ينمّي الأطفال مهارات لغوية بوتيرة مختلفة. رغم ذلك، إذا كان يبدو أنهم لا يحققون الخطوات في تطور اللغة في إطار وقت معين مقارنة بالوقت الموصى به والعادي، يُعتبرون أنهم يعانون من تأخر لغويّ .
ما هو التأخر اللغويّ؟
يظهر التأخر اللغويّ في أعمار وأشكال مختلفة، وقد يتجسد في صعوبة لدى الولد على:
- قول الكلمات الأولى أو تعلم كلمات جديدة
- ربط الكلمات معًا وتأليف جملة
- بناء ثروة لغويّة متنوعة
- فهم كلمات أو جُمَل.
هناك تأخر لغوي ذو صلة بحالات مثل:توحد، متلازمة داون، أو ضعف السمع. وهناك حالات تأخر لغوي قائمة بحد ذاتها.
تأخر لغويّ، ضعف لغوي خاص، أم اضطراب في الكلام؟
الكلام هو الجزء “التقني” من اللغة، ويشمل القدرة على إنتاج النغمات، ولاحقا القدرة على التكلم بشكل جارٍ. اللغة – هي تحويل هذه النغمات لتصبح ذات أهمية، عبر دمج نغمات لبناء كلمات، ربط الجمل، فهم استخدام الكلمات بالشكل الصحيح، وغيرها. يتضمن نموّ اللغة السليم القدرة على فهم اللغة، والتعبير عنها.
التأتأة تتضمن صعوبة في لفظ النغمات بشكل صحيح في كل كلمة، أو صعوبة في الحفاظ على كلام سلس بسبب التأتأة مثلا، والتي تصعّب فهم الكلام. قد تكون المهارات اللغوية لدى الأولاد الذين يعانون من التأتأة جيدة، أي أنهم قادرون على فهم الكلمات والجمل جيدًا، ويعرفون كيف يؤلفون الجمل بشكل صحيح، ولكن الطريقة التي يعبّرون فيها عن الكلمات تكون مشوشة، أو وتيرتها متضررة. قد يعاني الأولاد الذين يعانون من التأتأة من تأخر لغوي، ولكن ليس بالضرورة.
إذا كنتم قلقين من طريقة لفظ ابنكم الكلمات (مثلا، يقول “تلب” بدلا من “كلب”)، فأقرأوا المقال صعوبة الكلام وصعوبة النطق.
التأخر اللغويّ هو تأخر في تحقيق مراحل التطور في الوقت. غالبا، يبلغ الولد الذي يعاني من تأخر لغوي المراحل وفق الترتيب، ولكن في وقت متأخر. إذا عانى الولد من تأخر لغويّ لا يختفي أو لا يتحسن، أو أن هناك فجوة بين القدرات اللغوية المختلفة، ربّما يدور الحديث عن إشارة لوجود ضعف لغوي خاص. يتميّز التأخر اللغوي في التأخر الملحوظ في التعلم كيف يمكن التكلم واستخدام اللغة.
متى يجدر تلقي المُساعَدة؟
يُطوّر الأطفال مهارات لغوية بوتيرة مختلفة. لذلك، فإن المقارنة بين ابنكم والأولاد الآخرين في العمر ذاته لن تساعدكم بالضرورة على معرفة إذا كان ابنكم يعاني من تأخر لغويّ. يُستحسن التوجه لتلقي مساعدة خبير إذا ظهرت علامة واحدة أو أكثر من العلامات التالية:
حتى جيل 12 شهرا
لا يحاول ابنكم التواصل معكم (عبر الأصوات، الإشارات و/أو الكلمات)، ولا سيّما عندما يحتاج إلى مساعدة أو يرغب في شيء معيّن.
حتى سن سنتَين
ابنكم:
- لا يقول نحو 50 كلمة مختلفة
- لا يربط كلمتين أو أكثر معا – مثلا، “أريد الطابة”، “ماما حبيبتي”
- لا يُطلق كلمات بشكل عشوائي – أي يُقلد كلمات أو تعابير كان قد سمعها من الآخرين.
- لا يفهم التعليمات أو الأسئلة البسيطة – مثلا “أعطني الحذاء”، “هل تريد أن تشرب؟”، “أين البابا؟”.
انتبهوا: في عمر سنتين، يُظهر ولد من بين خمسة أولاد علامات تشير إلى التأخر اللغويّ. ينجح الكثير من الأولاد في سدّ الفجوة عندما يكبرون، وما زال يستصعب جزء منهم اكتساب اللغة.
في سن ثلاث سنوات تقريبًا
ابنكم:
- لا يربط الكلمات وينتج منها تعابير أو جمل أطول – مثلا، “ساعديني يا أمي”، “أريد المزيد من اللعب”.
- لا يفهم التعليمات أو الأسئلة الأكثر تعقيدًا – مثلا “أحضر حذاءك وضعه في العلبة”، “ماذا ترغب في تناوله اليوم أثناء وجبة الغداء؟”
- لا يهتم تقريبا أو إطلاقا بالكتب
- لا يطرح الأسئلة.
- لا يفهم كلامه الغرباء.
في كل جيل
ابنكم:
- شُخص أنه يعاني من ضعف السمع، تأخر في النمو، أو متلازمة قد تلحق الضرر بتطور اللغة – مثلا، التوحد أو متلازمة داون، أو متلازمة أقل انتشارا مثل متلازمة الصبغي س الهش، متلازمة لانداو كليفنر، ومتلازمة كلاينفلتر.
- يتوقف عن القيام بأمور قام بها في الماضي، مثل التكلم.
يحتاج الأطفال الذين يشعرون بصعوبات في اللغة إلى مساعدة في وقت باكر قدر الإمكان. أنتم قادرون على تقييم تطور اللغة لدى ابنكم تقييما جيدا. إذا كنتم قلقين، فثقوا بشعوركم الغريزي واطلبوا مساعدة اختصاصي. إذا لم يكن الاختصاصي قلقا ولكن ما زلتم قلقين، يمكنكم طلب الحصول على رأي إضافي.
أين يمكن الحصول على مساعدة
إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يواجه صعوبات في اللغة، تحدثوا إلى خبير مثلا:
- طاقم الروضة، المدرسة، أو طاقم الإطار التربوي
- معالج بالنطق
- طبيب الأطفال
- ممرضة مركز رعاية الطفل
المُعالِج بالنطق
يقيّم المُعالِج بالنطق مدى فهم ابنكم واستخدامه للغة. سيُجري المعالج بالنطق لابنكم فحوص لغة تجعله يستخدم الكلمات أو سيفحص كيف يستجيب للطلبات، التعليمات، أو الأسئلة.
قد تسألون كيف يستخدم ابنكم اللغة في المنزل وما هو مدى فهمه. كذلك، سيُطلب منكم إعطاء خلفية – مثلا، متى بدأ ابنكم بإطلاق الكلمات، متى بدأ المشي، هل وُلِد خديجا، وهل هناك تأخر لغوي أو مشاكل لغوية في العائلة. إذا كان المعالج بالنطق يشك أن هناك تأخرًا لغويًّا، سيقترح حضور لقاءات علاج، تجرى في لقاءات شخصية أو جماعية يشارك ابنكم فيها بنشاطات لغوية مع أولاد آخرين.
يعمل المعالجون بالنطق مع الأولاد الصغار عبر المعاهد والوحدات لتطور الولد، الموجودة في أنحاء البلاد. يمكن أن تحددوا دورا للقاء معالج بالنطق يعمل بشكل شخصي، وإذا كان يعمل وفق اتفاق تعاقد مع صندوق المرضى، يمكنكم الحصول على إرجاع مالي أحيانًا. يتم الحصول على الإحالة الأولى للمعالج بالنطق عبر طبيب الأطفال، الذي سيُوجهكم إلى معهد نمو الطفل. في مركز نمو الطفل، سيتم فحص المعلومات التي سترسلونها إليه عبر تعبئة الاستمارات، وسيتخذ المسؤولون قرارا إذا كانت هناك إمكانية لإجراء تقييم وتدخل في إطار المعهد. في حال كان ذلك ممكنا، ستتم دعوتكم مع ابنكم لإجراء تشخيص، ومن ثم سيتم توجيهكم لتلقّي العلاج.
إذا كنتم ترغبون في إجراء تشخيص أو تلقي علاج شخصي، يمكنكم البحث عن معالج بالنطق في الجمعية الإسرائيلية للمعالجين بالنطق في إسرائيل.
فحوص السمع
إذا كنتم تعتقدون أن ابنكم يعاني من ضعف السمع، يُستحسن أن تجروا له فحص سمع في معهد السمع. تُعطى الإحالة لإجراء فحص سمع من قِبل طبيب الأطفال. إذا كان ابنكم يعاني حقًا من ضعف السمع، يستطيع المعالج بالنطق أن يخبركم كيف يؤثر سمع ابنكم في تطور اللغة والاتصال لديه.
عوامل حدوث التأخر اللغويّ
لا نعرف غالبًا ما هي العوامل التي تؤدي إلى تأخر لغويّ، ولكن نعرف أن من المؤكد أن الحديث يجري عن عامل وراثي أو بيولوجي. التأخر اللغوي شائع لدى:
- البنين
- الأولاد الذين هناك ماض طبي من التأخر اللغويّ أو اضطراب في التواصل لدى أحد أفراد عائلتهم
- الأولاد الذين يعانون من اضطراب التطور أو متلازمة تتجسد، من بين أمور أخرى، في التأخر اللغويّ، مثلا متلازمة داون
- الأولاد الذين يعانون من مشاكل متواصلة في السمع ومن تلوّثات في الأذنين.
ولكن، قد يكون التأخر في مهارات التواصل أحيانا علامة لوجود اضطرابات تطورية أصعب بما في ذلك اضطراب سمعي، تأخر في النمو، إعاقات عقلية تطورية، واضطراب التوحّد. أنتم تعرفون ابنكم أكثر من أي شخص آخر. فإذا كنتم قلقين، تحدثوا إلى طبيب الأطفال أو خبير آخر في مجال صحة الطفل.
تمت ملاءمة كافة محتويات الموقع للجمهور عامة.
© https://raisingchildren.net.au، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network