التواصُل والعلاقات لدى المراهقين

صحيح أنّ العلاقات تتغير عندما يصبح ابنكم في سن المراهقة. فرغم أن ابنكم يرغب في الحصول على خصوصية أكثر ووقت أكثر مع أصدقائه، لا يزال يهمه أن يحصل على محبة العائلة ودعمها، اللذَين يساعدانه على تعلم كيفية اتخاذ قرارات مسؤولة وبناء علاقات ودية.

هل تعلمون؟

إذا بقيتم قريبين من أولادكم المراهقين وحافظتم على علاقة معهم، سوف تواجهون مشاكل سلوكية أقل. ليس من الضروري أن تكونوا معهم كل اليوم، إذ يمكن ببساطة أن تكونوا في المطبخ عندما يكون ابنكم في غرفته (ولا تكونوا معزولين في غرفة نومكم)، بحيث يعرف ابنكم أنه يمكنه التوجه إليكم والتحدث معكم إذا أراد. من المهم للشباب أن يعرفوا أنه يمكنهم الحصول على دعم، حتى إذا كانوا لا يحتاجونه حاليا.

العلاقات في سنوات المراهقة المبكّرة

تتغير العلاقات العائلية خلال سنّ المراهقة، ولكنها تحافظ على قوتها في هذه السنوات أيضا. في الواقع، يحتاج ابنكم إلى دعم العائلة ومحبتها تماما كما كان يحتاج إليها عندما كان أصغر سنا. في الوقت ذاته، يحتاج ابنكم إلى خصوصية وإلى حيز شخصي أكبر كلما كبر. لا يعني هذا بالضرورة أن لديه ما يخفيه. فهذا جزء طبيعي وهامّ من سن المراهقة.

كذلك، يحتاج ابنكم إلى تحمّل مسؤولية أكبر خلال انتقاله من الطفولة إلى المراهقة. تعود الوتيرة التي تنقلون فيها المسؤولية إلى ابنكم إلى عدة عوامل – إلى أي مدى تشعرون بارتياح بالقيام بهذه الخطوة، التقاليد الثقافية الخاصة بكم وبعائلتكم، مدى نضج ابنكم، وغيرها.

بهدف أن يتعلم الشباب كيف يتخذون قرارات آمنة ومسؤولة، يحتاجون إلى نصيحة، دعم، ومراقبة من جهتكم. يوصى بأن تراقبوا ابنكم بشكل خفيف ومضبوط، متيحين له أن يرتكب الأخطاء أحيانا. بالمقابل، هناك فترات يُسمَح لكم، بل يجدر بكم، أن تطلبوا من ابنكم معلومات خاصة وأن تسألوه إلى أين يذهب ومع مَن يقضي أوقاته.

هناك أهمية كبيرة للثقة من أجل الموازنة بين حاجة ابنكم للخصوصية والمسؤولية وبين حاجتكم لمعرفة ما يحدث. إذا كنتم أنتم وابنكم تثقون واحدكم بالآخر وتحافظون على علاقة حسنة، من المرجّح أن يخبركم ابنكم بأعماله، يتبع القواعد، يحاول العمل وفق توقعاتكم، ويعرف أنه يمكنه التوجه إليكم عندما يرتكب خطأ.

الحفاظ على تواصل مع ابنكم

حافظوا على تواصل مع ابنكم وابنوا علاقات سليمة عبر التفاعل اليومي وغير المخطط له، مثل إجراء محادثة خفيفة أثناء غسل الأواني. يمكن أيضا أن تخططوا لهذه اللقاءات وتحددوا وقتا خاصا تقومون فيه بنشاطات ممتعة مع ابنكم. إليكم بعض الأفكار للقاءات مخطط لها وغير مخطط لها:

  • تناول وجبات عائلية ثابتة
  • قضاء أوقات ممتعة كعائلة
  • لقاءات بين شخصَين فقط
  • لقاءات عائلية لمناقشة المشاكل
  • القيام بأمور بسيطة ولطيفة – المدح، الاحتضان، وطرق الباب قبل الدخول إلى الغرفة.

كيف تتواصلون مع ابنكم

الإصغاء الفعّال هو وسيلة تؤثر كثيرا  في تحسين التواصل، وكذلك في بناء علاقات إيجابية بينكم وبين ابنكم. هذه طريقة جيدة لكي تقولوا له: “أنت الأهم الآن بالنسبة لي”. إليكم مرشدًا سريعًا للإصغاء الفعّال:

  • توقّفوا عمّا تقومون به في تلك اللحظة، وأعطوا ابنكم الاهتمام الكامل.
  • انظروا إليه عندما يتحدث.
  • أعربوا عن الاهتمام، ودعوا ابنكم يعرف أنكم تحاولون فهمه.
  • أصغوا إلى ابنكم دون مقاطعته، الحُكم على الأمور، أو انتقاد ما يقوله.
  • ‏ركزوا جيدا على أقواله.

إدارة المفاوضات والنزاعات

على ابنكم أن يتعلم كيف يتخذ قرارات كجزء من المرحلة التي يصبح فيها بالغا، مستقلا، ومسؤولا. تساعد تقنيات إدارة المفاوضات ابنكم على أن يتعلم كيف يفكر بعُمق في الأمور التي يريدها ويحتاجها، ثم يصفها بشكل منطقي.

لا تتوصلون أحيانا إلى النتيجة المرغوب فيها وإلى اتفاق بعد المفاوضات، وهذا طبيعي. في نهاية المطاف، يمكن أن تساعد مواجهة النزاعات بشكل ناجع على تعميق وتعزيز علاقتكم بابنكم، وعلى مساعدته أن يتعلّم مهارات حياتية هامة.

مواجهة المحادثات المعقّدة

قد تواجهون أحيانا أنتم وابنكم محادثات معقدة ،مثلا عن الجنس، الميول الجنسية، الاستمناء، المخدرات، الكحول، الصعوبات في الدراسة، العمال، والمال – كل هذه مواضيع من الصعب التحدث عنها. تشير القدرة على إدارة محادثات صعبة مع ابنكم إلى وجود علاقات سليمة، وتساعدكم على الحفاظ على قربكم من ابنكم وعلى ثقته. إليكم بعض الأفكار:

  • حاولوا أن تبقوا هادئين.
  • هدّئوا ابنكم وقولوا له إنكم تريدون التحدث عن الموضوع.
  • أخبروه أنكم تُقدّرون طلبه الحديث معكم.
  • إذا كنتم تحتاجون إلى القليل من الوقت لتفكروا قبل أن تتحدثوا، حددوا وقتا ملائما في الوقت نفسه من اليوم ذاته للمحادثة.
  • استغلوا الفرصة لإجراء محادثات طبيعية، لا اضطرارية. يمكن أن تتحدثوا عن مواضيع حساسة ظهرت خلال برنامج تلفزيوني شاهدتموه معا، في أعقاب حدث ذُكر في الأخبار، أو موضوع واجهتموه في الحياة اليومية.
  • ابدأوا بسؤال ابنكم ما الذي يعرفه عن الموضوع، ما هو رأيه أو رأي أصدقائه، وما الذي يهمه معرفته، قبل أن تعبّروا عن رأيكم.
  • أصغوا لابنكم بشكل فعّال.
  • لا تكونوا انتقاديين، تحكموا على الأمور، أو تكونوا حساسين زيادة.
  • اشكروا ابنكم لأنه أتى للتحدث معكم.

علاقات ابنكم مع أصدقائه

عندما يصبح ابنكم في سن المراهقة، يصبح أصدقاؤه أكثر أهمية بالنسبة له. تساعد الصداقات الإيجابية والداعمة الشباب على أن يتطوروا ويصبحوا بالغين، وأنتم تلعبون دورا هاما في ذلك. تساعد العلاقات الدافئة والمُحِبّة ابنكم في علاقاته مع أصدقائه. إذا واصلتم مدحه وتشجيعه عندما تلاحظون أنه يتصرف بشكل عادل، آمن، وداعم، تشجعونه على تطوير صفاته الاجتماعية الإيجابية هذه في المستقبل.

تعرفوا إلى أصدقاء ابنكم ليعرف أنكم تدركون مدى اهتمامه بهذه الصداقات. شجّعوا ابنكم على أن يدعو أصدقاءه لزيارتكم واسمحوا لهم أن يشعروا بارتياح ويهتموا بشؤونهم بخصوصية.

الأعدقاء (‏Frenemies‏)

قد تصبح الصداقات بين الشباب أحيانا “سامة”، وقد يصبح الأصدقاء “أعدقاء” – أصدقاء هم أشبه بالأعداء. فبدلا من أن تجعل ابنكم يشعر بشعور جيد وبأنه محبوب، تتضمن هذه الصداقات أنواعا من النوادي (ليست نوادي حقيقية أحيانا) المُهينة والمُستغِلّة، إضافةً إلى سلوكيات غير لطيفة أخرى.

ساعدوا ابنكم على تجنب هذه الصداقات الضارة: فكروا معا من هم الأصدقاء الجيدون – الأصدقاء الذين يهمهم أمره، يهتمون بأن يشارك في نشاطات مختلفة، ويتعاملون معه باحترام.

العلاقات الرومانسية لدى الشبّان

تشكل العلاقات الرومانسية حجر أساس هامّا في تطور ابنكم. ليست هناك سن معينة تبدأ فيها هذه العلاقات – فهناك اختلاف بين الأولاد، وهناك آراء مختلفة لدى كل عائلة حول الموضوع. يتجول المراهقون الأصغر غالبا ضمن مجموعات. وقد يلتقون بشخص مميز أثناء اللقاء مع الأصدقاء، ويبدأون تدريجيا بقضاء الوقت معه على حدة.

تحدثوا مع ابنكم عن الموضوع. إذا كان ابنكم يهتم بالعلاقات الرومانسية، تحدثوا معه عن قواعد السلوكيات والقواعد الأساسية، وعن نتائج انتهاك القواعد. أوضحوا له أنكم تطلبون منه ألا يخفي عليكم أمورا معينة بل أن يُخبركم بانفتاح؛ أوضحوا لابنكم ألا يلتقي مع الآخرين دون معرفتكم. يمكن أن تقرأوا أمثلة على محادثات كهذه  في المقال العلاقات في سن المراهقة: الرومانسية والحميمية. يستحسن أن تتفقوا على بعض النقاط التي يمكن أن يقوم بها ابنكم إذا شعر بعدم الأمان أو بالتهديد.

كونوا قدوة إيجابية يحتذى بها، ودعوا ابنكم يعرف كيف تديرون علاقاتكم وصداقاتكم، وكيف تتعاملون مع شريك أو شريكة حياتكم، أصدقائكم، عائلتكم، بمحبة واحترام. عندما تتحدثون مع الرجال والنساء باحترام، يعرف ابنكم أنكم تعتقدون أنّ الجميع متساوون ويستحقون الاحترام.

 

تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.