يقلق كلّ الأولاد، ولكن قد يكون القلق الكثير علامة على الخوف العام. يميل الأولاد الذين يعانون من قلق عام إلى أن يقلقوا بسبب عدة أمور في الحياة - يقلقون من كل شيء، بدءا من لقاء الأصدقاء في الملعب حتى المناسبات العامة. يمكن مساعدة الأولاد الذين يشعرون بخوف عام على تعلّم كيفية مواجهة خوفهم والتغلّب عليه.
كيف يمكن التعرّف على القلق العام لدى الأولاد
قد يظهر القلق العام لدى الأولاد عندما يصلون إلى سن المدرسة. في أحيان نادرة جدا، يظهر القلق لدى الأولاد الأكبر سنا، لا سيّما إذا كان والدوهم يعانون من القلق. غالبا، الأولاد الذين يعانون من قلق عام:
- يقلقون لعدة أمور – مثلا: الصحة، الواجبات المدرسية، التحصيلات التعليمية أو الرياضية، المال، الأمن، الأحداث العامة، وغيرها.
- يشعرون بالحاجة إلى أن يكونوا مثاليين.
- يخافون من طرح الأسئلة أو الإجابة عنها في الصف.
- يصعب عليهم اجتياز الامتحانات بنجاح.
- يخافون من حالات جديدة أو غير معروفة.
- يطلبون الموافقة دائما.
- يشكون أنهم مرضى عندما يقلقون.
من السهل عدم الانتباه إلى القلق العام لدى الأولاد. يعمل الأولاد الذين يعانون من القلق باجتهاد في الصف وفي حالات أخرى، ويصعب الانتباه إلى أنهم يعملون دون توقف. رغم ذلك، يسألون أسئلة كثيرة، مرارا وتكرارا، في حالات جديدة – مثلا: “ما الذي سيحدث الآن؟” أو “ماذا سيحدث إذا…؟”.
كذلك، هناك عدة علامات جسمانية – الانشغال بأحلام اليقظة، الآلام في البطن، الصداع، التعب، وقلة الانتباه. كما قد يعاني الأولاد من الأرق في الليل، لأنهم يكونون قلقين من أحداث يوم غد.
يسأل كل الأولاد الصغار أسئلة كثيرة – يحبون أن يعرفوا ماذا سيحدث، متى، وأين. هذا جزء سليم من التعلّم وفهم الحياة اليومية. غير أنه، إذا كنتم قلقين من كمية أو نوع الأسئلة التي يطرحها ابنكم، فيُفضّل أن تتحدثوا مع طبيب العائلة أو مع مهني.
كيف يمكن المساعدة في حالات القلق العام لدى الأولاد
إذا شعر ابنكم بقلق عام، من المرجح أن يتوجه إليكم لتلقي المساعدة والدعم.
إليكم بعض الأفكار التي تساعد ابنكم على تعلّم كيف يواجه القلق العام.
- قلصوا تدريجيا عدد الأسئلة التي قد يطرحها ابنكم للحصول على إجابات – مثلا: “ماذا سيحدث الآن؟” إذا أجبتم ابنكم عن السؤال، شجعوه على التفكير فيه، أن يفهم الإجابة، وأن يعتمد على قدرته على اتخاذ القرار.
- يستخدم جزء من الأولاد التعويذات (أدوات تبعد الأرواح الشريرة، تحمي من إصابة العين) أو أغراضا خاصة لجعل الحالات “آمنة”. هذا حسن كبداية، ولكن فكّروا كيف يمكن تقليل استخدام هذه الأغراض تدريجيا، ليستطيع ابنكم، في النهاية، أن يواجه حالات جديدة من دونها. يتعلم أنه قادر على مواجهتها دونها.
- فكّروا إذا كنتم ستخبرون طاقم المدرسة أو الروضة بالقلق الذي يعاني منه ابنكم. يُفضّل، أحيانا، أن يعرف طاقم المدرسة بقلق ابنكم، ولا سيّما قبل أحداث مثل الرحلات السنوية المدرسية، المخيّمات الصيفية أو العروض. رغم ذلك، عندما لا تتضرر قدرة أداء ابنكم في المدرسة، فليست هناك حاجة إلى إخبار الطاقم بقلقه، وأحيانا يُفضّل عدم مشاركة الطاقم التربوي، بهدف منع إلحاق ضرر ثانوي بثقة ابنكم الذاتية وصورته الذاتية.
- رغم أنكم قد تُغرَون بتقديم إجابة لابنكم بشكل مستمر ومساعدته على الامتناع عن الأمور المثيرة للقلق لديه، فقد تفاقمون المشكلة ليس إلّا. من المهم أن يتعلم مواجهة الحالات المثيرة للقلق.
- ليست هناك أهمية إلى أي مدى تشعرون أنكم محبطون، فلا تنتقدوا ابنكم أو تتعاملوا معاملة سلبية مع القلق لديه أو بهدف حصوله على موافقتكم.
- ابذلوا جهدا عن وعي لتشجيع التقييم الذاتي لدى ابنكم: امدحوه وامنحوه اهتماما إيجابيا كثيرا.
- عندما ينجح ابنكم في القيام بهدوء بشيء معين يثير قلقا لديه غالبا، امدحوه وشجعوه كثيرا.
الحصول على مساعدة مهنية لعلاج القلق العام
أنتم تعرفون ابنكم أكثر من أي شخص آخر. إذا كنتم قلقين من أن ابنكم قلق، وتخافون أن يؤثر القلق على سعادته في الحياة، فتوجهوا لتلقي المساعدة المهنية. إليكم بعض الأماكن التي يمكنكم التوجّه إليها:
- مستشارة المدرسة.
- طبيب العائلة أو طبيب الأطفال (اللذان قد يوجهكما لتلقي مساعدة من خبير نفسي بمجال الأولاد).
- مركز صحة الولد أو عيادات أو مراكز للصحة النفسية في المجتمع، صناديق المرضى، أو المستشفيات.
اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder)
يعاني نحو 5% – 6% من الأولاد من اضطراب القلق العام – وذلك عندما لا يُسيطر الأولاد على القلق، ولذلك يشعرون بالتوتر. إضافة إلى ذلك، قد تصعب عليهم المشاركة في نشاطاتهم العادية.
هناك فترات يكون فيها الأولاد قلقين جدا. إذا كان القلق يستمر لدى ابنكم فترة تزيد عن ستة أشهر، يُستحسن أن تطلبوا المساعدة.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network