية.

علامات تحذيرية مُبكّرة

يبحث معظم الشبان عن تجارب جديدة كجزء من مرحلة المراهقة، وهناك مَن يخوضها في مرحلة متأخرة أكثر. ولكن قد يشكل سلوك كهذا خطرا على ابنكم، ويكون علامة على أنه يتعرض لضائقة.

انتبهوا إذا كان ابنكم:

  • يتغيّب عن دروس أو يغيب أياما كاملة في المدرسة، التدريب، أو العمل
  • لا يُحضّر فروضه الدراسية، يحصل على علامات أقل من المعتاد، ويبدأ بالرسوب في مواضيع مختلفة في المدرسة
  • يتصرف بوقاحة وعدوانية مع الوالدين، المعلمين، والبالغين الآخرين، أو مع أفراد العائلة
  • لا يعود إلى المنزل في الوقت المحدد، يظل خارج المنزل كل الليل، حتى إنه يهرب من البيت
  • يبدو أنه استهلك الكحول أو المخدرات
  • يقضي أوقاته مع أصدقاء يبحثون عن الانفعالات الخطيرة
  • يقيم علاقات جنسية غير آمنة
  • لا يلتقي مع أصدقائه أبدا ويبدو وحيدا. انتبهوا إلى الإزعاج الذي يتعرض له ابنكم وإلى الضغط أو العزل الاجتماعي
  • يبدو مكتئبا أو قَلِقا
  • يتجنب قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، ويقضي معظم ساعات النهار والليل في غرفته أو في تصفح الإنترنت.

إذا بدأتم بالعمل الآن، يمكن أن تساعدوا ابنكم على أن يعود إلى الطريق الصحيح. ليس بالضرورة يجب توبيخه بشدة. فيُفضَّل أن تفكروا، تهدأوا، تجلسوا وتتحدثوا معا، وتشرحوا له بشكل واضح كيف يجب معالجة الحالة. تحتاجون أحيانا إلى التوجه لتلقي مساعدة مهنية لكم ولابنكم معا.

من المهم جدا أن تنتبهوا إذا طرأ تغيّر كبير على سلوك ابنكم وتعرفوا إذا كان السبب هو تعرضه لأية صدمة. في حال كانت الإجابة نعم، توجهوا إلى اختصاصي على وجه السُّرعة.

الشبّان في ضائقة: مشاكل سلوكية خطيرة

قد تتطور علامات تحذيرية مُبكّرة وتصبح سلوكا مقلقا جدًّا. مثلا:

  • التغيب التام عن المدرسة، المناسبات الرياضية، التدريبات، أو العمل
  • قلة التواجد في المنزل، دون أن يكون ابنكم في مكان ثابت
  • زيادة مستوى العصبية والغضب
  • الحفاظ على مستوى منخفض من النظافة، الصحة، والمظهر الخارجي
  • قضاء الوقت مع بالغين أو مراهقين يتعاطون المخدرات أو لديهم ماضٍ جنائي ملحوظ
  • قضاء الكثير من الوقت في أماكن عامّة
  • ظهور علامات تشير إلى استخدام يومي أو ثابت للمخدرات – مثلا، علامات الفطام أو الحاجة إلى مبالغ مالية كبيرة دون سبب
  • التورط مع الشرطة
  • ظهور علامات تشير إلى مشاكل متعلقة بالصحة النفسية – مثلا: اكتئاب عميق، جنون الارتياب (بارانويا)، انعدام منطق خطير، تخيّل أمور غير واقعية، مشاكل في الأكل، عزلة اجتماعية متطرفة، أو تجنب قضاء الوقت مع الأصدقاء
  • إقامة علاقات جنسية غير آمنة مع مخاطرة في التسبب بالحمل أو الإصابة أمراض منتقلة جنسيا
  • مخاطر الانتحار أو علامات تشير إلى إيذاء الذات

إذا كان ابنكم يعاني من ضائقة، قد تعتقدون أنكم أنتم المذنبون، ولكن هناك عوامل كثيرة تؤثر في إدارة حياة ابنكم – شخصيته، صحته النفسية، أصدقائه، والمجتمع المحلي. كلما كان ابنكم أكبر، عليه أن يتحمل مسؤولية حياته وقرارته أكثر.

التدخل في مرحلة مُبكّرة

إذا بدا لكم أن ابنكم يعاني من ضائقة، يُستحسن أن تتدخلوا في مرحلة مبكّرة لمنع تدهور حالته. فكروا في توجهكم كوالدين، في‎ ‎‏استراتيجيات الانضباط التي تستخدمونها، وفي علاقتكم مع ابنكم. من المهم جدا إدارة حوار مع ابنكم، التعرف إلى احتياجاته، والتوضيح له أنكم قلقون على صحته الجسدية والنفسية. إذا أجريتم هذا الحديث المعقد بسلاسة، ودون التهجم والحكم على الأمور، هناك احتمال أكبر أن يؤثر حديثكم في ابنكم وألا يبتعد عنكم.

تحدثوا مع أفراد عائلتكم الآخرين، أصدقائكم الذين لديهم أولاد مراهقون أو والدي أصدقاء ابنكم، لكي تتعلموا من تجاربهم وتعرفوا كيف يتعاملون مع أولادهم. كما يمكن الحصول على معلومات واستشارة من خدمات العائلة والشبيبة في المجتمع المحلي أو في المدرسة.

يُستحسن التحدث مع الوالد الآخر أو مَن يعتني بابنكم. فكّرا معا في الحدود التي تتوافقان عليها ويمكنكما أن تحافظا عليها، لكي تلاحظا التغييرات التي تطرأ على سلوك ابنكما.

وتحدثوا أيضا عن هذه الحدود مع ابنكم، وعن نتائج خرقها. إذا أتحتم لابنكم الفرصة في أن يؤثر قليلا في هذه القواعد، من المرجح أن يتصرف بموجبها. يُستحسَن التفكير في الطريقة التي تتحدثون فيها مع ابنكم عن سلوكياته؛ وربما من الأفضل أن تطلبوا من بالغ آخر أن يتحدث معه. على أية حال، من المهم أن يعرف ابنكم أنكم تهتمون به وبما يفعله. رغم ذلك، انتَبِهوا؛ إذا كنتم تريدون أن تشاركوا ابنكم بمخاوفكم، عليكم أن تظلوا هادئين وتوضحوا أفكاركم.

في نهاية الأمر، ابنكم هو المسؤول عن صحته، خيره، ومستقبله. ساعدوا ابنكم على أن يعرف أنه هو المسيطر على قرارته، وأنه قادر على تحويل قرارات سيئة إلى قرارات حسنة.كونوا قدوة شخصية وأظهروا لابنكم كيف يمكن أن يعثر على حلول إيجابية للمشاكل، يهتم بخيره الشخصي، ويحصل على مساعدة خارجية عند الحاجة. كونوا المرجع الذي يمكن لابنكم العودة إليه براحة وسهولة، ولكن مارسوا السلطة أيضًا. يمكن أن تقرأوا المزيد عن أهمية الوالدين للشبان وعن الحفاظ على علاقات إيجابية معهم.

يُستحسَن:

  • أن تلتزموا بأقوالكم، وأن تنفذوا العواقب التي حددتموها أنتم وابنكم في حال لم يتصرف كما ينبغي
  • أن تسمحوا “للنتائج الطبيعية” أن تأتي من جهات أخرى مثل المدرسة، الشرطة، وغيرهما
  • أن تُواصِلوا البحث عن طرق للتخفيف من الضغط الذي يشعر به ابنكم وقضاء أوقات هادئة وممتعة معه
  • أن تحاولوا التعاون مع المدرسة والوالدين الآخرين لمواجهة سلوك ابنكم والسماح بتنفيذ عواقب أفعاله حتى خارج البيت
  • أن تُشجّعوا ابنكم على طلب المساعدة عندما يمر بفترة صعبة
  • أن تمدحوا للتشجيع على السلوك الجيد

ليس من المهم ما يفعله ابنكم، المهم أن تقولوا له إنكم تحبونه حتى إذا كنتم لا تحبون سلوكه.

تحدثوا مع والدين آخرين لكي تعرفوا إذا كان سلوك ابنكم شبيها إلى حد معين بسلوك أولادهم أم مختلفا عنه، ولكي تحصلوا على دعم ونصائح مفيدة.

مساعدة الشبان الذين يمرّون بضائقة

في وقت قريب، عندما تبدأون أنتم وابنكم في العمل على تغيير سلوكياته، يُستحسن أن تغيّروا الآمال والتوقعات التي تعلّقونها عليه. للتخفيف من الضغط، كونوا واقعيين وحددوا هدفا لتغيير أمور صغيرة نحو الأفضل على الأمد البعيد. قد تحتاجون إلى التفكير في الحدود التي تضعونها لأنفسكم وفي مستوى الدعم الذي يمكن أن تقدموه لابنكم.

تابعوا العمل وفق الاستراتيجيات التي حددتموها سابقا، ولكن توجهوا لتلقي المساعدة المهنية. تحدثوا مع طبيب الأطفال، المستشار في المدرسة، المعلم، أو اختصاصيين آخرين، يمكن أن يقترحوا عليكم استراتيجيات أخرى ونصائح ناجعة. تذكروا – التوجه لتلقي المساعدة والإرشاد للوالدين هما أمر طبيعي، ويساعدانكم على تحسين حالة ابنكم وحالتكم.

أين يمكن الحصول على مساعدة

يميل الشبان إلى عدم طلب المساعدة من الأطباء أو الخدمات الرسمية. وهم يفضلون التحدث مع أصدقائهم أو مع بالغ يثقون به. شجعوا ابنكم على أن يطلب المساعدة على أية حال وأوضحوا له ممّن يمكن أن يقترب. إذا لم يرغب ابنكم في التحدث معكم، اقترحوا عليه التحدث مع أشخاص آخرين،  مثل الأعمام والعمات والأخوال والخالات، أصدقاء العائلة المقربين، مستشار المدرسة، رجل دين، طبيب الأطفال أو العائلة، أو خط دعم للشبان في ضائقة مثل خط الدعم النفسي “عيران”‏ على هاتف 1200.

يوصى بالتوجه لتلقي المساعدة بأنفسكم، وطلب معلومات واستشارة من جمعيات خبيرة مختلفة، أو دعم من والدين أو أصدقاء مروا بتجارب شبيهة، وهم قادرون على أن يفهموكم ويشاركوكم بأفكارهم وآمالهم.

إذا كنتم قلقين من مشكلة خطيرة، مثل استهلاك الكحول أو المخدرات، العلاقات الجنسية غير الآمنة، أو كان لديكم قلق على صحة ابنكم النفسية وخيره العام، عليكم أن تعملوا لمعالجة الموضوع. إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم معرض لخطر فوري وقد يُلحق ضررا بنفسه أو بشخص آخر، اتصلوا بمركز خدمات الطوارئ، أو انقلوه إلى غرفة الطوارئ في المستشفى القريب منكم.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.